الإجراءات الحوثية تقلص أعداد طلبة الشهادتين الأساسية والثانوية

تسرب مليوني طالب منذ بدء الانقلاب

TT

الإجراءات الحوثية تقلص أعداد طلبة الشهادتين الأساسية والثانوية

عقب تحديد الميليشيات الحوثية موعد بدء الامتحانات النهائية لنيل الشهادتين الأساسية والثانوية في عموم المدن تحت سيطرتها للعام الدراسي 2021 ـ 2022 تجاهلت الميليشيات نشر أي معلومات أو أرقام تخص امتحانات هذا الموسم، حيث أفصحت مصادر تربوية في صنعاء عن وجود تراجع كبير بعدد الطلاب المتقدمين لخوض الامتحانات هذا العام مقارنة بالأعوام السابقة.
يأتي ذلك بالتزامن مع تصاعد حدة الاتهامات الدولية والمحلية للميليشيات بمواصلة مساعيها لاستغلال اختبارات الشهادتين بعموم مدن ومناطق تحت سيطرتها لتجنيد آلاف الطلبة.
وكشفت المصادر ذاتها لـ«الشرق الأوسط» عن تلقيها معلومات من داخل أروقة قطاع التربية والتعليم الخاضع لسيطرة وإدارة الميليشيات في صنعاء تؤكد أن التراجع الحالي في أعداد طلبة المرحلتين أصاب الجماعة مؤخرا بحالة من الإرباك والتخبط، وقادها إلى عدم التطرق أو الحديث خلال بياناتها عن إجمالي من سيؤدون الامتحانات هذا الموسم وغيرها من المعلومات الأخرى.
ورجحت المصادر أن أسباب تراجع أعداد الطلبة ناتج عن سلسلة الانتهاكات وجرائم التسييس التي انتهجتها الجماعة منذ انقلابها بحق التعليم والعملية الامتحانية، وتحويلها إلى رافد للحرب وساحة للتعبئة والتجنيد، إضافة إلى تكثيفها منذ بدء العام الدراسي حملات الاستقطاب والتعبئة بصفوف طلبة المدارس انتهت بعضها بالزج بأعداد كبيرة منهم قسرا إلى الجبهات.
وكانت وزارة التعليم في حكومة الانقلابيين غير المعترف بها والتي يديرها شقيق زعيم الميليشيات يحيى بدر الدين الحوثي أعلنت قبل أيام جدول سير الاختبارات النهائية للشهادة العامة للمرحلتين الأساسية والثانوية بقسميها العلمي والأدبي للعام الدراسي 2021 - 2022.
وذكرت وكالة «سبأ» بنسختها الحوثية أن اختبارات طلاب الثانوية العامة بقسميها ستبدأ من يوم السبت الموافق 14 مايو (أيار) الجاري، يليها اختبارات طلاب الشهادة الأساسية في اليوم التالي.
وأبدى طلبة وأولياء أمور في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» تخوفهم من عودة الفوضى والانفلات ومظاهر الغش والتلاعب وفرض الإتاوات مع تدشين الجماعة أول يوم امتحاني، مشيرين إلى أنها ممارسات اعتادت الميليشيات على ارتكابها مع انطلاق كل عملية امتحانية في مناطق سيطرتها.
ويخشى الطلبة من تكرار الأخطاء والاختلالات الحوثية التي شهدتها الامتحانات السابقة، حيث تمثل بعضها بوجود أخطاء كارثية بأسئلة الاختبارات، وورود أسئلة من دروس غير مقررة في المنهج، وتسريب نماذج من الامتحانات بطرق سرية لأبناء قادة المشرفين في الجماعة.
وعلى صعيد متصل، يرى مراقبون أن ممارسات الانقلابيين الأخيرة بحق العملية الامتحانية والتعليم بشكل عام ومنتسبيه بمناطق سيطرتهم تأتي بالتوازي مع إطلاق منظمات دولية وأخرى محلية تحذيرات من أن نحو مليوني طالب يمني من أصل 5 ملايين تسربوا عن التعليم منذ انقلاب الجماعة.
وذكرت منظمة «يونيسف» في بيان لها أن نحو 3.7 مليون طفل يمني لا يزالون معرضين لخطر خسارتهم للتعليم. وبينت أن الصراع والتخلف والفقر حرم ملايين الأطفال اليمنيين من حقهم في التعليم ومن أملهم في مستقبل أكثر إشراقاً.
وكانت نقابة المعلمين اليمنيين اتهمت في وقت سابق الانقلابيين باستغلالهم امتحانات الشهادتين الأساسية والثانوية بمناطق سيطرتهم لتجنيد آلاف الطلبة للحرب.
وذكر يحيى اليناعي الناطق باسم نقابة المعلمين أن النقابة حصلت على وثائق تشير إلى أن الانقلابيين قاموا بإعفاء 2864 طالبا في المرحلة الثانوية، و1976 بالمرحلة الأساسية من الامتحانات.
وأوضح اليناعي أن الحوثيين منحوا الطلاب المعفيين، معدلات نجاح تتراوح بين 75 في المائة و90 في المائة بعد انخراطهم بالقتال في صفوف الميليشيا.
وقال إن الوثيقة تضمنت توجيهات ما تسمى اللجنة الثورية العليا (كيان حوثي انقلابي) بإعفاء الطلاب المنخرطين في القتال بجبهاتهم من امتحانات الثانوية العامة والشهادة الأساسية.
وأشار إلى أن الميليشيات الحوثية واصلت حينها العمل بتلك التوجيهات وأخضعت بموجبها طلبة التاسع أساسي، والثالث ثانوي للمساومة بالذهاب إلى الجبهات.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.