أميركا تحظر بيع سجائر «جول» الإلكترونية... والشركة تعتزم طلب تعليق القرار

سجائر جول الإلكترونية في متجر بكاليفورنيا (أ.ف.ب)
سجائر جول الإلكترونية في متجر بكاليفورنيا (أ.ف.ب)
TT

أميركا تحظر بيع سجائر «جول» الإلكترونية... والشركة تعتزم طلب تعليق القرار

سجائر جول الإلكترونية في متجر بكاليفورنيا (أ.ف.ب)
سجائر جول الإلكترونية في متجر بكاليفورنيا (أ.ف.ب)

حظرت إدارة الأغذية والعقاقير الأميركية، أمس (الخميس)، بيع كل السجائر الإلكترونية من نوع «جول لابس» (Juul Labs) في الولايات المتحدة، في محاولة للحد من التدخين الإلكتروني للشباب، ما شكّل ضربة للشركة المنتجة التي تعتزم استئناف القرار.
ولاحظت إدارة الأغذية والعقاقير أن الشركة الناشئة التي حققت نجاحاً كبيراً في أواخر العقد الأول من القرن الجاري بفضل مبخر التدخين الإلكتروني المصنوع على شكل عصا الناقل التسلسلي العام (يو إس بي)، الذي يُشحن بالنيكوتين بنكهات الفواكه، فشلت في إثبات كون المنتجات التي تبيعها «متوافقة مع حماية الصحة العامة».
ويلزم هذا القرار الشركة بـ«الكفّ عن بيع وتوزيع» المنتجات المرخّص لها راهناً، وأن «تسحب» من السوق تلك الموجودة بالفعل في المتاجر.
وسبق للإدارة أن حظرت عام 2020 بيع مباخر التدخين الإلكتروني القابلة لإعادة التعبئة من نوع «جول» المرفقة بحشوات منكهة من النيكوتين، ولم تعد تسمح إلا بنكهتي التبغ والمنثول.
وكُلفت الإدارة كذلك التأكد من أن منتجات التدخين البخاري تعود على البالغين بفوائد، ومنها مساعدتهم على الإقلاع عن تدخين السجائر التقليدية، تفوق المخاطر التي يتعرض لها الشباب.
وأدت هذه المراجعة إلى منع مباخر التدخين الإلكتروني التي تنتجها أكثر من شركة، لكن الوكالة أجازت أيضاً بعض منتجات شركات «آر جيه رينولدز» التابعة لمجموعة «بريتيش أميركان توباكو»، و«لوجيك» و«إنجوي» (Njoy).
ونقل البيان عن رئيس الوكالة روبرت كاليف قوله إن الحظر الذي أُعلن، الخميس، يؤكد التزام إدارة الأغذية والعقاقير «ضمان مطابقة كل السجائر الإلكترونية وغيرها من المنتجات الموجودة راهناً في السوق، التي تنقل النيكوتين من خلال جهاز إلكتروني، لمعايير الصحة العامة».
وكانت الإدارة أعلنت، الثلاثاء، أنها تعتزم العمل على خفض مستوى النيكوتين بشكل كبير في السجائر المبيعة في الولايات المتحدة، سعياً للتوصل، ضمن خطة لمكافحة السرطان، إلى مستويات منخفضة بما يكفي للحؤول دون إدمان المدخنين.
ولم تعتبر الوكالة أن منتجات «جول» تشكّل «خطراً مباشراً»، لكنها رأت أن الشركة لم تقدم بيانات تكفي لتقييم «المخاطر السمّية الممكنة».
وأكدت الشركة الناشئة، التي تتخذ من سان فرانسيسكو مقراً، أنها قدمت معلومات وبيانات كافية لحل كل المشكلات التي طرحتها الوكالة.
وتعتزم الشركة طلب تعليق القرار واستكشاف كل الخيارات المتاحة لها، ومنها استئنافه.
واتُّهمت الشركة الناشئة بالمشاركة إلى حد كبير في الزيادة الكبيرة لإقبال المراهقين على التدخين البخاري الإلكتروني من خلال الإعلانات وحملات التسويق التي تستهدف طلاب المدارس الثانوية بشكل خاص.
وبادرت «جول لابس» بالفعل عام 2019 تحت ضغط السلطات إلى تعليق بيع عبوات النكهات التي تحظى بإقبال من الشباب، وتعهدت بمراجعة استراتيجيتها التسويقية.
ولهذه الشركة راهناً حصة تبلغ 36 في المائة من سوق السجائر الإلكترونية في الولايات المتحدة التي يقدّر حجمها الإجمالي بنحو 5. 3 مليار دولار سنوياً، وفقاً لإحصاءات نقلها تقرير لمؤسسة «غولدمان ساكس» الاستشارية عن شركة «نيلسن» لدراسات السوق. ويُلاحَظ تالياً أن هذه الحصة تراجعت عن نسبة الـ70 في المائة التي كانت تسيطر عليها الشركة عام 2019. لكنها تبقى الأولى.
وأوضح محللو «غولدمان ساكس» أن في إمكان «جول»، بالإضافة إلى طلب تعليق قرار إدارة الأغذية والعقاقير أو استئنافه، تقديم ملف معدل.
وأبرزوا أن حضور «جول لابس» لا يزال «واعدا في الأسواق الأخرى»، كآسيا وأوروبا، حتى لو بقي قرار الحظر في الولايات المتحدة نافذاً.


