فلسطيني يقتل 3 إسرائيليين طعناً ودهساً في 3 مواقع قبل استهدافه شمال الضفة

الموقع الذي سقط فيه المهاجم الفلسطيني (أ.ف.ب)
الموقع الذي سقط فيه المهاجم الفلسطيني (أ.ف.ب)
TT

فلسطيني يقتل 3 إسرائيليين طعناً ودهساً في 3 مواقع قبل استهدافه شمال الضفة

الموقع الذي سقط فيه المهاجم الفلسطيني (أ.ف.ب)
الموقع الذي سقط فيه المهاجم الفلسطيني (أ.ف.ب)

قتل مهاجم فلسطيني 3 مستوطنين، وأصاب 3 آخرين بجراح خطيرة، في هجوم قرب مستوطنة أرئيل شمال الضفة الغربية، بعد أن هاجم حراس المنطقة الصناعية في المستوطنة، وأصابهم بجراح، قبل أن يهاجم آخرين في منطقتين مختلفتين حول المستوطنة، وذلك في أحدث هجوم يعزز المخاوف الأمنية الإسرائيلية حول فترة تصعيد أخرى في الضفة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي ومسعفون، أن 3 مستوطنين قُتلوا، وأصيب 3 آخرون في الهجوم المركَّب الذي شهد عمليات طعن ودهس، قبل أن يتم «تحييد» (قتل) المنفِّذ.
وقال إن مسلحاً فلسطينياً طعن حارس أمن وشخصاً آخر بالقرب من مدخل منطقة أرئيل الصناعية، ثم طعن شخصين في محطة وقود قريبة من المكان، قبل أن يفر في سيارة مسروقة، ويصطدم بسيارات أخرى على الطريق السريعة، ثم يخرج ويطعن شخصاً آخر.
وركزت وسائل الإعلام الإسرائيلية، على «20 دقيقة مثيرة عمل فيها المنفذ بحريته أمام وفي محيط المستوطنة»، دون أن يوقفه أحد، حتى لاحظه جندي جديد وقام بقتله.
وقالت صحيفة «مكور ريشون» وقناة «ريشت كان» وقنوات أخرى، إن المنفذ وصل إلى مدخل المستوطنة، وطعن أحد الحراس فأصابه بجراح بالغة، بينما اكتفى الحارس الآخر بإطلاق النار في الهواء، ولم يحاول حتى ملاحقته، قبل أن يصل إلى محطة وقود قريبة، ويواصل العملية، ويطعن إسرائيليين اثنين حتى الموت، ويسيطر على مركبة في المكان، وينطلق بها ويدهس إسرائيلياً ثالثاً قُتل في المكان، ثم يترك المركبة ويسيطر على أخرى، وينطلق إلى «حاجز شمرون» حتى يصطدم بسيارات إسرائيلية، فيترجل من المركبة، ويجري استهدافه عبر جندي إسرائيلي.
وأكدت خدمة الإسعاف الإسرائيلية، أن حارس الأمن (36 عاماً) أصيب بجراح خطيرة، وأن رجلاً آخر تعرض للطعن بالقرب من مدخل المنطقة الصناعية في حالة حرجة، بينما قُتل رجلان في الثلاثينات والأربعينات تعرضا للطعن في محطة الوقود، وقُتل رجل في الخمسينات من عمره في حادث اصطدام، وتعرض رجل آخر يبلغ من العمر 35 عاماً للطعن في «شارع 5» وحالته خطيرة.
واتضح لاحقا، أن المنفذ هو محمد صوف (18 عاماً) في قرية حارس في سلفيت القريبة من المستوطنة، وينتمي لحركة «فتح» التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وكان يحمل تصريح عمل في مقر شركة «إنتل» الإلكترونية في المنطقة الصناعية.
وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية أن منفذ العملية قضى برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة الصناعية، في مستوطنة أرئيل شمال غربي سلفيت. وحسب بيانات الوزارة، يرتفع عدد الذين قتلتهم إسرائيل منذ بداية العام الجاري وحتى صباح الثلاثاء إلى 198، بينهم 52 في قطاع غزة.
وعززت العملية الجديدة مخاوف أمنية إسرائيلية حول فترة توتر جديدة؛ إذ قبل العملية بأيام قليلة، نشرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الأجهزة الأمنية تقدر «أنه على الرغم من الهدوء السائد في الضفة الغربية خلال هذه الفترة؛ فإن عدد الإنذارات الساخنة بتنفيذ عمليات، يرتفع». وأعلنت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية آنذاك، حالة تأهب واستعداد لمواجهة أي تصعيد خلال الفترة القادمة، باعتبار أنه على الرغم من النجاحات التي حققتها في نابلس ضد مجموعة «عرين الأسود» فإن اتجاهات التصعيد أكبر من أن تنحصر في مجموعة واحدة، وحسب المعطيات «فإن فترة توتر قادمة لا محالة».
وفوراً، تعهد يائير لبيد، رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته، الثلاثاء، بمواصلة «الحرب على الإرهاب بلا هوادة».
وقال في تصريح مقتضب: «استيقظ المواطنون الإسرائيليون على صباح عصيب ومؤلم. نفذ إرهابي هجوماً إرهابياً خطيراً في أرئيل. وبالنيابة عن حكومة إسرائيل ودولة إسرائيل، أبعث بأحر التعازي لأُسر القتلى، وأطيب التمنيات بالشفاء العاجل للمصابين». وأضاف: «نحن نحارب الإرهاب بلا هوادة، وبقوة كاملة من الجيش الإسرائيلي و(الشاباك) وجميع قوات الأمن. لقد نجحنا في الآونة الأخيرة في تفكيك بنى تحتية ومنظمات واسعة؛ لكن يجب علينا شن هذه الحرب كل يوم من جديد».
وبينما أغلقت إسرائيل محيط منطقة العملية، وراحت تلاحق مساعدين محتملين للمنفذ، اقتحمت منزل منفذ العملية في بلدة حارس، وأخضعت أفراد عائلته للتحقيق. وقال رئيس المجلس القروي في بلدة حارس، عمر سمارة، إن قوات الاحتلال حضرت بشكل مكثف على المدخل الغربي للقرية، قبل أن تقتحمها وتحاصر منطقة التل، ثم تتوجه إلى منزل صوف، وتعتدي على ساكنيه وتحتجزهم في المنزل، وتخضعهم لتحقيق ميداني.
لكن تصريحات لبيد وإجراءات الجيش الإسرائيلي لم تلقَ رضا المستوطنين الغاضبين. واتهم رئيس المجلس الإقليمي لمستوطنات شمال الضفة، يوسي داغان، الحكومة المنتهية ولايتها بالتراخي في مواجهة الأعمال العدائية، واعتبر أن «السلطة الفلسطينية تقف وراء الموجة الأخيرة من الاعتداءات».
وقال داغان: «هذا الهجوم هو النتيجة الواضحة لفقدان الحكومة المنتهية ولايتها الحكم والردع. على الحكومة المقبلة التصرف كحكومة وطنية، وأن تكون مسؤولة عن قلب المعادلة».
وحرض داغان على الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ووصفه بـ«الإرهابي»، مطالباً أن تجعله إسرائيل «هدفاً أمنياً».
وبعد هذا التحريض، هاجم مستوطنون الفلسطينيين على الطرقات الخارجية في محيط نابلس. وقال مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة، غسان دغلس، إن مجموعة من المستوطنين هاجمت مركبات المواطنين بالحجارة على الطريق الواصلة بين حوارة وقلقيلية، الأمر الذي أدى إلى تضرر بعضها. وحذر من تصاعد اعتداءات المستوطنين في ظل ما تشهده المنطقة من توتر؛ خصوصاً في محيط محافظة سلفيت.


