«الإدارة الذاتية» سلّمت 81 طفلاً وعشرات الأمهات لوفود أجنبية هذا العام

مسؤول كردي تحدث عن تقديم 5 مقترحات لمعالجة ملف عائلات «داعش» ومسلحيه في سوريا

صورة وزعتها «الإدارة الذاتية» لمبعوث بلجيكا الخاص لسوريا هوبير كورمان في القامشلي الثلاثاء
صورة وزعتها «الإدارة الذاتية» لمبعوث بلجيكا الخاص لسوريا هوبير كورمان في القامشلي الثلاثاء
TT

«الإدارة الذاتية» سلّمت 81 طفلاً وعشرات الأمهات لوفود أجنبية هذا العام

صورة وزعتها «الإدارة الذاتية» لمبعوث بلجيكا الخاص لسوريا هوبير كورمان في القامشلي الثلاثاء
صورة وزعتها «الإدارة الذاتية» لمبعوث بلجيكا الخاص لسوريا هوبير كورمان في القامشلي الثلاثاء

سلّط إعلان بلجيكا أول من أمس، أنها أعادت أطفالاً ونساء من عوائل المتشددين المحتجزين في مخيمات تشرف عليها «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) في شمال شرقي سوريا، الضوء من جديد على هذه المشكلة التي تشمل آلاف الأجانب المحتجزين منذ سقوط الحكم الذي أقامه تنظيم «داعش» في سوريا عام 2019.
وفي حين أفادت معلومات قدمتها الإدارة الذاتية التي يهيمن عليها الأكراد في شمال وشمال شرقي سوريا، بأن وفوداً لحكومات غربية وعربية استعادت هذا العام 81 طفلاً وعشرات الأمهات ممن كانوا يقطنون مخيمي «الهول» و«روج» بمحافظة الحسكة، قال مبعوث بلجيكا الخاص لسوريا سفيرها في لبنان هوبير كورمان، إن عملية الاستعادة الأخيرة للأطفال والنساء كانت الأكبر من نوعها منذ هزيمة «داعش» في شرق سوريا ربيع العام 2019، مشيراً إلى أنها تمت بتنسيق ومساعدة من الإدارة الذاتية و«قوات سوريا الديمقراطية» (قسد).
وبحسب إحصاءات دائرة العلاقات الخارجية في مدينة القامشلي شمال شرقي سوريا، فقد تم تسليم وفود أجنبية ما مجموعه 81 طفلاً و25 سيدة من أمهات هؤلاء الأطفال، حيث تسلمت الحكومة البلجيكية قبل أيام 16 طفلاً و6 أمهات كانوا جميعاً يقطنون في مخيم «روج» الواقع بريف بلدة المالكية (ديريك) شمال شرقي الحسكة، بينما تسلمت الحكومة الروسية في 14 من شهر أبريل (نيسان) الماضي 10 أطفال روس يتامى من عوائل «داعش». وكانت موسكو قد تسلمت 9 أطفال يتامى في 23 من فبراير (شباط) الماضي. وبحسب إحصاءات الدائرة، بلغ عدد الأطفال الروس العائدين إلى بلدهم نحو 244 طفلا منذ عام 2018 على ثماني دفعات.
بدورها، تسلمت الحكومة البريطانية طفلين شقيقين بريطانيين في 4 أبريل الماضي، في حين بقيت والدتهم في أحد المخيمات. أما الحكومة الألمانية، فقد تسلمت في 30 مارس (آذار) الماضي 27 طفلاً و10 نساء في أكبر عملية إجلاء للرعايا الألمان من المخيمات السورية. وبلغ عدد المواطنين الألمان الذين تم تسليمهم لوفود بلادهم 91، منهم 22 سيدة و69 طفلاً. في حين تسلمت الحكومة السويدية طفلين وسيدتين في 14 من مارس الماضي، إضافة إلى 4 أطفال وامرأتين تسلمتهم في 26 يناير (كانون الثاني) الماضي. وكانت الحكومة الهولندية تسلمت 11 طفلاً و5 نساء في 3 فبراير العام الحالي.
من جانبه، قال السفير البلجيكي هوبير كورمان، خلال إحاطة صحافية، حضرتها «الشرق الأوسط»، في مقر دائرة العلاقات الخارجية للإدارة الذاتية بمدينة القامشلي، إن عملية إعادة الرعايا من المخيمات السورية، قبل أيام، كانت «أكبر عملية ترحيل إنساني نوعية تقوم بها الحكومة البلجيكية في استعادة رعاياها، بمساعدة من الإدارة الذاتية وقواتها العسكرية». وأشار إلى أنهم في العام الماضي قاموا بعملية مماثلة باستعادة عشرة أطفال وأمهاتهم، و«لكن هذا العام كان العدد مضاعفاً وأكبر، وقرار حكومتنا بإعادة الأطفال البلجيكيين لبلدهم يهدف إلى الاستجابة للقوانين والأعراف الدولية»، لافتاً إلى قرار بإيلاء اهتمام أكبر للرعايا في المخيمات «في ظل ظروف متدهورة وغير آمنة». وشدد على أن إعادة الأطفال وأمهاتهم إلى أرض الوطن أولوية إنسانية وأمنية للحكومة البلجيكية.
وأشاد السفير كورمان بدور قوات «قسد» في محاربة تنظيم «داعش» الإرهابي وتعهد بتقديم الدعم الإنساني للشعب السوري. ودعا إلى حل الأزمة السورية عبر اتفاق سياسي شامل وفق قرار مجلس الأمن الرقم 2254؛ لضمان السلام الدائم لسوريا، مضيفاً أن «الحكومة البلجيكية مستمرة بتقديم الدعم الإنساني، وعلى دراية بالدور المهم لقوات (قسد) في قتالها ضد (داعش)، وقتالها لأجل أمنكم الخاص هي مساهمة أيضاً في القتال العالمي ضد الإرهاب».
وتسلمت الكثير من الدول والحكومات الغربية والعربية منذ انتهاء العمليات العسكرية والقضاء على السيطرة الجغرافية والعسكرية لتنظيم «داعش»؛ أعداداً محدودة من أفراد عائلات المقاتلين المتطرفين والذين شاركوا بأعداد كبيرة في القتال في صفوف التنظيم مثل أوزبكستان وكازاخستان وكوسوفو، واكتفت دول أخرى، خصوصاً الأوروبية منها، مثل فرنسا وألمانيا وهولندا وبلجيكا باستعادة عدد محدود من النساء والأطفال اليتامى من أبناء هؤلاء العناصر. وكررت الإدارة الذاتية وقادة «قسد»، أن ملف المحتجزين الأجانب وعائلاتهم يشكل عبئاً كبيراً على الإدارة، وطالبت مراراً بلدانهم باستعادتهم ومحاكمتهم على أراضيها. وعلى رغم هذه الدعوات، تتردد غالبية الدول الأوروبية في استعادة جميع مواطنيها.
وفي الوقت ذاته، قال الدكتور عبد الكريم عمر، رئيس دائرة العلاقات الخارجية لدى الإدارة الذاتية، لـ«الشرق الأوسط»، إن التهديدات باجتياح مناطق شمال سوريا «تزيد من التحديدات التي تواجهها الإدارة» ويمكن أن تعطي تنظيم «داعش» فرصة لإعادة تنظيم نفسه من جديد ومحاولة السيطرة على بعض المناطق الجغرافية.
وذكر المسؤول الكردي، أن وفوداً رسمية من الإدارة الذاتية عقدت اجتماعات مباشرة وافتراضية هذا العام مع حكومات التحالف الدولي والولايات المتحدة وروسيا، قدمت خلالها 5 حلول رئيسية لمشكلة الأجانب في المخيمات شمال شرقي سوريا، مشيراً إلى أن هذه الحلول تتضمن «استعادة الدول والحكومات الغربية والعربية رعاياها ومحاكمتهم على أراضيها، ومساعدة أجهزة الإدارة (الذاتية) الأمنية لتقسيم قطاعات مخيم الهول بالحسكة الذي شهد تصاعداً في عمليات جرائم القتل وحالات الهروب، والإسراع بعمليات بناء وإنشاء مراكز تأهيل بدعم مالي أوروبي، وتبادل المعلومات الاستخباراتية لإبعاد خطر التنظيم عن المنطقة». واختتم عمر حديثه بالقول «يتمحور المقترح الخامس حول إنشاء محكمة خاصة بقرار دولي لمقاضاة هؤلاء على الأراضي الخاضعة لنفوذ الإدارة الذاتية وقواتها العسكرية».


