لبنان: جلسة حاسمة لمجلس الوزراء اليوم.. والحريري يطرح «خارطة طريق» الأحد

تيار عون يعود إلى الشارع ويضع سلسلة خطط للمواجهة

لبنان: جلسة حاسمة لمجلس الوزراء اليوم.. والحريري يطرح «خارطة طريق» الأحد
TT

لبنان: جلسة حاسمة لمجلس الوزراء اليوم.. والحريري يطرح «خارطة طريق» الأحد

لبنان: جلسة حاسمة لمجلس الوزراء اليوم.. والحريري يطرح «خارطة طريق» الأحد

عاد رئيس «التيار الوطني الحر» النائب ميشال عون وأنصاره، مساء أمس الأربعاء، إلى الشارع بعد سنوات من محاولتهم الانخراط الفعلي بالسلطة، إذ قرروا التصعيد تحت عنوان «فرض تطبيق شروط الشراكة الحقيقية واستعادة الحقوق المسيحية» على خلفية الأزمة الحكومية المستمرة نتيجة ضغط وزراء عون ودعم وزراء «حزب الله» لهم في مطلبهم تعيين قائد جديد للجيش قبيل البت بأي بند آخر على جدول الأعمال ورفض رئيس الحكومة تمام سلام ومعظم الوزراء الآخرين الرضوخ لما يقولون إنها «إملاءات عونية». وقد انطلق مساء الحراك العوني باجتماعات في المراكز الحزبية وبمواكب سيارة جابت الشوارع، فرفع أنصار عون الأعلام البرتقالية وصوره ورددوا الهتافات المؤيدة له، على أن يتحول هذا الحراك تصاعديا قبيل انعقاد جلسة مجلس الوزراء اليوم مع ورود معلومات عن توجه من قبل الناشطين في «التيار الوطني الحر» لإغلاق عدد من الطرقات المحيطة في السراي الحكومي في وسط بيروت.
وقال القيادي في «التيار الوطني الحر» ماهر باسيلا لـ«الشرق الأوسط»، إن «هناك مجموعة خطط وأبرزها (أ) و(ب) و(ث) تم وضعها لاعتمادها حسب تطور الوضع السياسي»، مشددًا على أن «هذه الخطط تأخذ بعين الاعتبار مصلحة المواطنين ولن تشكل عائقًا أمام ممارسة حياتهم اليومية بشكل طبيعي». وقال: «كل شيء مدروس، تحركاتنا ستكون سلمية، نوعية ومركزة في مواقع محددة، وهي بالنهاية ردة فعل على محاولات إلغاء دورنا واستهدافنا، وليست فعلا». وأكد باسيلا أن «التحركات التي يعد لها التيار لا تشبه بشيء تحركات عام 2008 (عندما اجتاح حزب الله وحلفائه بيروت)، لكنها قد تكون أقرب للتحركات التي شهدناها في التسعينات (عندما تظاهر مؤيدو عون ضد الوجود السوري)، إلا أن الهدف اليوم ليس المحتل إنما مغتصب الحقوق». وعقد وزراء عون وحزب الله، يوم أمس، اجتماعًا في مقر وزارة الخارجية لتنسيق المواقف والخطوات التي سيتخذونها في الجلسة الحكومية، وبدا لافتًا تغييب وزراء حركة «أمل» التي يرأسها رئيس المجلس النيابي، نبيه بري، عن الاجتماع، باعتبار أن موقف بري سلبي من الحراك العوني وهو أقرب إلى موقف الرئيس سلام ووزراء 14 منه إلى مواقف قوى 8 التي هو جزء منها. ووصف وزير الخارجية جبران باسيل بعد الاجتماع اليوم الخميس بـ«المفصلي والمصيري». وقال: «نحن أقوياء في مجلس الوزراء وخارجه ولن نسمح أن تتحول الحكومة إلى حكومة تحد واستفزاز».
ولا يزال حزب الله، على الرغم من تأييده للتصعيد العوني دون المشاركة عمليًا فيه على الأرض، يسعى للملمة الوضع الداخلي من خلال جهود يبذلها قياديوه لعدم وصول الأمور إلى حد الانفجار الحكومي. وفي هذا السياق، قالت مصادر مقربة من الرئيس سلام لـ«الشرق الأوسط»: «قد تمنى وزير حزب الله محمد فنيش، على الرئيس سلام التريث ببت الملفات داخل مجلس الوزراء والعمل على عدم الوصول إلى جو من التصادم، وقد أكدنا له أن آخر ما يريده رئيس الحكومة هو الوصول إلى التصادم، إلا أنه (أي سلام) ينطلق بالوقت عينه من توجه أساسي لجهة رفضه تعطيل عمل مجلس الوزراء تحت أي عنوان من العناوين».
ولفت بالأمس أيضًا الاتصال الذي أجراه رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي»، النائب وليد جنبلاط، بالنائب عون الذي أكد خلاله أن «الكلام الذي صدر في إحدى الصحف اللبنانية عن أنه (غدر به)، غير دقيق وغير صحيح»، مذكرًا بـ«أنه كان سبق وقدم مبادرة تتعلق بملف التعيينات الأمنية، إلا أن هذه المبادرة لم يكتب لها النجاح لظروف متعددة ليس المجال لشرحها في هذا الوقت».
وأكد جنبلاط لعون، بحسب «الوكالة الوطنية للإعلام»، «حرصه على استمرار العلاقة الإيجابية بينهما وعلى إبقاء التواصل والتشاور الثنائي قائمًا الذي أثبت في المراحل السابقة فاعليته على الكثير من المستويات بما يتماشى مع المصلحة الوطنية اللبنانية».
ومن المتوقع أن يطل رئيس تيار «المستقبل»، النائب سعد الحريري، يوم الأحد المقبل ويلقي كلمة، قال أحد نوابه إنّها «ستشكل خارطة طريق للمرحلة المقبلة».
وأشار القيادي في تيار «المستقبل» مصطفى علوش إلى أن «الرئيس الحريري يسير على خطى الرئيس الشهيد، فهو يطرح الحلول بدل الدخول في المهاترات الكلامية وفي محاولات التخريب.. هو سيواجه الشعبوية بطرح الحلول والخيارات».
واعتبر علوش أنّه «وإذا أراد عون استعمال الغوغاء لتخريب مصالح الناس، فعندها سيكون مسؤولاً أمام القانون». وأضاف: «عون حاليا أداة يتم التحكم بها عن بُعد من قبل حزب الله، وإذا كان يظن أنّه يمتلك خياره فهو مخطئ تمامًا».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.