مصر تتذكر نجيب محفوظ بالأفلام والندوات والمعارض

متحف «أديب نوبل» مجاناً لمدة أسبوع في ذكرى رحيله الـ16

نجيب محفوظ بمكتبه
نجيب محفوظ بمكتبه
TT

مصر تتذكر نجيب محفوظ بالأفلام والندوات والمعارض

نجيب محفوظ بمكتبه
نجيب محفوظ بمكتبه

تحتفي مصر بذكرى مرور 16 عاماً على رحيل أديب نوبل نجيب محفوظ (1911 - 2006) بأنشطة ثقافية وفنية متنوعة تعيد اكتشاف جماليات أدبية جديدة في أعماله، وتسلط الضوء على تفاصيل حياته، بمتحفه في حي الأزهر التاريخي، حيث يفتح أبوابه مجاناً احتفالاً بهذه المناسبة، في الفترة من 27 أغسطس (آب) الحالي إلى 3 سبتمبر (أيلول) المقبل.
وتنوعت فعاليات الاحتفاء بأديب نوبل الذي رحل عن عالمنا في 30 أغسطس عام 2006، ما بين ندوات فكرية وثقافية وأفلام وثائقية ينظمها صندوق التنمية الثقافية التابع لوزارة الثقافة، منها لقاء فكري نظمه «ملتقى الثقافة والإبداع» مع الكاتب الصحافي محمد الشاذلي، مؤلف كتاب «أيام مع نجيب محفوظ... حكايات وحوارات»، حيث كشف الشاذلي خلال اللقاء تفاصيل وذكريات جمعته مع الأديب الكبير، وكذلك كواليس اختيار الكاتب محمد سلماوي للسفر إلى ستوكهولم بالسويد لتسلم جائزة نوبل نيابة عن محفوظ، كما تحدث الشاذلي عن سبب رفض الأديب الكبير كتابة مذاكرته لأنه، حسب الشاذلي، «كان يرى أنها موجودة في مؤلفاته».
وأعلنت أم كلثوم نجيب محفوظ «ابنة الأديب الكبير» قبل أيام اعتزامها نشر كتابها الأول بعنوان «أبي نجيب محفوظ»، الذي يضم مذكرات والدها بخط يده، تنشر لأول مرة، وقالت أم كلثوم الشهيرة بـ«هدى»، في بيان صحافي، إنه «خلال عملي على الكتاب حدثت مفاجأة لم أكن أتوقعها، فأثناء ترتيب غرفة مكتب والدي الخاص، وفرز مقتنياته وكتبه وأوراقه، عثرت على مذكراته الوحيدة التي كتبها بخط يديه مصادفة، والتي ستنشر حصرياً في كتابي».
وأوضحت أم كلثوم أنها «تدرس حالياً عدداً من العقود المقدمة من بعض دور النشر داخل مصر وخارجها، للاستقرار على دار مناسبة لنشر العمل الأول لها عن والدها أديب نوبل».
ووصف الأديب يوسف القعيد، رئيس مجلس أمناء متحف نجيب محفوظ، العثور على مذكرات الأديب الكبير التي سيضمها كتاب ابنته بأنه «فتح أدبي وحدث شديد الأهمية سنتوقف أمامه كثيراً»، وقال لـ«الشرق الأوسط»، إن «نجيب محفوظ ما زال قادراً على أن يشغلنا بأدبه وحياته، فالاحتفاء السنوي بذكراه فرصة لتأمل قصة كفاحه ونجاحه وإعادة اكتشاف جماليات جديدة في أعماله، وأيضاً فرصة للأجيال الجديدة للاستفادة من تجربته الأدبية، وما قدمه للرواية العربية».

