نيرمين الفقي لـ«الشرق الأوسط»: لست محظوظة سينمائياً

قالت إنها تعتز بأعمالها الرومانسية

نيرمين الفقي لـ«الشرق الأوسط»: لست محظوظة سينمائياً
TT

نيرمين الفقي لـ«الشرق الأوسط»: لست محظوظة سينمائياً

نيرمين الفقي لـ«الشرق الأوسط»: لست محظوظة سينمائياً

قالت الفنانة المصرية نيرمين الفقي، إن مسلسل «أبو العروسة» الذي شاركت في مواسمه الثلاثة قد أخرجها من أحزانها بعد وفاة والدتها، وأوضحت أن ظهورها ضيفة شرف في الجزء السادس لمسلسل «الكبير أوي»، أكسبها جرأة في تقديم الكوميديا، بعدما ارتبط اسمها طويلاً بالأعمال الرومانسية، مؤكدة في حوارها مع «الشرق الأوسط» أنها لم يكن لها حظ في السينما، وأنها تؤمن تماماً بقدر الله في عدم زواجها حتى الآن.
وشاركت نيرمين الفقي في مسلسل «أبو العروسة» ضمن أجزائه الثلاثة، وجسدت شخصية «عبير»، وقد حقق العمل نجاحاً كبيراً وقت عرضه، بينما اقتصر ظهور الفقي في موسم رمضان الماضي، على ظهورها ضيفة شرف في إحدى حلقات الجزء السادس من المسلسل الكوميدي «الكبير أوي»، وتصدرت الترند عندما ظهرت بشخصيتها الحقيقية، وتزوجت من «حزلقوم» الذي كانت تغار عليه بشدة، بينما قرر هو الانفصال عنها ما أثار دهشة الجمهور، منددين كيف تحب الجميلة هذا «الحزلقوم».
وعن هذا العمل تقول الفقي: «كانت تجربة ممتعة مع الفنان أحمد مكي، برغم كوني ضيفة شرف؛ لكنه أتاح لي أن أجرب نفسي في الكوميديا التي أحبها وأخاف منها؛ لكن هذه الحلقة ربما تشجعني على تلك الخطوة بشكل أكبر، أما مسلسل (أبو العروسة) فقد كنت في البداية أقول إن الجمهور قد يصاب بالملل بسبب تعدد الأجزاء؛ لكن ما لمسته أن موضوعه يستوعب أجزاءً عديدة؛ لأنه يعتمد على أحداث تقع للعائلة والمشكلات الأسرية التي تتجدد كل يوم».
وفي العام الماضي كانت الفقي بطلة لمسلسل «ضل راجل» أمام ياسر جلال، وقدمت دوراً صعباً لزوجة عاجزة: «مثلت دوري كله على كرسي متحرك، وقد عشت لحظات مماثلة في الواقع مع أمي -رحمها الله- خلال رحلة مرضها، والمسلسل كان صعباً جداً وبه كمية حزن أتعبتني جداً، وأبكتني كثيراً، بينما قدمت النقيض له في مسلسل (النمر)، لسيدة قوية تكبرني سناً، وكان لا بد من أن أغير صوتي وأدائي وأزيد وزني، وكانت صعوبته تكمن في أنني أجسد دوراً بعيداً عني تماماً».
ولعبت نيرمين بطولة إحدى حكايات مسلسل «إلا أنا»، والتي جاءت بعنوان «حكاية على الهامش»، جسدت من خلالها شخصية زوجة محبة لبيتها وأولادها، تفاجأ بتطليق زوجها لها دون مقدمات، مما يدفعها للعمل في «سوبر ماركت» حتى تنفق على أولادها، وتنجح في العبور بهم إلى بر الأمان.
اختيارات الفقي الفنية تضع لها قواعد تحددها: «أن أقتنع بالعمل، ويكون دوري مؤثراً وفعّالاً، وأن يعبر عن الناس؛ سواء كان اجتماعياً أو حتى كوميدياً».
في بدايتها الفنية كانت نيرمين الفقي نموذجاً للبطلة الرومانسية، وتعترف بأنها «شخصية رومانسية للغاية»، ومن أعمالها التي تعتز بها في هذه النوعية، مسلسلات: «الأصدقاء، للثروة حسابات أخرى، لم تنس أنها امرأة، بنات عمري».
