نائب إيراني يطالب بمساءلة رئيسي بشأن قمع المدن الكردية

النائب محمود زاده يُلقي خطاباً في البرلمان الإيراني (إيسنا)
النائب محمود زاده يُلقي خطاباً في البرلمان الإيراني (إيسنا)
TT

نائب إيراني يطالب بمساءلة رئيسي بشأن قمع المدن الكردية

النائب محمود زاده يُلقي خطاباً في البرلمان الإيراني (إيسنا)
النائب محمود زاده يُلقي خطاباً في البرلمان الإيراني (إيسنا)

دعا عضو البرلمان الإيراني من مدينة مهاباد، النائب جلال محمود زاده، إلى مساءلة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، ووزير داخليته الجنرال أحمد وحيدي، في إدارة الاضطرابات الأخيرة في إيران، خصوصاً إطلاق النار على محتجّين في المدن الكردية خلال حملة القمع التي تشنها السلطات لإخماد الاحتجاجات التي تهز البلاد منذ 10 أسابيع.
ذكرت وكالة «إيسنا» الحكومية أن محمود زاده، في خطابه، اليوم الأحد، أشار إلى إحصائية قتلى مهاباد والمدن الكردية، دون الإشارة إلى العدد الذي ورد على لسان النائب.
وذكر موقع «اعتماد أونلاين» الإخباري أن النائب أشار إلى سقوط 105 قتلى في المدن الكردية. وقال: «يجب مساءلة وزير الداخلية بوصفه رئيس لجنة الأمن في البلاد»، مشدداً على ضرورة إيقاف من ارتكبوا تجاوزات، وتقديمهم إلى المحكمة، وفقاً لـ«إيسنا».
وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن محمود زاده كان يطالب باعتقال من استخدموا الذخائر الحية ضد المحتجّين.
وتعهّد محمود زاده بمتابعة من يتقدمون بشكوى في هذا الصدد، منتقداً فرض الأجواء الأمنية على المدن الكردية، بما في ذلك مهاباد، مطالباً وزير الداخلية بوضع حد لهذه الأوضاع. وأضاف: «لقد وجّهت سؤالاً إلى الوزير في لجنة الشؤون الداخلية بسبب مواجهة المحتجّين»، منتقداً رئيس اللجنة على رفض استدعاء الوزير.
ويرأس لجنة الشؤون الداخلية في البرلمان النائب محمد صالح جوكار؛ وهو واحد من جنرالات «الحرس الثوري».
ونقلت صحيفة «همشهري» التابعة لبلدية طهران، عن جوكار ردّه على محمود زاده قائلاً: «لماذا لا تتركون الناس في سلام وتثيرون هواجسهم، ليس من مصلحة الوطن والأمة إثارة الشغب، والعنف، والفتنة. يتوقّع الناس من النواب حلّ المشكلات، وعدم تغذية وسائل الإعلام الأجنبية». وقال إن «انعدام الأمن أضرّ باقتصاد البلاد... ينبغي ألا ندخل البرلمان لإثارة أية قضايا بأي شكل من الأشكال، لإثارة الفتنة، وسلب هدوء الناس».
وأكد، في تصريح لموقع «اعتماد أونلاين»: «ماذا يعني الانتشار العسكري وفرض الأجواء الأمنية على مهاباد والمدن الكردية واعتقال المدنيين العُزّل، والهجوم الليلي على المناطق السكنية، وتخريب وسائل الناس، وكتابة الشعارات على الجدران الداخلية للعمارات وتفتيش الممتلكات الشخصة، وإقامة نقاط تفتيش متعددة في مداخل المدن الكردية على غرار بداية ثورة 1979».
جاءت انتقادات محمود زاده بعدما أعلن، الأربعاء الماضي، أنه تلقّى أوامر استدعاء قضائية متكررة بسبب موقفه الداعم للاحتجاجات، وكتب، في تغريدة: «رفعت الجهات القضائية دعوى ضدي بصفتي ممثلاً لمن هم في حداد، بدلاً من الحفاظ على الحقوق القانونية للمحتجّين وأسر الضحايا في مهاباد والمدن الكردية».
وقالت منظمة حقوق الإنسان في كردستان إيران، السبت، إن عدد القتلى في المدن الكردية وصل إلى 104 أشخاص، حتى مساء الجمعة، وبينهم 41 قتيلاً في المدن الكردية بجنوب محافظة أذربيجان الغربية، ومن بين هؤلاء 13 شخصاً في مدينة مهاباد. وأشارت إلى مقتل 11 طفلاً، كما أشارت المنظمة إلى مقتل 21 شخصاً في الهجمات التي شنّتها إيران على مواقع أحزاب كردية معارضة في إقليم كردستان.


