قلعة سندريللا وعالم الجميلة والوحش في معرض عن مصادر إلهام والت ديزني

افتتح في متحف «والاس كوليكشن » بلندن

لوحة من فيلم «رابانزل» وهي مستوحاة من لوحة «الأرجوحة» للفنان الفرنسي فراغوناه (ديزني)
لوحة من فيلم «رابانزل» وهي مستوحاة من لوحة «الأرجوحة» للفنان الفرنسي فراغوناه (ديزني)
TT

قلعة سندريللا وعالم الجميلة والوحش في معرض عن مصادر إلهام والت ديزني

لوحة من فيلم «رابانزل» وهي مستوحاة من لوحة «الأرجوحة» للفنان الفرنسي فراغوناه (ديزني)
لوحة من فيلم «رابانزل» وهي مستوحاة من لوحة «الأرجوحة» للفنان الفرنسي فراغوناه (ديزني)

ما العلاقة بين أفلام والت ديزني للرسوم المتحركة وبين فن الروكوكو الذي ظهر في فرنسا في القرن الـ18؟ الإجابة تأتي على هيئة معرض ضخم وطريف يقيمه متحف «والاس كوليكشن» بلندن يقدم من خلاله نظرة متعمقة على أفلام شهيرة مثل «سندريللا» و«سنو وايت والأقزام السبعة» و«الجميلة والوحش» وغيرها من إبداعات أستوديوهات والت ديزني، من منظور فني يستكشف مدى تأثير الفن الفرنسي في القرن الـ18 وخاصةً فنون الروكوكو على مخيلة والت ديزني.


لوحة «الأرجوحة» للفنان الفرنسي فراغوناه (والاس كوليكشن)

المعرض يحمل عنوان «إلهام والت ديزني: تحويل الفنون الفرنسية الجميلة لصور متحركة»، ويقدم المعرض مجموعة ضخمة من رسومات والت ديزني التي رسمها أثناء تصويره لعدد من أفلامه الشهيرة.
ندخل للعرض وفي البال شخصيات ديزني الشهيرة مثل سندريللا والجميلة النائمة وبيل في الجميلة والوحش وغيرها الكثير من شخصيات عاشت معنا في طفولتنا. وفي العرض نرى مراحل تطور تلك الرسومات الساحرة عبر الرسومات وقطع الأثاث واللوحات التي ألهمت قسم الرسم بأستوديوهات والت ديزني.


رسومات لشخصية «كوغزوارث» فيلم «الجميلة والوحش» (ديزني)

المعرض شهد عرضه الأول في متحف المتروبوليتان بنيويورك ويستضيفه متحف «والاس كوليكشن بلندن حتى 16 أكتوبر (تشرين الأول) القادم. يضم العرض 120 قطعة تحمل كل منها الكثير من السحر والطرافة وكم كبير من الشخصيات الخيالية إلى عاشت معها أجيال وأجيال من الأطفال والكبار أيضاً، فوالت ديزني كانت له مقولة بأن أفلامه تتجه إلى الطفولة الكامنة داخل كل شخص. في المعرض يواجهنا سؤال معناه «هل يمكن اعتبار أفلام ديزني فنا؟» والرد سيكون بالإيجاب عبر المقارنات ومع القطع الفنية الفرنسية أمامنا وأيضاً عبر تتبع علاقة والت ديزني بالفن الأوروبي فمن اللافت أن أفلام والت ديزني الكلاسيكية كلها كانت أوروبية الطابع وتقع في أماكن خيالية أيضاً تنتمي إلى أوروبا في الغالب.
يضم المعرض عددا كبيرا من الرسومات التي أنجزها والت ديزني وفريقه موضوعة إلى جانب بعض القطع الفرنسية التي استوحيت منها، فعلى سبيل المثال نرى رسما لشخصية «لوميير» من فيلم «الجميلة والوحش» بجانب شمعدانات ملونة من حركة الروكوكو الفنية، أيضاً الرسومات التي تصور قطع الأثاث في أفلام مثل سندريللا أو سنو وايت إلى جانب قطع فرنسية ولوحات من القرن الـ18.


رسومات ماري بلير من ستدوديو ديزني لقصر سندريلا (ديزني)

بث الحياة والفكاهة في القطع الجامدة هو مبدأ جمع بين والت ديزني وبين الفنانين الفرنسيين في القرن الـ18 زهو ما يتمثل هنا في مزهريات من البورسلين تحمل رأس فيل أو إبريقا للشاي يحمل رأس إنسان أو لوحة تمثل ثعلبا يعزف على آلة البيانو وغيرها من القطع الطريفة والمتقنة الصنع.
استمدت القطع من أرشيف شركة والت ديزني إضافة إلى 30 قطعة فنية فرنسية منها اللوحة الشهيرة «الأرجوحة» للفنان الفرنسي جان هونوريه فراغوناه التي أثرت في مخيلة ديزني وفنانيه ونرى تأثيرها في أفلام مثل «الجميلة والوحش» و«تانغلد» و«فروزن».


رسومات استديو ديزني لشخصيات «الجميلة والوحش (ديزني)

- والت ديزني وفرنسا
وعلقت د. هيلين جاكوبسن القيمة المشاركة للمعرض بالقول «هذا المعرض يمدنا بالفرصة لتقدير المواهب الاستثنائية خلف أفلام الرسوم المتحركة من ديزني وأيضاً لفهم العلاقة المستمرة مع القطع الفنية المصنوعة في فرنسا القرن الـ18. بمقابلة أحد فنون القرن الـ20 مع هذه القطع الماهرة الصنع يقدم لنا أكثر من مجرد معرفة تأثيرها على فن والت ديزني منذ ثلاثينات القرن الماضي حتى اليوم ولكن أيضاً يساعدنا في اللمسات الطريفة لفناني الروكوكو الذين حولوا القطع المستخدمة في الحياة اليومية لأعمال عبقرية».


راقصان من البورسلين من عام 1758 (متحف متروبوليتان)

ينطلق العرض عبر حب والت ديزني لكتابة القصص ويسجل زياراته لفرنسا واكتشافه الشخصي للقصص الخيالية الفرنسية. فوالت ديزني زار فرنسا وهو في السابعة عشرة أثناء عمله كسائق عربة إسعاف مع الصليب الأحمر في الحرب العالمية الأولى وعاد لها مرة أخرى في عام 1935 حيث زار المتاحف وحرص على شراء مجموعة كبيرة من الرسومات والكتب المرسومة ومجموعة كاملة من قصص الأطفال. ويركز المعرض على افتتان والت ديزني بالفن الفرنسي وعلى مدى اعتماد فنانو أستوديوهات والت ديزني على الأعمال الفنية الفرنسية من القرن الـ18 لتطوير الرسومات المتحركة لأفلام ديزني الشهيرة.
ويبدو ذلك التأثير في الرسومات المعروضة هنا وهي من أفلام والت ديزني الأولى مثل حلقات «السمفونية السخيفة «Silly Symphony (1929 - 1939) التي تبدو فيها القطع الجامدة مثل المزهريات البورسلين والساعات على هيئة شخصيات متحركة. وتبرز بعض الرسومات المبدئي من فيلم «سندريللا» (1950) التي تستوحي الفنون الزخرفية من القرن الـ18 في فرنسا. ومن «سندريللا» تحديدا يضم العرض مجموعة من رسومات أول امرأة تلتحق باستوديو الرسم التابع لشركة والت ديزني، وتقدم الرسومات الملونة بألوان الغواش مشاهد داخلية لقصر سندريللا وتبدو فيها تفاصيل الأثاث والستائر والملابس ويبدو الرسومات التأثير الفرنسي الواضح للتصاميم والألوان.
في قسم آخر نستكشف أنماط العمارة في القصص الخيالية عبر تصميمات القلعات والقصور السحرية في «سنريلا» و«الجميلة والوحش» والتي استوحيت في كثير من تفاصيلها من قصر فرساي.


 مزهرية برأس فيل تعود لعام 1757 (ذا والاس كوليكشن)

- الجميلة والوحش... الأثاث الراقص
«الجميلة والوحش» يتفرد بين أفلام ديزني من حيث غلبة قطع الأثاث والديكورات الحية مثل الأطباق وإبريق الشاي والكراسي والثريات والمزهريات وغيرها، وفي رسومات استوديو ديزني لتلك الشخصيات كانت الإشارات والاقتباسات واضحة من الأثاث الفرنسي والديكورات المختلفة التي نرى منها بعض النماذج في هذا المعرض. ويبدو أن الفيلم بأكمله فرنسي الطابع إذ أن قصته مستوحاة من مطبوعة فرنسية تعود لعام 1740 بقلم سوزان غابرييل باربو دو فييلينوف وأيضاً من لوحة «الأرجوحة» لفراغوناه التي مثلت أحد الخيوط البصرية التي بني عليها الفيلم.
ولفيلم الجميلة والوحش مكانة خاصةً في المعرض إذا أنه معتمد بشكل ضخم على ما أبدعه فنانو الروكوكو في مجال المفروشات وقطع الزينة، وعبر القطع المختلفة التي تتوافق مع شخصيات الفيلم، على سبيل المثال شخصية «مسز بوت» وهي شخصية امرأة مسحورة في هيئة إبريق شاي، نرى عدد من أباريق الشاي التي تحمل وجوها إنسانية أو هي بأكملها تمثل شخصاً مثل إبريق شاي على هيئة رجل شاب يثني ذراعيه بحيث تكون ذراعه اليمنى هي المقبض واليد اليسرى المائلة قليلا هي فوهة الإبريق. نلاحظ أن تفاصيل الأباريق أمامنا متداخلة وكثيرة وهو ما تفاداه فنانو ديزني إذا استوحوا من أباريق الروكوكو تصاميمهم الأصلية وفكرة جعل القطع الصماء ذات شخصيات إنسانية ولكنهم احتاجوا أن تكون التصاميم أبسط كثيرا بحكم أنها ستكون متحركة في الفيلم وستتداخل مع الشخصيات الأخرى. وهو أيضاً ما ينطبق على الشمعدان «لوميير» في الفيلم وهنا أيضاً نرى نماذج من شمعدانات فرنسية غنية التفاصيل والثنيات وهو أمر لم يكن مناسبا لرسم الشخصية المتحركة للوميير الذي يرقص ويغني في الفيلم ويتميز بحركة ذراعيه الدائمة.
أما شخصية الوحش فأيضاً مستمدة من أكثر من قطعة فرنسية مثل الأسد المصنوع من البورسلين في العرض وهو يحمل وجها مميزا إذا تبدو عليه علامات القلق، بحيث يبدو وكأنه يحمل وجها إنسانيا، هناك أيضاً عمل آخر في العرض كان موحيا لأستوديو ديزني الفني ويتمثل في لوحة زيتية تمثل فتاة شابة يغطي الشعر وجهها بالكامل غير أن عيونها تحمل تعبيرا حانيا.
يعيدنا المعرض لأفلام أثرت في مخيلة كل منا ويتخذ مكانة خاصةً كونه أول معرض عالمي يتحدث عن عالم والت ديزني الذي يحبه الكبار قبل الصغار.



«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم
TT

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم

حقق فيلم الرعب والإثارة «يوم 13» مفاجأة خلال الأيام الماضية في شباك التذاكر بمصر، حيث حصد أعلى إيراد يومي متفوقاً على فيلم «هارلي» لمحمد رمضان، الذي لا يزال محتفظاً بالمركز الأول في مجمل إيرادات أفلام موسم عيد الفطر محققاً ما يزيد على 30 مليون جنيه مصري حتى الآن (نحو مليون دولار أميركي)، بينما يطارده في سباق الإيرادات «يوم 13» الذي حقق إجمالي إيرادات تجاوزت 20 مليون جنيه حتى الآن.
ويعد «يوم 13» أول فيلم عربي بتقنية ثلاثية الأبعاد، وتدور أحداثه في إطار من الرعب والإثارة من خلال عز الدين (يؤدي دوره الفنان أحمد داود) الذي يعود من كندا بعد سنوات طويلة باحثاً عن أهله، ويفاجأ بعد عودته بالسمعة السيئة لقصر العائلة المهجور الذي تسكنه الأشباح، ومع إقامته في القصر يكتشف مغامرة غير متوقعة. الفيلم من تأليف وإخراج وائل عبد الله، وإنتاج وتوزيع شركته وشقيقه لؤي عبد الله «أوسكار»، ويؤدي بطولته إلى جانب أحمد داود كل من دينا الشربيني، وشريف منير، وأروى جودة، كما يضم عدداً من نجوم الشرف من بينهم محمود عبد المغني، وفرح، وأحمد زاهر، ومحمود حافظ، وجومانا مراد، ووضع موسيقاه هشام خرما.
وقال مخرج الفيلم وائل عبد الله في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه ليس متفاجئاً بالإيرادات التي حققها الفيلم، ولكنه كان متخوفاً من الموسم نفسه ألا يكون جيداً، قائلاً إن «إقبال الجمهور حطم مقولة إن جمهور العيد لا يقبل إلا على الأفلام الكوميدية، وإنه يسعى للتنوع ولوجود أفلام أخرى غير كوميدية، وإن الفيصل في ذلك جودة الفيلم، مؤكداً أن الفيلم احتل المركز الأول في الإيرادات اليومية منذ انتهاء أسبوع العيد».
وكشف عبد الله أن الفيلم استغرق عامين، خلاف فترات التوقف بسبب جائحة كورونا، وأنه تضمن أعمال غرافيك كبيرة، ثم بعد ذلك بدأ العمل على التقنية ثلاثية الأبعاد التي استغرق العمل عليها عشرة أشهر كاملة، مؤكداً أنه درس طويلاً هذه التقنية وأدرك عيوبها ومميزاتها، وسعى لتلافي الأخطاء التي ظهرت في أفلام أجنبية والاستفادة من تجارب سابقة فيها.
وواصل المخرج أنه كان يراهن على تقديم الفيلم بهذه التقنية، لا سيما أن أحداً في السينما العربية لم يقدم عليها رغم ظهورها بالسينما العالمية قبل أكثر من عشرين عاماً، موضحاً أسباب ذلك، ومن بينها ارتفاع تكلفتها والوقت الذي تتطلبه، لذا رأى أنه لن يقدم على هذه الخطوة سوى أحد صناع السينما إنتاجياً وتوزيعياً، مشيراً إلى أن «ميزانية الفيلم وصلت إلى 50 مليون جنيه، وأنه حقق حتى الآن إيرادات وصلت إلى 20 مليون جنيه».
ورغم عدم جاهزية بعض السينمات في مصر لاستقبال الأفلام ثلاثية الأبعاد، فقد قام المخرج بعمل نسخ «2 دي» لبعض دور العرض غير المجهزة، مؤكداً أن استقبال الجمهور في القاهرة وبعض المحافظات للفيلم لم يختلف، منوهاً إلى أن ذلك سيشجع كثيراً على تقديم أفلام بتقنية ثلاثية الأبعاد في السينما العربية.