مصر: جدل حول نسب الظواهري

بعد نفي «الأزهر» صلة «زعيم القاعدة» بـ«الإمام الأسبق»

جدار مقبرة عائلة الظواهري في القاهرة خاص بـ(الشرق الأوسط)
جدار مقبرة عائلة الظواهري في القاهرة خاص بـ(الشرق الأوسط)
TT

مصر: جدل حول نسب الظواهري

جدار مقبرة عائلة الظواهري في القاهرة خاص بـ(الشرق الأوسط)
جدار مقبرة عائلة الظواهري في القاهرة خاص بـ(الشرق الأوسط)

يبدو أن أيمن الظواهري قائد تنظيم «القاعدة» ما زال محلاً للجدل، حتى بعد مقتله في غارة أميركية على مقر إقامته بكابل قبل أيام، حيث أثار بيان أصدره مرصد الأزهر لمكافحة التطرف في مصر، حالة من الجدل حول نسب الظواهري، وارتباط اسمه بشيخ الأزهر الأسبق محمد الأحمدي إبراهيم الظواهري.
جاء بيان «مرصد الأزهر»، مساء الخميس، لينفي المعلومات التي تصدرت صفحات الصحف والمواقع الإلكترونية على مدار الأيام القليلة الماضية، والتي تشير إلى أن «عم أو جد الظواهري كان شيخاً للأزهر»، رافضاً «وضع الشيخ الظواهري في جملة واحدة مع الإرهابي الدموي»، ومؤكداً أن «الإمام الظواهري ليس قريباً للإرهابي أيمن الظواهري، حيث إن اسم زعيم (تنظيم القاعدة) هو: أيمن محمد ربيع مصطفى عبد الكريم الظواهري، وولد عام 1951، في حين أن الإمام الأكبر اسمه هو: محمد الأحمدي إبراهيم الظواهري وولد عام 1878، مما يؤكد أنه ليس عمه، أو حتى أحد أجداده».
ووفقاً لـ«مرصد الأزهر»، فإن «الشيخ الظواهري مات قبل ولادة أيمن الظواهري بأكثر من خمس سنوات، فلا يوجد اتصال زماني ولا مكاني بينهما، إلا مسمى العائلة فقط».
بدوره، يؤكد الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية عمرو عبد المنعم، الذي نشر العديد من الأبحاث حول شبكة العلاقات الاجتماعية لعائلة الظواهري، «صلة النسب بين زعيم (القاعدة)، وإمام الأزهر الأسبق». ويقول في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إن «عائلة الظواهري عائلة واحدة، وليست عائلتين، ولها شبكة علاقات اجتماعية متعددة ومتشابكة ومرتبطة بمعظم العائلات المصرية الكبيرة، خصوصاً عائلة العزامية، وهذه الشبكة موثقة ومسجلة ومدونة في المقابر والأنساب والأعمدة السياسية المعروفة، وليس معنى وجود إرهابي في عائلة ما، أن ندين بقية العائلة أو نتبرأ من الأنساب»، على حد قوله.
عبد المنعم أشار إلى عدد من الأبحاث والكتب المنشورة حول نسب الظواهري، من بينها كتاب أصدره الدكتور عبد الباسط هيكل، الأستاذ بجامعة الأزهر، الذي يحمل اسم «الجد والحفيد»، ويضيف عبد المنعم: «هناك أبحاث عديدة في هذا المجال، وبدلاً من نفي النسب؛ كان أول الحديث عن اختلاف منهجية الفكر بين الإمام، وزعيم التنظيم الإرهابي».
حاولت «الشرق الأوسط» التواصل مع «مرصد الأزهر» للحديث عن مصدر المعلومات الواردة في بيانهم. وأكد مصدر بالمرصد (فضل عدم ذكر اسمه) أن «جميع المعلومات موثقة ودقيقة، وأنه لا يسمح بنشر أي معلومات غير موثقة».
ووفقاً لـ«بيان المرصد»، فإن «الإمام الظواهري تتلمذ على يد الشيخ محمد عبده، وحصل على شهادة (العالمية) عام 1899، وكان مالكي المذهب، أشعري المعتقد، صوفي المشرب، وقد أحدث نهضة علمية خلال توليه مشيخة الأزهر بين عامي 1929 و1935، حيث أنشئت في عهده جامعة الأزهر، وصدرت (مجلة الأزهر)، إضافة إلى مؤلفاته العلمية المتعددة»، بينما «انضم زعيم (القاعدة) فور تخرجه من الجامعة إلى جماعة (الجهاد الإسلامي)، وتخلى عن تخصصه ومجاله، فترك الطب، وأصبح أحد قيادات تنظيم (القاعدة) الإرهابي».


