«المرصد السوري»: تركيا ترحّل 120 لاجئاً قسراً

معبر السلامة الحدودي (المرصد السوري لحقوق الإنسان)
معبر السلامة الحدودي (المرصد السوري لحقوق الإنسان)
TT

«المرصد السوري»: تركيا ترحّل 120 لاجئاً قسراً

معبر السلامة الحدودي (المرصد السوري لحقوق الإنسان)
معبر السلامة الحدودي (المرصد السوري لحقوق الإنسان)

وسط رفض أنقرة مزاعم عن إجبار مئات السوريين على العودة إلى بلادهم في الأشهر الأخيرة، كشف «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن السلطات التركية رحّلت 120 سورياً أغلبهم من حملة بطاقات الحماية المؤقتة (كيملك) بشكل قسري.
وأكد «المرصد» أن السطات التركية رحّلت، تحت اسم «العودة الطوعية»، 120 لاجئاً باتجاه الأراضي السورية عبر معبر باب السلامة الحدودي، في ريف حلب الشمالي، ليل الجمعة - السبت، بعد أن أجبرتهم على المغادرة قسراً.
وأوضح أن غالبية المرحّلين من حملة بطاقات الحماية المؤقتة (كيملك) الصادرة عن دائرة الهجرة التركية.
وسبق لـ«المرصد» أن أشار إلى اعتداء عناصر قوات الدرك التركية، بالضرب، على شباب سوريين عند معبر باب السلامة، أثناء ترحيلهم بشكل قسري من قبل السلطات التركية إلى الأراضي السورية في 31 أغسطس (آب) الماضي.
وتواجه تركيا اتهامات بالقيام بعمليات ترحيل قسري لمئات السوريين في الأشهر الماضية، وإجبارهم على توقيع وثائق تفيد باختيارهم العودة إلى بلادهم طوعا وبمحض إرادتهم.
وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، خلال استعراضه ملامح حملة حزبه الانتخابية (قرن تركيا) مساء الجمعة، إن بلاده ضمنت العودة الطوعية لنحو 530 ألف شخص إلى المناطق الآمنة التي أنشأتها في سوريا.
ورفضت تركيا مزاعم بشأن احتجاز وترحيل مئات السوريين بشكل تعسفي إلى بلادهم خلال الأشهر الماضية. ووصفت رئاسة إدارة الهجرة التركية تقريراً أصدرته منظمة «هيومن رايتس ووتش»، قبل أيام، اتهمت فيه السلطات التركية باحتجاز وترحيل اللاجئين السوريين بطريقة غير قانونية، بـ«الفاضح والبعيد عن الواقع»، مؤكدة أن السوريين يوقعون على استمارات العودة الطوعية بحضور شاهد، ويتم توجيههم لطريقة الخروج باتجاه بلادهم.
وأشارت رئاسة إدارة الهجرة، في بيان الجمعة، إلى أن قرابة 530 ألف لاجئ سوري عادوا إلى مناطق في شمال سوريا منذ عام 2017، بشكل طوعي، متهمة المنظمة الحقوقية بتجاهل الإشادة الدولية بسياسة تركيا، التي وصفتها بـ«النموذجية» بشأن اللاجئين.
واتهمت «هيومن رايتس ووتش» السلطات التركية، الاثنين، باعتقال واحتجاز وترحيل مئات الرجال والشباب من اللاجئين السوريين إلى بلادهم، بشكل تعسفي، بين فبراير (شباط) ويوليو (تموز) الماضيين. واعتبرت أن عمليات الترحيل «تمثل نقيضاً صارخاً لسجل تركيا السخي بوصفها دولة استضافت عدداً من اللاجئين أكثر من أي دولة أخرى في العالم، ونحو 4 أضعاف ما استضافه الاتحاد الأوروبي بأكمله، الذي قدم مقابله مليارات الدولارات لتمويل الدعم الإنساني وإدارة الهجرة»، في إشارة إلى دعم مالي بمبلغ 3 مليارات يورو، مقدم من الاتحاد الأوروبي في إطار اتفاقية الهجرة وإعادة قبول اللاجئين الموقعة مع تركيا في مارس (آذار) 2016.
ودعت المنظمة السلطات التركية إلى إنهاء عمليات الاعتقال والاحتجاز والترحيل التعسفية إلى شمال سوريا، وضمان عدم استخدام القوى الأمنية ومسؤولي الهجرة العنف ضد السوريين أو غيرهم من المواطنين الأجانب المحتجزين، ومحاسبة أي مسؤول يستخدم العنف، مطالبة بـ«ضرورة التحقيق بشكل مستقل في الإجراءات الرامية إلى الفرض أو الخداع أو تزوير توقيع أو بصمات المهاجرين على استمارات العودة الطوعية».
وتصاعدت شكاوى السوريين في تركيا والمنظمات الحقوقية، في الأشهر الأخيرة، تجاه ما وصف بأنه تصعيد لعمليات الترحيل القسري لشباب بعضهم يدرسون في جامعات تركية وآخرون يحملون بطاقات الحماية المؤقتة، بعد إجبارهم على توقيع إفادات بطلب العودة الطوعية إلى سوريا.
ولفت كثير من السوريين إلى أن أوضاعهم في تركيا ازدادت سوءا منذ إعلان إردوغان، في مايو (أيار) الماضي، عن مشروع لإعادة مليون سوري إلى منطقة آمنة تقيم فيها تركيا مشروعا سكنيا لاستيعابهم، في حين يرى البعض أن تصاعد ضغوط المعارضة التركية، في أجواء الاستعداد للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المرتقبة بعد 7 أشهر من الآن، دفعت حكومة إردوغان إلى الإسراع بخطط إرسال السوريين إلى بلادهم.


