البنك الإسلامي للتنمية يستهدف مشاريع البنية التحتية الخضراء وتنمية رأس المال البشري

الجاسر: 5 مليارات دولار قيمة الإقراض بنهاية 2022

الجاسر وهالة السعيد خلال مؤتمر صحافي في شرم الشيخ (الشرق الأوسط)
الجاسر وهالة السعيد خلال مؤتمر صحافي في شرم الشيخ (الشرق الأوسط)
TT

البنك الإسلامي للتنمية يستهدف مشاريع البنية التحتية الخضراء وتنمية رأس المال البشري

الجاسر وهالة السعيد خلال مؤتمر صحافي في شرم الشيخ (الشرق الأوسط)
الجاسر وهالة السعيد خلال مؤتمر صحافي في شرم الشيخ (الشرق الأوسط)

قال الدكتور محمد بن سليمان الجاسر رئيس مجلس إدارة البنك الإسلامي للتنمية، إن المجموعة تركز على مشروعات البنية التحتية الخضراء وتنمية رأس المال البشري، في ضوء التحديات الحالية المتعلقة بالمناخ.
وأوضح الجاسر في مؤتمر صحافي عقده أمس الخميس، لبدء فعاليات مجموعة البنك الإسلامي للتنمية في مدينة شرم الشيخ المصرية، والتي تمتد حتى السبت، أن المجموعة التي قدمت تمويلات تصل قيمتها إلى 162 مليار دولار لـ57 دولة عضوا في المجموعة، ستقوم بضخ الزيادة السادسة في رأسمالها بنحو 7.5 مليار دولار ليصل رأسمالها إلى 77.5 مليار دولار لتمويل العديد من المشروعات التي ستقدمها الدول الأعضاء.
وأشار إلى استراتيجية المجموعة في عمليات التنمية المجتمعية للدول الأعضاء، قائلا: «قولوا لنا ما هي همومكم وهواجسكم... وسنساعدكم... سنستخلص المشاريع التي تتواكب مع البنك وننفذها». موضحا: «اتخذت مجموعة البنك عدداً من الإجراءات حتى تأتي المشروعات والشراكات التي سيتم تنفيذ أكثر ملائمة مع استراتيجية البنك مع التركيز على مشروعات وبرامج مكافحة الفقر والمشروعات المتوافقة مع البيئة وإفساح المجال أمام زيادة كبيرة في مشروعات البنية التحية وتنمية رأس المال البشري ليس بالتعليم فقط، وإنما بنوعية التعليم وتنفيذ المشروعات التي تستهدف الحفاظ على السلم الاجتماعي».
ولفت إلى أنه في ديسمبر (كانون الأول) الماضي ومع الحاجة المتزايدة لضخ استثمارات جديدة قامت مجموعة البنك بالموافقة على مشاريع بقيمة 1.6 مليار دولار، وأنه بنهاية العام الجاري ستصل قيمة إقراض البنك إلى 5 مليارات دولار. وذكر أن البنك مستمر في التعاون مع شركائه العالميين بما في ذلك بنوك التنمية متعددة الأطراف ومجموعة التنسيق العربية والصندوق الدولي للتنمية الزراعية (إيفاد) بجانب شركاء آخرين لحشد موارد جديدة. كما أكد التزام البنك التام واستمرار دعمه للدول الأعضاء لمواجهة تحديات التنمية وإعادة اقتصاداتها إلى مسارها الصحيح.
كان الجاسر، قد قال في كلمته بالمنتدى العالمي الـ16 للبنك الإسلامي للتنمية حول التمويل الإسلامي، على هامش اجتماعات مجموعة البنك أمس، إن الأزمة الاقتصادية التي نجمت عن كوفيد 19 زادت من معدلات الفقر وعدم تكافؤ الفرص وزادت أعداد الفقراء على مستوى العالم، وأن أكثر من نصف مليار شخص حول العالم دخلوا حيز الفقر خلال الجائحة.
وأضاف: «وصل الوضع الاقتصادي إلى أسوأ حالاته وباتت واحدة من كل 3 من البلدان الأعضاء بالبنك يعيشون في فقر». ولفت إلى أن مكافحة الفقر كان دوماً في مقدمة أهداف شراكات البنك مع الدول الأعضاء والمؤسسات المختلفة.
وقال: «الجائحة دفعتنا إلى زيادة جهودنا وبالفعل قمنا بدراسة التعاون الأمثل مع الدول الأعضاء للحد من الفقر، كما قمنا بتوسيع الشراكة مع مبادرة أوكسفورد وقدمنا مبادرة متكاملة بالمزيد من مشروعات التنمية. وأضاف: «من المُرضي لنا أن بعض الدول الأعضاء نجح في الحد من الفقر وتقليل تأثيرات الجائحة. وهناك العديد من التجارب التي ساهمت في تحقيق نتائج إيجابية للمتضررين، وأن هناك توافقاً عالمياً على أن المشكلات التي تواجه العالم يصعب التعامل معها حكومياً فحسب. وعليه، يجب تضافر جهود مؤسسات التمويل وهيئات التنمية والمجتمع المدني عبر حلول مبتكرة تعزز المسؤولية الاجتماعية».
من جانبها قالت الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط المصرية، إن بلادها تعد من أكبر المساهمين في رأسمال البنك، ولديها محفظة تعاون متنامية مع مجموعة البنك تبلغ حوالي 17 مليار دولار (حتى نهاية مارس/ آذار 2022) وهو ما يتضمن367 مشروعا، منها 303 مشاريع تم بالفعل الانتهاء منها بتكلفة إجمالية يزيد على 10.5 مليار دولار، و64 جاري العمل بها.
وأوضحت الوزيرة أن «أبرز المشروعات الجارية للبنك تتمثل في قطاع الكهرباء والطاقة، مثل مشروع الربط الكهربائي بين مصر والمملكة العربية السعودية، والتي يساهم البنك فيها بملغ 220 مليون دولار، ومحطات توليد الكهرباء في كل من أسيوط (الوليدية) وغرب القاهرة، إضافة إلى مشروع خلق فرص اقتصادية للنساء والشباب لتعزيز الأمن الغذائي، من خلال الممارسات الزراعية المستدامة بتكلفة إجمالية 97 مليون دولار». كما تتضمن المشروعات مشروع التعليم الفني والتأهيل المهني بمبلغ 25 مليون دولار، وكذا التعاقد على خدمات استشارية وبناء القدرات لدعم منظمة تنمية المرأة التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، وغيرها من المشروعات في المجال الطبي.
ولفتت السعيد إلى أن الاجتماعات الجارية ستشهد توقيع ما يقرب من 13 اتفاقية ومذكرة تفاهم بين الجهات المصرية والبنك الإسلامي للتنمية والمؤسسات الأعضاء في مختلف المجالات الحيوية.


مقالات ذات صلة

مصر وقطر ستتعاونان في مشروع عقاري «مهم للغاية» بالساحل الشمالي

الاقتصاد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي خلال استقباله الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس وزراء قطر في العاصمة الإدارية الجديدة (مجلس الوزراء المصري)

مصر وقطر ستتعاونان في مشروع عقاري «مهم للغاية» بالساحل الشمالي

قال مجلس الوزراء المصري، الأربعاء، إن مصر وقطر ستتعاونان خلال المرحلة المقبلة في مشروع استثماري عقاري «مهم للغاية» في منطقة الساحل الشمالي المصرية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد أبراج وشركات وبنوك على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

تقرير أممي يحذّر من تضخم الدين العام في المنطقة العربية

حذّر تقرير أممي من زيادة نسبة خدمة الدين الخارجي في البلدان العربية، بعد أن تضخّم الدين العام المستحق من عام 2010 إلى 2023، بمقدار 880 مليار دولار في المنطقة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الاقتصاد مقر البنك المركزي المصري بالعاصمة الإدارية الجديدة (رويترز)

تحويلات المصريين بالخارج زادت بأكثر من 100 % في سبتمبر

أظهرت بيانات البنك المركزي المصري، اليوم الاثنين، أن تحويلات المصريين بالخارج ارتفعت لأكثر من مثليها على أساس سنوي في سبتمبر (أيلول) الماضي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد وزير البترول المصري كريم بدوي خلال حديثه في مؤتمر مؤسسة «إيجيبت أويل آند غاز» (وزارة البترول المصرية)

مصر: أعمال البحث عن الغاز الطبيعي بالبحر المتوسط «مبشرة للغاية»

قال وزير البترول المصري كريم بدوي إن أعمال البحث والاستكشاف للغاز الطبيعي في البحر المتوسط مع الشركات العالمية «مبشرة للغاية».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد ناقلة غاز طبيعي مسال تمر بجانب قوارب صغيرة (رويترز)

مصر تُجري محادثات لإبرام اتفاقيات طويلة الأجل لاستيراد الغاز المسال

تجري مصر محادثات مع شركات أميركية وأجنبية أخرى لشراء كميات من الغاز الطبيعي المسال عبر اتفاقيات طويلة الأجل، في تحول من الاعتماد على السوق الفورية الأكثر تكلفة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

