امرأة بيضاء قضت سنوات تزعم أنها من أصول أفريقية

مراسل «بي بي سي»: قابلت راشيل دوليزال ولم أشكك في جذورها

امرأة بيضاء قضت سنوات تزعم أنها من أصول أفريقية
TT

امرأة بيضاء قضت سنوات تزعم أنها من أصول أفريقية

امرأة بيضاء قضت سنوات تزعم أنها من أصول أفريقية

سطع اسم ناشطة الحقوق المدنية البارزة في شمال غربي الولايات المتحدة عالميًا، بعدما أخبر والداها الإعلام أنها امرأة بيضاء، قضت سنوات طوال تزعم أنها من أصول أفريقية.
يقول مايك ويندلينغ صحافي في (بي بي سي) إنه كان من السهل عندما قابل راشيل دوليزال أن يصدق ما قالته عن جذورها، مضيفًا: «ففي عام 2011، أجريت حوارا معها في مقهى بحي سبوكين في واشنطن بوجود جوني ديموند، مراسل «بي بي سي»، أثناء تسجيل فيلم وثائقي لقناة «بي بي سي وورلد سيفريس» حول الظهور المفاجئ لنشاط مسلح متطرف بالولايات المتحدة. وكما أن دوليزال أخبرتهم بجذورها المختلطة التي يغلب عليها العرق الأفريقي، كما عدّدت لهم أشكال الأذى الذي عانته على أيدي العنصريين، بما في ذلك التهديد وعمليات اقتحام وحبال شنق معلقة في مكان عملها.
ويكمل: «لم يحدث خلال المقابلة، التي استغرقت ساعة كاملة، أو خلال محادثاتنا الهاتفية أو في رسائلنا المتبادلة عبر البريد الإلكتروني، أن أبدت دوليزال ما يدعو للشك في عرقها»؛ إلا أن الحديث اليوم على مواقع التواصل الاجتماعي يدور حول الأستاذة الجامعية ورئيسة فرع جماعة «إن أي أي سي بي» للحقوق المدنية - لأن أسرتها قالت إنها قد كذبت بشأن أصولها.
وأطلع والداها الإعلام بأن جذور العائلة تمتد لجمهوريات التشيك والسويد وألمانيا، إضافة إلى بعض الجذور المحلية الأميركية. مضيفين أن «ابنهما» الأميركي ذا الأصول الأفريقية هو في الحقيقة أخ دوليزال بالتبني. وعندما سأل مراسل التلفزيون دوليزال ما إذا كانت أميركية من أصول أفريقية أجابت، بأنها لا تفهم السؤال وغادرت المكان. كما تحاشت الإجابة بشكل مباشر على أسئلة طرحتها صحف محلية حول قرارها بعدم المشاركة في جدال فيما يخص النزاع القانوني بينها وبين والديها.
وأصبح اسم دوليزال ملء السمع والبصر في العالم عن طريق موقع «تويتر»، حيث ورد في نحو مائة ألف تغريدة. واستشاط كثير من النشطاء الأميركيين من ذوي الأصول الأفريقية غضبًا، إذ قال كيم مور: «لا تتحدث معي عن كيف فهمت أو علمت راشيل دوليزال بالصراع مع السود، في الوقت الذي تستطيع اختيار متى تكون سوداء»، في حين علق برودريك غرير قائلا: «فقط الشخص الأبيض هو الذي يستطيع لفت كل هذا الانتباه لكونه أفريقيًا».
وعقد آخرون مقارنة بين قصة دوليزال وقصص التحول الجنسي، وضربوا مثالا على ذلك بقصة بروس جينير، الذي تحول إلى كيتلين ليشعل مواقع التواصل الاجتماعي. فقد استخُدمت القصة من قبل البعض كنكتة وكهجاء، بينما استخدمها آخرون لإثارة نقاط هامة حيث غرد أحدهم تحت اسم «بيرفكت ليجيند» معلقًا: «ثار الناس على راشيل دوليزال عندما ادّعت أنها من جذور أفريقية، إلا أنكم لم تبالوا كثيرا بموضوع كاتلين جينير، فكروا مرة ثانية في الأمر».
مع ذلك اعتبر كثيرون المقارنة خاطئة بل حتى منفرة، فغرّد أحدهم باسم «رين أوف أبريل»: «ليست ثمة علاقة بين قضية التحول الجنسي وراشيل دوليزال. توقفوا عن هذه المقارنات الكاذبة في موضوع المتحولين جنسيًّا، فراشيل كذبت وهذا الأمر في حد ذاته يُعد خداعا».



قضية ابنة شيرين عبد الوهاب تجدد الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني»

شيرين وابنتها هنا (إكس)
شيرين وابنتها هنا (إكس)
TT

قضية ابنة شيرين عبد الوهاب تجدد الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني»

شيرين وابنتها هنا (إكس)
شيرين وابنتها هنا (إكس)

جدد الحكم القضائي الصادر في مصر ضد شاب بتهمة ابتزاز وتهديد الطفلة «هنا»، ابنة الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب، الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني» عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وسبب انتشاره بكثافة، ومدى المخاطر التي يحملها، لا سيما ضد المراهقات.

