مسلسل «آخر دور» يسجل حضوراً في الدراما التشويقية

العمل يدور في قالب اجتماعي بوليسي

مسلسل آخر دور (منصة شاهد على فيسبوك)
مسلسل آخر دور (منصة شاهد على فيسبوك)
TT

مسلسل «آخر دور» يسجل حضوراً في الدراما التشويقية

مسلسل آخر دور (منصة شاهد على فيسبوك)
مسلسل آخر دور (منصة شاهد على فيسبوك)

حظي مسلسل «آخر دور» بنسب مشاهدة عالية عند عرضه على منصة «شاهد»، وأثار نقاشات واسعة من جانب رواد مواقع التواصل الاجتماعي؛ بسبب أجواء الغموض التي سيطرت على العمل، والحبكة المُعقدة التي أخذت المشاهدين إلى الإحساس بالخوف والترقب من جانب الشخصية الرئيسة «روان» إلى الأحداث الحافلة بالدراما.
المسلسل إخراج حسين المنباوي، تأليف وسام صبري، وبطولة دينا الشربيني، ورياض الخولي، وأحمد بدير، ويدور في إطار بوليسي اجتماعي حول صدور الحكم ببراءة «روان» من جريمة قتل زوجها «كريم»، وبينما تحاول أن تُلملم جراحها، وتعتقد أن كل شيء سيعود كما كان قبل توجيه الاتهام لها بارتكاب الجريمة، وأنه بات بإمكانها العودة إلى عملها وحياتها السابقة؛ تُفاجأ بحدث جديد يقلب حياتها رأساً على عقب، حيث تقفز الممثلة سلمى من شقتها مضرَّجة في دمائها، وتسوء الأمور أكثر.
ويستعرض العمل علاقة «روان» التي تسكن في الدور الأخير بإحدى البنايات، بالجيران، والمشكلات التي يتعرضون لها على المستوى الشخصي، وتتشابك الخطوط الدرامية بشكل مثير بين الصراع والحب والفقد والعلاقات الاجتماعية المدمرة لأصحابها، لتنسج في النهاية حكاية مؤثرة لكل شخصية؛ مما يصنع جرعة مكثفة من الدراما.

فعلى سبيل المثال تدفع العلاقة السيئة لـ«روان» بوالدتها وما تركه ذلك داخلها من اضطرابات نفسية، إلى غرس الشك داخل المُشاهد تجاهها، بحيث يتملّكه الظن في بعض الحلقات أنها قد تكون القاتلة الحقيقية لزوجها رغم قرار المحكمة ببراءتها، لذلك دار نقاش بين بعض رواد التواصل الاجتماعي حول هل يمكن أن تكون نشأتها والأزمات التي تعرضت لها مع زوجها قد أسهمت في تحويلها من إعلامية ناجحة دؤوبة إلى قاتلة محترفة.
ومن توجيه الاتهام إلى «روان» ينتقل الأمر إلى صديقتها «خديجة» التي تساندها بقوة، إلا أن المُشاهد يفاجأ بأن الأخيرة لها قصة حب يكتنفها الغموض مع شاب يهددها بكشف أمرها ويطلب منها، في مقابل ذلك، مبلغاً مالياً كبيراً، ويبدو من حديثهما أن لها صلة بمقتل «كريم» زوج «روان»، كما تثير جارتها العجوز غموضاً كبيراً، وكذلك جارها واسع الثراء والنفوذ.
العمل ترك مساحة كبيرة للممثلين الشباب، إذ تدور بعض حلقاته حول لغز سقوط «ثراء جبيل» لتصبح هي محور الأحداث رغم موتها بعد ظهورها بدقائق قليلة في العمل.

ويرى الناقد الفني محمود مطر، في تصريح، لـ«الشرق الأوسط»، «أن المسلسل جيد، جذب الجمهور وأثار تعليقات واسعة على (السوشيال ميديا)؛ لكونه تناول أبعاداً درامية عدة ولم يكتفِ بخيط الجريمة، وإنما توغل في المشكلات النفسية للشخصيات».
ولفت إلى أن المسلسل سجل «عبر أحداثه المشوقة حضوراً بارزاً في مسلسلات الجريمة والغموض التي تحظى بشعبية جارفة، وتُعدّ المفضلة لدى شريحة عريضة من الجمهور بمختلف فئاته».
ولفت إلى أن المتلقي «يميل إلى التعلّق بالأشياء المثيرة والشيّقة التي تسير في أطر من الألغاز؛ لأنها تستثير داخله غريزة الفضول، وتستحثه على التفكير؛ في محاولة لفكّ لغز العمل والوصول إلى الحقيقة أو الجاني».
ورأى مطر أن «المنصات الإلكترونية برعت في تحقيق ذلك عبر أعمال تتميز بمستوى فني مرتفع على كل الأصعدة، من حيث السيناريو والإخراج والأداء التمثيلي والديكور، وغير ذلك»، متابعاً «هذه الأعمال تتمتع بمقومات الغموض والجريمة، وفي مقدمتها الانتقال بالمشاهدين إلى عوالم من الإثارة والتشويق عبر الأحداث السريعة والمعالجة الدرامية المنطقية».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


قضية ابنة شيرين عبد الوهاب تجدد الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني»

شيرين وابنتها هنا (إكس)
شيرين وابنتها هنا (إكس)
TT

قضية ابنة شيرين عبد الوهاب تجدد الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني»

شيرين وابنتها هنا (إكس)
شيرين وابنتها هنا (إكس)

جدد الحكم القضائي الصادر في مصر ضد شاب بتهمة ابتزاز وتهديد الطفلة «هنا»، ابنة الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب، الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني» عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وسبب انتشاره بكثافة، ومدى المخاطر التي يحملها، لا سيما ضد المراهقات.