مقالات ذات صلة

لبنان يستأنف تسجيل السوريين الراغبين بالعودة الطوعية

المشرق العربي لبنان يستأنف تسجيل السوريين الراغبين بالعودة الطوعية

لبنان يستأنف تسجيل السوريين الراغبين بالعودة الطوعية

قالت مصادر أمنية في منطقة البقاع اللبناني، أمس لـ«الشرق الأوسط»، إن مكاتب الأمن العام استعادت نشاطها لتسجيل أسماء الراغبين بالعودة، بناء على توجيهات مدير عام الأمن العام بالإنابة العميد إلياس البيسري.

المشرق العربي لبنان يطلق حملة «مسح وطنية» لتعداد النازحين السوريين

لبنان يطلق حملة «مسح وطنية» لتعداد النازحين السوريين

أطلقت وزارة الداخلية اللبنانية حملة مسح وطنية لتعداد وتسجيل النازحين السوريين وتسجيلهم، ضمن إجراءات جديدة لضبط عملهم وتحديد من يوجد في لبنان بصورة قانونية، وذلك في ظل نقاشات سياسية، وضغط أحزاب لبنانية لإعادة النازحين إلى بلادهم. ووجّه وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي، كتاباً إلى المحافظين ومن خلالهم إلى القائمقامين والبلديات والمخاتير في القرى التي لا توجد فيها بلديات ويوجد فيها نازحون سوريون، لإطلاق حملة مسح وطنية لتعداد وتسجيل النازحين السوريين، والقيام بتسجيل كل المقيمين، والطلب إلى المخاتير عدم تنظيم أي معاملة أو إفادة لأي نازح سوري قبل ضم ما يُثبت تسجيله، والتشدد في عدم تأجير أي عقار لأ

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بيروت: لا تسرع في ترحيل السجناء السوريين

