الاحتجاجات تتواصل لليوم الثاني على التوالي في جنوب تونس للمطالبة بالتشغيل

مشروع قانون لمكافحة الإرهاب يشدد العقوبات على القوات الحاملة للسلاح

الاحتجاجات تتواصل لليوم الثاني على التوالي في جنوب تونس للمطالبة بالتشغيل
TT

الاحتجاجات تتواصل لليوم الثاني على التوالي في جنوب تونس للمطالبة بالتشغيل

الاحتجاجات تتواصل لليوم الثاني على التوالي في جنوب تونس للمطالبة بالتشغيل

تشهد ولاية قبلي، جنوب تونس، لليوم الثاني على التوالي احتجاجات اجتماعية للمطالبة بتوفير فرص عمل في الجهة التي تشهد نسبا عالية من البطالة في صفوف الشباب، حيث تجمع محتجون أمام مقر الولاية للمطالبة بالتشغيل والتنمية، وهي احتجاجات متواترة داخل عدة مناطق في الجنوب الذي تقترب فيه نسبة البطالة إلى 50 في المائة في بعض المناطق.
وذكرت تقارير إعلامية أن المحتجين أغلقوا الباب الرئيسي لمقر الولاية، ومنعوا الموظفين من الدخول، وطالبوا بتوظيفهم في شركات بترولية توجد في الجهة، وتتمتع بعقود تنقيب، لا سيما مع الإعلان مؤخرا عن اكتشافات لآبار نفطية جديدة.
وتأتي الاحتجاجات بعد ليلة من المواجهات استمرت حتى فجر أمس بين متظاهرين وقوات الأمن في منطقة الفوار التابعة للولاية، استخدمت خلالها قوات الأمن الغاز المسيل للدموع، وأطلقت الرصاص الحي في الهواء لتفريق المحتجين ومنعهم من اقتحام مقر للأمن.
وتبلغ نسبة البطالة في تونس نحو 16 في المائة، وتشمل قرابة 600 ألف عاطل عن العمل، بينهم أكثر من 200 ألف من بين الحاملين للشهادات العليا. وقد أدت الاحتجاجات الاجتماعية والإضرابات العمالية إلى تعطيل الإنتاج في قطاعات جد حيوية، مثل إنتاج الفوسفات في منطقة الحوض المنجمي بولاية قفصة في الجنوب.
من جهة ثانية، بدأت لجنة برلمانية تونسية في مناقشة مشروع قانون مكافحة الإرهاب وغسل الأموال، بتركيزها على الفصول المتعلقة بشؤون القوات الحاملة للسلاح، من أمن وجيش وجمارك، وشددت العقوبات عليها في حال انضمام أفرادها إلى مجموعات إرهابية.
واعتبر أعضاء «لجنة تنظيم الإدارة وشؤون القوات الحاملة للسلاح»، وهي اللجنة البرلمانية التي تنظر في مشروع القانون المذكور، أن احترام حقوق الإنسان عند تطبيق قانون مكافحة الإرهاب يعد مسألة دستورية لا تراجع عنها. وفي هذا الإطار أقرت اللجنة، ضمن تعديلات أجرتها على مشروع قانون مكافحة الإرهاب وغسل الأموال، تشديد العقوبات بخصوص الجرائم الإرهابية إذا ارتكبت من قبل قوات الجيش، أو الأمن أو الجمارك. كما أشارت اللجنة البرلمانية إلى أن هذا التشديد في العقوبات مرتبط بمشاركة القوات الحاملة للسلاح في جريمة إرهابية، وبموظفي السجون والإصلاح في حال انضمامهم إلى مجموعات إرهابية.
وتتوخى السلطات التعامل بحزم لمواجهة الجرائم الإرهابية المرتكبة، ولذلك تضمن مشروع قانون مكافحة الإرهاب أحكاما مشددة، حيث تصل بعض العقوبات حد السجن المؤبد، وإلى عقوبة الإعدام في بعض الحالات.
وعلى صعيد متصل بالإرهاب، لم يتفاجأ التونسيون بورود اسم أحد المتهمين بالإرهاب في اللائحة الأميركية التي تطالب بالإدلاء بمعلومات عن أربعة قياديين في تنظيم داعش، والتي ستمنح مكافأة مالية قيمتها ثلاثة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن التونسي طارق بن الطاهر بن فالح العوني الحرزي، واصفة إياه بأنه من أوائل المنضمين إلى «داعش»، وأنه المسؤول عن توظيف المقاتلين الأجانب، كما أنه عضو سابق في «أنصار الشريعة»، ومن العناصر الخطيرة التي تقف وراء اغتيال نائب المجلس التأسيسي (البرلمان) محمد البراهمي، وكذلك السفير الأميركي لدى ليبيا سنة 2012.
وفي تعليقه على هذا القرار الأميركي الجديد، قال الطاهر الحرزي، والد طارق، لـ«الشرق الأوسط»، إنه لا يستطع فهم مغزى القرار لأن ابنه مقعد بسبب قطع إحدى ساقيه وتركيب ساق اصطناعية، مضيفا أن الأميركيين عجزوا عن إثبات أي تهمة ضد ابنه عندما كان سجينا، رغم أنهم أبقوه في المعتقلات مدة طويلة دون محاكمة.
كما أكد أن أخباره انقطعت عنه منذ فترة بعد تأكده من خضوعه لمراقبة وتنصت قد يكشفان مكانه. أما بخصوص ابنه علي الحرزي، المتهم بدوره بالمشاركة في اغتيال البرلماني محمد البراهمي والسفير الأميركي لدى ليبيا، فقد أشار إلى أنه بصحة جيدة، لكنه لا يعرف مكان وجوده على وجه الدقة.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.