التحقيقات تتواصل في فوضى نهائي دوري الأبطال وترقب النتائج في سبتمبر

«يويفا» مستاء من إتلاف لقطات كاميرات المراقبة ويُكذِّب الأرقام الفرنسية بشأن التذاكر المزورة

جماهير ليفربول حوصرت خارج ملعب «استاد دو فرنس» بداعي حملها تذاكر مزورة (أ.ب)
جماهير ليفربول حوصرت خارج ملعب «استاد دو فرنس» بداعي حملها تذاكر مزورة (أ.ب)
TT

التحقيقات تتواصل في فوضى نهائي دوري الأبطال وترقب النتائج في سبتمبر

جماهير ليفربول حوصرت خارج ملعب «استاد دو فرنس» بداعي حملها تذاكر مزورة (أ.ب)
جماهير ليفربول حوصرت خارج ملعب «استاد دو فرنس» بداعي حملها تذاكر مزورة (أ.ب)

بدأ العمل «هذا الأسبوع» على إعداد التقرير المستقل بشأن الأحداث التي رافقت نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، بين ريال مدريد الإسباني وليفربول الإنجليزي على «استاد دو فرنس» في ضواحي باريس، على أن تُسَلَّم نتائجه «في سبتمبر (أيلول)»، وذلك وفق تقدير أحد قادة الاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا) الذي كذَّب خلال الاستماع إليه أمس (الثلاثاء) أمام مجلس الشيوخ، الأرقام الفرنسية بخصوص عدد التذاكر المزورة.
وقال مارتن كالين، المدير العام لـ«يويفا إيفنتس» وهي شركة تابعة للاتحاد الأوروبي لكرة القدم ومسؤولة عن العمليات التجارية للأحداث التي تنظمها الهيئة الكروية القارية، إنه «يجب استجواب الجميع في التحقيق، وبدأ ذلك هذا الأسبوع».
وقال أمام لجنة من مجلس الشيوخ الفرنسي موكلة بمهمة متابعة التحقيق، وما حصل قبل وخلال المباراة التي فاز بها ريال مدريد 1-صفر في 28 مايو (أيار): «توقعنا أن التحقيق سيستغرق شهرين أو 3 أشهر على الأقل. ومع بدايته الآن، يمكننا القول (إن نتائجه ستصدر) بحدود سبتمبر». وشابت المباراة النهائية مشاهد فوضى عارمة؛ حيث عانى مشجعو ليفربول للدخول إلى الملعب لحضور المباراة، ما أثار تساؤلات حيال قدرة العاصمة الفرنسية على استضافة أولمبياد 2024.
وأفاد تقرير صادر عن الحكومة الفرنسية في العاشر من الشهر الحالي، بأن سلسلة من «الإخفاقات» للسلطات تسببت في الفوضى التي شابت نهائي دوري الأبطال، وأسف لرد فعل الشرطة على الأحداث التي تسببت في «إلحاق ضرر جسيم بصورة فرنسا».
وتصاعدت الضغوط على فرنسا بعدما كشف الاتحاد المحلي لكرة القدم أمام مجلس الشيوخ، أن لقطات كاميرات المراقبة الخاصة بملعب «استاد دو فرنس» قد أتلفت بعد عدم خضوعها لأمر قضائي، تماشياً مع القانون الفرنسي. في إشارة إلى شبهة تعمد لإخفاء الأخطاء. واستغل السياسيون المعارضون في فرنسا كل ما حصل لشن هجوم على السلطات؛ حيث علّقت زعيمة اليمين الفرنسي المتطرف مارين لوبان على الصور المحذوفة بالقول: «هذا ما يسمى بإخفاء أخطائك... لا أجرؤ على تخيّل أن قادتنا غير أكفاء لدرجة أنهم لم يطلبوها على الفور، بالنظر إلى ما حدث في الاستاد، وإرسال مقاطع فيديو المراقبة إليهم».
وعهد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بالتحقيق الداخلي إلى وزير التعليم والشباب والرياضة البرتغالي السابق، تياغو برانداو رودريغيز.
