ظهور رفات بشرية بعد انحسار بحيرة أميركية

ظهور رفات بشرية بعد انحسار بحيرة أميركية
TT

ظهور رفات بشرية بعد انحسار بحيرة أميركية

ظهور رفات بشرية بعد انحسار بحيرة أميركية

لأكثر من عقد من الزمان، كانت مستويات المياه تنخفض في بحيرة نيفادا، أكبر خزان في مقاطعة كلارك بلاس فيغاس وواحد من أكبر الخزانات في الولايات المتحدة.
لكن في 1 مايو(أيار) أدى انحسار المياه بسبب الجفاف الإقليمي بالمسؤولين إلى اكتشاف مروّع على شاطئ الخزان؛ عبارة عن برميل معدني يحمل جثة تم إلقاؤها في المياه منذ أكثر من 30 عامًا، حسبما ذكرت شبكة «سي إن إن»، وفقا لموقع «Live Science» العلمي المتخصص.
وحسب الموقع، فبعد أيام قليلة فقط، ظهر المزيد من الرفات البشرية في خليج كالفيل ليك ميد، وفق ممثلي خدمة المتنزهات الوطنية (NPS) في بيان.
وقد أفاد شاهد عيان العثور على «بقايا هيكل عظمي بشري» في الـ7 من مايو الحالي بحوالى الساعة 2 بعد الظهر بالتوقيت المحلي. وقد استجاب الحراس لمكالمة هاتفية وقاموا بانتشال الرفات. كما اتصلوا بالفحص الطبي بمقاطعة كلارك لتحليل العظام، إلا ان سبب الوفاة لم يتحدد بعد. وفي ذلك الوقت «لا يوجد دليل يشير إلى شيء»، حسب أحد ضباط شرطة المقاطعة.
من جانبهم، قال ممثلو خدمة المتنزهات بلاس فيغاس في بيان إن الملابس والأحذية التي عثر عليها على الجثة المتحللة في البرميل تشير إلى أن الشخص توفي «في وقت ما بين منتصف السبعينيات وأوائل الثمانينيات».
بدوره، قال الملازم راي سبنسر من قسم جرائم القتل «نعتقد أن هذه جريمة قتل نتيجة طلق ناري». فيما قال ممثلو قسم الشرطة ان هوية الضحية غير معروفة، ولكن مثل هذه المعلومات «سيتم نشرها من قبل مكتب مقاطعة كلارك عندما تصبح متاحة»، حسب قولهم.
جدير بالذكر، ان بحيرة ميد توفر المياه لأكثر من 40 مليون شخص عبر سبع ولايات وفي شمال المكسيك.
وتتكون البحيرة من سد هوفر يغذيه نهر كولورادو يقع على بعد حوالى 30 ميلاً (48 كيلومترًا) شرق لاس فيغاس، وفقًا لشرطة المقاطعة، التي أكدت أن بحيرة ميد تحتوي على 9.3 تريليون غالون (36 تريليون لتر) من المياه، وفقًا لمرصد الأرض التابع لـ«ناسا» (NEO). لكن المرة الأخيرة التي كان الخزان فيها قريب من السعة الكاملة كانت في عام 1999، وكانت مستويات المياه تنخفض بشكل مطرد منذ ذلك الحين.
وأفادت NEO بأن درجات الحرارة المرتفعة التي يغذيها تغير المناخ تؤدي إلى تفاقم ظروف الجفاف المستمرة التي قد تكون أسوأ موجة جفاف في المنطقة منذ أكثر من 1000 عام.
وفي أغسطس(آب) 2020، وصلت مياه بحيرة ميد إلى حوالى 35 % فقط من طاقتها. اما في 9 مايو من هذا العام فقد بلغ مستوى المياه بالبحيرة لحوالى 1052 قدمًا (321 مترًا) فوق مستوى سطح البحر (أقل بنحو 162 قدمًا (49 مترًا) من عام 2000)؛ وهو أدنى مستوى مسجل منذ الثلاثينيات، حسبما ذكرت شبكة «سي إن إن».
وفي ذلك صرح أوسكار غودمان عمدة لاس فيغاس السابق قائلا «إنه مع عدم وجود نهاية تلوح في الأفق للجفاف الإقليمي، فإن المزيد من أسرار الخزان المخفية منذ فترة طويلة والمروعة قد تظهر مرة أخرى من الأعماق».