مقالات ذات صلة

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

الولايات المتحدة​ أحمد الشرع مجتمعاً مع رئيس حكومة تسيير الأعمال محمد الجلالي في أقصى اليسار ومحمد البشير المرشح لرئاسة «الانتقالية» في أقصى اليمين (تلغرام)

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

وجهت الإدارة الأميركية رسائل سريّة الى المعارضة السورية، وسط تلميحات من واشنطن بأنها يمكن أن تعترف بحكومة سورية جديدة تنبذ الإرهاب وتحمي حقوق الأقليات والنساء.

علي بردى (واشنطن)
المشرق العربي فصائل الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا تدخل منبج (إعلام تركي)

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

يبحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تركيا الجمعة التطورات في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي مواطنون من عفرين نزحوا مرة أخرى من قرى تل رفعت ومخيمات الشهباء إلى مراكز إيواء في بلدة الطبقة التابعة لمحافظة الرقة (الشرق الأوسط)

ممثلة «مسد» في واشنطن: «هيئة تحرير الشام» «مختلفة» ولا تخضع لإملاءات تركيا

تقول سنام محمد، ممثلة مكتب مجلس سوريا الديمقراطي في واشنطن، بصفتنا أكراداً كنا أساسيين في سقوط نظام الأسد، لكن مرحلة ما بعد الأسد تطرح أسئلة.

إيلي يوسف (واشنطن)
المشرق العربي مقاتلون من المعارضة في حمص يتجمعون بعد أن أبلغت قيادة الجيش السوري الضباط يوم الأحد أن حكم بشار الأسد انتهى (رويترز)

«داعش» يعدم 54 عنصراً من القوات السورية أثناء فرارهم

أعدم تنظيم «داعش» 54 عنصراً من القوات الحكومية في أثناء فرارهم في بادية حمص وسط سوريا، تزامناً مع سقوط الرئيس بشار الأسد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي عنصر من المعارضة السورية المسلحة في حمص يحتفل بدخول العاصمة دمشق (إ.ب.أ)

الأردن ومخاوف من خلط أوراق المنطقة والخشية من فوضى سوريا

يبدي أمنيون أردنيون مخاوفهم من عودة الفوضى لمناطق سورية بعد الخروج المفاجئ للأسد إلى موسكو، وان احتمالات الفوضى ربما تكون واردة جراء التنازع المحتمل على السلطة.

محمد خير الرواشدة (عمّان)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.