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي «مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

«مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

قتلت إسرائيل 3 فلسطينيين في الضفة الغربية، الخميس، بعد حصار منزل تحصنوا داخله في نابلس شمال الضفة الغربية، قالت إنهم يقفون خلف تنفيذ عملية في منطقة الأغوار بداية الشهر الماضي، قتل فيها 3 إسرائيليات، إضافة لقتل فتاة على حاجز عسكري قرب نابلس زعم أنها طعنت إسرائيلياً في المكان. وهاجم الجيش الإسرائيلي حارة الياسمينة في البلدة القديمة في نابلس صباحاً، بعد أن تسلل «مستعربون» إلى المكان، تنكروا بزي نساء، وحاصروا منزلاً هناك، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة في المكان انتهت بإطلاق الجنود صواريخ محمولة تجاه المنزل، في تكتيك يُعرف باسم «طنجرة الضغط» لإجبار المتحصنين على الخروج، أو لضمان مقتلهم. وأعلنت وزارة

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

في وقت اقتطعت فيه الحكومة الإسرائيلية، أموالاً إضافية من العوائد المالية الضريبية التابعة للسلطة الفلسطينية، لصالح عوائل القتلى الإسرائيليين في عمليات فلسطينية، دفع الكنيست نحو مشروع جديد يتيح لهذه العائلات مقاضاة السلطة ورفع دعاوى في المحاكم الإسرائيلية؛ لتعويضهم من هذه الأموال. وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، الخميس، إن الكنيست صادق، بالقراءة الأولى، على مشروع قانون يسمح لعوائل القتلى الإسرائيليين جراء هجمات فلسطينية رفع دعاوى لتعويضهم من أموال «المقاصة» (العوائد الضريبية) الفلسطينية. ودعم أعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي ومن المعارضة، كذلك، المشروع الذي يتهم السلطة بأنها تشجع «الإرهاب»؛

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

دخل الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب وقصف بدباباته موقعاً في شرق مدينة غزة، أمس الثلاثاء، ردّاً على صواريخ أُطلقت صباحاً من القطاع بعد وفاة القيادي البارز في حركة «الجهاد» بالضفة الغربية، خضر عدنان؛ نتيجة إضرابه عن الطعام داخل سجن إسرائيلي.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

صمد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي دخل حيز التنفيذ، فجر الأربعاء، منهيا بذلك جولة قصف متبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية استمرت ليلة واحدة (أقل من 24 ساعة)، في «مخاطرة محسوبة» بدأتها الفصائل ردا على وفاة القيادي في «الجهاد الإسلامي» خضر عدنان في السجون الإسرائيلية يوم الثلاثاء، بعد إضراب استمر 87 يوما. وقالت مصادر فلسطينية في الفصائل لـ«الشرق الأوسط»، إن وساطة مصرية قطرية وعبر الأمم المتحدة نجحت في وضع حد لجولة القتال الحالية.