مقالات ذات صلة

إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

العالم إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

قضت محكمة إسبانية، الجمعة، بالسجن 10 سنوات على زعيم خلية «إرهابية» نشطت في برشلونة، و8 سنوات على 3 آخرين بتهمة التخطيط لهجمات ضد أهداف روسية في المدينة، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وذكرت «المحكمة الوطنية» في مدريد، في بيان، أنها أدانت «4 أعضاء في خلية إرهابية متطرفة مقرُّها برشلونة، حدّدوا أهدافاً روسية لتنفيذ هجمات ضدَّها في عاصمة كاتالونيا بشمال شرقي إسبانيا. وأضافت المحكمة، المسؤولة خصيصاً عن قضايا «الإرهاب»، أنها برّأت شخصين آخرين. وجاء، في البيان، أن زعيم الخلية «بدأ تحديد الأهداف المحتملة، ولا سيما المصالح الروسية في عاصمة كاتالونيا، وأنه كان في انتظار الحصول على موادّ حربية». وأوض

«الشرق الأوسط» (مدريد)
العالم اعتقال سوري بتهمة التخطيط لهجمات في ألمانيا

اعتقال سوري بتهمة التخطيط لهجمات في ألمانيا

أعلنت السلطات الألمانية، الثلاثاء، القبض على سوري، 28 عاماً، في هامبورغ للاشتباه في تخطيطه شن هجوم ارهابي. وأعلن المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية، والمكتب الإقليمي للشرطة الجنائية في ولاية هامبورغ، ومكتب المدعي العام في الولاية أنه يُشتبه أيضاً في أن شقيق المتهم الذي يصغره بأربع سنوات، ويعيش في مدينة كمبتن ساعده في التخطيط. ووفق البيانات، فقد خطط الشقيقان لشن هجوم على أهداف مدنية بحزام ناسف قاما بصنعه.

«الشرق الأوسط» (هامبورغ)
العالم هولندا تُدين أربع نساء أعادتهن من سوريا بتهمة الإرهاب

هولندا تُدين أربع نساء أعادتهن من سوريا بتهمة الإرهاب

حكمت محكمة هولندية، اليوم (الخميس)، على أربع نساء، أعادتهنّ الحكومة العام الماضي من مخيّم للاجئين في سوريا، بالسجن لفترات تصل إلى ثلاث سنوات بعد إدانتهنّ بتهم تتعلق بالإرهاب. وفي فبراير (شباط) 2022 وصلت خمس نساء و11 طفلاً إلى هولندا، بعدما أعادتهنّ الحكومة من مخيّم «الروج» في شمال شرقي سوريا حيث تُحتجز عائلات مقاتلين. وبُعيد عودتهنّ، مثلت النساء الخمس أمام محكمة في روتردام، وفقاً لما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية، حيث وجّهت إليهن تهمة الانضمام إلى مقاتلين في تنظيم «داعش» في ذروة الحرب في سوريا، والتخطيط لأعمال إرهابية. وقالت محكمة روتردام، في بيان اليوم (الخميس)، إنّ النساء الخمس «قصدن ساحات ل

«الشرق الأوسط» (لاهاي)
العالم قتيلان بإطلاق نار في هامبورغ

قتيلان بإطلاق نار في هامبورغ

أفادت صحيفة «بيلد» الألمانية بسقوط قتيلين عقب إطلاق نار بمدينة هامبورغ اليوم (الأحد). وأوضحت الصحيفة أنه تم استدعاء الشرطة قبيل منتصف الليل، وهرعت سياراتها إلى موقع الحادث. ولم ترد مزيد من التفاصيل عن هوية مطلق النار ودوافعه.

«الشرق الأوسط» (برلين)
العالم الادعاء الألماني يحرّك دعوى ضد شابين بتهمة التخطيط لشن هجوم باسم «داعش»

الادعاء الألماني يحرّك دعوى ضد شابين بتهمة التخطيط لشن هجوم باسم «داعش»

أعلن الادعاء العام الألماني في مدينة كارلسروه، اليوم (الخميس)، تحريك دعوى قضائية ضد شابين إسلاميين بتهمة الإعداد لشن هجوم في ألمانيا باسم تنظيم «داعش». وأوضح الادعاء أنه من المنتظر أن تجري وقائع المحاكمة في المحكمة العليا في هامبورغ وفقاً لقانون الأحداث. وتم القبض على المتهمَين بشكل منفصل في سبتمبر (أيلول) الماضي وأودعا منذ ذلك الحين الحبس الاحتياطي. ويُعْتَقَد أن أحد المتهمين، وهو كوسوفي - ألماني، كان ينوي القيام بهجوم بنفسه، وسأل لهذا الغرض عن سبل صنع عبوة ناسفة عن طريق عضو في فرع التنظيم بأفغانستان. وحسب المحققين، فإن المتهم تخوف بعد ذلك من احتمال إفشال خططه ومن ثم عزم بدلاً من ذلك على مهاج