بيروت: لا تسرع في ترحيل السجناء السوريين

قال وزير العدل اللبناني هنري الخوري لـ«الشرق الأوسط» إن إعادة السجناء السوريين في لبنان إلى بلدهم «قضية حساسة ولا تعالج بقرار متسرع». ويمكث في السجون اللبنانية 1800 سوري ممن ارتكبوا جرائم جنائية، 82 في المائة منهم لم تستكمل محاكماتهم، فيما وضعت حكومة الرئيس نجيب ميقاتي خطّة لترحيلهم وكلف الخوري البحث في «إمكانية تسليم الموقوفين والمحكومين للدولة السورية بشكل فوري، مع مراعاة القوانين والاتفاقيات ذات الصلة، والتنسيق بهذا الخصوص مع الدولة السورية». وأكد الخوري أن «كل ملف من ملفات السجناء السوريين يحتاج إلى دراسة قانونية دقيقة (...) إذا ثبت أن ثمة سجناء لديهم ملفات قضائية في سوريا فقد تكون الإجراء

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي «اجتماع عمّان» يبحث عودة اللاجئين السوريين من دول الجوار

«اجتماع عمّان» يبحث عودة اللاجئين السوريين من دول الجوار

بحث اجتماع تشاوري جديد حول سوريا عقد الاثنين في عمّان، بمشاركة وزراء الخارجية السعودي فيصل بن فرحان والعراقي فـؤاد محمد حسين والمصري سامح شكري والأردني أيمن الصفدي والسوري فيصل المقداد، سُبل عودة اللاجئين السوريين من دول الجوار وبسط الدولة السورية سيطرتها على أراضيها. وأكد نائب رئيس الوزراء الأردني وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، أن الاجتماع هو بداية للقاءات ستتابع إجراء محادثات تستهدف الوصول إلى حل الأزمة السورية ينسجم مع قرار مجلس الأمن 2254، ويعالج جميع تبعات الأزمة الإنسانية والسياسية والأمنية. وشدد الوزير الأردني، على أن أولوية إنهاء الأزمة لا تكون إلا عبر حل سياسي يحفظ وحدة سو

المشرق العربي «اجتماع عمّان» التشاوري: العودة الطوعية والآمنة للاجئين السوريين أولوية قصوى

«اجتماع عمّان» التشاوري: العودة الطوعية والآمنة للاجئين السوريين أولوية قصوى

بحث اجتماع تشاوري جديد حول سوريا عقد اليوم (الاثنين)، في عمّان، بمشاركة وزراء خارجية كلّ من السعودية ومصر والأردن والعراق وسوريا، في سُبل عودة اللاجئين السوريين من دول الجوار، وبسط الدولة السورية سيطرتها على أراضيها. ووفقاً لبيان ختامي وزع عقب الاجتماع ونقلته وكالة الصحافة الفرنسية، اتفق المجتمعون على أن «العودة الطوعية والآمنة للاجئين (السوريين) إلى بلدهم أولوية قصوى، ويجب اتخاذ الخطوات اللازمة للبدء في تنفيذها فوراً». وحضّوا على تعزيز التعاون بين سوريا والدول المضيفة للاجئين بالتنسيق مع الأمم المتحدة لـ«تنظيم عمليات عودة طوعية وآمنة للاجئين وإنهاء معاناتهم، وفق إجراءات محددة وإطار زمني واضح»

«الشرق الأوسط» (عمّان)

بلينكن يؤكد لتركيا ضرورة العمل ضد تنظيم «داعش» في سوريا

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في مؤتمر صحافي مع نظيره التركي هاكان فيدان في أنقرة (إ.ب.أ)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في مؤتمر صحافي مع نظيره التركي هاكان فيدان في أنقرة (إ.ب.أ)
TT

بلينكن يؤكد لتركيا ضرورة العمل ضد تنظيم «داعش» في سوريا

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في مؤتمر صحافي مع نظيره التركي هاكان فيدان في أنقرة (إ.ب.أ)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في مؤتمر صحافي مع نظيره التركي هاكان فيدان في أنقرة (إ.ب.أ)

قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، للرئيس التركي رجب طيب إردوغان، (الخميس)، إنه يجب حماية المدنيين السوريين بعد أن أطاحت فصائل مدعومة من تركيا حكومة الرئيس السابق بشار الأسد.

