محلول الملح يقلل خطورة «كورونا» بعد الإصابة

دراسة أميركية أوصت المرضى باستخدامه لغسل الأنف

غسيل الأنف بالمحلول الملحي مفيد لعلاج كورونا (Advanced Sinus and Allergy Center)
غسيل الأنف بالمحلول الملحي مفيد لعلاج كورونا (Advanced Sinus and Allergy Center)
TT

محلول الملح يقلل خطورة «كورونا» بعد الإصابة

غسيل الأنف بالمحلول الملحي مفيد لعلاج كورونا (Advanced Sinus and Allergy Center)
غسيل الأنف بالمحلول الملحي مفيد لعلاج كورونا (Advanced Sinus and Allergy Center)

أفاد باحثون من كلية الطب بجامعة أوغوستا الأميركية، أن التنظيف مرتين يومياً لتجويف الأنف المبطن بالمخاط بمحلول ملحي معتدل بعد فترة وجيزة من اختبار إيجابي لـ«كوفيد - 19»، يمكن أن يقلل بشكل كبير من دخول المستشفى والوفاة.
ويقول الباحثون في الدراسة المنشورة بالعدد الأخير من دورية «الأذن والأنف والحنجرة»، إن التقنية التي يمكن استخدامها في المنزل عن طريق خلط نصف ملعقة صغيرة من الملح وصودا الخبز في كوب من الماء المغلي أو المقطر ثم وضعها في زجاجة شطف الجيوب الأنفية هي طريقة آمنة وفعالة وغير مكلفة لتقليل مخاطر المرض الشديد والوفاة من عدوى الفيروس التاجي.
وجاءت هذه الفكرة للفريق البحثي في أثناء البحث في بدايات الوباء عن الخيارات المتاحة للعلاج، وتم اختبارها بنجاح في التجارب السريرية التي شملت 79 شخصاً يبلغون من العمر 55 عاماً فأكثر، والذين التحقوا بالمستشفى في غضون 24 ساعة من الاختبار إيجابي للفيروس.
واستلهمت الدكتورة إيمي باكستر، طبيبة طب الطوارئ في كلية الطب بجامعة أوغوستا، والباحثة الرئيسية بالدراسة، هذه الفكرة من جنوب شرقي آسيا، حيث إن إجراء الغسل الأنفي معروف لآلاف السنين في جنوب شرقي آسيا، وقد تمت ملاحظة معدلات وفيات أقل من «كوفيد - 19» في دول مثل لاوس وفيتنام وتايلاند.
ولاحظت باكستر خلال وجودها هناك لفترة في مهمة علمية، أن الناس يستخدمون الغسيل الأنفي كجزء طبيعي من النظافة تماماً مثل تنظيف أسنانهم بالفرشاة، وقدمت دراسة أُجريت عام 2019 قبل «كوفيد - 19» دليلاً على أن الغسل المنتظم للأنف في تايلاند يمكن أن يزيل احتقان الأنف، ويخفض آلام الجيوب الأنفية أو الصداع، ويحسن التذوق والشم ويحسن نوعية النوم.
وتقول باكستر في تقرير نشره (الثلاثاء) الموقع الرسمي للجامعة، إنهم «كانوا يعلمون أنه كلما زاد عدد الفيروسات الموجودة في جسمك كان التأثير أسوأ، وكانت إحدى أفكارهم هو (إذا استطعنا إزالة بعض أعداد الفيروس في غضون 24 ساعة من الاختبار الإيجابي، فربما يمكننا تقليل شدة ذلك المسار بأكمله، بما في ذلك تقليل احتمالية دخول الفيروس إلى الرئتين، حيث كان يتسبب في أضرار دائمة وقاتلة للكثيرين.
بالإضافة إلى ذلك، من المعروف أن الفيروس الشائك يرتبط بمستقبل (ACE2)، المنتشر في جميع أنحاء الجسم وبوفرة في أماكن مثل تجويف الأنف والفم والرئتين، وتمت متابعة الأدوية التي تتداخل مع قدرة الفيروس على الارتباط بالمستقبل (ACE2)، وقررنا اختبار غسل الأنف بالمحلول الملحي، فوجدنا أنه يساعد على تقليل الارتباط القوي المعتاد».
وقام المشاركون بإجراء عملية غسل للأنف ذاتياً باستخدام «بوفيدون اليود»، وهو المطهر البنّي الذي يتم استخدامه مع جسمك قبل الجراحة، أو «بيكربونات الصوديوم»، أو صودا الخبز، والتي غالباً ما تُستخدم كمنظف، ممزوجة بالماء الذي يحتوي على نفس تركيز الملح الموجود بشكل طبيعي في الجسم.
وبينما وجد الباحثون أن المواد المضافة لا تضيف أي قيمة فعلاً، أشارت الأبحاث السابقة إلى أنها قد تساعد على سبيل المثال في جعل الأمر أكثر صعوبة بالنسبة للفيروس للتعلق بمستقبل «ACE2» لكن تجربتهم تشير إلى أن المحلول الملحي وحده كافٍ، «فما يهم هو فقط الشطف والكمية»، كما تؤكد باكستر.



