«رائحة الموت» وسم يتصدر شبكات التواصل الاجتماعي جنوب سوريا

الانفلات الأمني مستمر... ومقتل 4 معارضين سابقين على أيدي عنصر من «النصرة»

من تشييع القتلى في مدينة طفس بريف درعا الغربي (شبكة "درعا 24")
من تشييع القتلى في مدينة طفس بريف درعا الغربي (شبكة "درعا 24")
TT

«رائحة الموت» وسم يتصدر شبكات التواصل الاجتماعي جنوب سوريا

من تشييع القتلى في مدينة طفس بريف درعا الغربي (شبكة "درعا 24")
من تشييع القتلى في مدينة طفس بريف درعا الغربي (شبكة "درعا 24")

انتشر وسم «طفس رائحة الموت في كل مكان» على صفحات التواصل الاجتماعي المحلية في محافظة درعا جنوب سوريا، بعدما شهدت مدينة طفس، بريف درعا الغربي، خلال اليومين الماضيين حوادث انفلات أمني مختلفة أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 5 أشخاص وجرح 7 بينهم نساء وأطفال. وأفادت مصادر محلية بمقتل أربعة أشخاص من مدينة طفس، مساء الاثنين، مشيرة إلى أنهم من عناصر المعارضة سابقاً قبل اتفاق التسوية الذي حدث جنوب سوريا عام 2018، وعملوا بعد اتفاق التسوية كعناصر محلية تابعة للجنة المركزية للتفاوض، وتم قتلهم على أيدي أحد القادة السابقين لما تُسمّى «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاً) بعد استدراجهم إلى أحد الأماكن بين مدينة طفس وبلدة اليادودة غربي درعا.وربط ناشطون في درعا حادثة تصفية عناصر اللجنة المركزية بحادثة الانفجار الذي أصاب منزل القيادي إياد جعارة في مدينة طفس، يوم الأحد الماضي. واتهم مقربون من إياد الجعارة عناصر تابعة للجنة المركزية بحادثة تفجير منزله والذي قُتلت نتيجته زوجته وأُصيب هو مع عدد من أفراد عائلته وبينهم أطفال ونساء. وطالت الاتهامات في قتل عناصر اللجنة المركزية المدعو م. ج. الملقب بـ«عبيدة»، وهو أحد المقربين من إياد جعارة وكان سابقاً أحد قادة «جبهة النصرة» في درعا، ويسكن في الحي نفسه الذي يسكنه الجعارة في مدينة طفس. ويزعم محمود البردان أبو مرشد، وهو من أبرز أعضاء لجنة التفاوض وقيادي سابق في فصائل المعارضة وما زال يقود مجموعة محلية مسلحة كبيرة في مدينة طفس، أن جعارة و«عبيدة» من التابعين لتنظيم «داعش» ونفّذا عدة اغتيالات في المنطقة طالت أعضاء من لجان التفاوض.وفي وقت سابق من مساء يوم الأحد، أُصيب خمسة عناصر من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الروسية، وطفل وشاب مدني جراء تبادل إطلاق نار، في بلدة معربة بالريف الشرقي لمحافظة درعا، بين مجموعة محلية تابعة للواء الثامن من جهة، ومطلوبين في بلدة معربة من جهة أخرى. وأُفيد بأن مجموعة من عناصر اللواء الثامن قادمة من مدينة بصرى الشام شرق درعا وهي معقل لقوات اللواء الثامن، شنّت عملية دهم لصالون حلاقة لاعتقال مطلوبين بتهم تجارة المخدرات، مما أدى إلى وقوع تبادل إطلاق نار بين الطرفين، بينما قال آخرون إن الحادثة لا تتعلق بتجارة المخدرات وإنما بمشكلات شخصية بين أحد قيادات اللواء الثامن ومالك صالون الحلاقة في بلدة معربة.وباتت مناطق جنوب سوريا وخصوصاً درعا والسويداء من أخطر مناطق العيش في سوريا، حسب الناشط محمد الزعبي. فالظروف الأمنية فيهما، وفقاً له، «لم تعد تطاق... فالاغتيالات وجرائم القتل تتم بشكل شبه يومي. وانتشار السلاح والمخدرات وانعدام المحاسبة العشائرية والحكومية أسهما في تفاقم وتصاعد ظاهرة الانفلات الأمني، لا سيما مع تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية، ما دفع الكثير من شباب المنطقة إلى ترك بيوتهم والسفر أو الهجرة، في حين انتقلت عائلات للعيش في محافظات أخرى». ووصف ما يحصل بأنه عبارة عن «عملية ممنهجة لتفريغ المنطقة من الشباب، خصوصاً أنها من المناطق التي كانت تحت سيطرة المعارضة وعندما سيطر عليها النظام، بدعم روسي، في عام 2018 رفض الكثير من عناصر وقادة المعارضة فيها الترحيل منها إلى الشمال»، بعكس ما حصل مع مناطق أخرى أخلاها المعارضون في مقابل نقلهم إلى شمال سوريا.


