أميركا تخرج ببطء من العاصفة... واستمرار الاضطرابات في المطارات

الولايات المتحدة شهدت في الأيام الأخيرة تساقُط الثلوج بغزارة وانخفاضاً مفاجئاً في درجات الحرارة (أ.ف.ب)
الولايات المتحدة شهدت في الأيام الأخيرة تساقُط الثلوج بغزارة وانخفاضاً مفاجئاً في درجات الحرارة (أ.ف.ب)
TT

أميركا تخرج ببطء من العاصفة... واستمرار الاضطرابات في المطارات

الولايات المتحدة شهدت في الأيام الأخيرة تساقُط الثلوج بغزارة وانخفاضاً مفاجئاً في درجات الحرارة (أ.ف.ب)
الولايات المتحدة شهدت في الأيام الأخيرة تساقُط الثلوج بغزارة وانخفاضاً مفاجئاً في درجات الحرارة (أ.ف.ب)

تخرج الولايات المتحدة ببطء من عاصفة تاريخية أسفرت عن مصرع 59 شخصاً على الأقل، بينما يستمرّ تأثيرها في منطقة بوفالو وفي المطارات، حيث تمّ إلغاء رحلات مئات الآلاف من الركاب، وفقاً لوكالة «الصحافة الفرنسية».
وشهدت الولايات المتحدة في الأيام الأخيرة تساقُط الثلوج بغزارة وانخفاضاً مفاجئاً في درجات الحرارة، كما أنّ الطقس السيء تسبب في خراب كبير، حتّى في المناطق المعتادة على فصول الشتاء القاسية، لدرجة أنّ فرق الإنقاذ وجدت نفسها عالقة في بعض الأحيان.
ووفق حصيلة جديدة صدرت أمس (الأربعاء)، شهدت مقاطعة إيري في نيويورك، حيث تقع مدينة بوفالو قرب الحدود مع كندا، 37 وفاة على الأقل من بين 59 حالة وفاة مرتبطة بالعاصفة.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1607710208381358080?s=20&t=5EjEI4bjnG4eTfwVbJXfmQ
وعُثر على جثث أشخاص في سياراتهم أو في الشارع، بعضهم توفّي بعد انتظار إنقاذه لساعات.
وعمّ الشعور بالصقيع بدرجات متفاوتة في معظم أنحاء البلاد، بما في ذلك في تكساس وفلوريدا، غير المعتادتَين على مثل هذه الظروف الجوية.
ورغم تحسن الوضع في فلوريدا أمس مع ارتفاع درجات الحرارة، أكدت السلطات أنّ ذلك لا يعني خروج السكان من دائرة الخطر.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1608037343339896833?s=20&t=5EjEI4bjnG4eTfwVbJXfmQ
وحذّر مارك بولونكارز المسؤول التنفيذي في مقاطعة إيري من أنه «مع ارتفاع درجات الحرارة، نتوقّع ذوبان الجليد وحدوث فيضانات محتملة بسبب الذوبان السريع».
في هذه الأثناء، ظلّ حظر قيادة السيارات سارياً في بوفالو. وقال المسؤول على «تويتر» إن الحرس الوطني سينتقل من باب إلى باب في المناطق التي لم تستعِد الكهرباء بعد، للتأكّد من سلامة السكان.
في المطارات، خصوصاً في دنفر وشيكاغو وبالتيمور، تواصلت الاضطرابات في ظلّ إلغاء الرحلات الجوية المتتالية في عطلة الميلاد.
وفي حين عادت وتيرة عمل معظم شركات الطيران إلى طبيعتها، استمرّت شركة «ساوثويست إيرلاينز» في التعامل مع كارثتها الخاصة المتمثّلة في خدماتها في الأيام الأخيرة.
فمن بين نحو 2800 رحلة تم إلغاؤها صباح أمس، كان من المفترض أن تشغّل «ساوثويست» أكثر من 2500 رحلة، وفقاً لموقع «فلايتأوار».
ومساء الثلاثاء، اعتذر المدير التنفيذي بوب جوردان في رسالة عبر الفيديو عن الأمر. وقال: «نبذل كلّ ما في وسعنا لعودة (الأمور) إلى طبيعتها... أنا آسف حقاً».
https://twitter.com/peytonyager/status/1607897790713061376?s=20&t=98cTD6YbNTNfAX5vsWyutg
من جهته، أعرب نائب رئيس اتحاد طياري «ساوثويست» مايك سانتورو عن إحباطه عبر شبكة «سي إن إن»، موضحاً أنّ الشركة تعمل منذ فترة طويلة عبر نظام كومبيوتر «قديم إلى حدّ كبير»، مما يجعل تنظيم الرحلات الجوية معقّداً.
وقال: «لقد سئمنا الاعتذار نيابة عن ساوثويست»، داعياً الشركة إلى الاستثمار في تحديث نظامها. وقال: «هذا أكبر اضطراب صادفته في حياتي منذ 16 عاماً (من العمل) مع الشركة... إنه أمر محرج».
وأشار وزير النقل بيت بوتيدجيج إلى أنه سيتحقّق عن قرب «مما حدث لنظام» الشركة. وقال لقناة «إن بي سي»: «رغم أننا نفهم أنه من المستحيل التحكّم بالطقس، فإنّ الواضح أنه في هذه الحالة تمّ تجاوز الخط الفاصل بين حالة لا يمكن السيطرة عليها فيما يتعلق بالطقس، ووضع نابع من المسؤولية المباشرة للشركة».
صباح الأربعاء، كانت مئات الحقائب لا تزال مكدّسة في مطار بالتيمور في ولاية ميريلاند، في انتظار إعادتها إلى أصحابها، وفقاً لما ذكر صحافي في وكالة «الصحافة الفرنسية».
وكان أحد زبائن «ساوثويست» ويدعى دونالد سنيدر، واقفاً مع نحو 40 شخصاً آخرين خارج مكتب الأمتعة التابع للشركة.
وقال: «كانت لدي رحلة الأحد إلى أنديانابوليس ولكن تمّ إلغاؤها بعدما تمّ تسجيل حقائبي». وأضاف: «لم أحاول المجيء في وقت سابق هذا الأسبوع، بدا الأمر كأنه فوضى. لكنني آمل أن أستعيد حقائبي اليوم».
في هذا الوقت، كان آخرون يحاولون استعادة أمتعتهم بمساعدة موظفي الشركة، وسط مئات الحقائب المكدّسة والتي جرى تصنيفها وفق الرحلة.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».