بري يعطي أصواته لمرشح «التيار» رغم «الأوراق البيضاء» بوجهه

الأصوات الملغاة في انتخاب رئاسة البرلمان ترسم خريطة «الأكثرية المفقودة»

TT

بري يعطي أصواته لمرشح «التيار» رغم «الأوراق البيضاء» بوجهه

رسم توزع أصوات النواب في الاقتراع لمنصب رئيس البرلمان ونائبه صورة «الأكثرية المفقودة» في المجلس النيابي اللبناني الجديد، معطياً بعض ملامح المرحلة المقبلة التي تحتاج إلى الكثير من المناورات والتحالفات الجانبية.
فقد أتى فوز الرئيس نبيه بري بـ65 صوتاً يمثلون النصف زائد واحد من أعضاء المجلس، على الرغم من أن فريقه السياسي لا يمتلك هذه الأصوات، إضافة إلى أن نواب تكتل «التغيير والإصلاح» الذي يرأسه النائب جبران باسيل صوتوا بالورقة البيضاء كما أعلن باسيل، مما يعني أن بري نال أصواتاً إضافية من «مكان آخر».
وقالت مصادر قريبة من بري، إنه حصل على صوتين من كتلة باسيل، بالإضافة إلى أصوات من النواب المستقلين، وعدد «لافت جداً من النواب السنة».
في المقابل، أكد المصدر أن نواب كتلة بري الـ15 صوتوا للنائب إلياس أبو صعب، الذي لم يكن ليفز لولا هذه الأصوات.
ولفتت خلال عملية فرز الأصوات أوراق اعتبرت ملغاة لكنها حملت تعابير تؤشر إلى اعتراضات واضحة على انتخاب بري، حليف «حزب الله» الثابت، وعلى الوضع القائم في البلاد التي شهدت قبل أكثر من سنتين حركة شعبية احتجاجية واسعة ضد الطبقة السياسية، انبثق منها في الانتخابات النيابية الأخيرة 13 نائباً مستقلاً دخلوا البرلمان في ظاهرة غير مسبوقة.
وسادت حالة من الهرج والمرج عند بدء فرز الأصوات بعد امتناع بري عن قراءة أوراق الاقتراع التي تضمنت عبارات عدة تجعلها ملغاة. واعترض عدد من النواب بينهم المستقلون على ذلك قبل أن يعود بري ويوافق على قراءتها علناً. وقد جاء في بعضها «العدالة لضحايا انفجار المرفأ»، في إشارة إلى عرقلة التحقيق في انفجار المرفأ الذي وقع في الرابع من أغسطس (آب) 2020، و«العدالة للمودعين»، في إشارة إلى الانهيار الكامل واحتجاز ودائع اللبنانيين في المصارف، و«لقمان سليم»، الناشط المعارض لـ«حزب الله» الذي اغتيل من دون أن يُكشف منفذو الجريمة حتى الآن، و«الجمهورية القوية»، وهو اسم كتلة «القوات اللبنانية»، خصم «حزب الله» الأبرز، كما ورقة تحمل عبارة تندد بشرطة مجلس النواب التي يحملها ناشطون مسؤولية إصابات لحقت بالمتظاهرين، ومن بينهم فراس حمدان الذي انتخب نائباً عن حاصبيا في مواجهة مرشح لبري.
وتؤشر هذه الطريقة إلى أن معارضي بري حاضرون لمعارك مستقبلية معه، خصوصاً أن هؤلاء جاهروا بتنوع أصواتهم على غرار نواب «القوات اللبنانية» ونواب «التيار الوطني الحر» ونواب الحراك المدني.
وفي خطوة رمزية سبقت انعقاد الجلسة، انضم النواب المستقلون إلى أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت الذي أودى بحياة أكثر من مائتي شخص، في مسيرة على وقع هتافات «ثورة، ثورة» انطلقت من المرفأ، مروراً بساحة الشهداء التي شكلت مهد تظاهرات 2019، وصولاً إلى مقر البرلمان في وسط بيروت. وقال النائب المستقل حمدان لوسائل الإعلام، «هذه الساحة هي التي تعطي شرعية للناس ولأي سلطة موجودة في البلد»، مضيفاً: «ستكون هذه الساحة مرجعنا».


