ملياردير روسي يندد بـ«المجزرة» التي يرتكبها الكرملين في أوكرانيا

الملياردير الروسي أوليغ تينكوف (رويترز)
الملياردير الروسي أوليغ تينكوف (رويترز)
TT

ملياردير روسي يندد بـ«المجزرة» التي يرتكبها الكرملين في أوكرانيا

الملياردير الروسي أوليغ تينكوف (رويترز)
الملياردير الروسي أوليغ تينكوف (رويترز)

ندد الملياردير الروسي أوليغ تينكوف، أمس (الثلاثاء)، بـ«المجزرة» التي ترتكبها موسكو في أوكرانيا، وحض الغرب على المساعدة في إنهاء «هذه الحرب المجنونة».
وفي أعنف انتقاد للكرملين من شخصية روسية بارزة، ادّعى تينكوف في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي أن 90% من الروس «ضد هذه الحرب»، واصفاً القوات الروسية بأنها «في حالة مزرية».
ويعد تينكوف الذي أسس «تينكوف بانك» عام 2006 من أشهر رجال الأعمال في روسيا، لكنه يقيم خارج بلاده منذ سنوات.
وشن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هجوماً على أوكرانيا الموالية للغرب في 24 فبراير (شباط) من أجل «اجتثاث النازية».
وأودت الحرب بحياة آلاف الأشخاص وشرّدت أكثر من 12 مليوناً في أكبر أزمة لاجئين تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
وقال تينكوف البالغ 54 عاماً في منشور على «إنستغرام»: «بعدما استيقظوا وهم يعانون آثار الثمالة، أدرك الجنرالات أن لديهم جيشاً في حالة مزرية». وأضاف: «وكيف سيكون الجيش على ما يرام إذا كان كل شيء آخر في هذا البلد مزرياً وتشوبه المحسوبيات والتزلف والاستعباد».
وأكد رجل الأعمال الذي استهدفته العقوبات الغربية: «لا أرى فائدة واحدة من هذه الحرب المجنونة! أشخاص أبرياء وجنود يفقدون حياتهم».
وأردف تينكوف الذي استقال من منصبه كرئيس لمجلس إدارة «تينكوف بانك» عام 2020، لكن باللغة الإنجليزية هذه المرة: «عزيزي الغرب بأجمعه، الرجاء إعطاء السيد بوتين مخرجاً واضحاً لإنقاذ ماء وجهه ووقف هذه المجزرة. أرجوكم كونوا أكثر عقلانية وإنسانية».
وجاء بيان تينكوف في اليوم الـ55 للحملة العسكرية الروسية، وبينما تشن القوات الروسية هجوماً كبيراً جديداً في منطقة دونباس في شرق أوكرانيا. وقال إن «90% من الروس يعارضون هذه الحرب»، مضيفاً: «بالطبع هناك حمقى يرسمون شعار Z، لكن 10% من سكان أي بلد هم حمقى»، في إشارة إلى حرف «Z» الذي يضعه الجيش الروسي على مركباته ودباباته وتحوّل إلى رمز لدعم روسيا. وأشار إلى أن مسؤولين في الكرملين أُصيبوا «بالصدمة» لأنه لن يكون بإمكانهم اصطحاب أطفالهم إلى البحر المتوسط لتمضية عطلة الصيف، وأن «رجال الأعمال يحاولون إنقاذ ما تبقى من ممتلكاتهم».
وعملت السلطات الروسية على إخماد أي معارضة لغزو أوكرانيا وفرضت أحكاماً بالسجن تصل إلى 15 عاماً لمن ينشر «أخباراً كاذبة» عن الجيش الروسي.
وأصدر «تينكوف بانك» بياناً قال فيه إنه لن يعلق على ما عدّه «رأياً خاصاً» لتينكوف، لافتاً إلى أن الأخير لم يعد يتخذ أي قرارات متعلقة بالشركات التي تحمل علامة تينكوف التجارية.
وأكد البيان أن الملياردير الروسي «ليس موظفاً في (تينكوف)، ولم يكن موجوداً في روسيا منذ مدة طويلة، وهو عانى مشكلات صحية في السنوات الأخيرة».


مقالات ذات صلة

الكرملين: التصريح الأخير لترمب بشأن أوكرانيا «يتماشى تماماً» مع الموقف الروسي

أوروبا المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف (د.ب.أ)

الكرملين: التصريح الأخير لترمب بشأن أوكرانيا «يتماشى تماماً» مع الموقف الروسي

نوّه الكرملين الجمعة بالتصريح الأخير لدونالد ترمب الذي اعترض فيه على استخدام أوكرانيا صواريخ أميركية لاستهداف مناطق روسية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا القوات الأوكرانية تقصف مواقع روسية على خط المواجهة في منطقة خاركيف (أ.ب)

مسؤول كبير: أوكرانيا ليست مستعدة لإجراء محادثات مع روسيا

كشف أندريه يرماك رئيس مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مقابلة أذيعت في وقت متأخر من مساء أمس (الخميس) إن كييف ليست مستعدة بعد لبدء محادثات مع روسيا.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا عسكري أوكراني يحتمي أمام مبنى محترق تعرَّض لغارة جوية روسية في أفدييفكا (أ.ب)

قتال عنيف... القوات الروسية تقترب من مدينة رئيسية شرق أوكرانيا

أعلنت القيادة العسكرية في أوكرانيا أن هناك قتالاً «عنيفاً للغاية» يجري في محيط مدينة باكروفسك شرق أوكرانيا، التي تُعدّ نقطة استراتيجية.

«الشرق الأوسط» (كييف)
الولايات المتحدة​ تشمل المعدات المعلن عنها خصوصاً ذخيرة لأنظمة قاذفات صواريخ هيمارس وقذائف مدفعية (رويترز)

مساعدات عسكرية أميركية إضافية لأوكرانيا بقيمة 500 مليون دولار

أعلنت الولايات المتحدة أنها ستقدم معدات عسكرية تقدر قيمتها بنحو 500 مليون دولار لدعم أوكرانيا، قبل نحو شهر من تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا من جنازة جندي أوكراني توفي خلال الحرب مع روسيا (أ.ف.ب)

«الناتو»: مليون قتيل وجريح في أوكرانيا منذ بدء الحرب

أعرب حلف شمال الأطلسي (الناتو) عن اعتقاده بأن أكثر من مليون شخص سقطوا بين قتيل وجريح في أوكرانيا منذ شنّت روسيا غزوها الشامل في فبراير (شباط) 2022.

«الشرق الأوسط» (كييف)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».