ويستضيف متحف نجيب محفوظ بحي الأزهر التاريخي معرضاً دولياً لفن الكاريكاتير في الفترة من 30 أغسطس الحالي حتى 10 سبتمبر تحت عنوان «في حب نجيب محفوظ»، ويتناول المعرض شخصية محفوظ عبر 40 عملاً بريشة 38 فناناً من دول عديدة منها مصر، السعودية، الإمارات، الكويت، البحرين، العراق، سوريا، كوبا، جنوب أفريقيا، كينيا، الصين، اليابان، البرازيل، روسيا، وإسبانيا.
كما يعرض المركز القومي للسينما بقاعة «سينما الهناجر» بساحة الأوبرا، بالتعاون مع قطاع صندوق التنمية الثقافية، مساء الأربعاء 31 أغسطس، فيلماً وثائقياً بعنوان «نجيب محفوظ ضمير عصره» للمخرج هاشم النحاس، ويعقب العرض ندوة فكرية حول أعمال محفوظ التي تحولت إلى أعمال سينمائية وتجربته في كتابة السيناريو.
ونال الأديب المصري الكبير عدداً كبيراً من الأوسمة والنياشين على مدار حياته، ففاز عن روايته التاريخية «رادوبيس» التي صدرت في الأربعينيات من القرن الماضي بجائزة قوت القلوب الدمرداشية سنة 1942، كما فاز بجائزة وزارة المعارف عن رواية «كفاح طيبة» عام 1944، كما حصل على جائزة مجمع اللغة العربية عام 1946، ثم ألف ثلاثيته الشهيرة «بين القصرين»، «قصر الشوق»، «السكرية» وقد نال عن الجزء الأول من الثلاثية جائزة الدولة في الآداب عام 1957.

كما حصل على وسام الاستحقاق عام 1963، وجائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1968، ووسام الجمهورية عام 1972، بالإضافة إلى الدكتوراه الفخرية من جامعة القاهرة والجامعة الأميركية بالقاهرة، وجوائز من الإذاعة البريطانية، وشهادات وتكريمات من مهرجانات السينما وجوائز من اتحاد الإذاعة والتلفزيون وجائزة كفافيس عام 2004.
ولمحفوظ عدد وافر من الأعمال الأدبية البارزة، من بينها «خان الخليلي»، وهي ملحمة إنسانية تروي آلام الحياة، وتدور أحداثها في خان الخليلي عندما اشتد القصف الألماني للقاهرة عندما كانت تحت الاحتلال البريطاني في عام 1941م، بجانب الثلاثية الشهيرة، التي حازت على إعجاب القراء والنقاد، وتحولت إلى أعمال سينمائية مهمة، بجانب رواية «الشحاذ»، و«القاهرة الجديدة»، و«عبث الأقدار»، و«زقاق المدق» التي صدرت عام 1947م، وتم تحويلها إلى فيلم سينمائي، و«الحب فوق هضبة الهرم» عام 1979م، وتم تحويلها إلى فيلم سينمائي.


مقالات ذات صلة

تعزيز «منصة الابتعاث الثقافي» السعودية بخدمات جديدة

يوميات الشرق تعزيز «منصة الابتعاث الثقافي» السعودية بخدمات جديدة

تعزيز «منصة الابتعاث الثقافي» السعودية بخدمات جديدة

أضافت وزارة الثقافة السعودية خدمات جديدة إلى «منصة الابتعاث الثقافي» بميزات متعددة تهدف من خلالها إلى تعزيز العدالة في ترشيح المبتعثين. وتحتوي المنصة على التفاصيل والمعلومات التي يحتاجها المهتمون بالابتعاث الثقافي، ومحتوى توعوي عنه، فضلاً عن تمكينهم من التقديم على برامجه، ومتابعة طلباتهم، وإنهاء كافة الإجراءات المتعلقة بذلك. وتعد المنصة بمثابة رحلة متكاملة تبدأ من خلال الدخول على صفحة برامج الابتعاث ليظهر مساران للتقدم، وهما: الدارسون على حسابهم الخاص، والحاصلون على قبول مسبق، ومن ثم الانطلاق في التقديم بإنشاء الملف الشخصي الموثق بالتكامل مع أنظمة وخدمات مختلف الجهات الحكومية، ومن ثم تعبئة الب

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق مسنّون «يروّجون» لشيخوخة سعيدة