وترى نيرمين أن الأعمال الرومانسية لا تزال مطلوبة والجمهور يحبها، أما رومانسيتها حالياً كما تقول ضاحكة: «رومانسيتي بيتي وكلابي وعائلتي، أحب الحيوانات، وأحب الكبار سناً».
في بداياتها الفنية لعبت نيرمين بطولة مسلسل «رُد قلبي»، وأعادت تقديم شخصية «إنجي» التي جسدتها الفنانة مريم فخر الدين في الفيلم الشهير، والتي هاجمت حينها المسلسل بقسوة؛ لكن بعد كل هذه السنوات توضح نيرمين انحيازها لهذا الاختيار وترحيبها بأعمال مماثلة، موضحة: «(رُد قلبي) من أوائل الأعمال التي أعيد تقديمها، ونجح بشكل جيد، وكنت في قمة السعادة؛ لأن الفيلم جزء من ذاكرتنا. من حق الفنانة الكبيرة ألا يروق لها المسلسل. نحن لم نقارن أنفسنا بالعمل الأصلي، وليس هناك أي وجه للمقارنة؛ لأنهم لا يتكررون، ونحن نحاول مواصلة المسيرة».
بين بدايتها وعودتها غابت نيرمين طويلاً عن المشاركة في أعمال فنية: «في بدايتي كان يعرض عليَّ عدة أعمال في وقت واحد؛ لكن منذ عشر سنوات لم يكن يعرض عليَّ أعمال؛ لكنني بقيت على عهدي، لم أتصل بمنتج ولا شركة، ولا سعيت لشيء؛ لأنني مؤمنة بأن رزقي سيأتيني، لذا ظللت أطور من نفسي باستمرار. كان ذلك نتيجة انشغالي بمرض أمي رحمها الله، فقد كنت مركزة معها تماماً، ولم أتركها بمفردها مع ممرضة أو خادمة؛ بل كنت أراعيها بنفسي، فقد كانت لا تفارقني في التصوير وفي كل مكان أذهب إليه، وجاء مسلسل (أبو العروسة) ليخرجني من دائرة أحزاني».
وقدمت نيرمين عدداً محدوداً من الأفلام لا يتناسب مع موهبتها، وفق نقاد، ومنها: «فل الفل، تحت الترابيزة»، وتربط ذلك بـ«الحظ»: «لم يكن لدي حظ في السينما؛ لكن في الدراما التلفزيونية كنت من أوائل ممثلات جيلي اللاتي لعبن أدوار البطولة، وأتيح لي التنوع في أعمالي، وفي المسرح أيضاً شاركت في بطولة مسرحيتين فقط، هما (دستور يا أسيادنا)، و(أنا ومراتي ومونيكا)، ونجح العرضان بشكل كبير؛ لكن لم أجد بعدها أعمالاً على المستوى نفسه».
بين فترة وأخرى تتصدر نيرمين الفقي «الترند» بسبب شائعات زواجها، وهو ما يثير دهشتها قائلة: «يبدو أنهم يتمنون زواجي؛ لكن الأمر ببساطة أن الإنسان عموماً لا يمكن أن يحصل على كل شيء، فالزوج الصالح المحترم الذي يصون زوجته أعتبره رزقاً من الله، كما أن العائلة التي تعد سنداً في حياتي رزق، والأصحاب الحقيقيون كذلك أيضاً، وإذا كان الزواج قد صرفه الله عني، فهذا بالتأكيد لخير لا أعلمه. أنا إنسانة قدَرية جداً، وقد تقدم لي عشرات العرسان منذ كنت تلميذة في (فيكتوريا كوليدج) بمدينتي الإسكندرية؛ لكن كل شيء نصيب وقدر».
وتعترف نيرمين بأنها ليست نشيطة بالقدر الكافي على مواقع التواصل، وأن صفحات مزيفة عديدة تنسب لها رغم إبلاغها الشرطة: «هناك من نسبوا صفحة لي على (فيسبوك) تضم 6 ملايين متابع، وأبلغت عنها بمحضر رسمي؛ لكن حسابي الأصلي على موقع تبادل الصور (إنستغرام) يضم 4 ملايين متابع فقط».



