متحف للرسومات الساخرة يدخل روح الفكاهة والمرح على زواره في لندن

للترويج والحفاظ على أهم أعمال فن الكاريكاتير البريطاني عبر التاريخ

قسم من المتحف لرسومات كاريكاتيرية خاصة بفترة الحرب العالمية الثانية (تصوير: جيمس حنا)
قسم من المتحف لرسومات كاريكاتيرية خاصة بفترة الحرب العالمية الثانية (تصوير: جيمس حنا)
TT

متحف للرسومات الساخرة يدخل روح الفكاهة والمرح على زواره في لندن

قسم من المتحف لرسومات كاريكاتيرية خاصة بفترة الحرب العالمية الثانية (تصوير: جيمس حنا)
قسم من المتحف لرسومات كاريكاتيرية خاصة بفترة الحرب العالمية الثانية (تصوير: جيمس حنا)

يعرض متحف الرسومات الساخرة (الكاريكاتير) في وسط لندن وبالقرب من المتحف البريطاني، مجموعة نادرة من الرسومات الكاريكاتيرية، حيث يشمل المعرض أربعة أقسام تتضمن مجموعة من الأعمال تصور فترة الحرب العالمية الثانية وما بين الحربين بالأسود والأبيض منذ عام 1939 وحتى عام 1943 التي وصفت بالحالة العصيبة لما اتصفت به من سجون مظلمة ومستشفيات مدمرة وسكك حديدية مقطعة وسفن غارقة في المحيط، بالإضافة إلى التندر عن الزعيم النازي أدولف هتلر ونظامه النازي الألماني، كما لم يسلم السياسيون من التندر والنقد بدءا بونستون تشرشل ومرورا بالمرأة الحديدية مارغريت ثاتشر وتوني بلير ووديفيد كاميرون وحتى الأسرة البريطانية المالكة.
وللمعرض صلة باجتماع أقيم سنة 1988. حيث اجتمع عدد من رسامي الكاريكاتير، وجامعي الأعمال الكاريكاتيرية وعشاق هذا الفن لتشكيل «أمانة فن الكاريكاتير»، بهدف تأسيس متحف مخصص لجمع وعرض وترويج والحفاظ على أهم أعمال فن الكاريكاتير البريطانية. وبعد عقد من الزمن، كان العرض مقصورا فيه على الأماكن الصغيرة، تم فتح متحف الكاريكاتير للجماهير في مقره الحالي بوسط لندن.
وكان الأمير فيليب دوق أدنبره قد افتتح المتحف عام 2006 على مساحة أربعة آلاف قدم مربع بطابقين عرضت خلاله ما يقارب من 3000 مجلة و1200 لوحة ساخرة بالإضافة إلى الروايات المصورة ومجموعة من أشهر الرسومات الساخرة والمتحركة التي نشرت خلال القرون الثلاثة الماضية. ويشمل المتحف قسما خاصا بطلاب المدارس لتعلم فن الرسم داخل معمل خاص بهم.
كما ينظم فعاليات، وورش عمل للمدارس والكليات والأسر والأطفال والبالغين. ويضم المتحف مكتبة تحتوي خمسة آلاف كتاب عن رسوم الكوميكس والكاريكاتير متاحة للأغراض البحثية. ويذكر أن أول رسوم كاريكاتيرية مهمة في أوروبا ظهرت خلال القرن السادس عشر الميلادي. وكان معظمها يهاجم إما البروتستانتيين وإما الرومان الكاثوليك خلال الحركة الإصلاحية. أنجبت بريطانيا عددا من رسامي الكاريكاتير البارزين خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين. وقد اشتهر ويليام هوجارث برسوماته الكاريكاتيرية التي انتقدت مختلف طبقات المجتمع الإنجليزي. وأبدع جورج كروك شانك، وجيمس جيلاري، وتوماس رولاندسون المئات من الرسوم الكاريكاتيرية اللاذعة حول السياسة والحكومة في إنجلترا. وكانت رسوماتهم الكاريكاتيرية سلاحا في وجه خصومهم السياسيين، وكانت رسوماتهم مطبوعة باللونين الأبيض والأسود، وكانوا يلونونها بأيديهم ويوزعونها على المكتبات، حيث كانت أعمالهم تؤدي دورا سياسيا بارزا آنذاك، حسب ما ذكر المسؤولون عن المتحف.
