المعارضة تتقدم بمحيط جسر الشغور.. وتقتل قائد القوات الخاصة النظامية في اشتباكات إدلب

الطيران الحربي ينفذ عدة غارات على مناطق في أطراف بلدة عين ترما بالغوطة الشرقية

المعارضة تتقدم بمحيط جسر الشغور.. وتقتل قائد القوات الخاصة النظامية في اشتباكات إدلب
TT

المعارضة تتقدم بمحيط جسر الشغور.. وتقتل قائد القوات الخاصة النظامية في اشتباكات إدلب

المعارضة تتقدم بمحيط جسر الشغور.. وتقتل قائد القوات الخاصة النظامية في اشتباكات إدلب

قال ناشطون سوريون إن فصائل المعارضة سيطرت، أمس، على قرية الكفير جنوب شرقي جسر الشغور، بعد أن صدت تقدمًا للقوات النظامية التي سيطرت على جزء من القرية الاستراتيجية، وسط استمرار الاشتباكات بمنطقة جبل الأربعين في محافظة إدلب.
وجاءت تلك التطورات بالتزامن مع تشييع النظام في محافظة طرطوس جثمان قائد قواته الخاصة اللواء محي الدين منصور، الذي رفِّع إلى رتبة عماد بعد مقتله، جراء إصابته في اشتباكات مع الفصائل الإسلامية وجبهة النصرة بمنطقة جسر الشغور في ريف إدلب.
وأحرزت قوات المعارضة تقدمًا، أمس، باستعادة السيطرة على قرية الكفير التي تقدمت إليها القوات النظامية قبل ثلاثة أيام، بهدف فرض طوق على جسر الشغور، والسيطرة عليها ناريًا. وذكر «مكتب أخبار سوريا» إن الفصائل المنضوية في غرفة عمليات «جيش الفتح»، تمكنت من السيطرة على مزرعة بيت عابد جنوب قرية الكفير لتحكم سيطرتها على كامل القرية، وذلك بعد معارك عنيفة مع القوات النظامية التي قتل ثمانية من عناصرها، بينما قتل ثلاثة عناصر وأصيب أربعة آخرون في صفوف مقاتلي المعارضة.
بدوره، أفاد المرصد السوري بأن الاشتباكات العنيفة تواصلت في محيط قرية الكفير التي كانت قوات النظام سيطرت عليها بعد منتصف ليل أمس، والواقعة على بعد مئات الأمتار إلى الجنوب من المشفى الوطني بجسر الشغور. وقال إن أطراف مدينة جسر الشغور الجنوبية الغربية ومناطق في ريف جسر الشغور شهدت اشتباكات بين جبهة النصرة وقوات النظام والمسلحين الموالين لها.
وأظهرت تسجيلات فيديو نُشرت على مواقع للتواصل الاجتماعي على الإنترنت، مقاتلين من المعارضة السورية يهاجمون نقطة تفتيش عسكرية في محافظة إدلب. وعُرض في تسجيل مصور بعنوان «الجبهة الإسلامية - أحرار الشام» تفجيرات ينفذها مقاتلون تابعون لجيش الفتح تستهدف نقطة تفتيش الفنار على جبل الأربعين بوضع مُتفجرات في نفق أسفلها.
وفي الوقت ذاته، أفاد المصدر باندلاع اشتباكات بين قوات المعارضة والنظام عند حاجز كوخ الحطب في منطقة جبل الأربعين، وعلى جبهات نحليا وكفر نجد شرق مدينة أريحا، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف الطرفين، بينما استهدف الطيران المروحي النظامي ببرميلين متفجرين مدينة خان شيخون الخاضعة لسيطرة المعارضة بإدلب.
بموازاة ذلك، استهدفت كتائب «أنصار الشام» التابعة للجبهة الإسلامية المعارضة، بقذائف المدفعية والهاون، قرية جورين وقمة النبي يونس بريف اللاذقية الشرقي الخاضعين لسيطرة النظام. وأشار «مكتب أخبار سوريا» إلى أن عدد القذائف بلغ 50 قذيفة، مما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى في صفوفهم في قمة النبي يونس، وذلك ردًا على محاولات القوات النظامية المتكرّرة للتقدّم والسيطرة على نقاط جديدة في محيط قمة النبي يونس.
إلى ذلك، استهدفت بلدات عدة في ريف حلب الجنوبي في شمال سوريا، وفق ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس (الخميس). وقال المرصد في بريد إلكتروني إنه تمكن من توثيق مقتل «39 مدنيًا على الأقل بينهم 17 طفلاً وثلاث نساء في مجازر نفذتها طائرات ومروحيات النظام التي قصفت بالصواريخ والبراميل المتفجرة مناطق في قريتي خلصة والعيس وبلدة الحاضر» في ريف حلب الجنوبي الأربعاء.
ويقصف النظام بانتظام مناطق تخضع لسيطرة قوات المعارضة في مدينة حلب وريفها بالطائرات الحربية والبراميل المتفجرة التي تلقى من طائرات مروحية، وقد حصدت مئات القتلى منذ نهاية عام 2013.
هذا، وأفاد ناشطون بأن الطيران الحربي نفذ 6 غارات على مناطق في محيط مطار كويرس العسكري والمحاصر من قبل تنظيم داعش، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة بين التنظيم وقوات النظام في محاولة منه لاقتحام المطار.
وفي ريف دمشق، أفاد ناشطون بمقتل 4 أشخاص بينهم أطفال، وأصيب ما لا يقل عن 16 آخرين بجراح جراء تنفيذ الطيران الحربي عدة غارات على مناطق في أطراف بلدة عين ترما بالغوطة الشرقية.



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.