مقالات ذات صلة

العبد القادر لـ«الشرق الأوسط»: «كوب 16» سيدعو إلى تبني استراتيجيات تكافح التصحر

الاقتصاد إحدى المناطق الخضراء في السعودية (الشرق الأوسط)

العبد القادر لـ«الشرق الأوسط»: «كوب 16» سيدعو إلى تبني استراتيجيات تكافح التصحر

أكد الرئيس التنفيذي للمركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر السعودي، الدكتور خالد العبد القادر، أن مؤتمر «كوب 16» سيدعو إلى تبني استراتيجيات للتصحر.

آيات نور (الرياض)
يوميات الشرق الصورة المصاحبة لبوستر الفيلم الوثائقي (نتفليكس)

«اشترِ الآن!»... وثائقي «نتفليكس» الجديد يكشف دهاليز مؤامرة التسوق

تُغري عبارة «اشترِ الآن» ملايين المستهلكين من حول العالم، لتبضع الكثير من السلع الاستهلاكية التي غالباً لا يحتاجون إليها، خصوصاً في فترة نهاية العام.

إيمان الخطاف (الدمام)
يوميات الشرق عرض جزيئات بلاستيكية دقيقة تم جمعها من البحر باستخدام مجهر بجامعة برشلونة (أرشيفية - رويترز)

أنشطة منزلية تزيد من تعرضك للجزيئات البلاستيكية الضارة... تعرف عليها

حذر علماء من أن الأنشطة المنزلية اليومية مثل طي الملابس والجلوس على الأريكة قد تنبعث منها سحب من البلاستيك الدقيق.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق رجل يركب دراجة نارية وسط ضباب كثيف بالقرب من نيودلهي (إ.ب.أ)

استنشاق هواء نيودلهي يعادل تدخين 50 سيجارة يومياً

مع تفاقم الضباب الدخاني السام الذي يلف نيودلهي هذا الأسبوع، فرضت السلطات في العاصمة الهندية مجموعة من القيود الأكثر صرامة على حركة المركبات والسكان.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
أوروبا وزيرة البيئة الأوكرانية تلقي كلمة في مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي (كوب 29) في أذربيجان 20 نوفمبر 2024 (رويترز)

أوكرانيا تُقدّر الضرر البيئي نتيجة الحرب بـ71 مليار دولار

قالت وزيرة البيئة الأوكرانية إن الضرر البيئي بسبب العمليات العسكرية جراء الغزو الروسي لأوكرانيا منذ فبراير 2022 يقدّر بـ71 مليار دولار.

«الشرق الأوسط» (كييف)

«الجميلات النائمات»... معرض قاهري يعيد تشكيل الجسد بصرياً

مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
TT

«الجميلات النائمات»... معرض قاهري يعيد تشكيل الجسد بصرياً

مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)

يطمح الفنان المصري هشام نوّار إلى إعادة تشكيل الجسد بصرياً عبر معرضه «الجميلات النائمات» متشبعاً بالعديد من الثيمات الأيقونية في الفن والأدب والتاريخ الإنساني، خصوصاً في التعامل مع الجسد الأنثوي، بما يحمله من دلالات متعددة وجماليات عابرة للزمان ومحيّدة للمكان.

يذكر أن المعرض، الذي يستضيفه «غاليري ضي» بالزمالك (وسط القاهرة) حتى 5 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، يضم ما يزيد على 50 لوحة تتنوع خاماتها بين استخدام الألوان الزيتية على القماش بمساحات كبيرة، وبين الرسم بالألوان في مساحات أقل.

ويعدّ الجسد بمفهومه الجمالي والفني هو محور المعرض، والجسد الأنثوي تحديداً هو الأكثر حضوراً، بينما تبقى الوضعية الرئيسية التي اختارها الفنان، وهي فكرة «تمثال الكتلة» المصري القديم، وتوظيفه على هيئة فتاة نائمة هي الأكثر تعبيراً عن الفكرة التي يسعى لتقديمها، واضعاً ثيمتي الجمال، ممثلاً في الجسد الأنثوي، والنوم ممثلاً في وضعية واحدة تجسد المرأة، وهي نائمة في وضع أشبه بالجلوس، في إطار مشبع بالدلالات.

