الصومال: «حركة الشباب» تقتل العشرات في هجوم على معسكر لـ«الاتحاد الأفريقي»

صورة بثتها وكالة «الأنباء الصومالية» الرسمية لتسليم القوات الإفريقية للجيش الصومالي أسلحة غنمتها من حركة «الشباب»
صورة بثتها وكالة «الأنباء الصومالية» الرسمية لتسليم القوات الإفريقية للجيش الصومالي أسلحة غنمتها من حركة «الشباب»
TT

الصومال: «حركة الشباب» تقتل العشرات في هجوم على معسكر لـ«الاتحاد الأفريقي»

صورة بثتها وكالة «الأنباء الصومالية» الرسمية لتسليم القوات الإفريقية للجيش الصومالي أسلحة غنمتها من حركة «الشباب»
صورة بثتها وكالة «الأنباء الصومالية» الرسمية لتسليم القوات الإفريقية للجيش الصومالي أسلحة غنمتها من حركة «الشباب»

شنّت حركة «الشباب» الصومالية المتطرفة هجوماً على معسكر تابع لقوات بعثة الاتحاد الأفريقي في منطقة شبيلي، وسط البلاد، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 59 شخصاً. بينما نقل التلفزيون الرسمي الصومالي عن مسؤولين أمنيين محليين أن الوحدة البوروندية التابعة للقوات الأفريقية تصدت لما وصفوه بهجوم معقد شنته الحركة على قاعدة عسكرية في بلدة الباراف بولاية هيرشابيل في الساعات الأولى من صباح أمس، وتتحدث التقارير الأولية عن مقتل 59 فرداً وإصابة العشرات، مشيرة إلى أنه مع استمرار الهجوم وتنفيذ عناصرها عمليات لملاحقة العدو، قد يرتفع عدد القتلى.
وقالت إذاعة الأندلس، الناطقة بلسان الحركة المتشددة، إن عناصر الحركة شنوا ما وصفته بهجوم كبير على القاعدة العسكرية البوروندية في منطقة الباراف بمديرية مهداي في منطقة شبيلي الوسطى، مشيرة إلى أنهم اقتحموا المعسكر، وأكدت التقارير الأولية أن البورونديين تكبدوا خسائر فادحة في الهجوم. وادّعت سيطرة قوات الحركة على القاعدة بالكامل، وفرار قوات القاعدة سيراً على الأقدام، بعدما عانوا من خسائر فادحة في الأرواح. على حد زعمها. وقال شهود عيان لوسائل إعلام محلية إن الهجوم بدأ بتفجير قنبلة على القاعدة، ثم اندلع قتال عنيف، وهو ما أكده مبارك محمد المسؤول العسكري الصومالي، لوكالة «الأنباء الألمانية»، أن انتحارياً استخدم سيارة مفخخة لتفجير مدخل القاعدة قبل اقتحامها من مقاتلين مدججين بالأسلحة، واندلاع اشتباكات عنيفة. ونقلت وكالة «رويترز» عن محمد نور، شيخ قبيلة من البارف، التي تبعد نحو 130 كيلومتراً شمال العاصمة مقديشو: «أيقظنا دوي انفجارات ضخمة في وقت مبكر صباحاً. كانت الانفجارات في قاعدة بعثة الاتحاد الأفريقي، وأعقبها تبادل كثيف لإطلاق النار». كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن القائد العسكري المحلي محمد علي قوله: «اندلع قتال عنيف، ووقع ضحايا من الجانبين»، وأضاف: «لقد شنوا الهجوم بانفجار سيارة مفخخة قبل اندلاع تبادل كثيف لإطلاق النار». ولم يصدر تعليق فوري من بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال أو قواتها، التي أرسلت طائرات هليكوبتر بعد الهجوم، وفقاً لمصادر محلية.
وقال أحد الشهود من السكان المحليين: «اقتحم مسلحو (حركة الشباب) المخيم في الصباح الباكر، ووقعت انفجارات عنيفة وتبادل نيران الرشاشات»، لافتاً إلى إخلاء البورونديين المعسكر قبل وصول المروحيات لتقديم الدعم الجوي. وقال شاهد آخر، يدعى أحمد عدن: «طائرات الهليكوبتر أطلقت صواريخ ومدافع رشاشة ثقيلة، ورأينا الدخان يتصاعد، لكننا لا نعرف الوضع بالضبط». يأتي الهجوم الأخير بعد أقل من أسبوع من اختيار البرلمان لرؤساء جدد لمجلسي النواب والشيوخ، وهي خطوة رئيسية على طريق الانتخابات الرئاسية التي طال انتظارها. وشابت العملية الانتخابية التي طال أمدها أعمال عنف دامية وصراع مرير على السلطة بين الرئيس ورئيس الوزراء. وأعرب شركاء الصومال الدوليون عن مخاوفهم من أن التأخير يصرف الانتباه عن مشكلاته التي لا تعد ولا تحصى، بما في ذلك القتال ضد «حركة الشباب» وخطر المجاعة المتزايد في أجزاء كثيرة من البلاد. وسيطر مقاتلو حركة «الشباب» على العاصمة مقديشو حتى عام 2011 عندما طردتهم قوة الاتحاد الأفريقي، لكنهم ما زالوا يحتفظون بأراضٍ في الريف. وتتمثل مهمة قوات «أتميس» التي حلّت محل قوة حفظ السلام التابعة لبعثة الاتحاد الأفريقي السابقة عندما انتهى تفويضها في نهاية مارس (آذار) الماضي، لمساعدة القوات الصومالية على تحمل المسؤولية الأساسية عن الأمن في الدولة المضطربة الواقعة في القرن الأفريقي.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.