الصين تسجل أعلى إصابات بـ«كورونا» منذ عامين

دول أوروبية تشهد تفشياً للفيروس... وأستراليا تتعايش معه

مركز لفحص «كورونا» في شرق الصين (أ.ف.ب)
مركز لفحص «كورونا» في شرق الصين (أ.ف.ب)
TT

الصين تسجل أعلى إصابات بـ«كورونا» منذ عامين

مركز لفحص «كورونا» في شرق الصين (أ.ف.ب)
مركز لفحص «كورونا» في شرق الصين (أ.ف.ب)

أعلنت اللجنة الوطنية للصحة في الصين تسجيل بر الصين الرئيسي ما يزيد على 1500 إصابة جديدة بـ«كوفيد – 19» انتقلت إليها العدوى محلياً، أمس (السبت)، وهو العدد الأكبر منذ تفشي المرض على مستوى البلاد في بداية عام 2020. فيما يدفع متحور «أوميكرون» المدن في جميع أنحاء البلاد إلى تشديد إجراءات مكافحته.
وسجل بر الصين الرئيسي 588 إصابة جديدة مؤكدة بفيروس «كورونا»، يوم الجمعة، انخفاضاً من 555 في اليوم السابق. وقالت اللجنة، في بيان، إن 476 من الإصابات الجديدة انتقلت إليها العدوى محلياً، ارتفاعاً من 397 في اليوم السابق. وسجلت الصين 1048 إصابة جديدة لم تظهر عليها أعراض يوم الجمعة، ارتفاعاً من 703 في اليوم السابق. ولا تصنف الصين تلك الحالات على أنها إصابات مؤكدة. ولم تسجل أي وفيات جديدة ليظل العدد ثابتاً عند 4636.
وأعلن إقليم جيلين بشمال شرقي البلاد، وهو من أكثر المناطق تضرراً، إقالة رئيس بلدية مدينة جيلين ورئيس منطقة في العاصمة تشانغتشون. وذكر اجتماع عقده فريق العمل الحكومي المكلف بتنسيق جهود التصدي لـ«كوفيد – 19» يوم الجمعة، أن على جميع المحليات تشديد إجراءات الوقاية والسيطرة، والتعامل مع ذلك باعتباره مهمتهم السياسية الأولى. وفي كوريا الجنوبية، تم تسجيل زيادة قياسية في الإصابات بـ«كوفيد»، إذ قالت الوكالة الكورية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، أمس (السبت)، إن كوريا الجنوبية سجلت زيادة قياسية في الإصابات اليومية بـ«كوفيد – 19» بلغت 383665 إصابة وسط تصاعد الحالات الناجمة عن المتحور «أوميكرون».
وفي أوروبا، سجل معهد «روبرت كوخ» الألماني لمكافحة الأمراض، أمس، رقماً قياسياً في معدل الإصابة الأسبوعي بفيروس كورونا في ألمانيا. وأوضح المعهد أن هذا المعدل، وهو عدد حالات الإصابة بالعدوى لكل 100 ألف شخص على مدار سبعة أيام، بلغ حالياً 1496، مقابل 1439 أول من أمس. وكان المعدل يبلغ قبل أسبوع 8.‏1220، وقبل شهر 3.‏1474.
وأضاف أن مكاتب الصحة في ألمانيا سجلت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية 237 ألفاً و86 حالة إصابة جديدة بالفيروس، مقابل 192 ألفاً و210 حالات الأسبوع الماضي. وكان المعهد سجل، يوم الخميس، رقماً قياسياً جديداً في عدد الإصابات اليومية بألمانيا، بواقع 262 ألفاً و752 حالة.
وبلغ عدد حالات الوفاة الناجمة عن المرض خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية 249 حالة، مقابل 255 حالة قبل أسبوع. وبحسب بيانات المعهد، بلغ عدد حالات الإصابة بالفيروس منذ بدء تفشيه في ألمانيا في ربيع عام 2020، 16 مليوناً و994 ألفاً و744 حالة. ولكن المعهد أشار إلى أن إجمالي العدد الفعلي لحالات الإصابة قد يكون أعلى من ذلك، نظراً لأن كثيراً من حالات الإصابة لم يتم اكتشافها.
من جانبها، سجلت فرنسا 72 ألفاً و459 إصابة جديدة بفيروس «كورونا» خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، بالإضافة إلى 150 وفاة، بحسب بيانات جامعة جونز هوبكنز الأميركية، أمس (السبت). وبذلك ترتفع حصيلة الإصابات المؤكدة في البلاد إلى 23 مليوناً و565 ألفاً و274 إصابة، والوفيات إلى 141 ألفاً و54.
كما سجلت إيطاليا 53 ألفاً و961 إصابة جديدة بالفيروس خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، بالإضافة إلى 156 وفاة، بحسب بيانات جامعة جونز هوبكنز، أمس. وبذلك ترتفع حصيلة الإصابات المؤكدة في البلاد إلى 13 مليوناً و268 ألفاً و459، والوفيات إلى 156 ألفاً و649.
أما في أستراليا فقد قال رئيس الوزراء إن بلاده تقترب من التعايش مع «كوفيد – 19» كأنه «إنفلونزا». وأضاف سكوت موريسون أن الزعماء السياسيين في البلاد يريدون الانتقال إلى مرحلة جديدة من التعايش مع «كوفيد – 19» كما لو كان «إنفلونزا»، لكنهم سيستشيرون خبراء الصحة. وبعد يوم من اجتماعه مع مجلس الوزراء والزعماء الاتحاديين، قال موريسون للصحافيين، أمس، إنهم ناقشوا الانتقال إلى «المرحلة دي» من الخطة العامة للتصدي للجائحة. وأضاف: «مطاراتنا أصبحت مفتوحة من جديد ويمكن للوافدين الدوليين القدوم وهناك الآن إعفاءات من الحجر الصحي للأشخاص العائدين، لذلك نحن في المرحلة (دي) إلى حد كبير».
وتابع موريسون، الذي تواجه حكومته المحافظة انتخابات في مايو (أيار)، أن الزعماء يريدون إلغاء شرط العزل للمخالطين للمصابين بـ«كوفيد – 19»، وسيطلبون المزيد من النصائح حول هذا الأمر من لجنة من الخبراء.


