تفاعلت قضية علي كريمي لاعب المنتخب الإيراني لكرة القدم الملقب بـ«مارادونا آسيا»، الذي خطف الأضواء من المشاهير الذين أعلنوا تأييدهم للاحتجاجات، ونفى القضاء الإيراني احتجاز ممتلكات لاعب منتخب الوطني السابق، بعدما أطلقت وسائل إعلام «الحرس الثوري» هجوماً عنيفاً ضده.
وأثار كريمي الذي يعدّ بين الرياضيين الأكثر شعبية في بلاده، سخط السلطات الإيرانية بسبب تغريداته التي دعا فيها إلى توسيع الاحتجاجات، ودعا المحتجين إلى الوحدة. ودعا النائب السابق، المتشدد المحافظ حميد رسايي إلى حجز أموال كريمي.
وجرى تداول تسجيل فيديو مساء الاثنين على «تويتر»، يظهر رفع لافتة أمام منزل كريمي في منطقة لواسان في شمال طهران، وتتحدث اللافتة عن حجز منزله بأوامر قضائية.
وقالت وکالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري»، إن كريمي «باع أكثر ممتلكاته وأمواله قبل مغادرة البلاد». ونقلت الوكالة عن القضاء الإيراني، أنه لم يصدر مرسوماً بحجز فيلا مملوكة لكريمي. واتهمت الوكالة اللاعب الدولي السابق بـ«تحريك عوامله من أجل رسم صورة البطل له».
وكانت مواقع تابعة لـ«الحرس الثوري» قد تداولت صورة من نشرة حمراء قالت، إن إيران تعمل على تعميمها عبر الشرطة الجنائية الدولية (الإنتربول) لاعتقال كريمي، الذي ترددت أنباء عن إقامته في الإمارات. لكن وكالة «مهر» الحكومية نقلت عن مسؤولين في القضاء الإيراني، أن الجهاز لم يتقدم بطلب إلى الشرطة الإيرانية لإصدار نشرة حمراء ضد كريمي.
ورداً على الفيديو بشأن مصادرة ممتلكات، نشر كريمي تغريدة على «تويتر» وتضمنت استفتاءً. وأشار إلى حملة تواقيع أطلقتها ضده وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري»، وقال «في ما يتعلق بالحملة ضدي من وكالة (فارس) وتوقيع 97 ألف شخص ضدي، أسئلكم هنا... هل كان قيامي بدعم الناس في بلادي خاطئاً؟». وشارك في الاستفتاء أكثر من 704 آلاف حساب على «تويتر»، وتظهر النتائج، أن 8 في المائة قالوا «نعم، كان خاطئاً»، وصوّت 92 في المائة على خيار «لا كان صائباً».
ويعد كريمي من بين أفضل لاعبي كرة القدم الإيرانية على الإطلاق. واحترف كريمي الذي ينحدر من أصول آذرية تركية، في فريق بايرن مونيخ وشاكلة 04، ولعب لفريق برسبولين وتراكتور سازي تبريز والأهلي دبي ونادي قطر الرياضي. وفاز بجائزة أفضل لاعب في القارة الآسيوية في عام 2004، واعتزل في 2014 بعد مسيرة دامت 18 عاماً. ومثّل كريمي المنتخب الإيراني في 127 مباراة، سجل خلالها 38 هدفاً.
ورفض لاعب المنتخب الإيراني السابق، كريم باقري التهديدات بملاحقة كريمي، وقال «علي كريمي ليس خائناً للوطن، إنما هو وطني شريف». ووجّه خطابه إلى «الرجل ماسح الجوخ الذي أراد تحويل البيت الأبيض إلى حسينية». وأضاف «بهذه الأدبيات السخيفة تسيء لكل فئات المجتمع، كل يوم تزداد وقاحة، كلنا نزلنا للشارع ليذهب أمثالك».
وكان قائد المنتخب الإيراني علي دائي قد أدان وفاة مهسا أميني في ثاني غداة إعلان وفاتها. وقال «ماذا فعلتم بهذه البلاد؟ ابنتي تتساءل ماذا حدث؟ ليس لدي جواب. بأي ذنب؟». وقال نجم الكرة الإيرانية مهدي مهدوي كيا، الذي يشرف على المنتخب الأولمبي الإيراني على «إنستغرام»، مخاطباً المسؤولين «لا يمكن أن يعيش أبناؤكم برفاه وهدوء في الطرف الآخر من العالم، بينما تريدون من الشعب الإيراني أن يأكل الخبز الجاف ويرتدي الملابس المتهرئة».
ولم يكن اللاعبون السابقون وحدهم الذين تحدّوا السلطات بتأييدهم للاحتجاجات. وقال سردار آزمون عبر حسابه على «إنستغرام» الأحد «بسبب قوانين المنتخب الوطني لم أتمكن حتى الآن من الكلام بسبب معسكر المنتخب، لكن لم أستطع التحمل أكثر. في النهاية، سيتم إقصائي من المنتخب الوطني، فداء شعرة واحدة للإيرانيات».
وأضاف آزمون الذي يلعب في صفوف باير ليفركوزن للموسم الثاني على التوالي «لن يتم هذا المنشور (من «إنستغرام») ليفعلوا ما يشاؤون، العار لكم لقتل الناس بسهولة، تعيش المرأة الإيرانية».
لكن بعد ساعات حذفت جميع منشورات آزمون من حسابه على «إنستغرام» الذي يتابعه أربعة ملايين، كما ألغى عدداً من لاعبي المنتخب الحالي متابعته.
وحض الممثل كامبيز ديرباز لاعبي المنتخب الوطني الإيراني على الانضمام إلى احتجاج سردار آزمون، وكتب على «إنستغرام»: «يتم إقصاؤكم؟ سيوفد بدلاً منكم منتخب القوات المسلحة. عندها سنرى كم هدفاً سيتلقون من أميركا وإنجلترا ويعودون».
تعاطف شعبي مع «مارادونا آسيا» ضد هجوم إعلام «الحرس الثوري»
القضاء الإيراني نفى مصادرة ممتلكاته أو إصدار نشرة حمراء لاعتقاله
تعاطف شعبي مع «مارادونا آسيا» ضد هجوم إعلام «الحرس الثوري»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة