روسيا وأوكرانيا... مفاوضات تتقدم على دويّ القذائف والعقوبات

بوتين يدافع عن حربه «الناجحة» ... وبايدن يصفه بـ {مجرم حرب}... وزيلينسكي يناشد الكونغرس الأميركي مزيداً من الدعم

مساعٍ لإخماد النيران في خاركيف أمس مع استمرار التغلغل الروسي في المدن الأوكرانية (رويترز)
مساعٍ لإخماد النيران في خاركيف أمس مع استمرار التغلغل الروسي في المدن الأوكرانية (رويترز)
TT

روسيا وأوكرانيا... مفاوضات تتقدم على دويّ القذائف والعقوبات

مساعٍ لإخماد النيران في خاركيف أمس مع استمرار التغلغل الروسي في المدن الأوكرانية (رويترز)
مساعٍ لإخماد النيران في خاركيف أمس مع استمرار التغلغل الروسي في المدن الأوكرانية (رويترز)

بدا أمس أن موسكو وكييف أحرزتا تقدماً في المفاوضات المتواصلة عبر تقنية «الفيديو كونفرنس». ودلّت معطيات الجانب الروسي على انتقال النقاشات إلى «آليات عملية» حول ملفي تثبيت مبدأ الحياد وتقليص تعداد الجيش الأوكراني. لكن تبايناً ظهر حول تفاصيل الرؤية المطروحة؛ فبينما تدعم موسكو تكرار سيناريو السويد أو النمسا، فإن الجانب الأوكراني قال إن «الظروف مختلفة»، لأن كييف «تواجه حرباً مباشرة»، وتحدث عن طرح «نموذج أوكراني» يقوم على «الحياد مقابل ضمانات أمنية موثقة».
وكان لافتاً أن تقدم المفاوضات ترافق مع تكثيف النشاط العسكري ودويّ قذائف القوات الروسية التي واصلت استهداف المدن المطوّقة. ودلّت تقارير على بدء التقدم نحو أوديسا (جنوب غرب) التي ظلت هادئة حتى الآن، وقصف مسرح في ماريوبول (جنوب) يؤوي «مدنيين»، حسب رواية سلطات المدينة. وقالت السلطات إن «روسيا دمّرت عمداً مسرح الدراما حيث يختبئ مئات الأشخاص»، وهو ما نفته موسكو.
في غضون ذلك، وصف الرئيس الأميركي جو بايدن أمس نظيره الروسي فلاديمير بوتين بأنه «مجرم حرب»، على خلفية غزو أوكرانيا. وقال البيت الأبيض معلقاً على الأمر إن الرئيس كان «يتحدّث من قلبه» بعدما شاهد على التلفاز صوراً «للأفعال الهمجية التي يقوم بها ديكتاتور متوحش عبر غزوه بلداً آخر».
من جانبه، شنّ بوتين هجوماً حاداً على الغرب الذي وصفه «إمبراطورية الكذب». ودافع خلال اجتماع حكومي لمعالجة تبعات العقوبات الغربية على بلاده عن العملية العسكرية التي وصفها بأنها «ناجحة، وتسير وفقاً للخطة المحددة».
بدوره، طالب الرئيس الأوكراني فولودومير زيلينسكي الإدارة الأميركية بتقديم طائرات مقاتلة لأوكرانيا «للدفاع عن سمائها» أمام الغزو الروسي، كما ناشد الكونغرس، في خطاب أمامه عبر الفيديو، بمزيد من الدعم وتوسيع رقعة العقوبات لتشمل كل السياسيين الروس.
... المزيد


مقالات ذات صلة

الكرملين: التصريح الأخير لترمب بشأن أوكرانيا «يتماشى تماماً» مع الموقف الروسي

أوروبا المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف (د.ب.أ)

الكرملين: التصريح الأخير لترمب بشأن أوكرانيا «يتماشى تماماً» مع الموقف الروسي

نوّه الكرملين الجمعة بالتصريح الأخير لدونالد ترمب الذي اعترض فيه على استخدام أوكرانيا صواريخ أميركية لاستهداف مناطق روسية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا القوات الأوكرانية تقصف مواقع روسية على خط المواجهة في منطقة خاركيف (أ.ب)

مسؤول كبير: أوكرانيا ليست مستعدة لإجراء محادثات مع روسيا

كشف أندريه يرماك رئيس مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مقابلة أذيعت في وقت متأخر من مساء أمس (الخميس) إن كييف ليست مستعدة بعد لبدء محادثات مع روسيا.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا عسكري أوكراني يحتمي أمام مبنى محترق تعرَّض لغارة جوية روسية في أفدييفكا (أ.ب)

قتال عنيف... القوات الروسية تقترب من مدينة رئيسية شرق أوكرانيا

أعلنت القيادة العسكرية في أوكرانيا أن هناك قتالاً «عنيفاً للغاية» يجري في محيط مدينة باكروفسك شرق أوكرانيا، التي تُعدّ نقطة استراتيجية.

«الشرق الأوسط» (كييف)
الولايات المتحدة​ تشمل المعدات المعلن عنها خصوصاً ذخيرة لأنظمة قاذفات صواريخ هيمارس وقذائف مدفعية (رويترز)

مساعدات عسكرية أميركية إضافية لأوكرانيا بقيمة 500 مليون دولار

أعلنت الولايات المتحدة أنها ستقدم معدات عسكرية تقدر قيمتها بنحو 500 مليون دولار لدعم أوكرانيا، قبل نحو شهر من تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا من جنازة جندي أوكراني توفي خلال الحرب مع روسيا (أ.ف.ب)

«الناتو»: مليون قتيل وجريح في أوكرانيا منذ بدء الحرب

أعرب حلف شمال الأطلسي (الناتو) عن اعتقاده بأن أكثر من مليون شخص سقطوا بين قتيل وجريح في أوكرانيا منذ شنّت روسيا غزوها الشامل في فبراير (شباط) 2022.

«الشرق الأوسط» (كييف)

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
TT

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان.
وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة». وقال: «نرى زوال الكيان الصهيوني قريباً جداً، الذي تظهر آثار أفوله».
وزار رئيسي، مساء الأربعاء، مقام السيدة زينب، في ريف دمشق، وألقى خطاباً في صحن المقام، في حفل شعبي ورسمي حاشد، وذلك بعد أن التقى مجموعة من أُسر قتلى الميليشيات الشيعية من دول سوريا ولبنان وأفغانستان وإيران وغيرها.
وسلطت مصادر النظام السوري الضوء على البُعد الاقتصادي للزيارة، إذ دعت صحيفة «تشرين» الرسمية، في افتتاحية، أمس، إلى «معاينة المشهد من جديد»، واصفة زيارة رئيسي لدمشق بـ«الحدث». وأفادت بأن معطياتها المكثفة «تلخّصُ الرؤية المتكاملة للتوجّه نحو خلق موازين قوّة تفرضُ نفسَها، وأن سوريا ثمَّ العراق فإيران، هي المرتكزُ المتينُ لتكتّل إقليمي يكمّل البعد الأشمل للقطب الجديد الصّاعد بهويته الاقتصاديّة، القائمة على توافقات سياسيّة في نهج السلام والوئام، من حيث إن التكتلات الاقتصادية الإقليمية ستكون هي الخيار الاستراتيجي الحقيقي»، لافتة إلى أن الواقعية، اليوم «تُملي التسليمَ بأن الاقتصادَ يقود السياسة».
وعدّت «تشرين»، الناطقة باسم النظام في دمشق، اجتماعات اللجنة العليا السورية العراقيّة في دمشق، التي انعقدت قبل يومين، واجتماعات اللجنة السورية الإيرانية «بدايات مطمئنة لولادة إقليم اقتصادي متماسكٍ متكاملٍ مترابطٍ بشرايين دفّاقة للحياة الاقتصاديّة».