مقالات ذات صلة

الولايات المتحدة ستزيد القيود على لقاحات كوفيد

الولايات المتحدة​ الولايات المتحدة تزيد القيود على تلقي اللقاحات المضادة لكوفيد (أ.ف.ب)

الولايات المتحدة ستزيد القيود على لقاحات كوفيد

تعتزم الولايات المتحدة زيادة القيود على تلقي اللقاحات المضادة لكوفيد، مع حصر التوصية بها للأشخاص في سن 65 عاماً وما فوق أو لأولئك المعرضين للخطر بصورة أكبر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم تايلانديون يضعون كمامات واقية في منطقة عامة ببانكوك الثلاثاء (إ.ب.أ)

«منظمة الصحة» تتبنى اتفاقاً تاريخياً لمكافحة الجوائح العالمية

شكّلت جائحة «كوفيد 19» صدمة عالمية، وذكّرت بأن الفيروسات لا تعترف بالحدود، وبأن أي بلد، مهما بلغت قوته، لا يستطيع بمفرده مواجهة أزمة صحية عالمية.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
علوم «لقاحات الحمض النووي»: تطويرات باهرة أم أسلحة دمار شامل؟

«لقاحات الحمض النووي»: تطويرات باهرة أم أسلحة دمار شامل؟

لا تؤثر على الحمض النووي للإنسان ولا تندمج مع الجينوم

آسيا رجل يمر أمام مجسمَيْن لفيروس «كورونا» (رويترز)

الصين: «كوفيد - 19» نشأ في الولايات المتحدة

أعادت الصين تكرار مزاعمها بأن «كوفيد - 19» ربما نشأ في الولايات المتحدة، وذلك في تقرير أصدرته أمس الأربعاء حول استجابتها للجائحة.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)

ترمب يُروِّج لنظرية «تسرب كورونا من المختبر» عبر موقع «كوفيد» الحكومي

يدعم موقع إلكتروني اتحادي متخصص في فيروس «كوفيد-19»، كان يعرض معلومات عن اللقاحات والفحوصات والعلاج، الآن، نظرية أن الوباء نشأ نتيجة تسرب من مختبر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