مقالات ذات صلة

عمال لبنان يتوعدون بـ«مواجهة»... وميقاتي عاجز عن تقديم المزيد

المشرق العربي عمال لبنان يتوعدون بـ«مواجهة»... وميقاتي عاجز عن تقديم المزيد

عمال لبنان يتوعدون بـ«مواجهة»... وميقاتي عاجز عن تقديم المزيد

أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، أن إمكانات حكومته حتّمت أن تكون التقديمات «أفضل الممكن»، وذلك في ظل شكوى العمال من الضائقة المعيشية، والتصعيد التي تعلن عنه القطاعات العمالية احتجاجاً على تدهور قيمة العملة والرواتب، وتوعّد العمال في التحركات الميدانية لمناسبة اليوم العالمي للعمال، بـ«المواجهة». وتوجه ميقاتي للعمال بالقول «ندرك الظروف الصعبة التي تعيشونها، ونقدّر التضحيات التي تبذلونها في سبيل الحفاظ على كيان الدولة ومؤسساتها وإداراتها»، مضيفاً أن «ما اتخذته الحكومة من إجراءات أخيراً ليس سوى القليل مما تستحقونه، لكن الإمكانات التي تعرفونها حتّمت أن تكون التقديمات بأفضل الممك

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي المبعدون من لبنان... تنتظرهم حواجز النظام

المبعدون من لبنان... تنتظرهم حواجز النظام

يتربص بالباحثين السوريين عن ملاذ آمن هرباً من الأوضاع الكارثية داخل سوريا، مهربون يتقاضون مبالغ مادية لتهريب من يريد إلى لبنان، ووفقاً لـ«المرصد السوري لحقوق الإنسان»، فإن العشرات من السوريين الذين دخلوا لبنان خلسة، تم ترحيلهم من قبل السلطات اللبنانية خلال الأيام والأسابيع القليلة الفائتة. وحسب «المرصد»، فإن أجهزة النظام الأمنية وحواجزه على الحدود السورية - اللبنانية، اعتقلت أكثر من 39 شخصاً من الذين جرى ترحيلهم من الأراضي اللبنانية منذ مطلع شهر أبريل (نيسان) الحالي، بذرائع كثيرة، غالبيتها لتحصيل إتاوات مالية بغية الإفراج عنهم. وقبل أيام معدودة، اعتقلت الأجهزة الأمنية التابعة للنظام، شابين يتح

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي انتعاش القطاع السياحي في لبنان... ونسبة الحجوزات 70 %

انتعاش القطاع السياحي في لبنان... ونسبة الحجوزات 70 %

أعلن الأمين العام لاتحاد النقابات السياحية في لبنان جان بيروتي أن «لبنان قادم على موسم صيف واعد»، وقال «نسبة الحجوزات بلغت 70 في المائة»، متوقّعاً أن يُدخل عيد الفطر 500 مليون دولار، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». ونقلت صحيفة محلية اليوم عن بيروتي قوله إن «القطاع السياحي يُناضل وحيداً وما زال يضخ الأموال إلى البلد»، مشيرا إلى أن «المطاعم تستعيد عافيتها، على عكس الفنادق».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي جرحى باشتباكات بين المتظاهرين والقوى الأمنية في بيروت