المتحف يعتبر أول متحف من نوعه في العاصمة البريطانية. وقد صرحت آتينا برين مديرة المتحف لـ«الشرق الأوسط» بأن من ضمن معروضاته مجموعة من أفضل الرسومات الساخرة السياسية في بريطانيا. وتقول آنيتا برين مديرة المتحف إن المتحف يعتمد في تمويله على وديعة خيرية ورسوم الدخول التي تقدر بـ7 جنيهات إسترلينية والتبرعات المالية عن طريق المعارض المتجولة وإعداد دورات خاصة للأطفال والمحاضرات المتخصصة.
وتشير آنيتا إلى أن للرسومات الساخرة أهمية كبيرة في كشف روح الفترة الزمنية والأحداث المؤثرة في الثقافة العامة: «فهناك من هذه الرسوم ما يضاهي الأعمال الفنية العملاقة، فهي تحمل الروح ودقة الملاحظة والتكنيك الخلاق الذي كثيرا ما يضيع في إعادة الطباعة».
وقد يحرج المتحف الشخصيات العامة لأنه يحتوي على رسومات تسخر من ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية، كما يضم أيضا لوحات تسخر من رئيس الوزراء الأسبق توني بلير والرئيس الأميركي السابق جورج بوش وحتى ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني الحالي.
وتضيف آنيتا «إن من الصعوبة بمكان بالنسبة إلى البعض منا ممن يعيشون في القرن الحادي والعشرين أن يدركوا مدى تأثير الرسوم الكاريكاتيرية قبل سبعين عاما من الآن. بالنسبة إلى الجماهير المتعطشة إلى الأخبار، والقلقة بشأن الشؤون العالمية وتواجه غزوا محتملا، كان المذياع شريان حياة، ولكن الكاريكاتير الموضوعي، برسالته العالمية التي تصل فورا، حتى إلى من هم بالكاد يجيدون القراءة والكتابة، استطاع أن ينقل الرسالة التي لم تتمكن الكلمة أبدا من توصيلها. وسرعان ما فطن من يعتمدون على الدعاية ومن يستغلون وسائل الإعلام، إلى هذه القوة».
ويظهر معرض «مقاطعة هتلر»، الذي يصف الفترة من عام 1939 إلى عام 1943 كيف دارت الحرب العالمية الثانية، وذلك بعيون رسامي الكاريكاتير البريطانيين باللونين الأسود والأبيض. فقد لعب رسامو الكاريكاتير والفنانون الساخرون خلال الحرب دورهم بالمساهمة في رفع الروح المعنوية على الجبهة الوطنية. وكانت رسوماتهم توضح للمواطن البريطاني «كيف يمكن استغلال أفضل ما في الأشياء» حسب هيث روبنسون، وكانت تشجع الناس على إبقاء «البسمة».
ويعرض المعرض أكثر من 120 رسما أصليا ومطبوعا، لكنه يركز بالأساس على صحف ومجلات الكاريكاتير التي يعود تاريخها للحرب العالمية الثانية، وذلك ببساطة لأن من شأنها أن تكون الأكثر توفرا لدى عموم الناس. ويشمل ذلك أعمال إتش. إم. باتمان، وويل دايسون، و«فوغاس» وكارل غايلز، وليسل غرايمز وليسلي إيلينغورث، وجون، وكيم، وجو لي، وديفيد لو، ودونالد ماك غيل، ونيب، وإريك روبرتس وبونت وويليام هيث روبنسون، وغيرهم.
كما شمل الطابق الأول للمتحف نماذج من كتب ومنشورات جوية، وأعمالا فنية من مجلتي «ذا داندي» و«ذا بينو»، وملصقات وغير ذلك من المطبوعات التي تم إنتاجها كدعاية خارجية، فضلا عن بعض الرسوم الكاريكاتيرية التي لم تأخذ طريقها إلى النشر، أو التي رسمت داخل معسكرات سجناء الحرب، وكذلك التي رسمها مدنيون على الجبهة الداخلية، مستخدمين قصاصات من أوراق وزارة الأغذية، وبعض حافظات أقلام النادرة التي عليها صور لهتلر وموسوليني.
إن هذه الأشياء مجتمعة تستحضر صورة بريطانيا التي تعرضت لهجوم ولكنها لم تستسلم، والتي استطاعت بمساعدة مواطنيها من رسامي الكاريكاتير، أن تبتسم في مواجهة المحنة وأن تنتصر في النهاية. ويشار إلى أن المعرض يحظى بدعم من مجلس أبحاث الفنون والعلوم الإنسانية «إيه إتش آر سي» ومن إحدى الجامعات البريطانية العريقة.



هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.