مصر: التعديل الوزاري يتجاهل «الإعلام»

خبراء: الدستور «لا يمنع»... شرط «تحديد الصلاحيات»

جلسة سابقة لمجلس النواب المصري (أ.ف.ب)
جلسة سابقة لمجلس النواب المصري (أ.ف.ب)
TT

مصر: التعديل الوزاري يتجاهل «الإعلام»

جلسة سابقة لمجلس النواب المصري (أ.ف.ب)
جلسة سابقة لمجلس النواب المصري (أ.ف.ب)

جدد التعديل الوزاري الذي أقره مجلس النواب المصري، السبت، الجدل حول منصب وزير الإعلام، الذي تم تجاهله، ولم يصدر بشأنه أي تصريحات أو بيانات، منذ خلوه باستقالة أسامة هيكل، في 25 أبريل (نيسان) عام 2021، وسط تكهنات وتساؤلات عن مصير الوزارة، وما إذا كانت هناك حاجة لوزير في ظل وجود 3 هيئات مسؤولة بموجب الدستور عن تنظيم المشهد الإعلامي، أم لا.
ومنذ إلغاء وزارة الإعلام بقرار أصدره رئيس الوزراء المصري الأسبق، إبراهيم محلب، في منتصف عام 2014، لم يتوقف الجدل بشأنها، بين من يرى «ضرورة عودتها»، ومن يرى أنه «لا حاجة إليها». واشتد الجدل مع قرار تعيين هيكل وزير دولة لشؤون الإعلام في نهاية عام 2020، حول صلاحيات الوزير الجديد، التي اعتبرها البعض «ضبابية»، تدفع إلى صراعات مع الهيئات المنظمة للمشهد الإعلامي، قبل أن يسدل الستار على الوزارة باستقالة هيكل لـ«ظروف خاصة»، بحسب بيان صحافي وقتها، دون أن تصدر أي بيانات تتحدث عن مصير الوزارة.
وجاء التعديل الوزاري ليزيد من حدة الغموض، بتجاهله الحديث عن الوزارة سواء بالإلغاء، أو بتعيين وزير جديد، ويرجع الكاتب الصحافي عماد الدين حسين، رئيس تحرير جريدة «الشروق» المصرية، السبب في ذلك إلى الدستور. ويقول لـ«الشرق الأوسط»، إن «الدستور المصري لا يمنع تعيين وزير للإعلام، في الوقت الذي ينص فيه على تشكيل هيئات منوط بها تنظيم المشهد الإعلامي، وهي المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، والهيئة الوطنية للصحافة، والهيئة الوطنية للإعلام». ويضيف حسين أن «من يقود المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام له جميع الصلاحيات الموكلة لوزير الإعلام فيما يخص رسم السياسة الإعلامية، من ثم، فإن تعيين وزير للإعلام يتطلب من الحكومة أولاً أن تحدد صلاحياته، وإلا وقع صدام إن لم يتم تعديل الدستور لوضع حدود للمنصب، بالتالي نحن أمام جدل بلا قيمة، لأن الأصل والأهم هو تطوير وتنظيم المشهد الإعلامي وليس تعيين وزير من عدمه».
ولا يمنع دستور عام 2014، وتعديلاته عام 2019، تعيين وزير للإعلام، حيث لم ينص صراحة على إلغاء الوزارة، بينما أوكل تنظيم المشهد الإعلامي لثلاث هيئات بموجب المواد 211، و212، و213، وهي المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، والهيئة الوطنية للصحافة، والهيئة الوطنية للإعلام، وبالتالي فإن تعيين وزير للإعلام، يتطلب بحسب خبراء، «تحديد صلاحياته، التي ستكون محدودة بموجب الدستور، ولا تتجاوز اقتراح سياسات الدولة الإعلامية، أو التحدث باسمها، أو تمثيلها في المؤتمرات والمحافل ذات الصلة، وربما تمتد للإشراف على هيئة الاستعلامات، دون أن يمتد ذلك لتنظيم المشهد الإعلامي»، وهي الأمور التي تضمنها القرار الخاص بصلاحيات وزير الإعلام المستقيل، والتي أدى «تجاوزها» إلى «مصادمات»، مع الهيئات الثلاث.
لكن الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، ما زال متمسكاً بوجود وزير للإعلام. ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «نحن بأمس الحاجة لتعيين وزير للإعلام، لكن بصلاحيات تتيح له الفرصة لتنظيم المشهد الإعلامي».
وقبيل إعلان التعديل الوزاري بشكل رسمي، تواترت أنباء عن إلغائها نهائياً، لكن مصادر من داخل الوزارة تواصلت معها «الشرق الأوسط»، أكدت «عدم صحة هذه الأنباء». وقالت: «لم يتم إبلاغ الوزارة رسمياً من قبل رئاسة مجلس الوزراء بإلغاء عملها».
بينما يرى البعض ضرورة تعيين وزير للإعلام لـ«تنظيم المشهد الإعلامي»، يؤكد آخرون أن «مشاكل الإعلام المصري لا تحل بتعيين وزير، فمسؤولية تنظيم المشهد الإعلامي، تقع على عاتق الهيئات الإعلامية الثلاث، بموجب الدستور».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


