تحذيرات من «خدع» شركات العقار البريطانية

أهمها التلاعب بالأسعار وربط الشراء بالقرض

وكلاء العقار البريطانيون لديهم الكثير من الحيل
وكلاء العقار البريطانيون لديهم الكثير من الحيل
TT

تحذيرات من «خدع» شركات العقار البريطانية

وكلاء العقار البريطانيون لديهم الكثير من الحيل
وكلاء العقار البريطانيون لديهم الكثير من الحيل

هنالك الكثير من الأسباب التي تدعو للحذر عند التعامل مع شركات العقار البريطانية سواء عند شراء أو بيع أو تأجير العقار. ولا تتمتع شركات العقار بسمعة طيبة في العرف البريطاني على أساس أنها تحصل على نسبة عالية من العمولة لقاء القليل من الجهد. وفي لندن حيث الأسعار باهظة فإن نسب هذه العمولة تكون أحيانا بعشرات الآلاف من الدولارات.
ولذلك يجب بذل بعض الجهد عند اختيار وكالة عقارية للتعامل معها. وحسن الاختيار مهم أكثر لمن يملك عقارات بريطانية من غير المقيمين، حيث يتم التعاقد مع الشركات البريطانية لصيانة وتأجير العقار غيابيا مقابل عمولات تصل أحيانا إلى 15 في المائة من قيمة الإيجارات. وفي غياب أصحاب العقارات لا بد من التأكد من حسن الخدمة خصوصا من جوانب تنفيذ إجراءات الصيانة المتفق عليها والتأكد من أن العقار شاغر في الفترات التي تعلنها شركة العقار، وليس مؤجرا من الباطن لصالحها.
وهناك جهة استشارية للتحكيم في بريطانيا اسمها «Property Ombudsman» يمكن اللجوء إليها في حالات الخلاف مع شركات العقار، وإذا وصلت إلى هذه الجهة فلن تجد نفسك وحدك حيث بلغ عدد الشكاوى في الربع الأخير وحده من العام الماضي 3.962 شكوى. ومع ذلك لم تحظ هذه الشكاوى بأي تغطية إعلامية في بريطانيا.
وتنوعت الشكاوى من شركات العقار ما بين بائعين ومشترين ومستأجرين ومؤجرين. وكانت نسبة 57 في المائة من هذه الشكاوى متعلقة بوكالات تأجير العقار. وحكمت الهيئة الاستشارية لصالح الأفراد في ثلثي القضايا التي قدمت إليها.
ودفع هذا الحكومة البريطانية إلى تشديد الرقابة وتمديد قوانين عدالة التجارة لكي تشمل شركات العقار أيضا من أجل توفير المزيد من حماية المستهلك للمتعاملين معها. ويتعين الآن على شركات العقار أن تشترك في واحدة من هيئات حماية المستهلك التي لديها هيئات تحكيم مستقلة.
وهناك بالطبع هيئات تجارية ونقابات لشركات العقار وتأجيره وهي تطالب بتشديد قواعد ممارسة المهنة من أجل إخراج شركات العقار غير المحترفة من السوق.
ولا بد من القول إن معظم شركات العقار البريطانية محترفة وتقدم خدمات جيدة وتخدم عملاءها بكفاءة وأمانة. وفي المتوسط تتقاضى شركة العقار عمولة على بيع العقار تتراوح ما بين 1.5 واثنين في المائة، وهي نسبة جيدة بالمقارنة إلى الدول الأخرى، حيث تصل هذه العمولة إلى أربعة في المائة في أستراليا و4.5 في المائة في سويسرا. وترتفع النسبة إلى ستة في المائة في فرنسا وإلى 10 في المائة في أميركا. ولكن الخدمات التي تقدمها الشركات الأميركية بالمقارنة مع الشركات البريطانية تختلف في النوعية.
ومع الاعتراف بأن معظم شركات العقار البريطانية تقدم خدمة جيدة، إلا أن هناك الكثير من الحالات التي تبرر سمعتها السيئة بريطانيا. والأمثلة التالية توضح بعض ممارسات شركات العقار المعروفة التي تلجأ إليها أحيانا من أجل الحصول على المزيد من الأعمال أو تحقيق المزيد من الأرباح:
* تضخيم تقييم العقار من أجل الحصول على الوكالة: وهي ممارسة مشهورة بين شركات العقار خصوصا في حالات السوق الخاملة التي يصعب الحصول فيها على مشترين. وإذا كان المستثمر العربي يمتلك عقارا في لندن معروضا للبيع فعليه استشارة الكثير من شركات العقار حول الثمن المتوقع ولا يلجأ إلى أعلاها تقديرا تلقائيا. ويجب طلب أسعار مماثلة لعقارات قريبة مشابهة في المواصفات أو استشارة موقع تسجيل العقارات الرسمي في بريطانيا أو مواقع شركات عقار على الإنترنت. وفي حالات قبول وكالات تعرض ثمنا أعلى لا بد من ربط التعاقد بفترة زمنية معينة يكون بعدها البائع حرا في استشارة وتكليف شركات أخرى.
