وفيات بحمى الضنك ومعاناة إنسانية في عدن والحوثيون يغلقون مكاتب البريد في الجنوب

محامون يمنيون عالقون في الأردن يشكون مفوضية حقوق الإنسان

وفيات بحمى الضنك ومعاناة إنسانية في عدن والحوثيون يغلقون مكاتب البريد في الجنوب
TT

وفيات بحمى الضنك ومعاناة إنسانية في عدن والحوثيون يغلقون مكاتب البريد في الجنوب

وفيات بحمى الضنك ومعاناة إنسانية في عدن والحوثيون يغلقون مكاتب البريد في الجنوب

في إجراء وصف بالانفصالي، أقدمت الهيئة العامة للبريد والتوفير البريدي في العاصمة اليمنية صنعاء على إغلاق مكاتبها في المحافظات الجنوبية، والاستبقاء فقط على المكاتب البريدية في المحافظات الشمالية، وقال موظفو مكاتب البريد في عدن ولحج وحضرموت وأبين والضالع بأن هذا الإجراء يعد الأول من نوعه في تاريخ خدمة البريد، فعلى الرغم من الأزمات والحروب التي شهدها اليمن، فإن خدمة مكاتب البريد ظلت تؤدي خدمتها الاعتيادية حيال عملائها والمستفيدين من هذه الخدمات المالية والبريدية دونما توقف أو إغلاق.
وقال عدد من الموظفين في الهيئة لـ«الشرق الأوسط» إن الهيئة بعد سيطرة ميليشيات الحوثي وقوات صالح على العاصمة صنعاء والمحافظات الشمالية قامت بوقف نشاط مكاتب البريد في المحافظات الجنوبية، ودون استثناء، بحيث اقتصر نشاط الخدمة المالية تحديدا على المكاتب الواقعة في نطاق ما كان يعرف سابقا باليمن الشمالي، وأوضح هؤلاء أن هذا الإجراء سيكون له مترتبات وخيمة على خدمات مكاتب البريد، وعلى المستفيدين الذين هم هنا موظفون ومتقاعدون ومدخرون وعملاء، إذ إن هذه المكاتب تخدم شريحة كبيرة وواسعة تقدر بمئات الآلاف ممن تدفع لهم شهريا مليارات الريالات شهريا.
وفي محافظة الضالع التي تمثل وحدة إدارية جامعة لتسع مديريات؛ خمس منها جنوبية وأربع شمالية، كان إجراء الهيئة لخمس مديريات في ومصا، وهيئة البريد تغلق الوزارات التابعة في مكاتب المحافظات الجنوبية وتستبقي مكاتب المحافظات الشمالية.
وعلى الصعيد ذاته، ما زالت هذه المحافظات تعاني من قطع مستمر لخدمات الجوال وشبكة الإنترنت، وقال بعض السكان في عدن والضالع ولحج لـ«الشرق الأوسط» إن خدمة «يمن موبايل»، وكذا شبكة الإنترنت منذ ثلاثة أيام، وهي عرضة للانقطاع، فتارة بذريعة عدم وجود مادة الديزل، وتارة بسبب تعرضها للعطب الناتج عن قذيفة أو رصاص.
إلى ذلك، استهدفت منظمة تجديد للتنمية والديمقراطية في حملتها الإغاثية للنازحين والأسر المستحقة بمحافظتي عدن ولحج عدد 1112 أسرة من مختلف مديريات عدن ولحج، وبعض الفنادق التي تم استهدافها بشكل كامل بجهود ذاتية وبمساعدة من الجهات الداعمة وأهل الخير.
وحثت منظمة تجديد في تصريح صحافي لها كل الجهات والأشخاص المقتدرين إلى تقديم الدعم اللازم، كون أهالي وسكان عدن في ظل هذه الحرب يستحقون الدعم والمساعدة، كل بقدر استطاعته وإمكانيات وقدراته. ومضت منظمة تجديد بالقول: «لا سيما أن كثيرا من فئة المجتمع العدني يعتمدون على مرتباتهم، الذين غالبيتهم لم يتسلموا مرتباتهم للأشهر الثلاثة مارس (آذار) وأبريل (نيسان) ومايو (أيار) على التوالي».
وأوضحت منظمة تجديد أن الدعم الرسمي لم يصل إلى الآن لمحافظة عدن داعية الجميع العمل لإخراج عدن من هذه المحنة وتجنبيها الانزلاق إلى مالا يحمد عقباه.