جرحى باشتباكات بين المتظاهرين والقوى الأمنية في بيروت

وقعت اشتباكات في محيط السراي الحكومي بالعاصمة اللبنانية بيروت، اليوم الثلاثاء، بين المتظاهرين والقوى الأمنية وأسفرت عن سقوط جرحى. وشهدت ساحة رياض الصلح في بيروت اعتصامات نفّذها عدد من اللجان النقابية للمطالبة بتصحيح الأوضاع المالية، وذلك بالتزامن مع انعقاد جلسة لحكومة تصريف الأعمال.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي لبنان يرحب بالبيان السوري - السعودي ويثمّن رغبة البلدين في عودة النازحين لوطنهم

لبنان يرحب بالبيان السوري - السعودي ويثمّن رغبة البلدين في عودة النازحين لوطنهم

رحبت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية، في بيان اليوم (الجمعة)، بالبيان السعودي - السوري المشترك في ختام لقاء وزيري خارجية البلدين في جدة. ووفق وكالة الأنباء الألمانية، ثمّنت الوزارة في بيانها «رغبة المملكة العربية السعودية والجمهورية العربية السورية في العمل على تهيئة الظروف المناسبة والمساعدة على تحقيق عودة آمنة وكريمة للنازحين السوريين إلى وطنهم»، معلنة عن «استعدادها للتعاون من أجل إنهاء معاناة النازحين في لبنان». وأشارت إلى أن لبنان يدعم «ويشجع المساعي والجهود العربية الحميدة كافة للوصول إلى حل عربي للأزمة السورية في إطار حل سياسي يحفظ وحدة الأراضي السورية وسيادتها واستقرارها»، مضيفةً أن

«الشرق الأوسط» (بيروت)

مشرعون أميركيون: التفكير في رفع العقوبات عن سوريا سابق لأوانه

السيناتور الجمهوري جيم ريش (رويترز)
السيناتور الجمهوري جيم ريش (رويترز)
TT

مشرعون أميركيون: التفكير في رفع العقوبات عن سوريا سابق لأوانه

السيناتور الجمهوري جيم ريش (رويترز)
السيناتور الجمهوري جيم ريش (رويترز)

قال أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي من الحزبين الجمهوري والديمقراطي إن من السابق لأوانه التفكير في رفع العقوبات عن سوريا بعد الإطاحة بالرئيس بشار الأسد فيما يدل على أن واشنطن لن تغير على الأرجح سياستها قريباً.

وقال السيناتور جيم ريش، أبرز الجمهوريين في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، لوكالة «رويترز» للأنباء: «نحن جميعاً سعداء حقاً برحيل الأسد... عملنا على هذا الأمر فترة طويلة جداً، وقد أُنجزت المهمة. ماذا سيأتي بعد؟ تلك هي المسألة». وأطاحت «هيئة تحرير الشام» وفصائل معارضة متحالفة معها بالأسد في مطلع الأسبوع بعد اجتياحها سوريا. وتصنف الولايات المتحدة ودول أخرى كثيرة الهيئة «منظمة إرهابية»، كما تفرض الأمم المتحدة عقوبات عليها.

وأضاف ريش: «من ثم، وبأخذ هذا في الحسبان، يستدعي الأمر بالتأكيد تمهلاً طويلاً لمراقبة ما سيحدث»، وقال إن زعماء المعارضة السورية أدلوا بتصريحات مشجعة حول الوحدة وحقوق الإنسان، لكن يتعين التريث حتى تتضح طريقة سلوكهم. وسيتولى ريش رئاسة لجنة العلاقات الخارجية التي تشرف على الدبلوماسية الأميركية بدءاً من يناير (كانون الثاني) حين يسيطر الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه الرئيس المنتخب دونالد ترمب على مجلس الشيوخ.

وقال ترمب الذي يتولى منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) إن الولايات المتحدة يجب ألا تتدخل في الصراع السوري.

ويقول مدافعون إن إصدار إعفاءات وتصاريح سيحفز التنمية الاقتصادية والاستثمار الأجنبي، ما يوفر للحكومة السورية الجديدة التمويل الذي تتعطش إليه لإعادة الإعمار، وإنشاء المؤسسات الحكومية.