وفد اشتراكي في تركيا للبحث في «حماية دروز سوريا»

مصادر: في حال فشلت المباحثات لتولي «أحرار الشام» أمنهم قد ينقلون إلى تركيا أو السويداء

عنصران من الدفاع المدني في حلب يرقبان السماء أمس بحثا عن طائرات للنظام بعد سقوط براميل متفجرة على حي الجلوم أمس (إ.ف.ب)
عنصران من الدفاع المدني في حلب يرقبان السماء أمس بحثا عن طائرات للنظام بعد سقوط براميل متفجرة على حي الجلوم أمس (إ.ف.ب)
TT

وفد اشتراكي في تركيا للبحث في «حماية دروز سوريا»

عنصران من الدفاع المدني في حلب يرقبان السماء أمس بحثا عن طائرات للنظام بعد سقوط براميل متفجرة على حي الجلوم أمس (إ.ف.ب)
عنصران من الدفاع المدني في حلب يرقبان السماء أمس بحثا عن طائرات للنظام بعد سقوط براميل متفجرة على حي الجلوم أمس (إ.ف.ب)

لا تزال قضية الدروز في سوريا تأخذ حيزا كبيرا من الاهتمام ولا سيما في لبنان من قبل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، الذي يقوم مع ممثلين عنه بالتواصل مع المعنيين في محاولة لتهدئة الوضع بعد «مجزرة قلب لوزة» قبل يومين وتأمين الحماية لدروز سوريا، خصوصا في منطقة إدلب. وكان لافتا تعهد كل من «جبهة النصرة» و«حركة أحرار الشام» حماية دروز إدلب، بعدما أعلنت النصرة في بيان لها أنّ ما حدث في «قلب لوزة»: «ناتج عن خطأ فردي»، مؤكدة أنّ القرية ما زالت وأهلها آمنين مطمئنين تحت حمايتها وفي مناطق سيطرتها. وتعهدت بتقديم كل من تورط في تلك الحادثة لمحكمة شرعية للمحاسبة.
وبدأ وفد من «الاشتراكي» زيارة إلى تركيا للتباحث في هذا الأمر مع المعارضة السورية، ومع المسؤولين الأتراك. وقال مصدر في الحزب لـ«الشرق الأوسط»، بأن الوفد سوف يلتقي في إسطنبول قوى معارضة سورية، يعول الحزب على قيامها بتولي أمن المنطقة التي ينتشر فيها الدروز في محافظة إدلب والبالغ عددهم نحو 20 ألف شخص. وأوضحت المصادر أن الوفد سوف يلتقي أيضا مسؤولين في جهاز الاستخبارات التركية، ثم يزور وزارة الخارجية التركية للقاء عدد من المسؤولين الكبار فيها. ونفت مصادر في الحزب الاشتراكي لـ«الشرق الأوسط» ما تم التداول به لجهة عمل جنبلاط على خط نقل دروز الشمال إلى لبنان، مشيرة إلى أنّ المباحثات الأولية تجري لتوّلي «أحرار الشام» حماية دروز إدلب، وفي حال فشلت هذه الجهود، قد يعمل على إجلاء هؤلاء إلى تركيا أو محافظة السويداء في جنوب سوريا حيث سبق لعدد كبير من الدروز أن لجأوا إليها.
من جهته، أشار مفوض الإعلام في الحزب الاشتراكي، رامي الريس إلى أن قيادة الحزب وجنبلاط يقومان بما سبق أن أعلنه الأخير منذ اللحظة الأولى لوقوع حادثة قلب لوزة بريف إدلب والتي أدت إلى مقتل العشرات، لجهة الاتصالات مع الجهات المعارضة والإقليمية المعنية في محاولة لتأمين حماية القرى الدرزية وتلافي تكرار ما حصل، لافتا في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى «أنّ نتائج هذه الاتصالات تأخذ منحى إيجابيا». وبعيدا عن الدخول في السجالات، قال الريس «نحن مقتنعون أن حماية الدروز في المرحلة الحساسة بحاجة إلى مواقف عاقلة وليست متهورة قد تؤدي إلى سفك دمائهم وتوريطهم في حروب لن يتمكنوا من تحمل تبعاتها».
وأكّد أنّ «دعوة جنبلاط للمصالحة بين أهالي السويداء والجوار بدأت كذلك تأخذ صداها الإيجابي فيما يتم العمل على درس الخطوات العملية اللازمة في هذا الإطار»، لافتا إلى «أنّ دروز السويداء معرضون لخطر (داعش) كما غيرهم من مكونات الشعب السوري، وهو ما أدى إلى دعوة جنبلاط للمصالحة مع جيرانهم، لا سيما أنّ النظام قدّم الدليل على أن التعويل عليه كان خطأ استراتيجيا بعدما ترك المنطقة في العراء، بإفراغ معسكراتها من الأسلحة».
وقالت مصادر سورية معارضة لـ«الشرق الأوسط» بأن الوضع في منطقة السويداء يسير إلى الأفضل، مشيرة إلى أن موسم الحصاد بدأ في المناطق المتاخمة لدرعا، من دون أحداث تذكر.
وفيما يبدو أنّ الاتفاق مع «أحرار الشام» المقربة من تركيا يسير في الطريق الصحيح، أصدرت فصائل معارضة بيانا استنكرت فيه «المجزرة التي وقعت في ريف إدلب»، وأكدت أنها تعمل على توفير الإجراءات الأمنية اللازمة في إدلب وتقديم جميع المتورطين في المجزرة لمحكمة شرعية محايدة.
ويحاول جنبلاط منذ فترة تهدئة الوضع في «الأوساط الدرزية» السورية، مطالبا أهالي السويداء بالمصالحة مع أهل درعا والجوار، مبديا استعداده للدخول في المصالحة، ويعمل منذ وقوع «مجزرة إدلب» على تهدئة الوضع داعيا إلى المعالجة الهادئة، وحرص على وضع ما حدث في دائرة «الحادث الفردي»، مؤكدا أنه يتابع الموضوع من خلال اتصالاته الإقليمية.
لكن وفي مقابل دعوات جنبلاط للتهدئة، عمدت بعض الأطراف الموالية للنظام السوري إلى التصعيد، ولا سيما رئيس «حزب التوحيد العربي» النائب وئام وهاب الذي أعلن الاستعداد لتأليف جيش مطالبا الأسد بمد الدروز بالسلاح. مع العلم، أنّه ووفقا لمصادر «الاشتراكي»، كان قد عقد اجتماع الأسبوع الماضي بين الأسد وشيخي عقل السويداء، حمود الحناوي ويوسف جربوع، طالباه خلاله بمدّ الدروز بالسلاح، فما كان من الأسد إلا مطالبتهما بالتحاق الـ27 ألف شاب درزي متخلّفين عن الخدمة العسكرية، ليتولى هو تغيير المعادلة. وتعد السويداء ذات الغالبية الدرزية من المحافظات القليلة الخاضعة بأكملها لسيطرة قوات النظام.
ويشكل الدروز نسبة 3 في المائة من الشعب السوري البالغ تعداده قبل الحرب 23 مليونا، وينتشرون خصوصا في محافظة السويداء. وينقسمون بين غالبية موالية للنظام العلوي الذي يطرح نفسه حاميا للأقليات في مواجهة التطرف، ومتعاطفين وناشطين في «الحراك الثوري»، ومن بقي على الحياد.



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.