جائزة السعودية الكبرى: خروج صادم لهاميلتون ولوكلير يهيمن على التجارب الحرة‎

شوماخر نقل على مروحية فور تعرضه لحادث تصادم هائل

كانت التجارب الحرة ممتعة بين المنافسين أمس (أ.ف.ب)
كانت التجارب الحرة ممتعة بين المنافسين أمس (أ.ف.ب)
TT

جائزة السعودية الكبرى: خروج صادم لهاميلتون ولوكلير يهيمن على التجارب الحرة‎

كانت التجارب الحرة ممتعة بين المنافسين أمس (أ.ف.ب)
كانت التجارب الحرة ممتعة بين المنافسين أمس (أ.ف.ب)

خرج سائق مرسيدس البريطاني لويس هاميلتون بطل العالم 7 مرات في فورمولا واحد، بشكل مفاجئ من الجولة الأولى للتجارب الرسمية لسباق جائزة السعودية الكبرى أمس (السبت) على حلبة جدة، بحلوله في المركز السادس عشر، وهو ما يحصل له للمرة الأولى منذ سباق البرازيل عام 2017.

طائرة هليكوبتر تتابع السباق في التصفيات التأهيلية (تصوير: عدنان مهدلي)

‎وسيتعين على هاميلتون الذي انطلق من المركز الأول 103 مرات خلال مسيرته، بدء السباق المقرر اليوم (الأحد) من المراكز الخلفية.
‎وكان هاميلتون خرج من السباق البرازيلي إثر حادث اصطدام قبل خمس سنوات، لكن المرة الأخيرة التي فشل فيها في التأهل إلى الجولة الثانية بسبب السرعة (بعيداً عن الاصطدامات والأحوال الجوية ومشاكل تقنية)، كانت في سباق جائزة بريطانيا الكبرى عام 2009.
‎أما زميله ومواطنه جورج راسل فحل رابعاً في هذه الجولة.
‎ويخوض السائقون ثلاث جولات لتحديد هوية المنطلق من المركز الأول، على أن تضم الجولة الأخيرة السائقين العشرة الذين سجلوا أفضل توقيت.
وتوقفت التجارب التأهيلية أمس، بعد تعرض ميك شوماخر سائق هاس لحادث كبير في الفترة الثانية من التجارب.
وقال هاس إن نجل مايكل شوماخر بطل العالم سبع مرات كان واعياً بعد الحادث.
ونُقل السائق الألماني إلى المركز الطبي بعد خروجه من السيارة مع تناثر الحطام على أرض الحلبة.
ورجحت شبكة «سكاي سبورتس» التلفزيونية أن الحادث وقع على سرعة 274 كيلومتراً في الساعة عند اصطدام سيارة شوماخر بالحائط الإسمنتي في المنعطف العاشر.

حضور كبير ولافت من عشاق سباق الفورمولا أمس لحلبة كورنيش جدة (رويترز)

وفي التجارب الحرة الثالثة أمس، حرم شارل لوكلير سائق فيراري سائقي ريد بول من المركزين الأول والثاني في التجارب الحرة الثالثة بجائزة السعودية الكبرى ببطولة العالم لسباقات فورمولا 1 للسيارات.
وحقق السائق القادم من موناكو والفائز بالسباق الافتتاحي للموسم الأسبوع الماضي دقيقة واحدة و29.735 ثانية، متفوقاً بفارق 0.033 ثانية على ماكس فرستابن بطل العالم وزميله في ريد بول سيرجيو بيريز.
وأكمل لوكلير سيطرته على جميع التجارب الحرة في السعودية، وجاء زميله كارلوس ساينز في المركز الرابع.
وأقيمت التجارب الحرة أمس (السبت)، وسط معنويات عالية جداً من المتسابقين والأعضاء في الأجهزة الإدراية والفنية.
واستمرت معاناة مرسيدس في ظل التغييرات الجذرية في اللوائح.