مصر: التوقيع على اتفاقيتي السوق العربية المشتركة للكهرباء وربط كهربائي شامل

غروب الشمس بين أبراج الضغط العالي للكهرباء (رويترز)
غروب الشمس بين أبراج الضغط العالي للكهرباء (رويترز)
TT

مصر: التوقيع على اتفاقيتي السوق العربية المشتركة للكهرباء وربط كهربائي شامل

غروب الشمس بين أبراج الضغط العالي للكهرباء (رويترز)
غروب الشمس بين أبراج الضغط العالي للكهرباء (رويترز)

قالت وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة في مصر، إن اجتماع المجلس الوزاري العربي للكهرباء، والمتوقع أن تبدأ أعماله الأحد في القاهرة، سيشهد توقيع اتفاقيتي إقامة سوق مشتركة وربط كهربائي عربي شامل.

وأوضح بيان صحافي صادر عن وزارة الكهرباء المصرية، السبت، أن «اجتماع المجلس الوزاري العربي للكهرباء سيشهد في دورته الحالية، والتي تنعقد في العاصمة الإدارية الجديدة، التوقيع على اتفاقيتي السوق العربية المشتركة للكهرباء، والتي تشمل الاتفاقية العامة وتتضمن: أهداف السوق والمبادئ الاسترشادية لتطويرها وتشكيل مؤسساتها وتحديد أدوارها ومسؤولياتها؛ واتفاقية السوق العربية المشتركة وتشمل: آلية تنفيذ الالتزامات المحددة في الاتفاقية العامة والجوانب التجارية والوضع القانوني ودور مؤسسات ولجان السوق المشتركة للكهرباء، والتي تقوم على إيجاد إطار مؤسسي وبنية تحتية مكتملة ومطورة وإطار تشريعي لحوكمة سوق الكهرباء في الدول العربية».

وشهدت نحو 7 دول عربية على الأقل انقطاعات للكهرباء بشكل مستمر خلال موسم الصيف الماضي، بسبب ارتفاع درجات الحرارة لمستويات قياسية، حتى إنها طالت الكويت التي تصنف على أنها «دولة نفطية».

ومن المقرر أن تستضيف وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة المصرية أعمال الدورة الخامسة عشرة للمجلس الوزاري العربي للكهرباء، والتي تبدأ الأحد بالعاصمة الإدارية الجديدة، بحضور عدد من الوزراء المعنيين بشؤون الكهرباء في الدول العربية والوفود وممثلين عن 22 دولة عربية والخبراء وأعضاء إدارة الطاقة بجامعة الدول العربية.

وأشار البيان إلى الدور المصري الداعم لكافة أوجه العمل العربي المشترك وإقامة سوق عربية مشتركة تحت مظلة جامعة الدول العربية، لا سيما في مجال الكهرباء والطاقات الجديدة والمتجددة.

وأكد وزير الكهرباء المصري محمود عصمت، في هذا الصدد، أهمية استكمال مشروعات الربط الكهربائي العربي المشترك لتفعيل السوق العربية المتكاملة للكهرباء وإدارتها وفقاً لمعايير اقتصادية، مشيراً إلى «مشروع الربط الكهربائي المصري السعودي والذي سيتم تشغيله مطلع الصيف المقبل والذي يعد نواة لربط كهربائي عربي شامل».

كانت مصر والسعودية قد وقعتا اتفاق تعاون لإنشاء مشروع الربط الكهربائي في عام 2012، بتكلفة مليار و800 مليون دولار، يخصّ الجانب المصري منها 600 مليون دولار. ويقوم بالمساهمة في التمويل إلى جانب الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، كل من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي، والبنك الإسلامي للتنمية، بالإضافة إلى الموارد الذاتية لـ«الشركة المصرية لنقل الكهرباء».

ومن المتوقع أن يحسّن الربط الكهربائي بين مصر والسعودية إمدادات الكهرباء في المنطقة، ويقلل من الانقطاعات التي تعاني منها الكثير من الدول العربية، بالإضافة إلى أنه سيزيد من اعتمادية محطات الطاقة في البلدين.

وأضاف الوزير أن بلاده تتطلع خلال المرحلة المقبلة إلى تعزيز وتضافر الجهود لتنفيذ ما جاء في الاتفاقيتين والإسراع في استكمال الإجراءات اللازمة لتفعيل السوق العربية المشتركة واستكمال البناء المؤسسي لإداراتها. موضحاً أهمية تبادل الخبرات وبناء القدرات وتدريب الكوادر للتعامل مع التحديات، واستثمار الفرص المتاحة واستخدام التكنولوجيا الحديثة لتشغيل وإدارة السوق العربية المشتركة بما يحقق استقرار وجودة التغذية.