والتقى بلينكن على مدى أكثر من ساعة، في صالة بمطار أنقرة مساء الخميس، إردوغان الذي كان قد التقى رئيس الوزراء المجري القومي فيكتور أوربان.

إردوغان (الرئاسة التركية)

وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، في بيان، أن بلينكن «كرَّر أنه من المهم أن تحترم جميع الجهات الفاعلة في سوريا حقوق الإنسان، والقانون الإنساني الدولي، وأن تتخذ كل الإجراءات الممكنة لحماية المدنيين، بمَن فيهم أفراد الأقليات».

كما شدَّد بلينكن أمام الرئيس التركي على «ضرورة ضمان أن يتمكَّن التحالف (الذي أنشئ لهزيمة تنظيم داعش) من الاستمرار في أداء مهمته الحاسمة».

من جهتها، تشدِّد تركيا على مخاوفها الأمنية فيما يتعلق بالوضع في سوريا، حيث تخوض مواجهة مع قوة يقودها الأكراد الذين تدعمهم واشنطن؛ لدورهم الرئيسي في محاربة تنظيم «داعش».

وجاء في بيان، صادر ليلاً عن مكتب إردوغان، أنَّ الرئيس التركي قال لبلينكن خلال زيارته لتركيا إن «تركيا لن تسمح بأي تهاون في مكافحة التنظيم».

مقاتل من «داعش» يحمل علم التنظيم وسلاحاً 23 يونيو 2014 (رويترز)

وكان بلينكن قد تحدَّث أمام الصحافة، قبيل مغادرته الأردن، متوجهاً إلى تركيا، عن «مصالح أنقرة الحقيقية والواضحة» فيما يتعلق بمقاتلي «حزب العمال الكردستاني». لكنه أضاف: «في الوقت نفسه، نريد مرة أخرى تجنب إشعال أي نوع من الصراع الإضافي داخل سوريا».

تدريبات مشتركة لـ«قسد» وقوات «التحالف الدولي» ضد «داعش» في ريف الحسكة (أرشيفية - أ.ف.ب)

وأكد بلينكن أن دور مقاتلي «قوات سوريا الديمقراطية» بقيادة الأكراد «حيوي» لمنع عودة ظهور تنظيم «داعش» في سوريا بعد إطاحة الأسد.

وقال: «في وقت نريد فيه أن نرى هذا الانتقال إلى حكومة مؤقتة، على مسار أفضل لسوريا، يجب علينا أيضاً ضمان عدم ظهور التنظيم مرة أخرى. و(قوات سوريا الديمقراطية) ضرورية للتأكد من عدم حدوث ذلك».

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (رويترز)

وأكد بلينكن لتركيا أنّه «من الضروري» العمل ضدّ عودة ظهور التنظيم في سوريا.

قطاع غزة

وأعلن بلينكن أنّه رأى «مؤشرات مشجّعة» على التقدّم نحو وقف لإطلاق النار في قطاع غزة الذي دمّرته الحرب. وقال بلينكن بعد لقائه نظيره التركي هاكان فيدان: «ناقشنا (الوضع في) غزة، وناقشنا الفرصة التي أراها... للتوصّل إلى وقف لإطلاق النار. وما رأيناه خلال الأسبوعين الماضيين هو مزيد من المؤشرات المشجّعة على أنّ ذلك ممكن». وحثَّ تركيا على استخدام نفوذها لدى «حماس» للتوصل إلى وقف لإطلاق النار.

هاكان فيدان (أ.ب)

وقال فيدان إن تركيا تعطي الأولوية في سوريا لضمان الاستقرار، ومنع هيمنة فصائل تعدّ إرهابيةً بعد الإطاحة بالأسد. وقال فيدان، في تصريحات أدلى بها إلى جانب بلينكن بعد اجتماعهما في أنقرة، إن «الأدوار التركية والأميركية المحتملة في مستقبل سوريا كانت من بين القضايا التي تمت مناقشتها».