مخاوف إسرائيلية من اشتعال غزة في حال تنفيذ «عملية الضفة»

فترة الأعياد الحالية ستحسم شكل خطوة تل أبيب المقبلة

تشييع جنازة الفلسطيني فايز دمدوم الذي قتل برصاص القوات الإسرائيلية في العيزرية أمس (رويترز)
تشييع جنازة الفلسطيني فايز دمدوم الذي قتل برصاص القوات الإسرائيلية في العيزرية أمس (رويترز)
TT

مخاوف إسرائيلية من اشتعال غزة في حال تنفيذ «عملية الضفة»

تشييع جنازة الفلسطيني فايز دمدوم الذي قتل برصاص القوات الإسرائيلية في العيزرية أمس (رويترز)
تشييع جنازة الفلسطيني فايز دمدوم الذي قتل برصاص القوات الإسرائيلية في العيزرية أمس (رويترز)

قالت وسائل إعلام إسرائيلية: إن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تخشى من دخول قطاع غزة على خط المواجهة الجارية في الضفة الغربية، إذا ما ذهب الجيش الإسرائيلي لتنفيذ عملية عسكرية واسعة في شمال الضفة.
وبحسب «القناة 12» الإسرائيلية، فإن مخططاً لعملية واسعة في شمال الضفة الغربية جاهز لدى الجيش الإسرائيلي، بغض النظر عن أي حسابات، لكن لم يتم اتخاذ قرار بتنفيذه.
وكانت إسرائيل هددت السلطة الفلسطينية بأنها ستنفذ عملية واسعة في شمال الضفة الغربية إذا لم تقم الأجهزة الأمنية الفلسطينية بالعمل ضد المسلحين في كل من جنين ونابلس، لكن السلطة طالبت إسرائيل بالتوقف أولاً عن اقتحام هذه المناطق.
وأمام إسرائيل حالياً ثلاثة سيناريوهات، وهي: لجم وتقييد العمليات الإسرائيلية في شمال الضفة الغربية في جنين ونابلس، مثلما تريد السلطة الفلسطينية، أو استمرار العمليات العسكرية بشكلها الحالي (محدودة وخاطفة)، أو الذهاب إلى عملية عسكرية أوسع وأطول.
وهناك سجال في إسرائيل حول الخطوة المقبلة، وما إذا كان يجب الاستمرار بالحملات العسكرية في شمال الضفة وتوسيعها عبر عملية عسكرية واسعة، أو التراجع والسماح للسلطة بالعمل هناك.
وجاء في تقرير القناة الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي لديه خطة للدخول والعمل في مخيم جنين للاجئين بطريقة أوسع وأعمق وأطول، لكن هناك مخاوف حقيقية من أن ذلك قد يؤدي إلى إشعال النار في غزة. ويعتقد الجيش بأن الاستمرار في تنفيذ عمليات أقل حجماً من عملية واسعة النطاق، هو أمر فعال ويؤدي إلى إحباط العمليات الفلسطينية ولو بشكل بطيء.
ومعضلة غزة تضاف إلى مخاوف إسرائيلية من اتساع رقعة التصعيد في الضفة الغربية نفسها، وانخراط مزيد من الشبان في العمل المسلح ضد إسرائيل إذا وسعت عملياتها.
وأكدت مصادر إسرائيلية أن كل الاحتمالات ما زالت تدرس في المستويين السياسي والأمني. لكن، حتى الآن، يؤكد مسؤولون أمنيون إسرائيليون أن إسرائيل ليست معنية حالياً بتوسيع عملياتها العسكرية في الضفة الغربية، وأن العمليات العسكرية ستستمر بشكلها وحجمها الحالي.
وقال مسؤولون، يوم الجمعة الماضي، إن القوات ستستمر بالعمل في مخيمات اللاجئين بجنين ونابلس، في كل مرة تكون فيها معلومات حول قنبلة موقوتة أو مسلحين نفذوا أو يخططون لتنفيذ عمليات، لكن لا توجد نية للمبادرة إلى عملية عسكرية واسعة طالما أنه لا توجد حاجة حقيقية لذلك.
وإحدى علامات الاستفهام بشأن عملية عسكرية واسعة تتعلق بمدى فاعليتها.
ومن المتوقع أن تكون الفترة الحالية (فترة الأعياد اليهودية) حاسمة لجهة الطريق الذي ستسلكه إسرائيل، بالنظر لوجود عشرات الإنذارات حول نية فلسطينيين تنفيذ عمليات. وتدرك السلطات أن حادثاً خارج الحسابات سيغير كل الخطط في أي لحظة.
وحافظت القوات الإسرائيلية على درجة التأهب في مدينة القدس بعد انتهاء رأس السنة العبرية نهاية الشهر الماضي، وسيستمر ذلك حتى انتهاء كافة الأعياد اليهودية هذا الشهر، ثم خلال انتخابات الكنيست في الأول من الشهر المقبل.
وأكد مسؤولون إسرائيليون أن هناك إنذارات حول تنفيذ عمليات خلال هذه الفترة (من 50 إلى 80 إنذاراً).
وكانت الشرطة الإسرائيلية عززت تواجدها في مدينة القدس قبل احتفالات رأس السنة العبرية من 25 إلى 27 سبتمبر (أيلول) على امتداد خطوط التماس مع الضفة وأماكن الترفيه والمعابد وغيرها من الأماكن المكتظة، ودعت الإسرائيليين إلى حمل السلاح في المعابد، فيما عزز الجيش قواته في الضفة الغربية بثلاث كتائب خاصة.
ويحتفل اليهود في إسرائيل الشهر الحالي بيوم «الغفران»، ثم عيد «العرش»، ثم يذهبون إلى انتخابات «الكنيست».


