تقرير يمني يتهم الحوثيين بارتكاب 2660 انتهاكاً في القطاع الصحي بمأرب

شملت القتل والإصابة والنهب والاختطاف وتدمير المنشآت

جانب من فعالية حقوقية أقيمت في مأرب اليمنية أمس الخميس (إعلام حكومي)
جانب من فعالية حقوقية أقيمت في مأرب اليمنية أمس الخميس (إعلام حكومي)
TT

تقرير يمني يتهم الحوثيين بارتكاب 2660 انتهاكاً في القطاع الصحي بمأرب

جانب من فعالية حقوقية أقيمت في مأرب اليمنية أمس الخميس (إعلام حكومي)
جانب من فعالية حقوقية أقيمت في مأرب اليمنية أمس الخميس (إعلام حكومي)

اتهم تقرير حقوقي يمني الحوثيين بارتكاب أكثر من 2660 انتهاكاً ضد القطاع الصحي في محافظة مأرب، منذ 2015، وحتى نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
التقرير الذي أطلقه مكتب حقوق الإنسان بمحافظة مأرب، أمس (الخميس)، بالشراكة مع مكتبَيْ حقوق الإنسان بمحافظتي أمانة العاصمة وشبوة، كشف عن 2668 حالة انتهاك ارتكبتها الميليشيات تنوعت بين القصف، والقتل، والإصابة، والاعتقال، والاحتلال، والنهب، والمنع، والحرمان، والتهديد.
وثق التقرير قصف 134 منشأة ومرفقاً صحياً بالقذائف والصواريخ الباليستية والطيران المسيَّر؛ بعضها استُهدف أكثر من مرة، في مديريات المدينة وحريب وصرواح، حيث تسبب ذلك في تدمير كلي لـ16 منشأة ومرفقاً صحياً عاماً وخاصاً، بينما تسبب في تعرض 34 منشأة ومرفقاً صحياً لتدمير جزئي. كما وثق مقتل 53 عاملاً صحياً بين طبيب وممرض ومساعد وصحي عاملين في تلك المنشآت والمرافق المستهدفة، وإصابة 86 آخرين. ورصد مقتل 26 طبيباً وممرضاً وسائق عربة إسعاف وإصابة 63 آخرين، وتدمير كلي لـ12 سيارة إسعاف، بينما تعرضت )بحسب التقرير( 35 سيارة إسعاف أخرى لتدمير جزئي خلال انتهاكات الاستهداف المتعمد للكوادر الصحية والطواقم الإسعافية التي تحاول إنقاذ ضحايا قصف الأحياء والمنشآت المدنية.
وأشار التقرير إلى أن الميليشيات احتلت 18 منشأة طبية، وحولتها إلى مقرات عسكرية في مديريات الجوبة، والعبدية، وحريب، ومجزر، وجبل مراد، ورحبة، وقامت بنهب 12 منشأة ومرفقاً صحياً، واعتقال 17 كادراً صحياً، فيما منعت 102 منهم من السفر، وتعرض 145 عاملاً صحياً لحالة تهديد بالتصفية والقتل من قِبَل ميليشيا الحوثي.
سيطرة الميليشيات على أداء المنظمات الأممية التي مقراتها بصنعاء العاملة في المجال الصحي، ومنعها من تدخلاتها الإنسانية الدوائية لمحافظة مأرب لحرمان المواطنين والنازحين من الحصول على الدواء والخدمات الصحية، كانت من ضمن النقاط التي رصدها التقرير، الذي وثق أيضاً منع وإيقاف خمس حملات دوائية للمحافظة، منها حملتان تابعتان للجنة الدولية للصليب الأحمر، وتوقيف الإمداد الدوائي الخاص بالأمراض المزمنة عن 125مرفقاً طبياً كانت مقدمة دعماً من المنظمات الدولية، ما تسبب بحرمان 1785 مريضاً، كما منعت الميليشيات الحوثية وصول اللقاحات والحملات الطبية إلى مأرب، ما تسبب في حرمان أكثر من 600 ألف شخص من الخدمات الطبية.
شدد وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، خلال فعالية إطلاق التقرير على المنظمات الحقوقية لمواصلة العمل الدؤوب لرصد الانتهاكات والجرائم الإنسانية ضد المدنيين والأعيان المدنية والإنسانية، وتوثيقها وإيصالها للمنظمات الدولية والمجتمع الدولي، بما يكشف جرائم وإرهاب الميليشيات الحوثية، ويضمن حق المتضررين في الإنصاف وعدم إفلات قيادات ومنتسبي الميليشيا من العقاب.
في السياق نفسه، لفت كل من مدير عام مكتب حقوق الإنسان بمحافظة مأرب عبد ربه جديع، ومدير مكتب حقوق الإنسان بأمانة العاصمة صنعاء فهمي الزبيري، إلى أهمية إحياء اليوم العالمي لحقوق الإنسان في اليمن، باعتباره «منصة للفت المجتمع الدولي للانتهاكات والجرائم الإنسانية التي ترتكبها ميليشيا الحوثي، وتذكير المجتمع الدولي بواجباته ومسؤولياته الأخلاقية والقانونية لإيقافها وضمان محاسبة مرتكبيها وعدم إفلاتهم من العقاب».
وأكد المسؤولان اليمنيان أن التقرير الذي خُصص للانتهاكات التي طالت المنشآت والمرافق الصحية والكوادر الطبية في مأرب، عرض الوقائع والانتهاكات التي تم رصدها وتوثيقها بشكل قانوني وكامل من بين مئات الانتهاكات التي يجري استكمال توثيقها.
وطالبا المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته لإيقاف الانتهاكات والجرائم الإنسانية التي ترتكبها ميليشيا الحوثي الإرهابية، واتهما الجماعة بأنها «لم تترك بنداً من البنود التي تضمنها العهد الإنساني للأمم المتحدة من حقوق إنسانية إلا نسفتها، وارتكبت فيها آلاف الجرائم».