وأمام أعضاء مجلس الشيوخ، عاد كالين أمس ليشرح دور «يويفا» في هذا النهائي قائلاً: «تدير الهيئة المنظمة لدوري أبطال أوروبا على وجه الخصوص مسألة بيع التذاكر التي كانت مصدر الجدل، منذ أن تذرعت السلطات الفرنسية بأن التذاكر المزورة أدت إلى هذه الفوضى خارج الملعب».
بالنسبة لكالين، كانت التذاكر الورقية التي يسهل تزويرها، أقل ملائمة لحدث مماثل من التذاكر الإلكترونية المعتمدة؛ لكنه استطرد بأن «التذاكر الورقية لم تكن السبب الوحيد في خلق الفوضى أمام مداخل الملعب».
وأوضح: «الأسباب متعددة: إضراب وسائل النقل (في ذلك اليوم)، ردود فعل سيئة من المضيفين وقوات إنفاذ القانون، كان هناك جانحون (في المحيط ما أدى إلى عمليات سلب ونشل)، تدفق كبير أمام الملعب إن كان من غير حاملي التذاكر أو من حاملي التذاكر المزورة».
ودحض كالين في طريقه ما صدر عن وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان، من رقم مبالغ فيه جداً لعدد التذاكر المزورة في حوزة جمهور ليفربول، والتي قدرها بـ«30 ألفاً إلى 40 ألفاً»، قائلاً: «وصلت إلى البوابات الدوارة (عند مداخل الملعب) قرابة 2600 تذكرة مزورة. لكن الكثير من التذاكر المزورة لم تصل أبداً إلى الأبواب الدوارة... كم عددها؟ لا نعرف، لم نتمكن حقاً من التحقق».
وتابع: «لا نعتقد أنها بحجم الرقم الذي ذُكِرَ في فرنسا في الأيام الأولى (التي تلت النهائي) والتي قدرت ما بين 30 و40 ألفاً».
وسيقوم مجلس الشيوخ بالاستماع إلى مشجعي ليفربول وريال مدريد تباعاً.
وكان قائد شرطة باريس قد أقر الأسبوع الماضي بـ«فشل» العمليات الأمنية، واعتذر عن استخدام الغاز المسيل للدموع في وجه الجماهير أثناء محاولتهم دخول الملعب. إلا أنّ الشرطة الفرنسية أكدت أيضاً أنها لا تزال تملك لقطات فيديو من الاستاد ليوم المباراة، ستضعها أمام المحققين.
وفي الإطار نفسه أعرب ممثل الحكومة الفرنسية والمندوب الوزاري إلى الأولمبياد والأحداث الكبرى، ميشال كادو، عن أسفه «لمشاهد عمليات إعادة الهدوء الأمني التي تداولتها وسائل الإعلام، والتي أثارت تساؤلات من المراقبين الخارجيين حول قدرة بلادنا على استضافة الأحداث الرياضية الكبرى والنجاح فيها، والتي سنكون مسؤولين عنها قريباً»، في إشارة إلى أولمبياد باريس 2024.
وقبل عامين على انطلاق الألعاب الأولمبية، يوصي التقرير بإنشاء هيئة توجيهية وطنية للأحداث الرياضية الدولية ذات الأهمية الكبرى، على غرار النموذج القائم لأولمبياد باريس.
وتابع التقرير الحكومي: «كلّفت رئيسة الوزراء إليزابيت بورن وزير الداخلية ووزيرة الرياضة والألعاب الأولمبية والبارالمبية تبني التوصيات الواردة فيه، من أجل تنفيذها».


مقالات ذات صلة

صلاح ودي بروين... متى نقول وداعاً؟

رياضة عالمية محمد صلاح سينتهي عقده مع ليفربول بنهاية الموسم (إ.ب.أ)

صلاح ودي بروين... متى نقول وداعاً؟

لمدة عقد تقريباً، كان أحد ألمع النجوم في سماء الدوري الإنجليزي، ويُصنف على أنه ربما يكون أفضل لاعب في جيله.