مقالات ذات صلة

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

أطلق الأردن سلسلة اتصالات مع دول عربية غداة استضافته اجتماعاً لبحث مسألة احتمالات عودة سوريا إلى الجامعة العربية، ومشاركتها في القمة المقبلة المقرر عقدها في المملكة العربية السعودية هذا الشهر. وقالت مصادر أردنية لـ«الشرق الأوسط»، إن اجتماع عمّان التشاوري الذي عُقد (الاثنين) بحضور وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن وسوريا، ناقش احتمالات التصويت على قرار عودة سوريا إلى الجامعة العربية ضمن أنظمة الجامعة وآليات اعتماد القرارات فيها. وفي حين أن قرار عودة سوريا إلى الجامعة ليس مقتصراً على الاجتماعات التشاورية التي يعقدها وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن، فإن المصادر لا تستبعد اتفاق

شؤون إقليمية الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

بدأ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أمس (الأربعاء) زيارة لدمشق تدوم يومين واستهلها بجولة محادثات مع نظيره السوري بشار الأسد تناولت تعزيز العلاقات المتينة أصلاً بين البلدين. وفيما تحدث رئيسي عن «انتصارات كبيرة» حققتها سوريا، أشار الأسد إلى أن إيران وقفت إلى جانب الحكومة السورية مثلما وقفت هذه الأخيرة إلى جانب إيران في حرب السنوات الثماني مع إيران في ثمانينات القرن الماضي. ووقع الأسد ورئيسي في نهاية محادثاتهما أمس «مذكرة تفاهم لخطة التعاون الاستراتيجي الشامل الطويل الأمد». وزيارة رئيسي لدمشق هي الأولى التي يقوم بها رئيس إيراني منذ 13 سنة عندما زارها الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
TT

تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)

أصدرت الدول العربية المجتمعة في مدينة في الأردن، اليوم السبت، بيانها الختامي الذي أكدت فيه دعمها لعملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية.

وقال البيان بعد اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا التي تضم: الأردن، والسعودية، والعراق، ولبنان، ومصر، وأمين عام جامعة الدول العربية، وبحضور وزراء خارجية الإمارات، ومملكة البحرين، الرئيس الحالي للقمة العربية، ودولة قطر، وذلك ضمن اجتماعات العقبة حول سوريا: «أكد المجتمعون الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق، وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة الدقيقة، واحترام إرادته وخياراته».

وأضاف: «ندعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية، وبمن فيها المرأة والشباب والمجتمع المدني بعدالة، وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية، ووفق مبادئ قرار مجلس الأمن رقم 2254 وأهدافه وآلياته».

كما دعا البيان إلى «تشكيل هيئة حكم انتقالية جامعة بتوافق سوري، والبدء بتنفيذ الخطوات التي حددها القرار للانتقال من المرحلة الانتقالية إلى نظام سياسي جديد، يلبي طموحات الشعب السوري بكل مكوناته، عبر انتخابات حرة ونزيهة، تشرف عليها الأمم المتحدة، استناداً إلى دستور جديد يُقره السوريون، وضمن تواقيت محددة وفق الآليات التي اعتمدها القرار».

وأكد البيان على «دعم دور المبعوث الأممي إلى سوريا، والطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تزويده بكل الإمكانات اللازمة، وبدء العمل على إنشاء بعثة أممية لمساعدة سوريا؛ لدعم العملية الانتقالية في سوريا ورعايتها، ومساعدة الشعب السوري الشقيق في إنجاز عملية سياسية يقودها السوريون وفق القرار 2254».

وشدد على أن «هذه المرحلة الدقيقة تستوجب حواراً وطنياً شاملاً، وتكاتف الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه وقواه السياسية والاجتماعية؛ لبناء سوريا الحرة الآمنة المستقرة الموحدة التي يستحقها الشعب السوري بعد سنوات طويلة من المعاناة والتضحيات».

إلى ذلك طالب البيان بـ«ضرورة الوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية»، وأكد «ضرورة احترام حقوق الشعب السوري بكل مكوناته، ومن دون أي تمييز على أساس العرق أو المذهب أو الدين، وضمان العدالة والمساواة لجميع المواطنين».

ودعا إلى «ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، وتعزيز قدرتها على القيام بأدوارها في خدمة الشعب السوري، وحماية سوريا من الانزلاق نحو الفوضى، والعمل الفوري على تمكين جهاز شرطي لحماية المواطنين وممتلكاتهم ومقدرات الدولة السورية».

وحث على «الالتزام بتعزيز جهود مكافحة الإرهاب والتعاون في محاربته، في ضوء أنه يشكل خطراً على سوريا وعلى أمن المنطقة والعالم، ويشكل دحره أولوية جامعة».

أيضاً، أكد البيان «التضامن المطلق مع الجمهورية العربية السورية الشقيقة في حماية وحدتها وسلامتها الإقليمية وسيادتها وأمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها. وتوفير الدعم الإنساني الذي يحتاج إليه الشعب السوري، بما في ذلك من خلال التعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

وتطرق إلى العمل على «تهيئة الظروف الأمنية والحياتية والسياسية للعودة الطوعية للاجئين السوريين إلى وطنهم، وتقديم كل العون اللازم لذلك، وبالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

كذلك، أدان البيان توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا وسلسلة المواقع المجاورة لها في جبل الشيخ ومحافظتي القنيطرة وريف دمشق، ورفضه احتلالاً غاشماً وخرقاً للقانون الدولي ولاتفاق فك الاشتباك المبرم بين سوريا وإسرائيل في عام 1974، مطالباً بانسحاب القوات الإسرائيلية.

كما أدان الغارات الإسرائيلية على المناطق والمنشآت الأخرى في سوريا، وأكد أن هضبة الجولان أرض سورية عربية محتلة يجب إنهاء احتلالها، مطالباً مجلس الأمن باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الاختراقات.

وأوضح أن التعامل مع الواقع الجديد في سوريا سيرتكز على مدى انسجامه مع المبادئ والمرتكزات أعلاه، وبما يضمن تحقيق الهدف المشترك في تلبية حقوق الشعب السوري وتطلعاته.