كفاح زبون (رام الله)

بعد أنباء استهدافه في بيروت... مَن هو طلال حمية الملقب بـ«الشبح»؟

صورة متداولة للقيادي في «حزب الله» طلال حمية
صورة متداولة للقيادي في «حزب الله» طلال حمية
TT

بعد أنباء استهدافه في بيروت... مَن هو طلال حمية الملقب بـ«الشبح»؟

صورة متداولة للقيادي في «حزب الله» طلال حمية
صورة متداولة للقيادي في «حزب الله» طلال حمية

ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن هدف الغارات العنيفة على منطقة البسطة في قلب بيروت فجر اليوم (السبت)، كان طلال حمية القيادي الكبير في «حزب الله».

ونقل إعلام إسرائيلي أن «حزب الله» عيّن طلال حمية رئيساً للعمليات خلفاً لإبراهيم عقيل الذي اغتالته إسرائيل في 20 سبتمبر (أيلول) الماضي.

وكان برنامج «مكافآت من أجل العدالة» الأميركي رصد مكافأة تصل إلى 7 ملايين دولار مقابل الإدلاء بمعلومات عن طلال حمية المعروف أيضاً باسم عصمت ميزاراني.

وقال البرنامج إن طلال حمية يُعد رئيس منظمة الأمن الخارجي التابعة لـ«حزب الله» التي تتبعها خلايا منظمة في جميع أنحاء العالم.

وبحسب البرنامج، تشكل منظمة الأمن الخارجي أحد عناصر «حزب الله» المسؤولة عن تخطيط الهجمات الإرهابية خارج لبنان وتنسيقها وتنفيذها.

مكافأة تصل إلى 7 ملايين دولار مقابل معلومات عن طلال حيدر الملقب بـ«الشبح»

وفي 13 سبتمبر 2012، صنَّفت وزارة الخزانة الأميركية حمية بشكل خاص كإرهابي عالمي بموجب الأمر التنفيذي «13224» بصيغته المعدلة على خلفية دعم أنشطة «حزب الله» الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط وفي مختلف أنحاء العالم.

ونتيجة لهذا التصنيف تم حظر جميع ممتلكات حمية، والفوائد العائدة عليها التي تخضع للولاية القضائية الأميركية، وتم منع الأميركيين بوجه عام من إجراء أي معاملات مع حمية.

أبو جعفر «الشبح»

يعد طلال حمية المُكنّى بـ«أبو جعفر» والذي يبلغ من العمر نحو 50 عاماً، القائد التنفيذي للوحدة «910»، وهي وحدة العمليات الخارجية التابعة لـ«حزب الله»، والمسؤولة عن تنفيذ عمليات الحزب خارج الأراضي اللبنانية.

وهو القائد التنفيذي الحالي للوحدة، ومُلقَّب بـ«الشبح» من قِبل القيادات العسكرية الإسرائيلية لعدم وجود أي أوراق ثبوتية رسمية له في لبنان، ولابتعاده تماماً عن الحياة الاجتماعية والظهور العلني، واتباعه بصرامة الاحتياطات الأمنية المشددة لحظياً.

ويُدير حميّة الوحدة في منصب شغله قيادي «حزب الله» الأشهر عماد مغنية الذي اغتيل في دمشق عام 2008، كما يحمل عدّة أسماء مستعارة من بينها طلال حسني وعصمت ميزاراني.

طلال حمية خليفة بدر الدين

وقد خلف طلال حمية قائد الوحدة السابق مصطفى بدر الدين، صهر مغنية وخليفته والذي قُتل أيضاً في سوريا عام 2016.

وينحدر طلال حمية من منطقة بعلبك الهرمل، وقد عمل إلى جانب كلٍّ من بدر الدين ومُغنية ووزير الدفاع الإيراني السابق أحمد وحيدي، كما كان وفق معلومات «الموساد» مسؤولاً عن نقل ترسانة «حزب الله» عبر سوريا.

بدأ نشاطه مع «حزب الله» في منتصف الثمانينات، وكانت انطلاقته الأولى كمسؤول أمني في الحزب من برج البراجنة، حيث كان المسؤول عن العديد من العناصر التي أصبحت فيما بعد من أهم القيادات العملياتية في الحزب، كما كان حميّة نائب مغنية في شبكة «الجهاد»، وهي وحدة البعثات الخاصة والهجمات الخارجية في «حزب الله».