مقالات ذات صلة

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

العالم العربي غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

وصف المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الخميس) اللقاء الذي جمعه برئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي في عدن بـ«المثمر والجوهري»، وذلك بعد نقاشات أجراها في صنعاء مع الحوثيين في سياق الجهود المعززة للتوصل إلى تسوية يمنية تطوي صفحة الصراع. تصريحات المبعوث الأممي جاءت في وقت أكدت فيه الحكومة اليمنية جاهزيتها للتعاون مع الأمم المتحدة والصليب الأحمر لما وصفته بـ«بتصفير السجون» وإغلاق ملف الأسرى والمحتجزين مع الجماعة الحوثية. وأوضح المبعوث في بيان أنه أطلع العليمي على آخر المستجدات وسير المناقشات الجارية التي تهدف لبناء الثقة وخفض وطأة معاناة اليمنيين؛ تسهيلاً لاستئناف العملية السياسية

علي ربيع (عدن)
العالم العربي الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

في خطوة أحادية أفرجت الجماعة الحوثية (الأحد) عن القائد العسكري اليمني المشمول بقرار مجلس الأمن 2216 فيصل رجب بعد ثماني سنوات من اعتقاله مع وزير الدفاع الأسبق محمود الصبيحي شمال مدينة عدن، التي كان الحوثيون يحاولون احتلالها. وفي حين رحب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ بالخطوة الحوثية الأحادية، قابلتها الحكومة اليمنية بالارتياب، متهمة الجماعة الانقلابية بمحاولة تحسين صورتها، ومحاولة الإيقاع بين الأطراف المناهضة للجماعة. ومع زعم الجماعة أن الإفراج عن اللواء فيصل رجب جاء مكرمة من زعيمها عبد الملك الحوثي، دعا المبعوث الأممي في تغريدة على «تويتر» جميع الأطراف للبناء على التقدم الذي تم إنجازه

علي ربيع (عدن)
العالم العربي أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

في مسكن متواضع في منطقة البساتين شرقي عدن العاصمة المؤقتة لليمن، تعيش الشابة الإثيوبية بيزا ووالدتها.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

فوجئ محمود ناجي حين ذهب لأحد متاجر الصرافة لتسلّم حوالة مالية برد الموظف بأن عليه تسلّمها بالريال اليمني؛ لأنهم لا يملكون سيولة نقدية بالعملة الأجنبية. لم يستوعب ما حصل إلا عندما طاف عبثاً على أربعة متاجر.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

يجزم خالد محسن صالح والبهجة تتسرب من صوته بأن هذا العام سيكون أفضل موسم زراعي، لأن البلاد وفقا للمزارع اليمني لم تشهد مثل هذه الأمطار الغزيرة والمتواصلة منذ سنين طويلة. لكن وعلى خلاف ذلك، فإنه مع دخول موسم هطول الأمطار على مختلف المحافظات في الفصل الثاني تزداد المخاطر التي تواجه النازحين في المخيمات وبخاصة في محافظتي مأرب وحجة وتعز؛ حيث تسببت الأمطار التي هطلت خلال الفصل الأول في مقتل 14 شخصا وإصابة 30 آخرين، كما تضرر ألف مسكن، وفقا لتقرير أصدرته جمعية الهلال الأحمر اليمني. ويقول صالح، وهو أحد سكان محافظة إب، لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف، في ظل الأزمة التي تعيشها البلاد بسبب الحرب فإن الهطول ال

محمد ناصر (عدن)

طائرات سورية وروسية تقصف شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة

TT

طائرات سورية وروسية تقصف شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة

قوات جوية روسية وسورية تقصف مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا قرب الحدود مع تركيا (أ.ب)
قوات جوية روسية وسورية تقصف مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا قرب الحدود مع تركيا (أ.ب)

قال الجيش السوري ومصادر من قوات المعارضة إن قوات جوية روسية وسورية قصفت مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة، شمال غربي سوريا، قرب الحدود مع تركيا، اليوم (الخميس)، لصد هجوم لقوات المعارضة استولت خلاله على أراضٍ لأول مرة منذ سنوات.

