حراك يمني على هامش «مؤتمر المنامة» للتحذير من إرهاب الحوثيين

بن مبارك: الميليشيات تمثل تهديداً خطيراً للأمن والسلم الدوليين

وزير الخارجية اليمني يلتقي وزير الخارجية البريطاني في المنامة الأحد (سبأ)
وزير الخارجية اليمني يلتقي وزير الخارجية البريطاني في المنامة الأحد (سبأ)
TT

حراك يمني على هامش «مؤتمر المنامة» للتحذير من إرهاب الحوثيين

وزير الخارجية اليمني يلتقي وزير الخارجية البريطاني في المنامة الأحد (سبأ)
وزير الخارجية اليمني يلتقي وزير الخارجية البريطاني في المنامة الأحد (سبأ)

قاد وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك، تحركات مكثفة، على هامش «مؤتمر الأمن الإقليمي» في العاصمة البحرينية المنامة؛ لتنبيه المجتمع الدولي إلى تصاعد إرهاب الميليشيات الحوثية، الذي بات يمثل تهديداً خطيراً للأمن والسلم الدوليين.

تحركات بن مبارك، التي شملت لقاء عدد من نظرائه والمسؤولين والدبلوماسيين الدوليين، جاءت في وقت تواصل فيه الميليشيات الحوثية إطلاق تهديداتها بتكرار الهجمات الإرهابية على موانئ تصدير النفط في المناطق المحررة، بالتزامن مع استمرار رفضها تجديد الهدنة المنتهية في الثاني من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وفي كلمته أمام المؤتمر الأحد، قال بن مبارك: «إن ممارسات ميليشيات الحوثي الإرهابية تعدت كونها ممارسات تمرد داخلي أو تهديد محلي، وإنها باستهدافها الموانئ وخطوط الشحن الدولية قدمت تأكيداً جديداً على أنها تمثل تهديداً خطيراً للأمن والسلم الدوليين».

واستعرض الوزير اليمني أمام المشاركين في المؤتمر الدولي «الدور الإرهابي الذي تقوم به الميليشيات الحوثية في تقويضها أمن وسلامة الملاحة الدولية في خليج عدن والبحر الأحمر، من خلال ممارساتها التخريبية في زرع الألغام البحرية، والقيام بأعمال القرصنة البحرية على السفن التجارية، واستهدافها الموانئ النفطية عبر الطائرات المسيرة الإيرانية».

واتهم بن مبارك الميليشيات الحوثية بأنها «تستخدم ناقلة النفط (صافر) العائمة، باعتبارها ورقة ابتزاز للمجتمع الدولي، بما يشكله ذلك من خطر على منطقة البحر الأحمر بيئياً وإنسانياً واقتصادياً في حال عدم الإسراع بتنفيذ المرحلة الأولى من تفريغ الخزان المتهالك».

وأكد وزير الخارجية اليمني أن إحلال السلام في بلاده يعد «ضماناً أساسياً للأمن البحري وحرية الملاحة الدولية، وخصوصاً أن اليمن يحتل موقعاً استراتيجياً وفريداً في العالم، تمر به إمدادات الطاقة العالمية وخطوط الشحن الدولية».

وجدد بن مبارك دعوة الحكومة في بلاده المجتمع الدولي من أجل «فهم صحيح لطبيعة الميليشيات الحوثية، وممارسة ضغوط فعالة عليها عبر تصنيفها منظمة إرهابية، وتجفيف مواردها المالية، والتمسك بمرجعيات الحل الثلاث المتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وأهمها القرار رقم 2216، والمتفق عليها وطنياً وإقليمياً ودولياً».

وضمن لقاءات الوزير بن مبارك، على هامش المؤتمر الدولي، أفادت المصادر اليمنية الرسمية بأنه التقى، الأحد، نظيره البريطاني، جيمس كليفرلي، واستعرض معه «تداعيات الهجمات الحوثية الإرهابية على المنشآت الاقتصادية وموانئ تصدير النفط بواسطة الطائرات المسيرة الإيرانية، التي تمثل تهديداً للأمن والسلم في المنطقة، وتحدياً للجهود كافة التي تبذل لإحلال السلام في اليمن».

وأوضح الوزير اليمني لنظيره البريطاني ما قدمته الحكومة الشرعية من تنازلات كبيرة في سبيل إنهاء معاناة المواطنين وإحلال السلام، وقال إنها «التزمت بشروط الهدنة، في حين عرقلت ميليشيات الحوثي الإرهابية جهود تمديدها».

وبينما لفت بن مبارك إلى تبني الميليشيات أخيراً ما يسمى «مدونة السلوك الوظيفي»، قال إن ذلك أصبح يمثل أحد العراقيل أمام مساعي تحقيق السلام، مشيراً إلى أهمية قيام مجلس الدفاع الوطني بتصنيف الحوثيين منظمة إرهابية، وأهمية دعم الإجراءات التي ستتخذها الحكومة تنفيذاً لذلك القرار.

المساعي اليمنية للبحث عن ضغوط دولية لوقف إرهاب الميليشيات تزامنت مع استمرار التصعيد الحوثي، حيث ذكر الإعلام العسكري اليمني أن دفاعات القوات المشتركة أسقطت، الأحد، طائرة مسيرة في سماء مدينة الخوخة جنوب محافظة الحديدة.

وبحسب المركز الإعلامي لـ«ألوية العمالقة» فإن الدفاعات الجوية التابعة للقوات المشتركة تعاملت مع الطائرة المسيرة الحوثية بعد أن رصدتها قبل وصولها إلى هدفها في مدينة الخوخة.

ومع وصول الجهود الأممية إلى طريق مسدود حتى اللحظة لجهة إقناع الميليشيات الحوثية بتجديد الهدنة وتحسينها، وإطلاق نقاشات تفاوضية للوصول إلى سلام دائم، لا يستبعد مراقبون أن يعود الخيار العسكري إلى الواجهة من جديد.

وكان رئيس هيئة الأركان العامة، قائد العمليات المشتركة اليمنية الفريق الركن صغير بن عزيز، التقى على هامش مؤتمر المنامة، قائد القوات البحرية الأميركية في القيادة المركزية والأسطول الخامس الأميركي الفريق براد كوبر، وأكد أن «الميليشيات الحوثية الإرهابية، مستمرة في تهديد الملاحة البحرية الدولية».

وقال بن عزيز: «إن الدعم الإيراني بالمال والسلاح والتدريب للميليشيات الحوثية، يعد أبرز الأسباب لإطالة أمد الحرب».

وأشار إلى أن «استمرار الميليشيات في ترويع حياة المدنيين، ومنع وصول المساعدات الإنسانية لمحتاجيها، وتجنيد الأطفال، وغيرها من الأعمال الإرهابية التي تمارسها، تؤكد أنها لا تفهم لغة السلام، ولن تقبل بتنفيذ القرارات الدولية، وتستغل المفاوضات لإعادة ترتيب أوراقها».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.