وقضت محكمة جنايات المنصورة بالحبس المشدد 3 سنوات على المتهم، وهو طالب بكلية الهندسة، بعد ثبوت إدانته في ممارسة الابتزاز ضد ابنة شيرين، إثر نجاحه في الحصول على صور ومقاطع فيديو وتهديده لها بنشرها عبر موقع «تيك توك»، إذا لم تدفع له مبالغ مالية كبيرة.

وتصدرت الأزمة اهتمام مواقع «السوشيال ميديا»، وتصدر اسم شيرين «الترند» على «إكس» و«غوغل» في مصر، الجمعة، وأبرزت المواقع عدة عوامل جعلت القضية مصدر اهتمام ومؤشر خطر، أبرزها حداثة سن الضحية «هنا»، فهي لم تتجاوز 12 عاماً، فضلاً عن تفكيرها في الانتحار، وهو ما يظهر فداحة الأثر النفسي المدمر على ضحايا الابتزاز حين يجدون أنفسهم معرضين للفضيحة، ولا يمتلكون الخبرة الكافية في التعامل مع الموقف.

وعدّ الناقد الفني، طارق الشناوي، رد فعل الفنانة شيرين عبد الوهاب حين أصرت على مقاضاة المتهم باستهداف ابنتها بمثابة «موقف رائع تستحق التحية عليه؛ لأنه اتسم بالقوة وعدم الخوف مما يسمى نظرة المجتمع أو كلام الناس، وهو ما يعتمد عليه الجناة في مثل تلك الجرائم».

مشيراً لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «أبناء المشاهير يدفعون أحياناً ثمن شهرة ومواقف ذويهم، مثلما حدث مع الفنانة منى زكي حين تلقت ابنتها حملة شتائم ضمن الهجوم على دورها في فيلم (أصحاب ولاّ أعز) الذي تسبب في موجة من الجدل».

وتعود بداية قضية ابنة شيرين عبد الوهاب إلى مايو (أيار) 2023، عقب استدعاء المسؤولين في مدرسة «هنا»، لولي أمرها وهو والدها الموزع الموسيقي محمد مصطفى، طليق شيرين، حيث أبلغته الاختصاصية الاجتماعية أن «ابنته تمر بظروف نفسية سيئة للغاية حتى أنها تفكر في الانتحار بسبب تعرضها للابتزاز على يد أحد الأشخاص».

ولم تتردد شيرين عبد الوهاب في إبلاغ السلطات المختصة، وتبين أن المتهم (19 عاماً) مقيم بمدينة المنصورة، وطالب بكلية الهندسة، ويستخدم حساباً مجهولاً على تطبيق «تيك توك».

شيرين وابنتيها هنا ومريم (إكس)

وأكد الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع، أن «الوعي لدى الفتيات والنساء هو كلمة السر في التصدي لتلك الجرائم التي كثُرت مؤخراً؛ نتيجة الثقة الزائدة في أشخاص لا نعرفهم بالقدر الكافي، ونمنحهم صوراً ومقاطع فيديو خاصة أثناء فترات الارتباط العاطفي على سبيل المثال»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «كثيراً من الأشخاص لديهم وجه آخر صادم يتسم بالمرض النفسي أو الجشع والرغبة في الإيذاء ولا يتقبل تعرضه للرفض فينقلب إلى النقيض ويمارس الابتزاز بكل صفاقة مستخدماً ما سبق وحصل عليه».

فيما يعرّف أستاذ كشف الجريمة بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بمصر، الدكتور فتحي قناوي، الابتزاز الإلكتروني بوصفه «استخدام التكنولوجيا الحديثة لتهديد وترهيب ضحية ما، بنشر صور لها أو مواد مصورة تخصها أو تسريب معلومات سرية تنتهك خصوصيتها، مقابل دفع مبالغ مالية أو استغلال الضحية للقيام بأعمال غير مشروعة لصالح المبتزين».

ويضيف في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «مرتكب الابتزاز الإلكتروني يعتمد على حسن نية الضحية وتساهلها في منح بياناتها الخاصة ومعلوماتها الشخصية للآخرين، كما أنه قد يعتمد على قلة وعيها، وعدم درايتها بالحد الأدنى من إجراءات الأمان والسلامة الإلكترونية مثل عدم إفشاء كلمة السر أو عدم جعل الهاتف الجوال متصلاً بالإنترنت 24 ساعة في كل الأماكن، وغيرها من إجراءات السلامة».

مشدداً على «أهمية دور الأسرة والمؤسسات الاجتماعية والتعليمية والإعلامية المختلفة في التنبيه إلى مخاطر الابتزاز، ومواجهة هذه الظاهرة بقوة لتفادي آثارها السلبية على المجتمع، سواء في أوساط المشاهير أو غيرهم».