The Athletic (لندن)
رياضة عالمية حافلة نادي ريال مدريد كما بدت خلال الحادث المروري (الشرق الأوسط)

حافلة ريال مدريد تتعرض لحادث بعد الهزيمة أمام ليفربول

تعرضت حافلة فريق ريال مدريد الإسباني لحادث على الطريق «إم 40» وذلك بعد يوم واحد من خسارة الفريق أمام ليفربول الإنجليزي بهدفين لصفر، بدوري أبطال أوروبا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية بوروسيا دورتموند (إ.ب.أ)

دورتموند يتطلع لمباراة بايرن بعد الفوز في «الأبطال»

لا يملك فريق بوروسيا دورتموند الألماني لكرة القدم الوقت الكافي للاحتفال بفوزه 3-صفر على دينامو زغرب الكرواتي في دوري أبطال أوروبا، أمس الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (برلين)
رياضة عالمية كارلو أنشيلوتي (ا.ف.ب)

أنشيلوتي الأكثر ظهوراً في «دوري الأبطال» متجاوزاً فيرغسون

حطَّم الإيطالي كارلو أنشيلوتي، المدير الفني لريال مدريد الإسباني، الرقم القياسي للمدرب الأسطورة أليكس فيرغسون، وأصبح المدرب الأكثر ظهوراً في دوري أبطال أوروبا.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية أنهى مبابي المباراة بتسديدة واحدة فقط على المرمى (رويترز)

مبابي الحزين... الصبر هو الدواء الذي سيعيده للواجهة

فاز ليفربول الإنجليزي على ريال مدريد في دوري أبطال أوروبا، يوم الأربعاء، تاركاً للوس بلانكوس، وكيليان مبابي على وجه الخصوص، كثيراً من الحسرة والأسى.

The Athletic (ليفربول)

بعد مئويته الأولى... هالاند يتطلع إلى المزيد في مسيرته الحالمة مع مانشستر سيتي

هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
TT

بعد مئويته الأولى... هالاند يتطلع إلى المزيد في مسيرته الحالمة مع مانشستر سيتي

هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)

وصل النجم النرويجي الدولي إيرلينغ هالاند إلى 100 مباراة في مسيرته مع فريق مانشستر سيتي، حيث احتفل بمباراته المئوية خلال فوز الفريق السماوي 2 - صفر على مضيفه تشيلسي، الأحد، في المرحلة الافتتاحية لبطولة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

وكان المهاجم النرويجي بمثابة اكتشاف مذهل منذ وصوله إلى ملعب «الاتحاد» قادماً من بوروسيا دورتموند الألماني في صيف عام 2022، حيث حصل على الحذاء الذهبي للدوري الإنجليزي الممتاز كأفضل هداف بالبطولة العريقة في موسميه حتى الآن. واحتفل هالاند بمباراته الـ100 مع كتيبة المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا على أفضل وجه، عقب تسجيله أول أهداف مانشستر سيتي في الموسم الجديد بالدوري الإنجليزي في شباك تشيلسي على ملعب «ستامفورد بريدج»، ليصل إلى 91 هدفاً مع فريقه حتى الآن بمختلف المسابقات. هذا يعني أنه في بداية موسمه الثالث مع سيتي، سجل 21 لاعباً فقط أهدافاً للنادي أكثر من اللاعب البالغ من العمر 24 عاماً، حسبما أفاد الموقع الإلكتروني الرسمي لمانشستر سيتي.