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي «مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

«مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

قتلت إسرائيل 3 فلسطينيين في الضفة الغربية، الخميس، بعد حصار منزل تحصنوا داخله في نابلس شمال الضفة الغربية، قالت إنهم يقفون خلف تنفيذ عملية في منطقة الأغوار بداية الشهر الماضي، قتل فيها 3 إسرائيليات، إضافة لقتل فتاة على حاجز عسكري قرب نابلس زعم أنها طعنت إسرائيلياً في المكان. وهاجم الجيش الإسرائيلي حارة الياسمينة في البلدة القديمة في نابلس صباحاً، بعد أن تسلل «مستعربون» إلى المكان، تنكروا بزي نساء، وحاصروا منزلاً هناك، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة في المكان انتهت بإطلاق الجنود صواريخ محمولة تجاه المنزل، في تكتيك يُعرف باسم «طنجرة الضغط» لإجبار المتحصنين على الخروج، أو لضمان مقتلهم. وأعلنت وزارة

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

في وقت اقتطعت فيه الحكومة الإسرائيلية، أموالاً إضافية من العوائد المالية الضريبية التابعة للسلطة الفلسطينية، لصالح عوائل القتلى الإسرائيليين في عمليات فلسطينية، دفع الكنيست نحو مشروع جديد يتيح لهذه العائلات مقاضاة السلطة ورفع دعاوى في المحاكم الإسرائيلية؛ لتعويضهم من هذه الأموال. وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، الخميس، إن الكنيست صادق، بالقراءة الأولى، على مشروع قانون يسمح لعوائل القتلى الإسرائيليين جراء هجمات فلسطينية رفع دعاوى لتعويضهم من أموال «المقاصة» (العوائد الضريبية) الفلسطينية. ودعم أعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي ومن المعارضة، كذلك، المشروع الذي يتهم السلطة بأنها تشجع «الإرهاب»؛

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

دخل الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب وقصف بدباباته موقعاً في شرق مدينة غزة، أمس الثلاثاء، ردّاً على صواريخ أُطلقت صباحاً من القطاع بعد وفاة القيادي البارز في حركة «الجهاد» بالضفة الغربية، خضر عدنان؛ نتيجة إضرابه عن الطعام داخل سجن إسرائيلي.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

صمد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي دخل حيز التنفيذ، فجر الأربعاء، منهيا بذلك جولة قصف متبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية استمرت ليلة واحدة (أقل من 24 ساعة)، في «مخاطرة محسوبة» بدأتها الفصائل ردا على وفاة القيادي في «الجهاد الإسلامي» خضر عدنان في السجون الإسرائيلية يوم الثلاثاء، بعد إضراب استمر 87 يوما. وقالت مصادر فلسطينية في الفصائل لـ«الشرق الأوسط»، إن وساطة مصرية قطرية وعبر الأمم المتحدة نجحت في وضع حد لجولة القتال الحالية.

كفاح زبون (رام الله)

إسرائيل تقتل عشرات في غزة... ومصر تستضيف قادة من «حماس» لمناقشة وقف النار

فلسطينيون يسيرون بجوار مبانٍ مدمرة بهجمات إسرائيلية في النصيرات بوسط قطاع غزة (رويترز)
فلسطينيون يسيرون بجوار مبانٍ مدمرة بهجمات إسرائيلية في النصيرات بوسط قطاع غزة (رويترز)
TT

إسرائيل تقتل عشرات في غزة... ومصر تستضيف قادة من «حماس» لمناقشة وقف النار

فلسطينيون يسيرون بجوار مبانٍ مدمرة بهجمات إسرائيلية في النصيرات بوسط قطاع غزة (رويترز)
فلسطينيون يسيرون بجوار مبانٍ مدمرة بهجمات إسرائيلية في النصيرات بوسط قطاع غزة (رويترز)

قال مسعفون إن ما لا يقل عن 40 فلسطينياً لقوا حتفهم في ضربات للجيش الإسرائيلي، مساء أمس الخميس واليوم الجمعة، في غزة، في حين تلقت جهود إحياء محادثات وقف إطلاق النار في غزة دفعة مع توجه قادة من حركة «حماس» الفلسطينية إلى القاهرة؛ لإجراء جولة جديدة من المحادثات.