* مزاحمة شركات العقار لبعضها البعض: تلجأ بعض شركات العقار إلى إرسال خطابات أو الاتصال المباشر بالبائعين لدى تعليق لوائح «للبيع» على العقارات. وهي تعد بخدمات أفضل وربما بنسب عمولة أقل من أجل إزاحة الشركات المنافسة. وفي الشهر الماضي اضطرت شركة عقار كبرى في بريطانيا للاعتذار لأنها في محاولة لكسب صفقة من شركة أخرى اتهمتها بأنها لا تعلن عن العقار على مواقع الإنترنت. وفي معظم الحالات تكون مثل هذه المنافسة مشروعة ومقبولة إلا إن تضمنت معلومات غير صحيحة أو اتهامات غير مبررة للشركات المنافسة.
* احذر الإعلانات المخادعة: ظهر هذا الشهر إعلان يتوجه إلى مشتري العقار الأجانب في الشرق الأقصى يعلن عن عقار فاخر في مدينة لوتون بسعر يصل إلى 750 ألف دولار. ويصف الإعلان العقار بأنه يقع في أحد أكثر مناطق لندن عمرانا وتطويرا. الواقع هو أن مدينة لوتون الفقيرة نسبيا تقع على بعد 30 ميلا شمال لندن ولا يمكن اعتبارها بأي حال ضاحية من لندن ولا من أكثر المناطق عمرانا وتطويرا. وبعد عدة شكاوى من هذا النوع تم تشديد قواعد الإعلان عن العقار بحيث يشمل معلومات واقعية وأن يتضمن أي عوامل سلبية مثل وجود محل لبيع الكباب تحت العقار أو مكان لحرق المخلفات في الشارع نفسه.
* ربط بيع العقار بالقرض العقاري: تم ضبط بعض الحالات التي تقدم فيها مشترون بعروض أعلى لشراء العقار ولكن شركات العقار لم تخطر بائع العقار بهذه العروض لأن المشتري الأقل ثمنا وافق على ربط شراء العقار بالحصول على قرض عقاري تنظمه شركة العقار نفسها وتحصل مقابل ذلك على عمولة إضافية. هذه الممارسة تخالف عرف الشرف لدى شركات العقار البريطانية ويمكن الشكوى منها لهيئات الإشراف والتحكيم.
* ادعاء شركات العقار بأن لديها مشترين جاهزين لشراء العقار: تلجأ الشركات لهذه الحيلة أحيانا من أجل إقناع أصحاب العقار لعرض عقاراتهم في السوق في الوقت الذي يناسب الشركة وليس بائع العقار. وترسل بعض الشركات خطابات بهذا المعنى لأصحاب العقار، ولكن الادعاء بوجود مشتر جاهز ليس دائما صحيحا. وتم ضبط شركة وتحذيرها هذا الشهر في مدينة نورثهامتون البريطانية بعدم الادعاء بوجود مشتر جاهز إلا إذا كان لديها بالفعل مستندات رسمية تثبت هذا الادعاء، وذلك بعد سلسلة خطابات وجهتها الشركة لعدد من أصحاب العقارات في المدينة.
* خدعة البيت المفتوح: المشتري الأجنبي يقع أحيانا ضحية خدعة الدعوة إلى بيت مفتوح للمشاهدة في موعد معين، وعند وصوله يجد معه عددا من المشترين المفترضين الذين يشيعون جوا من العجلة في ضرورة شراء العقار قبل أن يحصل عليه آخرون. هذه الخدعة لم تكن معروفة في بريطانيا حتى سنوات قليلة ماضية وهي مستوردة من السوق الأميركية. وتؤدي الخدعة في بعض الأحيان إلى تقدم المشتري بعرض للشراء في مغلف مغلق لكي يسبق غيره في الشراء. وبعد انتهاء الإجراءات يكتشف أنه دفع في العقار مبلغا أكثر من قيمته السوقية الحقيقية. وتبرر بعض شركات العقار هذا الأسلوب بأنها مكلفة من طرف البائع للحصول على أعلى ثمن ممكن في العقار.