وعلى طول الطريق، حطم هالاند كثيراً من الأرقام القياسية للنادي والدوري الإنجليزي الممتاز، حيث وضع نفسه أحد أعظم الهدافين الذين شهدتهم هذه البطولة العريقة على الإطلاق. ونتيجة لذلك، توج هالاند بكثير من الألقاب خلال مشواره القصير مع سيتي، حيث حصل على جائزة لاعب الموسم في الدوري الإنجليزي الممتاز، ولاعب العام من رابطة كتاب كرة القدم، ولاعب العام من رابطة اللاعبين المحترفين، ووصيف الكرة الذهبية، وأفضل لاعب في جوائز «غلوب سوكر».

كان هالاند بمثابة اكتشاف مذهل منذ وصوله إلى مانشستر (أ.ف.ب)

وخلال موسمه الأول مع سيتي، أحرز هالاند 52 هدفاً في 53 مباراة في عام 2022 - 2023، وهو أكبر عدد من الأهداف سجله لاعب بالدوري الإنجليزي الممتاز خلال موسم واحد بجميع البطولات. ومع إحرازه 36 هدفاً، حطم هالاند الرقم القياسي المشترك للأسطورتين آلان شيرر وآندي كول، البالغ 34 هدفاً لكل منهما كأكبر عدد من الأهداف المسجلة في موسم واحد بالدوري الإنجليزي الممتاز. وفي طريقه لتحقيق هذا العدد من الأهداف في البطولة، سجل النجم النرويجي الشاب 6 ثلاثيات - مثل كل اللاعبين الآخرين في الدوري الإنجليزي الممتاز مجتمعين آنذاك. وخلال موسمه الأول مع الفريق، كان هالاند أيضاً أول لاعب في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز يسجل «هاتريك» في 3 مباريات متتالية على ملعبه، وأول لاعب في تاريخ المسابقة أيضاً يسجل في كل من مبارياته الأربع الأولى خارج قواعده. وكان تسجيله 22 هدفاً على أرضه رقماً قياسياً لأكبر عدد من الأهداف المسجلة في ملعب «الاتحاد» خلال موسم واحد، كما أن أهدافه الـ12 ب دوري أبطال أوروبا هي أكبر عدد يحرزه لاعب في سيتي خلال موسم واحد من المسابقة.

أما في موسمه الثاني بالملاعب البريطانية (2023 - 2024)، فرغم غيابه نحو شهرين من الموسم بسبب الإصابة، فإن هالاند سجل 38 هدفاً في 45 مباراة، بمعدل هدف واحد كل 98.55 دقيقة بكل المنافسات، وفقاً لموقع مانشستر سيتي الإلكتروني الرسمي. واحتفظ هالاند بلقب هداف الدوري الإنجليزي للموسم الثاني على التوالي، عقب إحرازه 27 هدفاً في 31 مباراة... وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، عندما سجل هدفاً في تعادل مانشستر سيتي 1 - 1 مع ليفربول، حطم هالاند رقماً قياسياً آخر في الدوري الإنجليزي الممتاز، بعدما أصبح أسرع لاعب في تاريخ المسابقة يسجل 50 هدفاً، بعد خوضه 48 مباراة فقط بالبطولة.

وتفوق هالاند على النجم المعتزل آندي كول، صاحب الرقم القياسي السابق، الذي احتاج لخوض 65 لقاء لتسجيل هذا العدد من الأهداف في البطولة. وفي وقت لاحق من ذلك الشهر، وخلال فوز سيتي على لايبزيغ، أصبح اللاعب البالغ من العمر 23 عاماً في ذلك الوقت أسرع وأصغر لاعب على الإطلاق يسجل 40 هدفاً في دوري أبطال أوروبا، حيث انتقل إلى قائمة أفضل 20 هدافاً على الإطلاق بالمسابقة.

كما سجل هالاند 5 أهداف في مباراة واحدة للمرة الثانية في مسيرته مع سيتي في موسم 2023 - 2024، وذلك خلال الفوز على لوتون تاون في كأس الاتحاد الإنجليزي. ومع انطلاق الموسم الجديد الآن، من يدري ما المستويات التي يمكن أن يصل إليها هالاند خلال الأشهر الـ12 المقبلة؟