لافروف ووفد عسكري في أنقرة لمباحثات حول نقل الحبوب من أوكرانيا

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووفد عسكري من بلاده يجري مباحثات في أنقرة اليوم حول فتح ممر تجاري آمن على موانئ البحر الأسود (أ.ب)
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووفد عسكري من بلاده يجري مباحثات في أنقرة اليوم حول فتح ممر تجاري آمن على موانئ البحر الأسود (أ.ب)
TT

لافروف ووفد عسكري في أنقرة لمباحثات حول نقل الحبوب من أوكرانيا

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووفد عسكري من بلاده يجري مباحثات في أنقرة اليوم حول فتح ممر تجاري آمن على موانئ البحر الأسود (أ.ب)
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووفد عسكري من بلاده يجري مباحثات في أنقرة اليوم حول فتح ممر تجاري آمن على موانئ البحر الأسود (أ.ب)

يجري وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووفد عسكري من بلاده مباحثات في أنقرة اليوم (الأربعاء) حول فتح ممر تجاري آمن لنقل الحبوب والمنتجات الزراعية من روسيا وأوكرانيا عبر موانئ البحر الأسود. وعشية المباحثات أجرى وزير الدفاع التركي خلوصي أكار اتصالاً هاتفياً مع نظيره الروسي، سيرغي شويغو، لمناقشة الإجراءات الخاصة بفتح الممر.
في السياق ذاته، كشفت تقارير عن توصل أنقرة وموسكو إلى اتفاق مبدئي لإعادة شحن المنتجات الزراعية الأوكرانية من ميناء أوديسا، وهو ميناء رئيس على البحر الأسود يقع في أوكرانيا، لكن كييف لا تزال لديها شكوك بشأن الاتفاقية المقترحة. وبحسب ما نقلت وكالة «بلومبرغ» الأميركية في تقرير لها أمس، عن مصادر قالت إنها مطلعة على المباحثات حول الاتفاقية، أن أنقرة عرضت مساعدة عسكرية لإزالة الألغام قبالة سواحل أوديسا ومرافقة سفن الحبوب، لكن أوكرانيا لم تصادق بعد على الخطة، خشية أن تترك إزالة الدفاعات الميناء الحيوي مفتوحاً أمام هجوم روسي، وأن تركيا تأمل في أن تؤدي موافقة الأمم المتحدة على الاقتراح إلى تهدئة المخاوف الأمنية لأوكرانيا. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن كييف لم تتم دعوتها لإجراء محادثات بشأن الاتفاقية المتوقع إعلانها في أنقرة. بينما قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إنه متفائل من أن المسؤولين العسكريين يمكن أن يتوصلوا إلى حل. وأدى الوضع في أوكرانيا والعقوبات واسعة النطاق المفروضة على روسيا من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى اضطرابات في إمدادات الحبوب، مما يزيد من مخاطر حدوث أزمة غذائية في العديد من البلدان حول العالم.
في السياق ذاته، قال وزير الزراعة والغابات التركي، وحيد كيريشتشي، إن بلاده تعتزم شراء الحبوب من أوكرانيا بخصم يزيد على 25 في المائة، مشيراً إلى أن أنقرة تبذل جهوداً دبلوماسية نشطة لإلغاء حظر صادرات الحبوب من الموانئ الأوكرانية. وأضاف الوزير التركي، في تصريحات أمس (الثلاثاء) أنه «تم التوصل إلى اتفاق مع أوكرانيا بشأن شراء الحبوب بخصم يزيد على 25 في المائة. ومع ذلك، فهم يواجهون معضلة فيما يتعلق بالأمن وتصدير المنتجات ويريدون أن تكون تركيا بمثابة حكم في هذه العملية... روسيا وأوكرانيا يثقان بنا». ولفت إلى أن بلاده ستستضيف اجتماعين مهمين هذا الأسبوع مخصصين لتوريد الحبوب الأوكرانية إلى الأسواق العالمية، سيعقد أحدها في إسطنبول بمشاركة ممثلين عن روسيا وأوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة، وهذا الاجتماع سيكون مكرساً لإنشاء مركز مراقبة لنقل الحبوب الأوكرانية عن طريق البحر. وأضاف كيريشتشي أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سيناقش قضايا متعلقة بإنشاء «ممر حبوب» في أنقرة اليوم الأربعاء. وفي وقت سابق، قالت السلطات التركية إن المفاوضات بشأن إنشاء ما يسمى «مركز حبوب» في إسطنبول تسير بشكل جيد بشكل عام، وقد تبدأ شحنات الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود وعبر المضائق في المستقبل القريب. وأعلن التلفزيون الأوكراني، أن روسيا دمّرت ثاني أكبر مجمع لتخزين الحبوب في البلاد بميكولايف، ما يزيد من خطر حدوث أزمة غذائية في بعض أنحاء العالم، باعتبار أن أوكرانيا تُعد من أكبر المصدرين للحبوب الجافة في العالم. قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أول من أمس، إن ما يصل إلى 75 مليون طن من الحبوب قد تكون عالقة في أوكرانيا بحلول خريف هذا العام، وإن حصول بلاده على أسلحة مضادة للسفن قد يكون الضمانة الوحيدة للمرور الآمن لصادراتها. وتفرض روسيا حصاراً على الموانئ الأوكرانية منذ شهور، وهي في الوقت نفسه تتهمها كييف بسرقة كميات كبيرة من الحبوب الأوكرانية. واعتبر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن التقارير حول سرقة روسيا الحبوب الأوكرانية «موثوقة»، مشيراً إلى أن الهدف من ذلك هو بيعها لتحصيل ربح منها. وقال بلينكن، في مؤتمر افتراضي لوزارته أول من أمس، إن أزمة قطاع الحبوب «متعمدة»، متهماً الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بممارسة الابتزاز من أجل رفع العقوبات الدولية.