مقالات ذات صلة

استنشاق هواء نيودلهي يعادل تدخين 50 سيجارة يومياً

يوميات الشرق رجل يركب دراجة نارية وسط ضباب كثيف بالقرب من نيودلهي (إ.ب.أ)

استنشاق هواء نيودلهي يعادل تدخين 50 سيجارة يومياً

مع تفاقم الضباب الدخاني السام الذي يلف نيودلهي هذا الأسبوع، فرضت السلطات في العاصمة الهندية مجموعة من القيود الأكثر صرامة على حركة المركبات والسكان.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
يوميات الشرق المتجر يُلبِّي احتياجات الراغبين في الإقلاع بتوفير «دزرت» بجميع النكهات (واس)

«دزرت» تطلق أول متاجرها في السعودية للحد من التدخين

أطلقت «دزرت» (DZRT)، العلامة التجارية للمساعدة في الإقلاع عن التدخين، أول متاجرها داخل السعودية، وذلك في «منطقة بوليفارد سيتي»، بالتزامن مع انطلاق «موسم الرياض»

«الشرق الأوسط» (الرياض)
علوم يتيح اكتشاف التغيرات في بنية العظام بين بقايا مستخدمي التبغ لعلماء الآثار تصنيف بقايا دون أسنان لأول مرة (جامعة ليستر)

اكتشاف علمي: التدخين يترك آثاراً في العظام تدوم لقرون

التبغ يترك بصمات على العظام تستمر لقرون بعد الوفاة.

«الشرق الأوسط» (ليستر)
صحتك المدخنون لديهم مستوى أعلى من البكتيريا الضارة في الفم مقارنة بغير المدخنين (رويترز)

دراسة: المدخنون لديهم مستوى أعلى من البكتيريا الضارة في أفواههم

كشفت دراسة علمية جديدة أن المدخنين لديهم مستوى أعلى من البكتيريا الضارة في الفم مقارنة بغير المدخنين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك التدخين يُعد السبب الرئيسي للوفيات القابلة للتجنب عالمياً (رويترز)

حظر مبيعات التبغ قد يمنع 1.2 مليون وفاة بين الشباب

أفادت دراسة دولية بأن حظر مبيعات التبغ للأشخاص المولودين بين عامي 2006 و2010 قد يقي من 1.2 مليون وفاة بسبب سرطان الرئة على مستوى العالم بحلول عام 2095.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

سلوفينية تبلغ 12 عاماً تُنقذ مشروعاً لإعادة «الزيز» إلى بريطانيا

أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
TT

سلوفينية تبلغ 12 عاماً تُنقذ مشروعاً لإعادة «الزيز» إلى بريطانيا

أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)

عندما سافر علماء بيئة بريطانيون إلى سلوفينيا هذا الصيف على أمل التقاط ما يكفي من صراصير «الزيز» المغرِّدة لإعادة إدخال هذا النوع إلى غابة «نيو فورست» في بريطانيا، كانت تلك الحشرات صعبة المنال تطير بسرعة كبيرة على ارتفاع بين الأشجار. لكنَّ فتاة تبلغ 12 عاماً قدَّمت عرضاً لا يُفوَّت.