مقالات ذات صلة

فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

شؤون إقليمية فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

ندّدت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع عَلَم بنما، في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس، التابع لـ«البحرية» الأميركية، وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم «الخارجية» الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجَزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)
شؤون إقليمية الرئيس الإيراني يصل إلى سوريا اليوم في زيارة «استراتيجية» ذات طابع «اقتصادي»

الرئيس الإيراني يصل إلى سوريا اليوم في زيارة «استراتيجية» ذات طابع «اقتصادي»

يصل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي اليوم (الأربعاء)، إلى دمشق في زيارة رسمية هي الأولى لمسؤول إيراني في هذا المنصب إلى الدولة الحليفة التي قدّمت طهران لحكومتها دعماً كبيراً على مستويات عدة منذ اندلاع النزاع في عام 2011. في محيط السفارة الإيرانية بمنطقة المزّة وسط دمشق، التحضيرات للزيارة ظاهرة للعيان منذ أيام، إذ أُزيلت حواجز حديدية وإسمنتية ضخمة كانت قد أُقيمت حول السفارة منذ سنوات النزاع الأولى. وذكرت وسائل إعلام إيرانية وسورية أن الزيارة ستستغرق يومين، وسيرافق رئيسي «وفد وزاري سياسي واقتصادي رفيع». وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن رئيسي سيلتقي نظيره السوري بشار الأسد «ويُجري معه

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية الاتحاد الأوروبي يطالب طهران بإلغاء عقوبة الإعدام بحق مواطن ألماني - إيراني

الاتحاد الأوروبي يطالب طهران بإلغاء عقوبة الإعدام بحق مواطن ألماني - إيراني

قال الاتحاد الأوروبي إنه «يدين بشدة» قرار القضاء الإيراني فرض عقوبة الإعدام بحق المواطن الألماني - الإيراني السجين جمشيد شارمهد، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وأيدت المحكمة العليا الإيرانية يوم الأربعاء حكم الإعدام الصادر بحق شارمهد.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
المشرق العربي إسرائيل: «حزب الله» وراء انفجار قنبلة شمال البلاد الشهر الماضي

إسرائيل: «حزب الله» وراء انفجار قنبلة شمال البلاد الشهر الماضي

قال مستشار الأمن الوطني الإسرائيلي تساحي هنجبي أمس (الجمعة) إن «حزب الله» اللبناني كان وراء هجوم نادر بقنبلة مزروعة على جانب طريق الشهر الماضي، مما أدى إلى إصابة قائد سيارة في شمال إسرائيل، وفقاً لوكالة «رويترز». وقال الجيش الإسرائيلي إن قوات الأمن قتلت رجلا كان يحمل حزاما ناسفا بعد أن عبر على ما يبدو من لبنان إلى إسرائيل وفجر قنبلة في 13 مارس (آذار) بالقرب من مفترق مجيدو في شمال إسرائيل. وأوضح مسؤولون في ذلك الوقت أنه يجري التحقيق في احتمال تورط «حزب الله» المدعوم من إيران في الانفجار.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية 24 هندياً على متن ناقلة نفط احتجزتها إيران في خليج عمان

24 هندياً على متن ناقلة نفط احتجزتها إيران في خليج عمان

أعلنت الشركة المشغلة لناقلة نفط كانت متّجهة نحو الولايات المتحدة، واحتجزتها إيران في خليج عمان أن السفينة كانت تقل 24 هندياً هم أفراد الطاقم، وأضافت اليوم (الجمعة) أنها تعمل على تأمين الإفراج عنهم. وأوضحت شركة «أدفانتج تانكرز» لوكالة «الصحافة الفرنسية»، أن حالات مماثلة سابقة تُظهر أن الطاقم المحتجز «ليس في خطر»، بعد احتجاز الناقلة (الخميس). وذكرت الشركة، في بيان، أن البحرية الإيرانية نقلت السفينة «أدفانتج سويت»، التي ترفع علم جزر مارشال، إلى ميناء لم يُكشف عن اسمه، بسبب «نزاع دولي». وقالت «أدفانتج تانكرز» إن «البحرية الإيرانية ترافق حاليا أدفانتج سويت إلى ميناء على أساس نزاع دولي».