ووفقاً لـ«رويترز»، شن تحالف من فصائل مسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام هجوماً، أمس (الأربعاء)، اجتاح خلاله 10 بلدات وقرى تحت سيطرة قوات الرئيس السوري بشار الأسد في محافظة حلب، شمال غربي البلاد.

وكان الهجوم هو الأكبر منذ مارس (آذار) 2020، حين وافقت روسيا التي تدعم الأسد، وتركيا التي تدعم المعارضة، على وقف إطلاق نار أنهى سنوات من القتال الذي تسبب في تشريد ملايين السوريين المعارضين لحكم الأسد.

وفي أول بيان له، منذ بدء الحملة المفاجئة قال الجيش السوري: «تصدَّت قواتنا المسلحة للهجوم الإرهابي الذي ما زال مستمراً حتى الآن، وكبَّدت التنظيمات الإرهابية المهاجمة خسائر فادحة في العتاد والأرواح».

وأضاف الجيش أنه يتعاون مع روسيا و«قوات صديقة» لم يسمِّها، لاستعادة الأرض وإعادة الوضع إلى ما كان عليه.

وقال مصدر عسكري إن المسلحين تقدموا، وأصبحوا على مسافة 10 كيلومترات تقريباً من مشارف مدينة حلب، وعلى بُعد بضعة كيلومترات من بلدتَي نبل والزهراء الشيعيتين اللتين بهما حضور قوي لجماعة «حزب الله» اللبنانية المدعومة من إيران.

كما هاجموا مطار النيرب، شرق حلب، حيث تتمركز فصائل موالية لإيران.

وتقول قوات المعارضة إن الهجوم جاء رداً على تصعيد الضربات في الأسابيع الماضية ضد المدنيين من قبل القوات الجوية الروسية والسورية في مناطق جنوب إدلب، واستباقاً لأي هجمات من جانب الجيش السوري الذي يحشد قواته بالقرب من خطوط المواجهة مع قوات المعارضة.

وفي الوقت نفسه، ذكرت وسائل إعلام إيرانية رسمية، اليوم (الخميس)، أن البريجادير جنرال كيومارس بورهاشمي، وهو مستشار عسكري إيراني كبير في سوريا، قُتل في حلب على يد قوات المعارضة.

وأرسلت إيران آلاف المقاتلين إلى سوريا خلال الصراع هناك. وبينما شمل هؤلاء عناصر من الحرس الثوري، الذين يعملون رسمياً مستشارين، فإن العدد الأكبر منهم من عناصر جماعات شيعية من أنحاء المنطقة.

وقالت مصادر أمنية تركية اليوم (الخميس) إن قوات للمعارضة في شمال سوريا شنَّت عملية محدودة، في أعقاب هجمات نفذتها قوات الحكومة السورية على منطقة خفض التصعيد في إدلب، لكنها وسَّعت عمليتها بعد أن تخلَّت القوات الحكومية عن مواقعها.

وأضافت المصادر الأمنية أن تحركات المعارضة ظلَّت ضمن حدود منطقة خفض التصعيد في إدلب التي اتفقت عليها روسيا وإيران وتركيا في عام 2019، بهدف الحد من الأعمال القتالية بين قوات المعارضة وقوات الحكومة.

وقال مصدر بوزارة الدفاع التركية إن تركيا تتابع التطورات في شمال سوريا عن كثب، واتخذت الاحتياطات اللازمة لضمان أمن القوات التركية هناك.

ولطالما كانت هيئة تحرير الشام، التي تصنِّفها الولايات المتحدة وتركيا منظمة إرهابية، هدفاً للقوات الحكومية السورية والروسية.

وتتنافس الهيئة مع فصائل مسلحة مدعومة من تركيا، وتسيطر هي الأخرى على مساحات شاسعة من الأراضي على الحدود مع تركيا، شمال غربي سوريا.

وتقول قوات المعارضة إن أكثر من 80 شخصاً، معظمهم من المدنيين، قُتلوا منذ بداية العام في غارات بطائرات مُسيرة على قرى تخضع لسيطرة قوات المعارضة.

وتقول دمشق إنها تشن حرباً ضد مسلحين يستلهمون نهج تنظيم القاعدة، وتنفي استهداف المدنيين دون تمييز.