مقالات ذات صلة

الكرملين: التصريح الأخير لترمب بشأن أوكرانيا «يتماشى تماماً» مع الموقف الروسي

أوروبا المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف (د.ب.أ)

الكرملين: التصريح الأخير لترمب بشأن أوكرانيا «يتماشى تماماً» مع الموقف الروسي

نوّه الكرملين الجمعة بالتصريح الأخير لدونالد ترمب الذي اعترض فيه على استخدام أوكرانيا صواريخ أميركية لاستهداف مناطق روسية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا القوات الأوكرانية تقصف مواقع روسية على خط المواجهة في منطقة خاركيف (أ.ب)

مسؤول كبير: أوكرانيا ليست مستعدة لإجراء محادثات مع روسيا

كشف أندريه يرماك رئيس مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مقابلة أذيعت في وقت متأخر من مساء أمس (الخميس) إن كييف ليست مستعدة بعد لبدء محادثات مع روسيا.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا عسكري أوكراني يحتمي أمام مبنى محترق تعرَّض لغارة جوية روسية في أفدييفكا (أ.ب)

قتال عنيف... القوات الروسية تقترب من مدينة رئيسية شرق أوكرانيا

أعلنت القيادة العسكرية في أوكرانيا أن هناك قتالاً «عنيفاً للغاية» يجري في محيط مدينة باكروفسك شرق أوكرانيا، التي تُعدّ نقطة استراتيجية.

«الشرق الأوسط» (كييف)
الولايات المتحدة​ تشمل المعدات المعلن عنها خصوصاً ذخيرة لأنظمة قاذفات صواريخ هيمارس وقذائف مدفعية (رويترز)

مساعدات عسكرية أميركية إضافية لأوكرانيا بقيمة 500 مليون دولار

أعلنت الولايات المتحدة أنها ستقدم معدات عسكرية تقدر قيمتها بنحو 500 مليون دولار لدعم أوكرانيا، قبل نحو شهر من تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا من جنازة جندي أوكراني توفي خلال الحرب مع روسيا (أ.ف.ب)

«الناتو»: مليون قتيل وجريح في أوكرانيا منذ بدء الحرب

أعرب حلف شمال الأطلسي (الناتو) عن اعتقاده بأن أكثر من مليون شخص سقطوا بين قتيل وجريح في أوكرانيا منذ شنّت روسيا غزوها الشامل في فبراير (شباط) 2022.

«الشرق الأوسط» (كييف)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».