«الشرق الأوسط» (دبي)

«مدينة مفقودة» في المحيط الأطلسي «لا تشبه شيئاً على الأرض»

أعماق المحيط أذهلت الإنسان (مختبر «أميز»)
أعماق المحيط أذهلت الإنسان (مختبر «أميز»)
TT

«مدينة مفقودة» في المحيط الأطلسي «لا تشبه شيئاً على الأرض»

أعماق المحيط أذهلت الإنسان (مختبر «أميز»)
أعماق المحيط أذهلت الإنسان (مختبر «أميز»)

أذهلت حقيقة ما يكمُن داخل محيطاتنا، الناس منذ الأزل؛ لذا ليس مستغرباً تكاثُر الخرافات حول الأعماق المائية. ولكن بصرف النظر عن قارة أتلانتيس الغارقة، فقد اكتشف العلماء «مدينة مفقودة» حقيقية تحت الأمواج، تعجُّ بالحياة.

وذكرت «إندبندنت» أنّ المناظر الطبيعية الصخرية الشاهقة تقع غرب سلسلة جبال وسط الأطلسي، على عمق مئات الأمتار تحت سطح المحيط، وتتألّف من جدران وأعمدة وصخور ضخمة تمتدّ على طول أكثر من 60 متراً. للتوضيح، فهي ليست موطناً لإحدى الحضارات الإنسانية المنسيّة منذ مدّة طويلة؛ لكنَّ ذلك لا يقلِّل أهمية وجودها.

يُعدُّ الحقل الحراري المائي، الذي أُطلق عليه اسم «المدينة المفقودة» لدى اكتشافه عام 2000، أطول بيئة تنفُّس في المحيطات، وفق موقع «ساينس أليرت ريبورتس». وإذ لم يُعثَر على شيء آخر مثله على الأرض، يعتقد الخبراء بإمكان أن يقدّم نظرة ثاقبة على النُّظم البيئية التي يمكن أن توجد في مكان آخر في الكون.

«مدينة مفقودة» حقيقية تحت الأمواج (مختبر «أميز»)

ولأكثر من 120 ألف عام، تغذَّت الحلزونات والقشريات والمجتمعات الميكروبية على الفتحات الموجودة في الحقل، التي تُطلق الهيدروجين والميثان والغازات الذائبة الأخرى في المياه المحيطة.

ورغم عدم وجود الأكسجين هناك، فإنّ حيوانات أكبر تعيش أيضاً في هذه البيئة القاسية، بما فيها السرطانات والجمبري والثعابين البحرية؛ وإنْ ندُرَت.

لم تنشأ الهيدروكربونات التي تُنتجها الفتحات من ضوء الشمس أو ثاني أكسيد الكربون، وإنما بتفاعلات كيميائية في قاع البحر. سُمِّيت أطول سهول «المدينة المفقودة»، «بوسيدون»، على اسم إله البحر الإغريقي، ويبلغ ارتفاعه أكثر من 60 متراً. في الوقت عينه، إلى الشمال الشرقي من البرج، ثمة جرفٌ حيث تنضح الفتحات بالسوائل، مما ينتج «مجموعات من الزوائد الكربونية الدقيقة متعدّدة الأطراف تمتدّ إلى الخارج مثل أصابع الأيدي المقلوبة»، وفق الباحثين في «جامعة واشنطن».

هناك الآن دعوات لإدراج «المدينة المفقودة» ضمن مواقع التراث العالمي لحماية الظاهرة الطبيعية، خصوصاً في ضوء مَيْل البشر إلى تدمير النُّظم البيئية الثمينة.

وفي عام 2018، جرى تأكيد أنّ بولندا نالت حقوق التنقيب في أعماق البحار حول الحقل الحراري. وفي حين أنّ «المدينة المفقودة»، نظرياً، لن تتأثّر بمثل هذه الأعمال، فإنّ تدمير محيطها قد تكون له عواقب غير مقصودة.