وذكر مسعفون أنهم انتشلوا 19 جثة لفلسطينيين قُتلوا في المناطق الشمالية من النصيرات، أحد مخيمات اللاجئين الثمانية القديمة في القطاع، فيما قال مسعفون إن غارة جوية إسرائيلية أودت بحياة 10 فلسطينيين على الأقل في منزل ببيت لاهيا بشمال القطاع في وقت لاحق اليوم الجمعة.

وأوضح المسعفون أن الباقين قتلوا في المناطق الشمالية والجنوبية من قطاع غزة. ولم يصدر الجيش الإسرائيلي أي بيان جديد، اليوم الجمعة، لكنه قال أمس إن قواته تواصل «ضرب أهداف إرهابية في إطار العمليات في قطاع غزة».

واقتحمت دبابات إسرائيلية شمال مخيم النصيرات وغربه، الخميس. وانسحبت الدبابات من المناطق الشمالية، الجمعة، لكنها ظلت في المنطقة الغربية من المخيم. وقال الدفاع المدني الفلسطيني إن فرقه لم تتمكن من الاستجابة لنداءات الاستغاثة من سكان محاصرين داخل منازلهم.

وعاد عشرات الفلسطينيين، الجمعة، إلى المناطق التي انسحب منها الجيش لتفقد الأضرار التي لحقت بمنازلهم.

وغطى مسعفون وأقارب جثثاً، بعضها لنساء، كانت ملقاة على الطريق بالبطانيات أو بأكفان بيضاء وحملوها على محفات.

استهداف «كمال عدوان»

وقال مسعفون إن طائرة إسرائيلية مسيرة قتلت في وقت لاحق من الجمعة، أحمد الكحلوت، رئيس قسم العناية المركزة في مستشفى كمال عدوان، في بيت لاهيا في أقصى شمال قطاع غزة.

وقال الجيش الإسرائيلي لوكالة «رويترز» للأنباء إنه ليس لديه علم بحدوث هجوم على المستشفى في هذا الوقت.

ومستشفى كمال عدوان واحد من ثلاثة مرافق طبية تقع في أقصى شمال قطاع غزة، تعمل بالكاد الآن في ظل نقص الإمدادات الطبية والوقود والغذاء. وقال مسؤولون صحيون إن معظم أفراد الطاقم الطبي في المستشفى إما اعتقلهم الجيش الإسرائيلي وإما طردهم.

وذكر الدفاع المدني الفلسطيني و«حماس» ووكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) أن عدد الفلسطينيين الذين لقوا حتفهم في غارتين إسرائيليتين في بيت لاهيا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية يبلغ 70 قتيلاً. ولم تؤكد وزارة الصحة الفلسطينية حتى الآن سقوط هذا العدد من القتلى.

وفي الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، واتهم إسرائيل «باستخدام سلاح التجويع ضد المواطنين (في شمال غزة) بهدف تهجيرهم عن أرضهم ومنازلهم».

استئناف جهود وقف إطلاق النار

قال قياديان من «حماس» لوكالة «رويترز»، في وقت متأخر من مساء الجمعة، إن وفداً من الحركة سيصل إلى القاهرة، السبت، لإجراء محادثات مع المسؤولين المصريين.

وتأتي الزيارة بعد أيام من إعلان الولايات المتحدة أنها ستبدأ جهوداً جديدة مع قطر ومصر وتركيا؛ لإحياء محادثات وقف إطلاق النار في غزة.

ولم تثمر مفاوضات استمرت لأشهر من أجل وقف إطلاق النار في غزة عن تقدم يذكر. والمحادثات متوقفة الآن.

ودخل اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وجماعة «حزب الله» اللبنانية، حليفة «حماس»، حيز التنفيذ قبيل فجر الأربعاء، لتتوقف أعمال قتالية تصاعدت بشدة في الأشهر القليلة الماضية، وصرفت الاهتمام بعيداً عن صراع غزة.

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن، الثلاثاء، في أثناء إعلانه عن اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، إنه سيجدد الآن مساعيه للتوصل إلى اتفاق مماثل في غزة، وحث إسرائيل و«حماس» على اغتنام الفرصة.

وقال مسؤولون في غزة إن الحملة الإسرائيلية أودت بحياة أكثر من 44 ألفاً و300 شخص، وأجبرت كل سكان القطاع تقريباً على النزوح مرة واحدة على الأقل.