مسنّون «يروّجون» لشيخوخة سعيدة

ينشر مسنّون على إحدى المنصات الاجتماعية فيديوهات مضحكة لأنفسهم مزيلين الأفكار السابقة، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. وفي سن التاسعة والثمانين، تعيش دولوريس التي تستخدم اسم «دولي برودواي» على «تيك توك» «أفضل أيام حياتها»، وتشارك مقاطع فيديو طريفة لمتابعيها البالغ عددهم 2.4 مليون متابع. لا شيء يوقف هذه «السيدة الكبيرة» اللبقة التي تظهر تارة وهي ترقص على أغاني فرقة «أبا». وقال سيرج غيران عالم الاجتماع والمتخصص في الشيخوخة: «لم تعد للسن اليوم علاقة بما كانت عليه في السابق»، ومع سقوط الصور النمطية «لم يعد المسنون أشخاصاً يحتاجون حصراً إلى الأدوية والهدوء، بل يمكنهم أيضاً أن يكونوا في أفضل أحوالهم!»،

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق تنامي «المعتقدات الشاذة» يثير المخاوف في كينيا

تنامي «المعتقدات الشاذة» يثير المخاوف في كينيا

حالة من الذعر تعيشها كينيا مع توالي العثور على رفات في مقابر جماعية لضحايا على صلة بجماعة دينية تدعو إلى «الصوم من أجل لقاء المسيح»، الأمر الذي جدد تحذيرات من تنامي الجماعات السرية، التي تتبع «أفكاراً دينية شاذة»، خلال السنوات الأخيرة في البلاد. وتُجري الشرطة الكينية منذ أيام عمليات تمشيط في غابة «شاكاهولا» القريبة من بلدة «ماليندي» الساحلية، بعد تلقيها معلومات عن جماعة دينية تدعى «غود نيوز إنترناشونال»، يرأسها بول ماكينزي نثينغي، الذي قال إن «الموت جوعاً يرسل الأتباع إلى الله».

يوميات الشرق كم يُنفق اليابانيون لتزيين سياراتهم بالرسوم المتحركة؟

كم يُنفق اليابانيون لتزيين سياراتهم بالرسوم المتحركة؟

ينفق مجموعة من اليابانيين آلاف الدولارات على تزيين مركباتهم بشخصيات الرسوم المتحركة والشرائط المصوّرة وألعاب الفيديو المفضلة لديهم، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. وتُطلَق على هذه السيارات أو الدراجات النارية أو المقطورات تسمية «إيتاشا»، وهي كلمة مركبة تُترجم إلى «السيارة المُحرِجة» وتعكس السمعة السيئة التي كانت تحظى بها هذه الموضة لدى ولادتها في الأرخبيل الياباني في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. إلا أنّ العقليات تغيرت مذّاك، وباتت شخصيات الرسوم المتحركة والشرائط المصوّرة وألعاب الفيديو تُعد «ثقافة ثانوية» تحظى باعتراف أكبر في المجتمع الياباني. ولتزيين سيارته الفاخرة من نوع «جاغوار إكس جاي

«الشرق الأوسط» (طوكيو )
يوميات الشرق في اليوم العالمي للتراث... 6 معالم لبنانية بمتناول الجميع مجاناً

في اليوم العالمي للتراث... 6 معالم لبنانية بمتناول الجميع مجاناً

في 18 أبريل (نيسان) من كل عام، يحتفل العالم بـ«اليوم العالمي للتراث»، وهو يوم حدده المجلس الدولي للمباني والمواقع الأثرية (ICOMOS) للاحتفاء به. ويتم برعاية منظمة «اليونيسكو» ومنظمة «التراث العالمي لحماية التراث الإنساني». ويأتي لبنان من ضمن الدول التي تحتفل به. ويعوّل سنوياً وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى على هذه المناسبة، فيفتح أبواب بعض المعالم مجاناً أمام الزائرين لمدة أسبوع كامل. في رأيه أن مهمته تكمن في توعية اللبناني بموروثه الثقافي، فيشجعه على الخروج من حالة الإحباط التي يعيشها من ناحية، وللتعرف على هذه المواقع عن قرب، من ناحية ثانية.


