هجوم إرهابي يستهدف نقيب مهندسي ديالى العراق

TT

هجوم إرهابي يستهدف نقيب مهندسي ديالى العراق

تعرض منزل حسين محمد العبيدي نقيب المهندسين في محافظة ديالى (60 كيلومترا) شرق العاصمة بغداد، أمس، إلى هجوم إرهابي بعبوة ناسفة ما أسفر عن أضرار مادية في المنزل دون وقوع إصابات، وأظهرت كاميرا مراقبة الانفجار الشديد الذي وقع أمام منزل العبيدي بعد أن وضع شخصان يستخدمان دراجة نارية، عبوة ناسفة أمام بوابة المنزل، قبل أن يلوذا بالفرار.
في غضون ذلك، تحدثت مصادر خبرية، أمس، عن محاولة اغتيال فاشلة تعرض لها 3 نواب في مدينة الراشدية شمال العاصمة بغداد بعد حضورهما مباراة شعبية لكرة القدم، وقالت مصادر صحفية إن النواب هم كل من محمد فاضل الدليمي عن «السيادة» والنائبين عن «الكتلة الصدرية» حسام الساعدي وعلى الساعدي. ومعروف أن «السيادة» و«الكتلة الصدرية» يرتبطان إلى جانب «الديمقراطي الكردستاني» بتحالف «إنقاذ وطن» الذي يمثل الكتلة الكبرى في البرلمان ويسعى لتشكيل الحكومة.
ولم يصدر عن الجهات الأمنية، أو النواب الثلاثة، ما يؤكد أو ينفي تعرضهم لمحاولة الاغتيال المزعومة، كما لم يصدر عن الجهات الأمنية أي تفاصيل حول استهداف منزل نقيب المهندسين في ديالى.
بدورها، استنكرت نقابة المهندسين العراقية التي تتخذ من بغداد مقرا لها، أمس الثلاثاء، ما وصفته بـ«الفعل الإجرامي» وطالبت السلطات بتوفير الحماية لمقراتها.
وقالت النقابة في بيان: «تابعنا بقلق شديد ما تعرض له منزل الزميل المهندس حسين محمد حسین رئيس فرع ديالى من هجوم بعبوة استهدفته هذا اليوم (الثلاثاء)».
وأضافت أن «الاعتداء على الزميل حسين اعتداء على جميع الزملاء المهندسين، وأن هذا العمل المدان ليس فقط تجاوزا على القانون والدستور والحريات العامة، إنما هو أسلوب يسعى إلى مصادرة حرية الرأي والتعبير الحر من أطراف لم ترق لها نتائج انتخابات النقابة للدورة 28 (جرت قبل أسبوع) وتحاول عرقلة مسير الإصلاح، وهذا ما يتنافى مع القوانين والحريات ومفهوم التداول السلمي للسلطة».
وطالبت النقابة «الرئاسات الأربع، الجمهورية، الوزراء، مجلس النواب، مجلس القضاء الأعلى، بتوفير الحماية اللازمة لنقابة المهندسين العراقية». ودعت «الأجهزة الأمنية كافة إلى متابعة الجناة والمقصرين ومحاسبتهم لعدم تكرار هذه الجريمة، ليكونوا عبرة لمن تسول له نفسه الاعتداء على الأبرياء».
وقررت النقابة الأم «إغلاق مقراتها ليومي الثلاثاء والأربعاء، استنكارا لهذا العمل الجبان» ودعت إلى تنظيم وقفات احتجاجية أمام مقر النقابة (المركز العام)، وفروعها في المحافظات كافة.
واستنكر فرع نقابة المهندسين في ديالى حادث الاعتداء على نقيبها ووصفته بـ«الجبان». وأعلنت «وقوفها ودعمها لنقيب المهندسين ومواقفه الشجاعة لمواجهة جميع التحديات الجبانة والهدامة التي تستهدف رموزها وعملها المهني».
يشار إلى أن محافظة ديالى عانت بعد عام 2003، من أعمال العنف التي ارتكبتها الجماعات الإرهابية ممثلة بتنظيم «القاعدة» أولا و «داعش» لاحقا. وتقول معظم المصادر الموثوقة هناك، إن المحافظة تعاني اليوم من النفوذ المتنامي للفصائل والميليشيا الشيعية المسلحة وبتواطؤ أحيانا مع بعض القيادات الأمنية الرسمية.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.