وقالت منظمة تجديد للتنمية والديمقراطية إنها مستمرة بدعم هذه الأسر بناء وقدراتها المتاحة، وشكرت المنظمة الشباب الذين ساهموا طوعا وعملوا مع المنظمة في الوصول إلى الأسر المحتاجة، وكذا في الترتيبات اللازمة للمواد الغذائية والأدوية.
في السياق ذاته، دعا ائتلاف الإغاثة الإنسانية في عدن وسائل الإعلام إلى تسليط الضوء على المعاناة الإنسانية في محافظات عدن ولحج والضالع وبقية المناطق المنكوبة التي يحتاج سكانها إلى الإغاثة العاجلة، وقال الائتلاف في بيان حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه إن السكان في هذه المدن يعيشون وضعا إنسانيا كارثيا، ووسط الحديث عن نفاد المخزون الغذائي، وعلاوة على ذلك اعتماد سكانها على مرتباتهم الشهرية المتواضعة التي لم تُسلم منذ ثلاثة أشهر، ولفت بيان الائتلاف إلى أن هذه المناطق المنكوبة تشكو من عدم دخول أي إغاثة، وأشار إلى أن في عدن وحدها مليون مواطن بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة، فضلا عن انتشار الأوبئة؛ إذ هناك أكثر من 17 حالة وفاة سجلت بحمى الضنك وانعدام للعقاقير والمستلزمات الطبية.
وعلى صعيد آخر، شكا 25 محاميا يمنيا عالقا بالأردن يمثلون 20 مؤسسة قانونية تنصل المفوضية السامية لحقوق الإنسان (مكتب اليمن) عن واجبها تجاههم في تحمل نفقات الإقامة وتكاليف المعيشة في الأردن. وبعثت المفوضية السامية لحقوق الإنسان، أول من أمس، رسائل لـ25 محاميا ومحامية عبر البريد الإلكتروني، اعتذرت فيها عن مواصلة تحمل نفقات المحامين الذين كانت قد استقدمتهم في وقت سابق عن طريق الترشيح من منظماتهم ومن نقابة المحامين اليمنيين للمشاركة في دورة تدريبية لآلية الرصد والتوثيق والتشبيك بين منظمات المجتمع المدني في عمّان للفترة من 22 إلى 26 مارس 2015، أي قبل عاصفة الحزم بيوم واحد.
وقال المحامون العالقون في الأردن لـ«الشرق الأوسط» إن مفوضية حقوق الإنسان مكتب اليمن أبلغتهم، أول من أمس، في رسالة عبر البريد الإلكتروني عن تنصلها تجاههم، وذلك بقولها إنها غير قادرة على توفير المسكن والأكل لهم.
وأضافوا أن المفوضية نقلتهم إلى فندق في عمان بعد أن تعذرت عودتهم إلى اليمن، ودفعت لهم مبلغ 200 دولار أسبوعيا لكل مشارك نظير المواصلات والاتصالات والغسيل مدة ثلاثة أسابيع فقط، ولفت المحامون العالقون إلى أنهم إثر مطالبتهم المفوضية لدفع استحقاق الأكل والإقامة للفترة ذاتها، كانت المفوضية قد أبلغتهم أنها لن تستمر بدفع استحقاق الإقامة بدءا من أمس 1 يونيو (حزيران)، وهو ما يعني تخليها تمامًا عن واجبها حيال المشاركين الذين سبق للمفوضية ترتيب سفرهم، ونقلهم إلى العاصمة الأردنية، وبعد انتهاء الدورة لم تستطع المفوضية إعادتهم إلى بلدهم، أو تتكفل برعايتهم كمسؤولية أخلاقية وإنسانية وحقوقية تحتم على المفوضية الدولية المعنية أساسا بحماية الإنسان من الانتهاكات.
ووجهوا نداء استغاثة للجهات الإعلامية والحقوقية طالبوا فيه بمساندتهم للحصول على حقهم القانوني والأخلاقي من المفوضية التي لم تقم بإعادتهم إلى اليمن، أو تتكفل برعايتهم إلى حين زوال الوضعية الحائلة دون عودتهم لليمن.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.