مقتل 9 بعد هجوم لـ«الدعم السريع» على المستشفى الرئيسي في الفاشر

أشخاص يسيرون بجوار مركبة مدمَّرة بعد قصف لقوات «الدعم السريع» على أم درمان (رويترز)
أشخاص يسيرون بجوار مركبة مدمَّرة بعد قصف لقوات «الدعم السريع» على أم درمان (رويترز)
TT

مقتل 9 بعد هجوم لـ«الدعم السريع» على المستشفى الرئيسي في الفاشر

أشخاص يسيرون بجوار مركبة مدمَّرة بعد قصف لقوات «الدعم السريع» على أم درمان (رويترز)
أشخاص يسيرون بجوار مركبة مدمَّرة بعد قصف لقوات «الدعم السريع» على أم درمان (رويترز)

قال مسؤول محلي في قطاع الصحة ونشطاء سودانيون إن قوات «الدعم السريع» هاجمت المستشفى الرئيسي الذي ما زال يعمل في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور بالسودان، اليوم الجمعة، مما أسفر عن مقتل تسعة، وإصابة 20 شخصاً.

وذكر المدير العام لوزارة الصحة بولاية شمال دارفور إبراهيم خاطر، و«تنسيقية لجان المقاومة في الفاشر»، وهي جماعة مؤيدة للديمقراطية ترصد العنف في المنطقة، إن طائرة مسيَّرة أطلقت أربعة صواريخ على المستشفى، خلال الليل، مما أدى إلى تدمير غرف وصالات للانتظار ومرافق أخرى.

ووفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء، أظهرت صور حطاماً متناثراً على أَسرَّة بالمستشفى ودماراً لحق الجدران والأسقف. وتقول قوات «الدعم السريع» إنها لا تستهدف المدنيين، ولم يتسنَّ الوصول إليها للتعليق.

واندلعت الحرب بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» منذ أكثر من 18 شهراً، وأدت إلى أزمة إنسانية واسعة، ونزوح أكثر من 12 مليون شخص. وتُواجه وكالات الأمم المتحدة صعوبة في تقديم الإغاثة.

والفاشر هي واحدة من أكثر خطوط المواجهة اشتعالاً بين قوات «الدعم السريع» والجيش السوداني وحلفائه الذين يقاتلون للحفاظ على موطئ قدم أخير في منطقة دارفور.

ويخشى مراقبون من أن يؤدي انتصار قوات «الدعم السريع» هناك إلى عنف على أساس عِرقي، كما حدث في غرب دارفور، العام الماضي.