آلاف الأوكرانيين يعودون إلى قراهم المحرّرة في خاركيف

غالينا كيوس (67 عاماً) في بيتها المدمر بقرية مالا روغان بمنطقة خاركيف التي دمرت 90 في المائة من مساكنها في المنطقة المحررة (أ.ف.ب)
غالينا كيوس (67 عاماً) في بيتها المدمر بقرية مالا روغان بمنطقة خاركيف التي دمرت 90 في المائة من مساكنها في المنطقة المحررة (أ.ف.ب)
TT

آلاف الأوكرانيين يعودون إلى قراهم المحرّرة في خاركيف

غالينا كيوس (67 عاماً) في بيتها المدمر بقرية مالا روغان بمنطقة خاركيف التي دمرت 90 في المائة من مساكنها في المنطقة المحررة (أ.ف.ب)
غالينا كيوس (67 عاماً) في بيتها المدمر بقرية مالا روغان بمنطقة خاركيف التي دمرت 90 في المائة من مساكنها في المنطقة المحررة (أ.ف.ب)

اختبأت غالينا كيوس مع عائلتها في قبو مظلم تحت الأرض فيما كانت القوات الروسية تحتل قريتها الواقعة في شمال شرقي أوكرانيا. وسقطت مالا روغان الواقعة على مسافة نحو 30 كلم عن الحدود الروسية بعد أسبوعين على بدء الحرب في 24 فبراير (شباط). وتذكر غالينا كيوس أن جندياً روسياً قال لها: «عليكم الرحيل لأننا بحاجة إلى الشارع بكامله». كان ذلك قبل أن يحتل العسكريون منزلها. غير أن الاحتلال لم يدم طويلاً إذ انسحب الروس من المنطقة بعد أسبوعين من المعارك الضارية التي حولت الشارع إلى حطام.
تقول المرأة البالغة من العمر 67 عاماً وهي أرملة وأم لأربعة أولاد: «رأيت ما فعلوه ببيتي، ما بقي منه» مؤكدة رغم ذلك أن «الأملاك المادية لا تساوي الحياة». وتضيف مستذكرة ما شعرت به في ذلك اليوم: «إنني سعيدة لأنني ما زلت على قيد الحياة بمشيئة الله. كل ما خسرناه مادي، يمكننا إعادة بنائه». وهي تعمل منذ ذلك الحين على إزالة الحطام وتنظيف منزلها على غرار آلاف الأوكرانيين الذين عادوا إلى قراهم المحررة المهدومة.
في منطقة خاركيف حيث قرية مالا روغان، دمرت 90 في المائة من المساكن في المنطقة المحررة من الاحتلال الروسي، بحسب السلطات المحلية. ثمة أقل من عشرة منازل في شارع غالينا كيوس، وكل واحد منها يعكس عنف المعارك، بين سطوح اقتلعت وواجهات تحمل آثار شظايا قذائف أو رصاص وجدران هدمت أجزاء كاملة منها.
وفي فناء منزلين يمكن رؤية آليات مدرعة متفحمة، وقد خط على إحداها باللغة الأوكرانية «الموت للعدو». وعلى مقربة تقبع في وسط الطريق دبابة من طراز تي - 72 اقتلع ظهرها، وقد نهبت أجزاء منها وتركت في العراء.
عند الظهر، دوت ستة انفجارات متباينة القوة ناتجة بالتأكيد عن إطلاق قذائف على مسافة بضعة كيلومترات. وعلى مقربة في الشارع، تروي ناديا إيليشنكو أنها استقدمت ابنتها وحفيدتها البالغة من العمر تسع سنوات إلى مالا روغان في بداية الحرب، معتبرة أنهما ستكونان بأمان أكثر في منزلها الواقع على مسافة قصيرة بالسيارة من خاركيف. لكنها سرعان ما أدركت أنها كانت مخطئة. ومع اشتداد القصف، أعادت المرأة البالغة 69 عاماً إبعاد ابنتها وحفيدتها، قبل أن تفر بدورها من القرية مع زوجها في 19 مارس (آذار). وبعد هروبها، رأت منزلها محترقاً في تسجيل فيديو منشور على الإنترنت.


مقالات ذات صلة

مسيّرات أوكرانية تهاجم منشأة لتخزين الوقود في وسط روسيا

أوروبا جنود أوكرانيون يستعدون لتحميل قذيفة في مدفع هاوتزر ذاتي الحركة عيار 122 ملم في دونيتسك أول من أمس (إ.ب.أ)

مسيّرات أوكرانية تهاجم منشأة لتخزين الوقود في وسط روسيا

هاجمت طائرات مسيرة أوكرانية منشأة للبنية التحتية لتخزين الوقود في منطقة أوريول بوسط روسيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (قناته عبر «تلغرام»)

زيلينسكي يدعو إلى  تحرك غربي ضد روسيا بعد الهجمات الأخيرة

دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الغرب إلى التحرك في أعقاب هجوم صاروخي جديد وهجوم بالمسيرات شنتهما روسيا على بلاده

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف (د.ب.أ)

الكرملين: التصريح الأخير لترمب بشأن أوكرانيا «يتماشى تماماً» مع الموقف الروسي

نوّه الكرملين الجمعة بالتصريح الأخير لدونالد ترمب الذي اعترض فيه على استخدام أوكرانيا صواريخ أميركية لاستهداف مناطق روسية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا القوات الأوكرانية تقصف مواقع روسية على خط المواجهة في منطقة خاركيف (أ.ب)

مسؤول كبير: أوكرانيا ليست مستعدة لإجراء محادثات مع روسيا

كشف أندريه يرماك رئيس مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مقابلة أذيعت في وقت متأخر من مساء أمس (الخميس) إن كييف ليست مستعدة بعد لبدء محادثات مع روسيا.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا عسكري أوكراني يحتمي أمام مبنى محترق تعرَّض لغارة جوية روسية في أفدييفكا (أ.ب)

قتال عنيف... القوات الروسية تقترب من مدينة رئيسية شرق أوكرانيا

أعلنت القيادة العسكرية في أوكرانيا أن هناك قتالاً «عنيفاً للغاية» يجري في محيط مدينة باكروفسك شرق أوكرانيا، التي تُعدّ نقطة استراتيجية.

«الشرق الأوسط» (كييف)

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.