* المعلومات المغلوطة: تصف وكالات بيع العقار ما تعرضه للبيع بالكثير من المبالغة والمغالطة أحيانا. في بعض الحالات توهم الشركات بأن المشتري يمكنه التوسع بحجم العقار للحصول على غرف إضافية ويكتشف المشتري بعد فترة أنه لا يستطيع الحصول على الترخيص اللازم لتوسيع العقار. وفي قضية كسبها المشتري مؤخرا وصفت شركة العقار الطابق تحت الأرضي بأنه يصلح لكي يكون غرفة نوم إضافية، واكتشف المشتري أن المساحة غير مخصصة للسكن الآدمي ولا تصلح له. وحصل المشتري على تعويض من الشركة العقارية لأنها وصفت العقار بمواصفات خاطئة.
* عرض عقارات مباعة: في بعض الحالات تلجأ شركات العقارات إلى ترك إعلانات عقارات مباعة على لوائح إعلاناتها في الصحف أو على الإنترنت. وقد تكون العقارات قد سحبت من السوق أو غير معروضة للبيع أصلا. وتستخدم الشركات هذه العقارات كطعم للحصول على مزيد من الزبائن الذين يتصلون بالشركة عبر الزيارة إلى المكتب أو الاتصال الهاتفي أو من على الإنترنت. وعند الاتصال يتم إبلاغ المشتري أو المستأجر بأن العقار المنشور قد تم بيعه أو تأجيره وأن الشركة لديها عقارات مماثلة من أجل الاطلاع عليها.
* مشاهدة العقار في الأوقات الملائمة: تختار شركات العقار الوقت الملائم لبيع العقار في أفضل صورة ممكنة، فلو كان العقار مثلا بالقرب من مدرسة ابتدائية تختار شركات وقت نهاية الأسبوع الهادئ لعرض العقار للمشترين بدلا من أوقات الدراسة التي يزدحم فيها الشارع بسيارات الآباء لإحضار أبنائهم إلى المدرسة أو إعادتهم إلى المنازل. وإذا كان العقار يقع بالقرب من ملاعب رياضية تتجنب شركات العقار المشاهدة أثناء نهاية حيث تقام المباريات المزعجة وتتم المشاهدة أثناء الأسبوع. وعلى المشتري الحذر في كل الأوقات والتأكد من العوامل السلبية التي قد تكون محيطة بالعقار مثل الإزعاج وازدحام المرور. ويجب على المشتري أن يتذكر في كل الأحوال أن شركة العقار تعمل لصالح البائع الذي تتلقى منه عمولتها.
* خطابات التوصية: تقدم شركات العقار خطابات توصية ومديح من عملاء يعبرون عن إعجابهم من مستوى الخدمة المتميز. ولكن هذه الخطابات لا تكون صحيحة في بعض الأحيان ويجب الحرص عند مراجعتها. وفي الشهر الماضي اضطرت واحدة من كبريات شركات العقار البريطانية إلى الاعتذار إلى عملائها من خطاب به كم كبير من المديح لخدمة الشركة بعد انكشاف أن كاتب هذا الخطاب هو في الواقع موظف في الشركة نفسها.
* يجب ملاحظة أن عملية شراء العقار في إنجلترا وويلز لا تكون ملزمة قانونيا إلا بعد تبادل الوثائق، وهي مرحلة تستغرق عدة أسابيع وأحيانا عدة شهور بعد التعاقد المبدئي. وخلال هذه الفترة يمكن أن يتقدم مشتر آخر بثمن أعلى لخطف العقار، وهي عملية تسمى (Gazumping) وتعتبر قانونية وإن كانت أحيانا غير أخلاقية. فالمشتري يمكن أن يكون قد تكلف أتعاب محامين ومهندسي معاينة وربما تكلف رسوم قرض عقاري للبنك فقط ليفقد كل ذلك بمجرد تقدم آخر بثمن أعلى. ويحدث هذا أحيانا حتى مع تعهد الشركات برفع العقار من السوق، ولكنها أحيانا تتركه على موقعها على الإنترنت مما يعني أنه متاح للبيع للمشترين من الصين إلى أميركا.



«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
TT

«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء

في وقت تجري فيه الاستعدادات لعقد اجتماع بين الصندوق القومي للإسكان ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي وبنك السودان، لبحث سبل توفير تمويل لمشروعات الإسكان للمواطنين عبر قروض طويلة الأجل، ألغت الحكومة أول من أمس، وأوقفت، إجراءات تسليم المساكن للموطنين والتقديم لها، خوفاً من حدوث إصابات بـ«كورونا»، أثناء الاصطفاف للتقديم والتسلم.
