في ظل هجوم حاد على حكومة يائير لبيد ووزير دفاعه، بيني غانتس، والإدارة الأميركية والرئيس جو بايدن، أعلن زعيم المعارضة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، اليوم (الاثنين)، رسمياً رفضه دعوة لبيد، للالتقاء به من أجل إحاطته بتفاصيل اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان. واعتبر الدعوة «سخيفة»، وقال إنها تأتي للتغطية على الفشل الصارخ في حماية مصالح إسرائيل.
وقال نتنياهو إن الاتفاق مع لبنان حقق مكاسب لإيران و«حزب الله» على حساب المصالح الإسرائيلية، وتم بسبب وجود «حكومة ضعيفة ترضخ لتهديدات حزب الله وللضغوط الخارجية». وطلب نتنياهو مجدداً طرح الاتفاق للتصويت والموافقة عليه في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، رغم أن القانون لا يلزم الحكومة بذلك.
وهناك وجهة نظر قانونية نشرتها المستشارة القضائية للحكومة، غالي بهاراف - ميارا، تساند موقف الحكومة بخصوص عدم ضرورة طرح الاتفاق لتصويت في الكنيست. وكان حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو، قد أشار في تغريدة على «تويتر»، إلى أن «لبيد يرفض طرح اتفاق الاستسلام لحزب الله لموافقة الكنيست، بحجة أن المعارضة لا تعجبه، ومن ناحية أخرى يدعو المعارضة إلى جلسة اطلاع لا قيمة لها بعد إعلان الموافقة على الاتفاق. إن سلوك لبيد غير ديمقراطي. نحن نصر على عرض الاتفاق على الكنيست للمصادقة عليه».
وكان لبيد قد دعا نتنياهو وغيره من قادة المعارضة إلى إحاطة سرية حول الاتفاق، لكن أياً من قادة المعارضة لم يلبِّ الدعوة، فيما رفضها نتنياهو رسمياً. وقد رد لبيد على ذلك في بيان اعتبر فيه عدم الاستجابة للدعوة «تصرفاً غير مسؤول إزاء اتفاق تاريخي، أنجزته الحكومة وتدعمه المؤسسة الأمنية بأكملها».
وانضم إلى موقف نتنياهو السفير الأميركي السابق لدى إسرائيل، ديفيد فريدمان، الذي يعد أحد المقربين من الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترمب. فقد قال في تصريحات خاصة بصحيفة «يسرائيل هيوم» اليمينية، إنه لا يريد التدخل في قرارات إسرائيل، لكنه يعرف جيداً المفاوضات الإسرائيلية - اللبنانية حول ترسيم الحدود المائية والاقتصادية. وأكد أن اتفاقاً أفضل من الاتفاق الحالي كان مطروحاً في الماضي ولم يتم توقيعه في حينه. وأضاف أن ما حصل منذ ذلك الحين هو أن إدارة الرئيس جو بايدن مارست ضغوطاً شديدة على حكومة لبيد حتى رضخت ووافقت على «اتفاق سيئ». واعتبر الاتفاق انتصاراً لـ«حزب الله».
ووافق فريدمان، نتنياهو، الذي قال في نهاية الأسبوع، إنه «بموجب الاتفاق حصل لبنان على 100 في المائة (من مطالبه) وتلقت إسرائيل صفراً في المائة». واعتبر فريدمان ذلك «نتاج ضغط من بايدن ويصب في سلسلة تنازلات تقدمها واشنطن لإيران بغرض إغرائها للتقدم في المفاوضات حول اتفاق نووي». وقال: «بايدن يعمل لدوافع حزبية على حساب المصالح الإسرائيلية... بايدن فشل في إقناع شركات النفط الأميركية باستخراج الطاقة الصخرية، وفشل في إقناع الجمهور الأميركي بسياسته النفطية، وفشل في إقناع السعودية بزيادة إنتاج النفط وتخفيض أسعاره، ولم يكن أمامه سوى الضغط على إسرائيل لتحقيق اتفاق يبدو كأنه يحل مشكلة الغاز في العالم. لكنه في الواقع أظهر إسرائيل كمن يرضخ للضغوط والإتاوات. وبهذا يلحق ضرراً استراتيجياً ويتسبب بأخطار أمنية على إسرائيل في مواجهة أعدائها».
نتنياهو يرفض إحاطة سرية من لبيد حول الاتفاق الحدودي مع لبنان
سفير أميركي سابق يعدّ الاتفاق خطراً على أمن إسرائيل
نتنياهو يرفض إحاطة سرية من لبيد حول الاتفاق الحدودي مع لبنان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة