دعوات ألمانية لتعليق «كبح الديون»

«المركزي» يدعو نظيره «الأوروبي» للحزم في التعامل مع معدلات التضخم

مقر البنك المركزي الأوروبي في ألمانيا (إ.ب.أ)
مقر البنك المركزي الأوروبي في ألمانيا (إ.ب.أ)
TT

دعوات ألمانية لتعليق «كبح الديون»

مقر البنك المركزي الأوروبي في ألمانيا (إ.ب.أ)
مقر البنك المركزي الأوروبي في ألمانيا (إ.ب.أ)

زادت الدعوات في ألمانيا لتعليق قرار كبح الديون، وذلك في خضم أزمة مالية تزيد الضغوط على المستهلكين والشركات والمصنعين في أكبر اقتصاد في أوروبا ورابع أكبر اقتصاد في العالم.
وفي هذا الصدد، دعا رئيس حكومة ولاية سكسونيا السفلى بألمانيا لاتخاذ قرار سريع بشأن تعليق العمل بمبدأ كبح الديون، في ظل خطط تخفيف العبء عن الأوساط الاقتصادية والمستهلكين. وقال شتيفان فايل، وفق وكالة الأنباء الألمانية، إنه من المقرر خلال مؤتمر رؤساء حكومات الولايات في ألمانيا في 28 سبتمبر (أيلول) الجاري التوصل لاتفاق بشأن «أننا في حالة أزمة، وأنه يتعين علينا تعليق التقييدات التي يتم وضعها من خلال مبدأ كبح الديون في ظل هذا الوضع».
وأضاف أنه من المتوقع أن يكون عام 2023 مرهقا على المستويين الاجتماعي والاقتصادي، وقال: «لا يمكنني تصور أنه يمكننا تجاوز هذا الموقف دون تلقي قروض بشكل جزئي على الأقل».
يشار إلى أن مبدأ كبح الديون يضع حدودا أمام لجوء الحكومة لقدر من الديون الجديدة. وهذا المبدأ منصوص عليه في القانون الأساسي بألمانيا، ولكن تم تعليق العمل به خلال الأعوام الماضية لأجل تخفيف الأعباء في أعقاب تفشي وباء «كورونا».
جدير بالذكر أن استطلاع رأي حديثا كشف أن أغلب الألمان لا يؤيدون تمويل حزم تخفيف العبء التي أقرتها الحكومة الاتحادية في ظل ارتفاع الأسعار، من خلال ديون جديدة.
وجاء في الاستطلاع الذي أجراه معهد «يوجوف» لقياس مؤشرات الرأي بتكليف من وكالة الأنباء الألمانية أن 23 في المائة فقط ممن شملهم الاستطلاع أعربوا عن استعداد لتعليق مبدأ كبح الديون في العام القادم، من أجل تمويل الحزم.
وعلى نفس الصعيد يرى رئيس حكومة ولاية بافاريا الألمانية ماركوس زودر، أن بلاده تمر بأزمة اقتصادية وطالب بالتوصل إلى «حل كبير على صعيد السياسة المالية».
وفي تصريحات لصحيفة «أوجسبورجر ألجماينه» الألمانية الصادرة اليوم الاثنين، قال رئيس الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري: «ينبغي على الحكومة الاتحادية أن تكون أمينة، فبينما تكبل آلية كبح الديون الجديدة أيدي الولايات، يعبث وزير المالية الاتحادي بمبالغ هائلة بمليارات اليورو في ميزانيات ظل».
كان رئيس حكومة ولاية سكسونيا السفلى شتيفان فايل طالب في وقت سابق بسرعة البت في تعليق آلية كبح الديون الجديدة؛ ووفق وكالة الأنباء الألمانية، طالب فايل بأن يتم خلال مؤتمر رؤساء حكومات الولايات الألمانية المزمع عقده يوم 28 سبتمبر الجاري التوصل إلى توافق «على أننا نمر بحالة طارئة ويجب تعليق القيود الناجمة عن آلية كبح الديون في مثل هذا الوضع».
وأكد زودر على خطورة الوضع وقال: «نحن نمر بأزمة اقتصادية أكبر من الأزمة التي كانت في جائحة (كورونا) ولذلك فهناك حاجة الآن إلى التوصل إلى حل كبير على صعيد السياسة المالية لا يقتصر فقط على الشيء الأكثر ضرورة».
من جانبه دعا رئيس البنك المركزي الألماني يواخيم ناجل، البنك المركزي الأوروبي إلى الحزم في التعامل مع معدلات التضخم التي ربما تصل إلى ضعف ما هي عليه الآن، في وقت لاحق من هذا العام.
ونقلت وكالة بلومبرغ عن ناجل قوله، أمس الأحد، «إذا استمر اتجاه البيانات، يجب التوجه نحو رفع إضافي لمعدل الفائدة، هذا متفق عليه بالفعل في مجلس المحافظين». «علينا أن نكون مصممين في أكتوبر (تشرين الأول) وما بعده».
ورفع البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة بمقدار ثلاثة أرباع نقطة هذا الشهر، وهو معدل الرفع الذي وصف بالتاريخي. ويتوقع الاقتصاديون أن يتخذ المركزي إجراء آخر مشابها في أكتوبر، إذ يواجه صانعو السياسة التعامل مع معدل تضخم قياسي. وتعقد عملهم بسبب سرعة تدهور الاقتصاد، والضغوط التي يشكلها ترشيد استهلاك الطاقة هذا الشتاء.
ورجح ناجل، خلال حديثة أثناء اليوم المفتوح للبنك المركزي الألماني في فرنكفورت، أن يتراجع الزخم في الربع الثالث والربع الرابع، لكنه أعرب عن ثقته في إمكانية أن يتجنب الاقتصاد حالة الركود الحاد.


مقالات ذات صلة

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

الاقتصاد «الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

للمرة العاشرة منذ مارس (آذار) العام الماضي، اتجه البنك الاتحادي الفيدرالي الأميركي إلى رفع سعر الفائدة بمقدار 0.25 نقطة أساس، يوم الأربعاء، في محاولة جديدة لكبح جماح معدلات التضخم المرتفعة، التي يصارع الاتحادي الفيدرالي لخفضها إلى 2 في المائة دون نجاح ملحوظ. وأعلن مجلس الاحتياطي الاتحادي رفع سعر الفائدة الرئيسي 25 نقطة أساس إلى نطاق 5.00 و5.25 في المائة، لتستمر بذلك زيادات أسعار الفائدة منذ مارس 2022 وهي الأكثر تشدداً منذ 40 عاماً، في وقت يثير المحللون الاقتصاديون تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الزيادة ستكون آخر مرة يقوم فيها الاتحادي الفيدرالي برفع الفائدة، أم أن هناك مزيداً من الخطوات خلال الفت

هبة القدسي (واشنطن)
الاقتصاد أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

لا تتوقف تداعيات الحرب التجارية الدائرة منذ سنوات بين الولايات المتحدة والصين عند حدود الدولتين، وإنما تؤثر على الاقتصاد العالمي ككل، وكذلك على جهود حماية البيئة ومكافحة التغير المناخي. وفي هذا السياق يقول الكاتب الأميركي مارك غونغلوف في تحليل نشرته وكالة بلومبرغ للأنباء إن فرض رسوم جمركية باهظة على واردات معدات الطاقة الشمسية - في الوقت الذي يسعى فيه العالم لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري ومكافحة تضخم أسعار المستهلك وتجنب الركود الاقتصادي - أشبه بمن يخوض سباق العدو في دورة الألعاب الأوليمبية، ويربط في قدميه ثقلا يزن 20 رطلا. وفي أفضل الأحوال يمكن القول إن هذه الرسوم غير مثمرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الدولار يتراجع  في «ساعات الترقب»

الدولار يتراجع في «ساعات الترقب»

هبط الدولار يوم الأربعاء بعد بيانات أظهرت تراجع الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة، فيما ترقبت الأنظار على مدار اليوم قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) الذي صدر في وقت لاحق أمس بشأن أسعار الفائدة. وأظهرت بيانات مساء الثلاثاء انخفاض الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة للشهر الثالث على التوالي خلال مارس (آذار)، وسجلت معدلات الاستغناء عن الموظفين أعلى مستوياتها في أكثر من عامين، ما يعني تباطؤ سوق العمل، وهو ما قد يساعد الاحتياطي الفيدرالي في مكافحة التضخم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي  أقل من 70 دولاراً للبرميل

النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي أقل من 70 دولاراً للبرميل

واصلت أسعار النفط تراجعها خلال تعاملات أمس الأربعاء، بعد هبوطها بنحو 5 في المائة في الجلسة السابقة إلى أدنى مستوى في خمسة أسابيع، فيما يترقب المستثمرون المزيد من قرارات رفع أسعار الفائدة هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد 2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

أظهر تحليل أجرته منظمات دولية تشمل الاتحاد الأوروبي ووكالات الأمم المتحدة المختلفة أن عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع أو يشهدون أوضاعا تتسم بانعدام الأمن الغذائي ارتفع في مختلف أنحاء العالم في 2022. وتوصل التقرير الذي صدر يوم الأربعاء، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إلى أن أكثر من ربع مليار شخص عانوا من جوع شديد أو من مجاعات كارثية العام الماضي.