وكان الصندوق القومي للإسكان قد طرح مباني سكنية جاهزة للمواطنين في معظم المناطق الطرفية بالعاصمة الخرطوم، وبقية الولايات، وذلك ضمن مشروع السودان لتوفير المأوى للمواطنين، الذي سيبدأ بـ100 ألف وحدة سكنية لذوي الدخل المحدود. وقد بدأ المشروع بفئة العمال في القطاعات الحكومية في جميع ولايات السودان العام الماضي، بواقع 5 آلاف منزل للمرحلة الأولى، تسدد بالتقسيط على مدى 7 سنوات. ويتضمن مشروع إسكان عمال السودان 40 مدينة سكنية في جميع مدن البلاد، لصالح محدودي الدخل، ويستفيد من المشروع في عامه الأول أكثر من مليونين.
وقد أقام المواطنون مواقع أمام مقر الصندوق القومي للإسكان، وباتوا يتجمعون يومياً بأعداد كبيرة، ما سبب إزعاجاً لدى إدارة الصندوق والشارع العام، وذلك بعد قرار سياسي من والي ولاية الخرطوم، لدعوة المواطنين للتقديم للحصول على سكن شعبي.
ووفقاً للدكتور عبد الرحمن الطيب أيوبيه الأمين العام المكلف للصندوق القومي للإسكان والتعمير في السودان لـ«الشرق الأوسط» حول دواعي إصدار قرار بوقف إجراءات التسليم والتقديم للإسكان الشعبي، وعما إذا كان «كورونا» هو السبب، أوضح أن تلك التجمعات تسببت في زحام شديد، حيث نصب المتقدمون للوحدات السكنية خياماً أمام مقر الصندوق في شارع الجمهورية، بعد قرار الوالي في وقت سابق من العام الماضي بدعوة المواطنين للتقديم. وظلت تلك التجمعات مصدر إزعاج وإرباك للسلطات، ولم تتعامل معهم إدارة الصندوق، إلى أن جاء قرار الوالي الأخير بمنع هذه التجمعات خوفاً من عدوى «كورونا» الذي ينشط في الزحام.
وبين أيوبيه أن الخطة الإسكانية لا تحتاج لتجمعات أمام مباني الجهات المختصة، حيث هناك ترتيبات وإجراءات للتقديم والتسلم تتم عبر منافذ صناديق الإسكان في البلاد، وعندما تكون هناك وحدات جاهزة للتسليم يتم الإعلان عنها عبر الصحف اليومية، موضحاً أن كل ولاية لديها مكاتب إدارية في كل ولايات السودان، وتتبع الإجراءات نفسها المعمول بها في العاصمة.
ولم يخفِ أيوبيه أزمة السكن في البلاد، والفجوة في المساكن والوحدات السكنية، والمقدرة بنحو مليوني وحدة سكنية في ولاية الخرطوم فقط، لكنه أشار إلى أن لديهم خطة مدروسة لإنشاء 40 ألف مدينة سكنية، تم الفراغ من نسبة عالية في العاصمة الخرطوم، بجانب 10 آلاف وحدة سكنية.
وقال إن هذه المشاريع الإسكانية ستغطي فجوة كبيرة في السكن الشعبي والاقتصادي في البلاد، موضحاً أن العقبة أمام تنفيذها هو التمويل، لكنها كمشاريع جاهزة للتنفيذ والتطبيق، مشيراً إلى أن لديهم جهوداً محلية ودولية لتوفير التمويل لهذه المشاريع.
وقال إن اجتماعاً سيتم بين الصندوق القومي للإسكان وبنك السودان المركزي ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي، لتوفير الضمانات بالنسبة للتمويل الخارجي واعتماد مبالغ للإسكان من الاحتياطي القانوني للمصارف المحلية.
وأكد الدكتور عبد الرحمن على أهمية التنسيق والتعاون المشترك بين الجهات المعنية لإنفاذ المشروع القومي للمأوى، وتوفير السكن للشرائح المستهدفة، مجدداً أن أبواب السودان مشرعة للاستثمار في مجال الإسكان. وأشار إلى أن الصندوق القومي للإسكان سيشارك في معرض أكسبو في دبي في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وذلك بجناح يعرض فيه الفرص الاستثمارية في السكن والوحدات السكنية في السودان، وسيتم عرض كل الفرص الجاهزة والمتاحة في العاصمة والولايات.