اللونان الأصفر والأحمر كانا لافتين في معظم الأعمال (الشرق الأوسط)

وعن المعرض، يقول هشام نوار: «الفكرة تستلهم تمثال الكتلة المصري القديم، فمعظم الشخصيات التي رسمتها تعود لهذا التمثال الذي ظهر في الدولة المصرية القديمة الوسطى، واستمر مع الدولة الحديثة، ويمثل شخصاً جالساً يضع يديه على ركبته، وكأنه يرتدي عباءة تخبئ تفاصيل جسده، فلا يظهر منه سوى انحناءات خفيفة، ويكون من الأمام مسطحاً وعليه كتابات، وكان يصنع للمتوفى، ويكتب عليه صلوات وأدعية للمتوفى».

ويضيف نوار لـ«الشرق الأوسط»: «تم عمل هذا التمثال لمهندس الدير البحري في الدولة الحديثة، الذي كان مسؤولاً عن تربية وتثقيف ابنة حتشبسوت، فيظهر في هيئة تمثال الكتلة، فيما تظهر رأس البنت من طرف عباءته، ومحمود مختار هو أول من اكتشف جماليات تمثال الكتلة، وعمل منها نحو 3 تماثيل شهيرة، هي (كاتمة الأسرار) و(الحزن) و(القيلولة)».

حلول جمالية بالخطوط والألوان (الشرق الأوسط)

وقد أهدى الفنان معرضه للكاتب الياباني الشهير ياسوناري كاواباتا (1899 - 1972) الحائز على نوبل عام 1968، صاحب رواية «منزل الجميلات النائمات» التي تحكي عن عجوز يقضي الليل بجوار فتاة جميلة نائمة بشرط ألا يلمسها، كما أهداه أيضاً للمثال المصري محمود مختار (1891 – 1934) تقديراً لتعامله مع فكرة «تمثال الكتلة».

وحول انتماء أعماله لمدرسة فنية بعينها، يقول: «لا يشغلني التصنيف، ما يشغلني معالجة خطوط الجسد البشري، كيف أجد في كل مرة حلاً مختلفاً للوضع نفسه، فكل لوحة بالنسبة لي تمثل الحالة الخاصة بها».

الفنان هشام نوار في معرضه «الجميلات النائمات» (الشرق الأوسط)

ويشير نوّار إلى أنه لم يتوقع أن يرسم كل هذه اللوحات، وتابع: «الفكرة وراء الجميلات النائمات الممنوع لمسهن، لكن تظل المتعة في الرؤية والحلم الذي يمكن أن يحلمه الشخص، حتى إن ماركيز قال إنه كان يتمنى أن يكتب هذه الرواية».

«يؤثر التلوين والتظليل على الكتلة، ويجعلها رغم ثباتها الظاهر في حال من الطفو وكأنها تسبح في فضاء حر، هنا تبرز ألوان الأرض الحارة التي احتفى بها الفنان، وتطغى درجات الأصفر والأحمر على درجات الأخضر والأزرق الباردة»، وفق الكاتبة المصرية مي التلمساني في تصديرها للمعرض.

أفكار متنوعة قدّمها الفنان خلال معرض «الجميلات النائمات» (الشرق الأوسط)

وتعدّ مي أن هذا المعرض «يكشف أهمية مقاومة الموت من خلال صحوة الوعي، ومقاومة الذكورية القاتلة من خلال الحفاوة بالجسد الأنثوي، ومقاومة الاستسهال البصري من خلال التعمق الفكري والفلسفي؛ ليثبت قدرة الفن الصادق على تجاوز الحدود».

وقدّم الفنان هشام نوّار 12 معرضاً خاصاً في مصر وإيطاليا، كما شارك في العديد من المعارض الجماعية، وعمل في ترميم الآثار بمنطقة الأهرامات عام 1988، كما شارك مع الفنان آدم حنين في ترميم تمثال «أبو الهول».