جولة حاسمة اليوم تنتظر المتسابقين للفوز بجائزة السعودية الكبرى لـ«الفورمولا 1» (تصوير: عبد الله الفالح)

واكتفى لويس هاميلتون بالمركز 11 وزميله الجديد جورج راسل بالمركز 14.
واحتل فالتيري بوتاس المركز الخامس مع ألفا روميو أمام إستيبان أوكون وبيير جاسلي سائقي ألبين وألفا تاوري على الترتيب.
وجاء كيفن ماجنوسن ثامناً مع هاس وخلفه فرناندو ألونسو بطل العالم السابق مع ألبين.
وأكمل الياباني يوكي تسونودا المراكز العشرة الأولى مع ألفا تاوري.
من ناحية أخرى، أكّد سائق مرسيدس البريطاني جورج راسل المنضم هذا الموسم إلى صفوف الفريق خلفاً للفنلندي فالتيري بوتاس، أن الأمور تسير بشكل رائع بينه وبين زميله ومواطنه لويس هاميلتون بطل العالم 7 مرات في سباقات فورمولا واحد.
وقال راسل في مقابلة خاصة مع وكالة الصحافة الفرنسية، على هامش سباق جائزة السعودية الكبرى في جدة المقرر اليوم (الأحد) عن علاقته بهاميلتون: «أعتقد أنني ولويس نعمل بشكل جيد معاً. كلانا يدرك تماماً أن معركتنا ليست مواجهة بعضنا بعضاً، بل الفرق المنافسة، وبالتالي يتعين علينا العمل معاً من أجل الفوز».
وأضاف: «أعتقد أن كلينا تفاجأ بكيفية سير الأمور بيننا بطريقة ممتعة وهذا لا شك أمر واعد. يتعين علينا التركيز على أنفسنا، لأن الفورمولا واحد هي رياضة فردية، كل سيارة مختلفة عن الأخرى، وبالتالي يتعين علينا إيجاد ما يناسبنا».
واعتبر أن التغلب سيكون صعباً هذا الموسم على فيراري وريد بول نظراً لقوة هذا الثنائي، خلافاً لفريقه الذي عانى لكي ينافس في السباق الأول واستغل خروج سيارتي ريد بول في اللفات الأخيرة ليصعد هاميلتون إلى منصة التتويج بحلوله ثالثاً. وقال في هذا الصدد: «الأمر مماثل لخوض سباق الماراثون متخلفاً بفارق 10 دقائق عن المنافسين الآخرين».
وأضاف: «في هذه الحال يتعين عليك أن تكون أسرع من المنافسين، وحتى لو قدر لك ذلك يمكن أن تنهي السباق خلفهم».
وكان راسل قاد سيارة مرسيدس في نهاية موسم عام 2020 بدلاً من هاميلتون بعد معاناة الأخير من فيروس كورونا. ولدى سؤاله عن الفارق بين أن تكون سائقاً احتياطياً وأساسياً بعد خوضه جائزة البحرين الكبرى على حلبة الصخير الأسبوع الماضي، قال: «لا شك أن الثاني كان أكثر راحة لي، لأني الآن أعرف الفريق أفضل وأشعر بأني في منزلي، في حين عندما قمت بالحلول بدلاً من لويس لم يكن المقعد على قياسي، وكان يتعين علي تعلم كثير من الأشياء في فترة قصيرة، فكان الأمر معقداً في تجربتي الأولى».
وأضاف: «العامل الثاني هو أن سيارة مرسيدس عام 2020 كانت سريعة للغاية وتنافس على الفوز، ولو لم أتعرض لثقب في أحد إطارات سيارتي حينها لربما تمكنت من الفوز. أما حالياً فالأمر أصعب ولا يتعلق بإذا ما كنت مرتاحاً، أم لا، بل بتحقيق نتيجة جيدة».
واعتبر أنه أصبح أقوى من الناحية الذهنية بقوله: «بكل تأكيد، أنا أقوى من الناحية الذهنية مما كنت عليه قبل عامين. الخبرة التي اكتسبتها جعلتني أقوى وسائقاً أكثر كمالاً». وأكد أن «طموحي الفوز دائماً لكني لست وحيداً بالتفكير في هذا الامر، ثمة 19 سائقاً آخر لديهم الطموح ذاته»، مشيراً إلى أن الموسم الحالي سيكون «للتطوير والتعليم لكل الفرق»، وسط التعديلات الكبيرة التي طالت قوانين فورمولا واحد.
وأشار راسل إلى أن مرسيدس تستطيع حصد الثمار في حال نجحت في عملية التطور بسرعة أكبر من الفرق الأخرى، وقال: «إذا نجحنا في ذلك فلا أسباب لعدم المنافسة لتحقيق الانتصارات على المدى الطويل، وهذا ما أصبو إليه». يذكر أن راسل حل رابعاً في سباق البحرين.



بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».