«الشرق الأوسط» (كارلسروه)

«الصحة العالمية» تحذّر من «نقص حادّ» في المواد الأساسية بشمال قطاع غزة

منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
TT

«الصحة العالمية» تحذّر من «نقص حادّ» في المواد الأساسية بشمال قطاع غزة

منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)

حذّرت منظمة الصحة العالمية، اليوم الخميس، من أنّ قطاع غزة، ولا سيّما شطره الشمالي، يعاني نقصاً حادّاً في الأدوية والأغذية والوقود والمأوى، مطالبة إسرائيل بالسماح بدخول مزيد من المساعدات إليه، وتسهيل العمليات الإنسانية فيه.

ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، وصفت المنظمة الأممية الوضع على الأرض بأنه «كارثي».

وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس إنه عندما اندلعت الحرب في غزة، قبل أكثر من عام في أعقاب الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حركة «حماس» على جنوب إسرائيل، في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، لجأ تقريباً جميع الذين نزحوا بسبب النزاع إلى مبان عامة أو أقاموا لدى أقارب لهم.

وأضاف، في مؤتمر صحافي بمقرّ المنظمة في جنيف: «الآن، يعيش 90 في المائة منهم في خيم».

وأوضح أن «هذا الأمر يجعلهم عرضة لأمراض الجهاز التنفّسي وغيرها، في حين يتوقّع أن يؤدّي الطقس البارد والأمطار والفيضانات إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية».

وحذّر تيدروس من أن الوضع مروِّع بشكل خاص في شمال غزة، حيث بدأ الجيش الإسرائيلي عملية واسعة، مطلع أكتوبر الماضي.

وكان تقريرٌ أُعِدّ بدعم من الأمم المتّحدة قد حذّر، في وقت سابق من هذا الشهر، من أن شبح المجاعة يخيّم على شمال قطاع غزة؛ حيث اشتدّ القصف والمعارك، وتوقّف وصول المساعدات الغذائية بصورة تامة تقريباً.

وقام فريق من منظمة الصحة العالمية وشركائها، هذا الأسبوع، بزيارة إلى شمال قطاع غزة استمرّت ثلاثة أيام، وجالَ خلالها على أكثر من 12 مرفقاً صحياً.

وقال تيدروس إن الفريق رأى «عدداً كبيراً من مرضى الصدمات، وعدداً متزايداً من المصابين بأمراض مزمنة الذين يحتاجون إلى العلاج». وأضاف: «هناك نقص حادّ في الأدوية الأساسية».

ولفت المدير العام إلى أن منظمته «تفعل كلّ ما في وسعها - كلّ ما تسمح لنا إسرائيل بفعله - لتقديم الخدمات الصحية والإمدادات».

من جهته، قال ريك بيبركورن، ممثّل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية، للصحافيين، إنّه من أصل 22 مهمّة إلى شمال قطاع غزة، قدّمت طلبات بشأنها، في نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، جرى تسهيل تسع مهام فقط.

وأضاف أنّه من المقرّر أن تُجرى، السبت، مهمّة إلى المستشفيين الوحيدين، اللذين ما زالا يعملان «بالحد الأدنى» في شمال قطاع غزة؛ وهما مستشفى كمال عدوان ومستشفى العودة، معرباً عن أمله في ألا تحدث عرقلة لهذه المهمة.

وقال بيبركورن إنّ هذين المستشفيين «بحاجة إلى كل شيء»، ويعانيان بالخصوص نقصاً شديداً في الوقود، محذراً من أنّه «دون وقود لا توجد عمليات إنسانية على الإطلاق».

وفي الجانب الإيجابي، قال بيبركورن إنّ منظمة الصحة العالمية سهّلت، هذا الأسبوع، إخلاء 17 مريضاً من قطاع غزة إلى الأردن، يُفترض أن يتوجه 12 منهم إلى الولايات المتحدة لتلقّي العلاج.

وأوضح أن هؤلاء المرضى هم من بين نحو 300 مريض تمكنوا من مغادرة القطاع منذ أن أغلقت إسرائيل معبر رفح الحدودي الرئيسي في مطلع مايو (أيار) الماضي.

لكنّ نحو 12 ألف مريض ما زالوا ينتظرون، في القطاع، إجلاءهم لأسباب طبية، وفقاً لبيبركورن الذي طالب بتوفير ممرات آمنة لإخراج المرضى من القطاع.

وقال: «إذا استمررنا على هذا المنوال، فسوف نكون مشغولين، طوال السنوات العشر المقبلة».