«الجميلات النائمات»... معرض قاهري يعيد تشكيل الجسد بصرياً

مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
TT

«الجميلات النائمات»... معرض قاهري يعيد تشكيل الجسد بصرياً

مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)

يطمح الفنان المصري هشام نوّار إلى إعادة تشكيل الجسد بصرياً عبر معرضه «الجميلات النائمات» متشبعاً بالعديد من الثيمات الأيقونية في الفن والأدب والتاريخ الإنساني، خصوصاً في التعامل مع الجسد الأنثوي، بما يحمله من دلالات متعددة وجماليات عابرة للزمان ومحيّدة للمكان.

يذكر أن المعرض، الذي يستضيفه «غاليري ضي» بالزمالك (وسط القاهرة) حتى 5 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، يضم ما يزيد على 50 لوحة تتنوع خاماتها بين استخدام الألوان الزيتية على القماش بمساحات كبيرة، وبين الرسم بالألوان في مساحات أقل.

ويعدّ الجسد بمفهومه الجمالي والفني هو محور المعرض، والجسد الأنثوي تحديداً هو الأكثر حضوراً، بينما تبقى الوضعية الرئيسية التي اختارها الفنان، وهي فكرة «تمثال الكتلة» المصري القديم، وتوظيفه على هيئة فتاة نائمة هي الأكثر تعبيراً عن الفكرة التي يسعى لتقديمها، واضعاً ثيمتي الجمال، ممثلاً في الجسد الأنثوي، والنوم ممثلاً في وضعية واحدة تجسد المرأة، وهي نائمة في وضع أشبه بالجلوس، في إطار مشبع بالدلالات.

اللونان الأصفر والأحمر كانا لافتين في معظم الأعمال (الشرق الأوسط)

وعن المعرض، يقول هشام نوار: «الفكرة تستلهم تمثال الكتلة المصري القديم، فمعظم الشخصيات التي رسمتها تعود لهذا التمثال الذي ظهر في الدولة المصرية القديمة الوسطى، واستمر مع الدولة الحديثة، ويمثل شخصاً جالساً يضع يديه على ركبته، وكأنه يرتدي عباءة تخبئ تفاصيل جسده، فلا يظهر منه سوى انحناءات خفيفة، ويكون من الأمام مسطحاً وعليه كتابات، وكان يصنع للمتوفى، ويكتب عليه صلوات وأدعية للمتوفى».

ويضيف نوار لـ«الشرق الأوسط»: «تم عمل هذا التمثال لمهندس الدير البحري في الدولة الحديثة، الذي كان مسؤولاً عن تربية وتثقيف ابنة حتشبسوت، فيظهر في هيئة تمثال الكتلة، فيما تظهر رأس البنت من طرف عباءته، ومحمود مختار هو أول من اكتشف جماليات تمثال الكتلة، وعمل منها نحو 3 تماثيل شهيرة، هي (كاتمة الأسرار) و(الحزن) و(القيلولة)».

حلول جمالية بالخطوط والألوان (الشرق الأوسط)

وقد أهدى الفنان معرضه للكاتب الياباني الشهير ياسوناري كاواباتا (1899 - 1972) الحائز على نوبل عام 1968، صاحب رواية «منزل الجميلات النائمات» التي تحكي عن عجوز يقضي الليل بجوار فتاة جميلة نائمة بشرط ألا يلمسها، كما أهداه أيضاً للمثال المصري محمود مختار (1891 – 1934) تقديراً لتعامله مع فكرة «تمثال الكتلة».

وحول انتماء أعماله لمدرسة فنية بعينها، يقول: «لا يشغلني التصنيف، ما يشغلني معالجة خطوط الجسد البشري، كيف أجد في كل مرة حلاً مختلفاً للوضع نفسه، فكل لوحة بالنسبة لي تمثل الحالة الخاصة بها».

الفنان هشام نوار في معرضه «الجميلات النائمات» (الشرق الأوسط)

ويشير نوّار إلى أنه لم يتوقع أن يرسم كل هذه اللوحات، وتابع: «الفكرة وراء الجميلات النائمات الممنوع لمسهن، لكن تظل المتعة في الرؤية والحلم الذي يمكن أن يحلمه الشخص، حتى إن ماركيز قال إنه كان يتمنى أن يكتب هذه الرواية».

«يؤثر التلوين والتظليل على الكتلة، ويجعلها رغم ثباتها الظاهر في حال من الطفو وكأنها تسبح في فضاء حر، هنا تبرز ألوان الأرض الحارة التي احتفى بها الفنان، وتطغى درجات الأصفر والأحمر على درجات الأخضر والأزرق الباردة»، وفق الكاتبة المصرية مي التلمساني في تصديرها للمعرض.

أفكار متنوعة قدّمها الفنان خلال معرض «الجميلات النائمات» (الشرق الأوسط)

وتعدّ مي أن هذا المعرض «يكشف أهمية مقاومة الموت من خلال صحوة الوعي، ومقاومة الذكورية القاتلة من خلال الحفاوة بالجسد الأنثوي، ومقاومة الاستسهال البصري من خلال التعمق الفكري والفلسفي؛ ليثبت قدرة الفن الصادق على تجاوز الحدود».

وقدّم الفنان هشام نوّار 12 معرضاً خاصاً في مصر وإيطاليا، كما شارك في العديد من المعارض الجماعية، وعمل في ترميم الآثار بمنطقة الأهرامات عام 1988، كما شارك مع الفنان آدم حنين في ترميم تمثال «أبو الهول».