النظام السوري يلجأ لـ«الحاويات المتفجرة» لقصف حلب ودرعا

تقارير ميدانية تتحدث عن تحصين قوات النظام القرى العلوية الموالية غرب حماه

النظام السوري يلجأ لـ«الحاويات المتفجرة» لقصف حلب ودرعا
TT

النظام السوري يلجأ لـ«الحاويات المتفجرة» لقصف حلب ودرعا

النظام السوري يلجأ لـ«الحاويات المتفجرة» لقصف حلب ودرعا

قتل 28 شخصًا معظمهم من المدنيين يوم أمس (السبت)، في قصف جوي لقوات النظام السوري على مدينة الباب التي يسيطر عليها داعش، والواقعة في ريف محافظة حلب، بينما أفيد عن مقتل قيادي محلي في التنظيم المتطرف و3 عناصر آخرين بقصف نفذته طائرات التحالف الإقليمي - الدولي على مدينة الرقة.
«المرصد السوري لحقوق الإنسان» أشار إلى مقتل 28 شخصا على الأقل بينهم 19 مدنيا، ثلاثة منهم أطفال «في مجزرة نفذتها طائرات النظام المروحية إثر قصفها بحاويات متفجرة مدينة الباب التي يسيطر عليها تنظيم داعش في ريف حلب الشمالي الشرقي»، مضيفا أن «القتلى التسعة الآخرين مجهولو الهوية حتى الآن».
وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية (أ.ف.ب) إن «جثث القتلى التسعة احترقت بالكامل، ولم تتسنّ معرفة إذا كانت تعود لمدنيين أم لعناصر من (داعش)»، لافتا إلى أن النظام يستخدم أخيرا بقصفه الجوي «الحاويات المتفجرة باعتبار أن قدرتها التدميرية تفوق قدرة البراميل المتفجرة بثلاثة أضعاف».
من جهتها، أفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا بأن القصف الجوي استهدف سوقا شعبية في مدينة الباب. وتحدثت شبكة «مسار برس» عن «أكثر من ثلاثين قتيلا بينهم أطفال ونساء منهم 15 جثة مجهولة الهوية بالإضافة لأربعين جريحا، كحصيلة غير نهائية لمجزرة الباب».
وقالت منظمة «إسعاف بلا حدود» إن «21 شخصا قتلوا وجرح أكثر من أربعين آخرين في هذا القصف»، مشيرة إلى أن الحصيلة غير نهائية حتى اللحظة. وأظهرت صورًا بثتها المنظمة جثث الضحايا بالمستشفى الميداني بمدينة الباب، وقد بدت هذه الجثث مشوهة جراء تعرضها للحروق.
كما أظهرت الصور أيضا تلقي بعض المصابين للإسعافات الطبية وإصابة رضيع في رأسه ويديه، فيما كست الدماء وجهه وأجزاء من جسمه.
ولم يقتصر استخدام النظام «الحاويات المتفجرة» على محافظة حلب، إذ أفاد ناشطون عن «مقتل عائلة بكاملها تتألف من رجل وزوجته وأطفالهما الخمسة في قصف جوي لقوات النظام بحاويات متفجرة استهدف بلدة الحارة في ريف محافظة درعا الشمالي عند موعد الإفطار».
وأشار المرصد إلى أن الطيران المروحي ألقى عددا من البراميل المتفجرة على مناطق في بلدة النعيمة وبلدة عثمان بريف درعا، فيما استهدفت كتائب المعارضة تمركزات لقوات النظام في الفوج 175 واللواء 12 في بلدة ازرع بقذائف الهاون.
وفي محافظة الرقة، أفادت مواقع المعارضة السورية عن تنفيذ طائرات الائتلاف الدولي عشر ضربات جوية استهدفت مدينة الرقة، مما تسبب بمقتل قيادي محلي من تنظيم داعش وثلاثة مقاتلين آخرين.
في هذا الوقت، تجددت الاشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وكتائب المعارضة من جهة أخرى في أطراف حي جوبر، بالعاصمة دمشق، ترافق مع قصف من قبل قوات النظام بعدة قذائف على مناطق الاشتباك، ومناطق أخرى في الحي، بحسب «المرصد».
وتحدثت شبكة «الدرر الشامية» عن «تقارير ميدانية تفيد بقيام قوات الأسد بتحصين القرى العلوية الموالية للنظام في ريف حماه الغربي وفصلها عن القرى السنيّة خوفًا من هجمات الثوار». وذكر ناشطون أن «قوات النظام تقوم بحفر خندق بعرض خمسة أمتار يبدأ من قرية ‏الرصيف باتجاه قرية‫‏العزيزية بهدف فصل القرى الموالية للنظام عن القرى السنيّة في ريف حماه الغربي»، وأشاروا إلى أن «قوات الأسد تمكنت منذ عدة أيام من السيطرة على أربع قرى تقع على تسلسل خط واحد، هي الرملة والأشرفية وقبر فضة والكريم، وتُشكّل هذه القرى عمق سهل الغاب في هجومٍ مضاد على مواقع كتائب الثوار».
وبحسب التقارير ميدانية فإن الهدف من السيطرة على القرى الأربع هو «تأمين نظام الأسد خط دفاع عسكري لقواته يبدأ من قرية الجيد الموالية ذات الأغلبية المرشدية إلى مدينة السقيلبية الموالية في أقصى سهل الغاب الأدنى، حيث قام بعدها برفع السواتر الترابية العالية وزرع الألغام حول المناطق التي سيطر عليها خوفًا من هجمات الثوار».
وتأتي هذه التطورات في ظل معارك «كر وفر» تشهدها قرى وبلدات سهل الغاب، التي تهدف من خلالها قوات المعارضة السيطرة على المنطقة التي تعتبر البوابة الرئيسية لمعركة الساحل.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.