علاج فعّال يساعد الأطفال على التخلص من الكوابيس

العلاج أسهم في تقليل عدد الكوابيس لدى الأطفال (جامعة يوتا)
العلاج أسهم في تقليل عدد الكوابيس لدى الأطفال (جامعة يوتا)
TT

علاج فعّال يساعد الأطفال على التخلص من الكوابيس

العلاج أسهم في تقليل عدد الكوابيس لدى الأطفال (جامعة يوتا)
العلاج أسهم في تقليل عدد الكوابيس لدى الأطفال (جامعة يوتا)

كشفت دراسة أميركية أن علاجاً مبتكراً للأطفال الذين يعانون من الكوابيس المزمنة أسهم في تقليل عدد الكوابيس وشدّة التوتر الناتج عنها بشكل كبير، وزاد من عدد الليالي التي ينام فيها الأطفال دون استيقاظ.

وأوضح الباحثون من جامعتي أوكلاهوما وتولسا، أن دراستهما تُعد أول تجربة سريرية تختبر فاعلية علاج مخصصٍ للكوابيس لدى الأطفال، ما يمثل خطوة نحو التعامل مع الكوابيس كاضطراب مستقل، وليس مجرد عَرَضٍ لمشكلات نفسية أخرى، ونُشرت النتائج، الجمعة، في دورية «Frontiers in Sleep».

وتُعد الكوابيس عند الأطفال أحلاماً مزعجة تحمل مشاهد مخيفة أو مؤلمة توقظ الطفل من نومه. ورغم أنها مشكلة شائعة، فإنها تؤثر بشكل كبير على الصحة النفسية والجسدية للأطفال، إذ تُسبب خوفاً من النوم، والأرق، والاستيقاظ المتكرر، وهذه الاضطرابات تنعكس سلباً على المزاج، والسلوك، والأداء الدراسي، وتزيد من مستويات القلق والتوتر.

ورغم أن الكوابيس قد تكون مرتبطة باضطرابات نفسية أو تجارب مؤلمة، مثل اضطراب ما بعد الصدمة، فإنها لا تختفي بالضرورة مع علاج تلك المشكلات، ما يتطلب علاجات موجهة خصيصاً للتعامل مع الكوابيس كاضطراب مستقل.

ويعتمد العلاج الجديد على تعديل تقنيات العلاج المعرفي السلوكي واستراتيجيات الاسترخاء وإدارة التوتر، المستخدمة لدى الكبار الذين يعانون من الأحلام المزعجة، لتناسب الأطفال.

ويتضمّن البرنامج 5 جلسات أسبوعية تفاعلية مصمّمة لتعزيز فهم الأطفال لأهمية النوم الصحي وتأثيره الإيجابي على الصحة النفسية والجسدية، إلى جانب تطوير عادات نوم جيدة.

ويشمل العلاج أيضاً تدريب الأطفال على «إعادة كتابة» كوابيسهم وتحويلها إلى قصص إيجابية، ما يقلّل من الخوف ويعزز شعورهم بالسيطرة على أحلامهم.

ويستعين البرنامج بأدوات تعليمية مبتكرة، لتوضيح تأثير قلّة النوم على الأداء العقلي، وأغطية وسائد، وأقلام تُستخدم لكتابة أفكار إيجابية قبل النوم.

وأُجريت التجربة على 46 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 6 و17 عاماً في ولاية أوكلاهوما الأميركية، يعانون من كوابيس مستمرة لمدة لا تقل عن 6 أشهر.

وأظهرت النتائج انخفاضاً ملحوظاً في عدد الكوابيس ومستوى التوتر الناتج عنها لدى الأطفال الذين تلقوا العلاج مقارنة بالمجموعة الضابطة. كما أُبلغ عن انخفاض الأفكار الانتحارية المتعلقة بالكوابيس، حيث انخفض عدد الأطفال الذين أظهروا هذه الأفكار بشكل كبير في المجموعة العلاجية.

ووفق الباحثين، فإن «الكوابيس قد تُحاصر الأطفال في دائرة مغلقة من القلق والإرهاق، ما يؤثر سلباً على حياتهم اليومية»، مشيرين إلى أن العلاج الجديد يمكن أن يُحدث تحولاً كبيراً في تحسين جودة حياة الأطفال.

ويأمل الباحثون في إجراء تجارب موسعة تشمل أطفالاً من ثقافات مختلفة، مع دراسة إدراج فحص الكوابيس بوصفها جزءاً من الرعاية الأولية للأطفال، ما يمثل خطوة جديدة في تحسين صحة الأطفال النفسية والجسدية.