وقال إن هناك آثاراً متوقعة من قرار رفع العقوبات الاقتصادية الأميركية على البلاد، ومن المتوقع أن يسهم كثيرا في إنعاش سوق العقارات واستقطاب رؤوس أموال لصالح التوسع في مشروعات الإسكان. وأبان أن الصندوق استطاع خلال السنوات الماضية إحداث جسور للتعاون مع دول ومنظمات واتحادات ومؤسسات مختلفة، وحالت العقوبات دون استثمارها بالشكل المطلوب، مشيرا إلى أن جهودهم ستتواصل للاستفادة من الخبرات والموارد المالية المتاحة عبر القروض والمنح والاستثمارات.
وأكمل الصندوق القومي للإسكان في السودان تحديد المواقع والدراسات لمشروع المأوى القومي ومنازل العمال، حيث ستشيد المنازل بأنماط مختلفة من السكن الاقتصادي، الشعبي، الاستثماري، الريفي، والمنتج، بتمويل من البنوك العاملة في البلاد، وفق خطة الصندوق.
وقد طرحت إدارة الصندوق عطاءات منذ بداية العام الجاري لتنفيذ مدن سكنية، كما دعت المستثمرين إلى الدخول في شراكات للاستثمار العقاري بالولايات لتوفير المأوى للشرائح المستهدفة، إلا أن التمويل وقف عثرة أمام تلك المشاريع.
وطرح الصندوق القومي للإسكان في ولاية الخرطوم أن يطرح حالياً نحو 10 آلاف وحدة سكنية لمحدودي الدخل والفئويين والمهنيين في مدن العاصمة الثلاث، كما يطرح العديد من الفرص المتاحة في مجال الإسكان والتطوير العقاري، حيث تم الانتهاء من تجهيز 5 آلاف شقة و15 ألفا للسكن الاقتصادي في مدن الخرطوم الثلاث.
وتم تزويد تلك المساكن بخدمات الكهرباء والطرق والمدارس وبعض المرافق الأخرى، بهدف تسهيل وتوفير تكلفة البناء للأسرة، حيث تتصاعد أسعار مواد البناء في البلاد بشكل جنوني تماشياً مع الارتفاع الذي يشهده الدولار مقابل الجنيه السوداني والأوضاع الاقتصادية المتردية التي تمر بها البلاد حالياً.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان لديه خطة لتوسيع قاعدة السكن لمحدودي الدخل، عبر الإسكان الرأسي، الذي يتكون من مجمعات سكنية، كل مجمع يضم بناية من 7 أدوار، ويتكون الطابق من 10 شقق سكنية، بمساحات من 180 إلى 300 متر مربع.
ويتوقع الصندوق أن يجد مشروع الإسكان الرأسي والشقق، رواجاً وإقبالاً في أوساط السودانيين محدودي الدخل، خاصة أنه أقل تكلفة وأصبح كثير من السودانيين يفضلونه على السكن الأفقي، الأمر الذي دفع الصندوق لتنفيذ برامج إعلامية لرفع مستوى وعي وثقافة المواطنين للتعامل مع السكن الجماعي والتعاون فيما بينهم.
ووفقاً لمسؤول في الصندوق القومي للإسكان فإن برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي، يتضمن كيفية المحافظة على خدمات البناية، ورفع وعيهم بهذا النوع من البناء، حتى تتحول الخرطوم إلى عاصمة حضارية وجاذبة. وأضاف المصدر أن برنامج التوعية بالسكن في الشقق ودوره في تقليل تكلفة السكن، سيتولاه فريق من اتحاد مراكز الخدمات الصحافية، الذي يضم جميع وسائل الإعلام المحلية، مما سيوسع قاعدة انتشار الحملات الإعلامية للسكن الرأسي.
تغير ثقافة المواطن السوداني من السكن التقليدي (الحوش) إلى مساحات صغيرة مغلقة لا تطل على الشارع أو الجيران، ليس أمرا هينا. وبين أن خطوة الصندوق الحالية للاعتماد على السكن الرأسي مهمة لأنها تزيل كثيرا من المفاهيم المغلوطة عن السكن في الشقق السكنية.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان عام 2018 بدأ بالتعاون مع شركة هيتكو البريطانية للاستثمار، لتنفيذ مشروع الإسكان الفئوي الرأسي، الذي يستهدف بناء 50 ألف وحدة سكنية بالعاصمة الخرطوم، وكذلك مشروع لبناء أكبر مسجد في السودان، بمساحة 5 كيلومترات، وبناء 3 آلاف شقة ومحلات تجارية.