موسكو تؤكد مواصلة إمدادات القمح إلى القاهرة

بموازاة تشديدات مصرية على المزارعين لـ«توريد المحصول» للصوامع

المصيلحي خلال لقاء مدبولي لمتابعة مخزون السلع الأساسية (الحكومة المصرية)
المصيلحي خلال لقاء مدبولي لمتابعة مخزون السلع الأساسية (الحكومة المصرية)
TT

موسكو تؤكد مواصلة إمدادات القمح إلى القاهرة

المصيلحي خلال لقاء مدبولي لمتابعة مخزون السلع الأساسية (الحكومة المصرية)
المصيلحي خلال لقاء مدبولي لمتابعة مخزون السلع الأساسية (الحكومة المصرية)

أكدت روسيا «مواصلة إمداداتها من القمح إلى مصر»، فيما تشدد الحكومة المصرية على المزارعين في داخل البلاد بـ«ضرورة (توريد القمح) إلى الصوامع» وتواصل تعزيز مساعيها لإظهار الحسم أمام الممتنعين عن توريد القمح لصوامعها وشركاتها، وذلك لتلافي أزمة تقلق دول العالم كافة بشأن توفير المحصول الحيوي في ظل استمرار الأزمة الأوكرانية.
ونفت السفارة الروسية بمصر «أنباء متداولة» بشأن «وقف تصدير القمح الروسي إلى مصر». ووفق إفادة للسفارة عبر صفحتها الرسمية على «فيسبوك»، أمس، فإن «الادعاءات بوقف تصدير القمح الروسي لمصر (غير صحيحة)»، مؤكدة «مواصلة إمدادات القمح الروسي إلى مصر من دون انقطاع، وسوف يستمر التوريد وفقاً للاتفاقيات مع وزارة التموين والتجارة الداخلية بمصر، وعقود مع شركات خاصة». وبحسب بيان السفارة الروسية، فإنه «بسبب الألغام البحرية، فإن السفن التجارية لا تتمكن من الوصول إلى الموانئ أو مغادرتها بما في ذلك لنقل القمح لمصر».
داخلياً، تؤكد وزارة التنمية المحلية «حرصها على متابعة موقف توريد القمح المحلي من المزارعين، وتذليل العقبات التي تواجه عمليات التوريد لتحقيق الكميات المستهدفة، فضلاً عن تشديد الحملات لمنع تداول الأقماح خارج الإطار الرسمي لعملية التوريد».
وأشار وزير التنمية المحلية محمود شعراوي، في تصريحات أخيراً إلى «ضرورة تفعيل عمل لجان متابعة عمليات التوريد بالمحافظات المصرية، وحصر المساحات المنزرعة من القمح وتحديد المساحات التي تم حصادها بالفعل ومقارنة الكميات الموردة بتلك المساحات».
وأوضح الوزير المصري أن «عمليات توريد القمح تسير وفقاً للمعدلات التي تم حصرها ووصلت حوالي 60 في المائة من المستهدف خلال هذا العام».
وكانت وزارة التموين في مصر وجهت «إنذارات كتابية للمواطنين الذين لم يقوموا بتوريد الكمية المحددة ‏لهم طبقاً للنسبة من المساحة المزروعة بالقمح»، وذلك تنفيذاً لقرار الحكومة المصرية الذي أصدرته في مارس (آذار) الماضي، وتضمن الإعلان عن «حوافز ودعم للأسمدة لأصحاب حيازات الأراضي الكبيرة ممن سيوردون 90 في المائة من محصولهم للحكومة، وكذلك عقوبات الحبس والغرامة المالية على المخالفين».
وكانت الحرب بين روسيا وأوكرانيا دفعت مصر (أكبر مستوردي القمح من البلدين) إلى الإعلان في مارس (آذار) الماضي، عن قرارات ملزمة للمزارعين المحليين، تضمّن إلزاماً على كل «من يملك محصولاً من قمح عن موسم حصاد عام 2022 أن يسلّم إلى جهات التسويق (المملوكة للدولة) جزءاً من المحصول بواقع 12 إردباً عن كل فدان كحد أدنى؛ بناءً على الحيازة الزراعية المسجلة بوزارة الزراعة والجمعيات الزراعية». وتتباين التقديرات لإنتاجية الفدان من القمح حسب جودة الأراضي وأنواع التقاوي، وتتراوح بين 18 و23 إردباً للفدان تقريباً.
وأعلن وزير التموين المصري علي المصيلحي خلال لقاء مع رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي أمس، لمتابعة المخزون الاستراتيجي للسلع الأساسية في البلاد، أن «لدى مصر رصيداً استراتيجياً من القمح يكفي 6 أشهر، ويتم حالياً التفاوض لتوقيع اتفاقيات مع بعض الدول الموردة، لزيادة كمية المخزون».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


مقتل 9 بعد هجوم لـ«الدعم السريع» على المستشفى الرئيسي في الفاشر

أشخاص يسيرون بجوار مركبة مدمَّرة بعد قصف لقوات «الدعم السريع» على أم درمان (رويترز)
أشخاص يسيرون بجوار مركبة مدمَّرة بعد قصف لقوات «الدعم السريع» على أم درمان (رويترز)
TT

مقتل 9 بعد هجوم لـ«الدعم السريع» على المستشفى الرئيسي في الفاشر

أشخاص يسيرون بجوار مركبة مدمَّرة بعد قصف لقوات «الدعم السريع» على أم درمان (رويترز)
أشخاص يسيرون بجوار مركبة مدمَّرة بعد قصف لقوات «الدعم السريع» على أم درمان (رويترز)

قال مسؤول محلي في قطاع الصحة ونشطاء سودانيون إن قوات «الدعم السريع» هاجمت المستشفى الرئيسي الذي ما زال يعمل في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور بالسودان، اليوم الجمعة، مما أسفر عن مقتل تسعة، وإصابة 20 شخصاً.

وذكر المدير العام لوزارة الصحة بولاية شمال دارفور إبراهيم خاطر، و«تنسيقية لجان المقاومة في الفاشر»، وهي جماعة مؤيدة للديمقراطية ترصد العنف في المنطقة، إن طائرة مسيَّرة أطلقت أربعة صواريخ على المستشفى، خلال الليل، مما أدى إلى تدمير غرف وصالات للانتظار ومرافق أخرى.

ووفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء، أظهرت صور حطاماً متناثراً على أَسرَّة بالمستشفى ودماراً لحق الجدران والأسقف. وتقول قوات «الدعم السريع» إنها لا تستهدف المدنيين، ولم يتسنَّ الوصول إليها للتعليق.

واندلعت الحرب بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» منذ أكثر من 18 شهراً، وأدت إلى أزمة إنسانية واسعة، ونزوح أكثر من 12 مليون شخص. وتُواجه وكالات الأمم المتحدة صعوبة في تقديم الإغاثة.

والفاشر هي واحدة من أكثر خطوط المواجهة اشتعالاً بين قوات «الدعم السريع» والجيش السوداني وحلفائه الذين يقاتلون للحفاظ على موطئ قدم أخير في منطقة دارفور.

ويخشى مراقبون من أن يؤدي انتصار قوات «الدعم السريع» هناك إلى عنف على أساس عِرقي، كما حدث في غرب دارفور، العام الماضي.