أحمد الغمراوي (القاهرة)

ارتفاع مؤشر نشاط الأعمال الأميركي لأعلى مستوى خلال 31 شهراً

يتجه المتسوقون إلى المتاجر في «وودبيري كومون بريميوم أوتليتس» في سنترال فالي، نيويورك (رويترز)
يتجه المتسوقون إلى المتاجر في «وودبيري كومون بريميوم أوتليتس» في سنترال فالي، نيويورك (رويترز)
TT

ارتفاع مؤشر نشاط الأعمال الأميركي لأعلى مستوى خلال 31 شهراً

يتجه المتسوقون إلى المتاجر في «وودبيري كومون بريميوم أوتليتس» في سنترال فالي، نيويورك (رويترز)
يتجه المتسوقون إلى المتاجر في «وودبيري كومون بريميوم أوتليتس» في سنترال فالي، نيويورك (رويترز)

ارتفع مؤشر نشاط الأعمال في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوى خلال 31 شهراً في نوفمبر (تشرين الثاني)، مدعوماً بالتوقعات بانخفاض أسعار الفائدة وتطبيق سياسات أكثر ملاءمة للأعمال من إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترمب في العام المقبل.

وقالت «ستاندرد آند بورز غلوبال»، يوم الجمعة، إن القراءة الأولية لمؤشر مديري المشتريات المركب في الولايات المتحدة، الذي يتتبع قطاعي التصنيع والخدمات، ارتفعت إلى 55.3 هذا الشهر. وكان هذا أعلى مستوى منذ أبريل (نيسان) 2022، مقارنة بـ54.1 نقطة في أكتوبر (تشرين الأول)، وفق «رويترز».

ويشير الرقم الذي يتجاوز 50 إلى التوسع في القطاع الخاص. ويعني هذا الرقم أن النمو الاقتصادي ربما تسارع في الربع الرابع. ومع ذلك، تشير البيانات الاقتصادية «الصعبة» مثل مبيعات التجزئة إلى أن الاقتصاد حافظ على وتيرة نمو قوية هذا الربع، مع استمرار ضعف في قطاع الإسكان وتصنيع ضعيف.

ونما الاقتصاد بمعدل نمو سنوي قدره 2.8 في المائة في الربع من يوليو (تموز) إلى سبتمبر (أيلول). ويقدّر الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا حالياً أن الناتج المحلي الإجمالي للربع الرابع سيرتفع بمعدل 2.6 في المائة.

وقال كبير خبراء الاقتصاد في شركة «ستاندرد آند بورز غلوبال ماركت إنتليجنس»، كريس ويليامسون: «يشير مؤشر مديري المشتريات الأولي إلى تسارع النمو الاقتصادي في الربع الرابع. وقد أدت التوقعات بانخفاض أسعار الفائدة والإدارة الأكثر ملاءمة للأعمال إلى تعزيز التفاؤل، مما ساعد على دفع الإنتاج وتدفقات الطلبات إلى الارتفاع في نوفمبر».

وكان قطاع الخدمات مسؤولاً عن معظم الارتفاع في مؤشر مديري المشتريات، على الرغم من توقف التراجع في قطاع التصنيع.

وارتفع مقياس المسح للطلبات الجديدة التي تلقتها الشركات الخاصة إلى 54.9 نقطة من 52.8 نقطة في أكتوبر. كما تباطأت زيادات الأسعار بشكل أكبر، إذ انخفض مقياس متوسط ​​الأسعار التي تدفعها الشركات مقابل مستلزمات الإنتاج إلى 56.7 من 58.2 في الشهر الماضي.

كما أن الشركات لم تدفع لزيادة الأسعار بشكل كبير في ظل ازدياد مقاومة المستهلكين.

وانخفض مقياس الأسعار التي فرضتها الشركات على سلعها وخدماتها إلى 50.8، وهو أدنى مستوى منذ مايو (أيار) 2020، من 52.1 في أكتوبر.

ويعطي هذا الأمل في أن يستأنف التضخم اتجاهه التنازلي بعد تعثر التقدم في الأشهر الأخيرة، وهو ما قد يسمح لمجلس الاحتياطي الفيدرالي بمواصلة خفض أسعار الفائدة. وبدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي دورة تخفيف السياسة النقدية في سبتمبر (أيلول) بخفض غير عادي بلغ نصف نقطة مئوية في أسعار الفائدة.

وأجرى بنك الاحتياطي الفيدرالي خفضاً آخر بمقدار 25 نقطة أساس هذا الشهر، وخفض سعر الفائدة الرئيسي إلى نطاق يتراوح بين 4.50 و4.75 في المائة.

ومع ذلك، أظهرت الشركات تردداً في زيادة قوى العمل رغم أنها الأكثر تفاؤلاً في سنتين ونصف السنة.

وظل مقياس التوظيف في المسح دون تغيير تقريباً عند 49. وواصل التوظيف في قطاع الخدمات التراجع، لكن قطاع التصنيع تعافى.

وارتفع مؤشر مديري المشتريات التصنيعي السريع إلى 48.8 من 48.5 في الشهر السابق. وجاءت النتائج متوافقة مع توقعات الاقتصاديين. وارتفع مؤشر مديري المشتريات لقطاع الخدمات إلى 57 نقطة، وهو أعلى مستوى منذ مارس (آذار) 2022، مقارنة بـ55 نقطة في أكتوبر، وهذا يفوق بكثير توقعات الاقتصاديين التي كانت تشير إلى قراءة تبلغ 55.2.