وزير الإعلام الليبي: نتعاون مع روسيا ونحذر أوروبا من العمل منفردة في ليبيا

أكد حاجة بلاده للدعم لإنهاء الهجرة غير الشرعية

وزير الإعلام الليبي: نتعاون مع روسيا ونحذر أوروبا من العمل منفردة في ليبيا
TT

وزير الإعلام الليبي: نتعاون مع روسيا ونحذر أوروبا من العمل منفردة في ليبيا

وزير الإعلام الليبي: نتعاون مع روسيا ونحذر أوروبا من العمل منفردة في ليبيا

في وقت أثارت فيه المهمة التي يعد لها الأوروبيون ضد مهربي البشر في البحر المتوسط، مخاوف السلطات الليبية، قال وزير الإعلام والثقافة والآثار الليبي، عمر القويري، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من موسكو، إن «الاتحاد الأوروبي يجب عليه ألا يعمل منفردا في ليبيا، وإن بلاده ستتعامل مع أي قوة تدخل مياهها الإقليمية، على أنها قوة معتدية»، مشيرا إلى أن زيارته الرسمية التي يقوم بها إلى موسكو، تأتي في إطار دعم روسيا للحكومة الشرعية في ليبيا ومواجهة الإرهاب.
ويسعى الاتحاد الأوروبي للعمل على رصد واحتجاز وتدمير القوارب قبل أن يستخدمها المهربون، والتدخل في أعالي البحار وفي المياه الإقليمية الليبية، وكذا العمل على سواحل ليبيا لضبط القوارب، وهو أمر لا تنظر إليه موسكو بارتياح، خاصة فيما يتعلق بـ«تدمير القوارب الذي يمكن أن يخلق مشكلات قانونية». وبينما أكد أن بلاده تسعى لتعاون كبير مع روسيا في المستقبل، التقى القويري في موسكو كلا من ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي المبعوث الخاص للرئيس فلاديمير بوتين للشرق اﻷوسط وشمال أفريقيا، ومكسيم مكسميوف، رئيس قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية الروسية.
وبحث الوزير الليبي سبل الحل السياسي في بلاده ومحاربة الإرهاب. وتطرق اللقاء مع الجانب الروسي إلى اﻷوضاع السياسية والعسكرية في ليبيا ومقترحات المسودة الرابعة للمبعوث الأممي إلى ليبيا، برناردينو ليون، وآفاق الحل السياسي في هذا البلد الذي تعمه الفوضى وتداعياتها من انتشار المجموعات المتطرفة إلى نشاط عصابات تهريب البشر من أفريقيا إلى أوروبا عبر البحر المتوسط. وقال القويري ردا على أسئلة «الشرق الأوسط» بشأن تشكيل الاتحاد الأوروبي قوة بحرية في البحر المتوسط لتدمير قوارب مهربي البشر، إنه يجب على اﻻتحاد الأوروبي أﻻ يعمل منفردا في ليبيا، وأضاف: «يمنع على أي قوة دخول مياهنا الإقليمية دون تنسيق مع السلطات الليبية وإﻻ ستعتبر معتدية ويرد عليها بالقوة». وشدد القويري على أن الاتحاد الأوروبي يجب عليه «دعم الحكومة الليبية والجيش ورفع الحظر عن تسليحه، ليتمكن من حماية الحدود وإنهاء ملف الهجرة غير الشرعية من مصدره في جنوب الصحراء»، ويشمل منع تصدير السلاح وهو أمر أدى لتضرر كبير للجيش الذي يخوض حربا صعبة ضد قوات المتطرفين في عدة مدن ليبية. وأضاف الوزير الليبي أن روسيا دولة داعمة للحكومة الشرعية في ليبيا وداعمة للاستقرار فيها وداعمة لمواجهة الإرهاب.. وستعمل على مساعدة ليبيا والتنسيق مع دول المنطقة لتخرج ليبيا من أزمتها، مشيرا إلى أن جدول الأعمال والترتيبات مع الجانب الروسي تضمن الكثير من التفاصيل والإجراءات، من بينها تجهيز شحنة طائرة مساعدات طبية من روسيا للمستشفيات الليبية، واﻻتفاق على التنسيق وخلق تواصل مباشر بين المسؤولين الليبيين والروس، وتأسيس جمعية صداقة روسية - ليبية.
كما تتضمن الترتيبات بين الجانبين السعي لإنشاء مركز ثقافي روسي في إحدى المدن الليبية، وفي المقابل إنشاء مركز ثقافي ليبي في موسكو وذلك لتقوية التبادل الثقافي بين البلدين، مضيفا أنه جرى الاتفاق كذلك على فتح مكتب لقناة «روسيا اليوم» في شرق ليبيا، وفي غرب البلاد أيضا، لـ«تغطية اﻷحداث وتوظيف ليبيين للعمل في القناة بعد تدريبهم في موسكو»، إلى جانب تفعيل برنامج المنح الدراسية المقدم من الحكومة الروسية للطلبة الليبيين.



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.