محمد سامي: السينما تحتاج إلى إبهار بصري يُنافس التلفزيون

المخرج محمد سامي في جلسة حوارية خلال خامس أيام «البحر الأحمر» (غيتي)
المخرج محمد سامي في جلسة حوارية خلال خامس أيام «البحر الأحمر» (غيتي)
TT

محمد سامي: السينما تحتاج إلى إبهار بصري يُنافس التلفزيون

المخرج محمد سامي في جلسة حوارية خلال خامس أيام «البحر الأحمر» (غيتي)
المخرج محمد سامي في جلسة حوارية خلال خامس أيام «البحر الأحمر» (غيتي)

في جلسة حوارية مع المخرج المصري محمد سامي، استضافها مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي» في دورته الرابعة، تحدَّث عن مسيرته الإبداعية التي أسهمت في تجديد الدراما التلفزيونية العربية، مستعرضاً دوره، مخرجاً ومؤلّفاً، في صياغة أعمال تلفزيونية لاقت نجاحاً واسعاً. أحدث أعماله، مسلسل «نعمة الأفوكاتو»، حصد إشادة جماهيرية كبيرة، ما عزَّز مكانته واحداً من أبرز المخرجين المؤثّرين في الساحة الفنّية.

في بداية الجلسة، بإدارة المذيعة جوزفين ديب، وحضور عدد من النجوم، مثل يسرا، ومي عمر، وماجد المصري، وأحمد داش، وشيماء سعيد، وبشرى؛ استعرض سامي تجربته مع بدايات تطوُّر شكل الدراما التلفزيونية، موضحاً أنّ المسلسلات في تلك الفترة كانت تُنتج بطريقة كلاسيكية باستخدام كاميرات قديمة، وهو ما رآه محدوداً مقارنةً بالتقنيات السينمائية المتاحة.

التجديد في الدراما

وبيَّن أنّ أول تحوُّل حدث بين عامي 2005 و2008، عندما برزت مسلسلات أثَّرت فيه بشدّة، من بينها «بريزن بريك» و«برايكينغ باد». ومع إطلاق كاميرات «رِدْ وان» الرقمية عام 2007، اقترح على المنتجين تصوير المسلسلات بتقنيات سينمائية حديثة. لكنَّ الفكرة قوبلت بالرفض في البداية، إذ ساد اعتقاد بأنّ الشكل السينمائي قد يتيح شعوراً بالغرابة لدى الجمهور ويُسبِّب نفوره.

رغم التحفّظات، استطاع سامي إقناع بطل العمل، الفنان تامر حسني، بالفكرة. وبسبب الفارق الكبير في تكلفة الإنتاج بين الكاميرات التقليدية وكاميرات «رِدْ»، تدخَّل حسني ودعم الفكرة مادياً، ما سرَّع تنفيذ المشروع.

وأشار المخرج المصري إلى أنه في تلك الفترة لم تكن لديه خطة لتطوير شكل الدراما، وإنما كان شاباً طموحاً يرغب في النجاح وتقديم مشهد مختلف. التجربة الأولى كانت مدفوعة بالشغف والحبّ للتجديد، ونجحت في تَرْك أثر كبير، ما شجَّعه على المضي قدماً.

في تجربته المقبلة، تعلَّم من أخطاء الماضي وعمل بوعي أكبر على تطوير جميع عناصر الإنتاج؛ من الصورة إلى الكتابة، ما أسهم في تقديم تجربة درامية تلفزيونية قريبة من الشكل السينمائي. هذه الرؤية المُبتكرة ساعدت في تغيير نظرة الصناعة إلى التقنيات الحديثة وأهميتها في تطوير الدراما.

وأكمل سامي حديثه بالتطرُّق إلى العلاقة بين المخرج والممثل: «يتشاركان في مسؤولية خلق المشهد. أدائي بوصفي مخرجاً ركيزته قدرتي على فهم طاقة الممثل وتوجيهها، والعكس صحيح. بعض الممثلين يضيفون أبعاداً جديدة إلى النصّ المكتوب، ما يجعل المشهد أكثر حيوية وإقناعاً».

متى يصبح المخرج مؤلِّفاً؟

عن دورَيْه في الإخراج وكتابة السيناريو، تحدَّث: «عندما أتحلّى برؤية واضحة للمشروع منذ البداية، أشعر أنّ الكتابة تتيح لي صياغة العمل بما يتوافق تماماً مع ما أتخيّله. لكن هذا لا يعني إلغاء دور الكاتب؛ إنه تعاون دائم. عندما أكتب وأُخرج، أشعر بأنني أتحكّم بشكل كامل في التفاصيل، ما يمنح العمل تكاملاً خاصاً».

ثم تمهَّل أمام الإشارة إلى كيفية تحقيق التوازن بين التجديد وإرضاء الجمهور: «الجمهور هو الحَكم الأول والأخير. يجب أن يشعر بأنّ العمل له، وأنّ قصصه وشخصياته تعبِّر عن مشاعره وتجاربه. في الوقت عينه، لا بدَّ من جرعة ابتكار لتحفيز عقله وقلبه».

وبيَّن سامي أنّ صناع السينما حالياً يواجهون تحدّياً كبيراً بسبب تطوُّر جودة الإنتاج التلفزيوني، ولإقناع الجمهور بالذهاب إلى السينما، ينبغي تقديم تجربة مختلفة تماماً، وفق قوله، سواء على مستوى الإبهار البصري أو القصة الفريدة.

في ختام الحوار، عبَّر عن إعجابه بالنهضة الثقافية والفنّية التي تشهدها السعودية: «المملكة أصبحت مركزاً إقليمياً وعالمياً للإبداع الفنّي والثقافي. مهرجان (البحر الأحمر السينمائي)، على سبيل المثال، يعكس رؤية طموحة ومشرقة للمستقبل، وأشعر بالفخر بما تحقّقه من إنجازات مُلهمة».

محمد سامي ليس مخرجاً فحسب، وإنما مُبتكر يعيد تعريف قواعد الدراما التلفزيونية، مُسلَّحاً برؤية متجدِّدة وجرأة فنّية. أعماله، من بينها «نعمة الأفوكاتو»، تُثبت أنّ التجديد والإبداع قادران على تغيير معايير النجاح وتحقيق صدى لا يُنسى.