وذكرت «الغارديان» أنّ كريستينا كيندا، ابنة الموظّف في شركة «إير بي إن بي»؛ الموقع الذي يتيح للأشخاص تأجير واستئجار أماكن السكن، والذي وفَّر الإقامة لمدير مشروع «صندوق استعادة الأنواع» دوم برايس، ومسؤول الحفاظ على البيئة هولي ستانوورث، هذا الصيف؛ اقترحت أن تضع شِباكاً لالتقاط ما يكفي من صراصير «الزيز» لإعادتها إلى بريطانيا.

قالت: «سعيدة للمساعدة في هذا المشروع. أحبّ الطبيعة والحيوانات البرّية. الصراصير جزء من الصيف في سلوفينيا، وسيكون جيّداً أن أساعد في جَعْلها جزءاً من الصيف في إنجلترا أيضاً».

كان صرصار «نيو فورست» الأسود والبرتقالي هو النوع الوحيد من الصراصير الذي وُجِد في بريطانيا. في الصيف، يصدح الذكور بأغنية عالية النغمات لجذب الإناث التي تضع بيضها في الأشجار. وعندما يفقس الصغار، تسقط إلى أرض الغابة وتحفر في التربة، حيث تنمو ببطء تحت الأرض لمدّة 6 إلى 8 سنوات قبل ظهورها على شكل كائنات بالغة.

صرصار «نيو فورست» الأسود والبرتقالي (صندوق استعادة الأنواع)

اختفى هذا النوع من الحشرات من غابة «نيو فورست»، فبدأ «صندوق استعادة الأنواع» مشروعاً بقيمة 28 ألف جنيه إسترليني لإعادته.

نصَّت الخطة على جمع 5 ذكور و5 إناث من متنزه «إيدريا جيوبارك» في سلوفينيا بتصريح رسمي، وإدخالها في حضانة صراصير «الزيز» التي تضمّ نباتات محاطة في أوعية أنشأها موظّفو حديقة الحيوانات في متنزه «بولتون بارك» القريب من الغابة.

ورغم عدم تمكُّن برايس وستانوورث من التقاط صراصير «الزيز» البالغة، فقد عثرا على مئات أكوام الطين الصغيرة التي صنعها صغار «الزيز» وهي تخرج من الأرض بالقرب من مكان إقامتهما، وتوصّلا إلى أنه إذا كانا يستطيعان نصب خيمة شبكية على المنطقة قبل ظهور صراصير «الزيز» في العام المقبل، فيمكنهما إذن التقاط ما يكفي منها لإعادتها إلى بريطانيا. لكنهما أخفقا في ترك الشِّباك طوال فصل الشتاء؛ إذ كانت عرضة للتلف، كما أنهما لم يتمكنا من تحمُّل تكلفة رحلة إضافية إلى سلوفينيا.

لذلك، عرضت كريستينا، ابنة مضيفيهما كاتارينا وميتشا، تولّي مهمّة نصب الشِّباك في الربيع والتأكد من تأمينها. كما وافقت على مراقبة المنطقة خلال الشتاء لرصد أي علامات على النشاط.

قال برايس: «ممتنون لها ولعائلتها. قد يكون المشروع مستحيلاً لولا دعمهم الكبير. إذا نجحت هذه الطريقة، فيمكننا إعادة أحد الأنواع الخاصة في بريطانيا، وهو الصرصار الوحيد لدينا وأيقونة غابة (نيو فورست) التي يمكن للسكان والزوار الاستمتاع بها إلى الأبد».

يأمل الفريق جمع شحنته الثمينة من الصراصير الحية. الخطة هي أن تضع تلك البالغة بيضها على النباتات في الأوعية، بحيث يحفر الصغار في تربتها، ثم تُزرع النباتات والتربة في مواقع سرّية في غابة «نيو فورست»، وتُراقب، على أمل أن يظهر عدد كافٍ من النسل لإعادة إحياء هذا النوع من الحشرات.

سيستغرق الأمر 6 سنوات لمعرفة ما إذا كانت الصغار تعيش تحت الأرض لتصبح أول جيل جديد من صراصير «نيو فورست» في بريطانيا.