وقضت محكمة جنايات المنصورة بالحبس المشدد 3 سنوات على المتهم، وهو طالب بكلية الهندسة، بعد ثبوت إدانته في ممارسة الابتزاز ضد ابنة شيرين، إثر نجاحه في الحصول على صور ومقاطع فيديو وتهديده لها بنشرها عبر موقع «تيك توك»، إذا لم تدفع له مبالغ مالية كبيرة.

وتصدرت الأزمة اهتمام مواقع «السوشيال ميديا»، وتصدر اسم شيرين «الترند» على «إكس» و«غوغل» في مصر، الجمعة، وأبرزت المواقع عدة عوامل جعلت القضية مصدر اهتمام ومؤشر خطر، أبرزها حداثة سن الضحية «هنا»، فهي لم تتجاوز 12 عاماً، فضلاً عن تفكيرها في الانتحار، وهو ما يظهر فداحة الأثر النفسي المدمر على ضحايا الابتزاز حين يجدون أنفسهم معرضين للفضيحة، ولا يمتلكون الخبرة الكافية في التعامل مع الموقف.

وعدّ الناقد الفني، طارق الشناوي، رد فعل الفنانة شيرين عبد الوهاب حين أصرت على مقاضاة المتهم باستهداف ابنتها بمثابة «موقف رائع تستحق التحية عليه؛ لأنه اتسم بالقوة وعدم الخوف مما يسمى نظرة المجتمع أو كلام الناس، وهو ما يعتمد عليه الجناة في مثل تلك الجرائم».

مشيراً لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «أبناء المشاهير يدفعون أحياناً ثمن شهرة ومواقف ذويهم، مثلما حدث مع الفنانة منى زكي حين تلقت ابنتها حملة شتائم ضمن الهجوم على دورها في فيلم (أصحاب ولاّ أعز) الذي تسبب في موجة من الجدل».

وتعود بداية قضية ابنة شيرين عبد الوهاب إلى مايو (أيار) 2023، عقب استدعاء المسؤولين في مدرسة «هنا»، لولي أمرها وهو والدها الموزع الموسيقي محمد مصطفى، طليق شيرين، حيث أبلغته الاختصاصية الاجتماعية أن «ابنته تمر بظروف نفسية سيئة للغاية حتى أنها تفكر في الانتحار بسبب تعرضها للابتزاز على يد أحد الأشخاص».

ولم تتردد شيرين عبد الوهاب في إبلاغ السلطات المختصة، وتبين أن المتهم (19 عاماً) مقيم بمدينة المنصورة، وطالب بكلية الهندسة، ويستخدم حساباً مجهولاً على تطبيق «تيك توك».

شيرين وابنتيها هنا ومريم (إكس)

وأكد الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع، أن «الوعي لدى الفتيات والنساء هو كلمة السر في التصدي لتلك الجرائم التي كثُرت مؤخراً؛ نتيجة الثقة الزائدة في أشخاص لا نعرفهم بالقدر الكافي، ونمنحهم صوراً ومقاطع فيديو خاصة أثناء فترات الارتباط العاطفي على سبيل المثال»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «كثيراً من الأشخاص لديهم وجه آخر صادم يتسم بالمرض النفسي أو الجشع والرغبة في الإيذاء ولا يتقبل تعرضه للرفض فينقلب إلى النقيض ويمارس الابتزاز بكل صفاقة مستخدماً ما سبق وحصل عليه».

فيما يعرّف أستاذ كشف الجريمة بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بمصر، الدكتور فتحي قناوي، الابتزاز الإلكتروني بوصفه «استخدام التكنولوجيا الحديثة لتهديد وترهيب ضحية ما، بنشر صور لها أو مواد مصورة تخصها أو تسريب معلومات سرية تنتهك خصوصيتها، مقابل دفع مبالغ مالية أو استغلال الضحية للقيام بأعمال غير مشروعة لصالح المبتزين».

ويضيف في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «مرتكب الابتزاز الإلكتروني يعتمد على حسن نية الضحية وتساهلها في منح بياناتها الخاصة ومعلوماتها الشخصية للآخرين، كما أنه قد يعتمد على قلة وعيها، وعدم درايتها بالحد الأدنى من إجراءات الأمان والسلامة الإلكترونية مثل عدم إفشاء كلمة السر أو عدم جعل الهاتف الجوال متصلاً بالإنترنت 24 ساعة في كل الأماكن، وغيرها من إجراءات السلامة».

مشدداً على «أهمية دور الأسرة والمؤسسات الاجتماعية والتعليمية والإعلامية المختلفة في التنبيه إلى مخاطر الابتزاز، ومواجهة هذه الظاهرة بقوة لتفادي آثارها السلبية على المجتمع، سواء في أوساط المشاهير أو غيرهم».