ما هي الخطة المدعومة من أميركا لمساعدات غزة ولماذا ترفضها الأمم المتحدة؟

الموت جوعاً يهدد سكان غزة بعد 6 أسابيع من قطع إسرائيل جميع الإمدادات عنهم (رويترز)
الموت جوعاً يهدد سكان غزة بعد 6 أسابيع من قطع إسرائيل جميع الإمدادات عنهم (رويترز)
TT

ما هي الخطة المدعومة من أميركا لمساعدات غزة ولماذا ترفضها الأمم المتحدة؟

الموت جوعاً يهدد سكان غزة بعد 6 أسابيع من قطع إسرائيل جميع الإمدادات عنهم (رويترز)
الموت جوعاً يهدد سكان غزة بعد 6 أسابيع من قطع إسرائيل جميع الإمدادات عنهم (رويترز)

تهدف مؤسسة مدعومة من الولايات المتحدة إلى بدء العمل في قطاع غزة بحلول نهاية مايو (أيار) للإشراف على نموذج جديد لتوزيع المساعدات في القطاع الفلسطيني، لكن الأمم المتحدة تقول إن الخطة تفتقر للنزاهة والحياد ولن تشارك فيها.

* ما هي مؤسسة إغاثة غزة؟

ستشرف مؤسسة إغاثة غزة المدعومة من الولايات المتحدة على توصيل المساعدات في غزة، وأظهر السجل التجاري في جنيف أن المؤسسة أُنشئت في فبراير (شباط) في سويسرا.

وقال مصدر مطلع على الخطة إن المؤسسة تعتزم العمل مع شركتين أميركيتين خاصتين للأمن واللوجستيات، وهما (يو.جي سولوشنز) و(سيف ريتش سولوشنز). وقال مصدر ثان مطلع على الخطة إن مؤسسة إغاثة غزة تلقت بالفعل تعهدات بأكثر من 100 مليون دولار. ولم يتضح بعد مصدر هذه الأموال.

وقالت دوروثي شيا القائمة بأعمال الممثل الدائم للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة أمام مجلس الأمن في وقت سابق هذا الشهر إن مسؤولين أميركيين كبارا يعملون مع إسرائيل لتمكين المؤسسة من بدء العمل، وحثت الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة على التعاون. وقالت إسرائيل إنها ستسمح للمؤسسة بأن تباشر عملها من دون المشاركة في إيصال المساعدات.

* كيف ستعمل الخطة الجديدة؟

قالت مؤسسة إغاثة غزة إن المؤسسة ستنفذ عملياتها في البداية من أربعة مواقع توزيع آمنة، ثلاثة في الجنوب وواحد في وسط غزة، وإنه سيجري «خلال الشهر القادم افتتاح مواقع إضافية، بما في ذلك في شمال غزة».

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الخميس إن بناء مناطق التوزيع الأولى سيكتمل خلال الأيام المقبلة وإن إسرائيل تنوي «إقامة مناطق آمنة واسعة جنوب غزة». وأضاف «سينتقل السكان الفلسطينيون إلى هناك حفاظا على سلامتهم، بينما نخوض معارك في مناطق أخرى».

وأكدت مؤسسة إغاثة غزة أنها «لن تشارك أو تدعم أي شكل من أشكال التهجير القسري للمدنيين»، وأنه لا يوجد حد لعدد المواقع التي يمكنها فتحها أو أماكنها. وذكرت في بيان «ستستعين مؤسسة إغاثة غزة بمقاولين أمنيين لنقل المساعدات من المعابر الحدودية إلى مواقع التوزيع الآمنة. وبمجرد وصول المساعدات إلى المواقع، سيتم توزيعها مباشرة على سكان غزة بواسطة فرق إنسانية مدنية».

وأعلن مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون أن بعض منظمات الإغاثة وافقت على العمل مع مؤسسة إغاثة غزة. ولم تعرف أسماء هذه المنظمات بعد. وأشارت المؤسسة إلى أنها تضع اللمسات الأخيرة على آليات إيصال المساعدات إلى من لا يستطيعون الوصول إلى مواقع التوزيع. وأضافت أنها لن تشارك أي معلومات شخصية عن متلقي المساعدات مع إسرائيل وأن الجيش الإسرائيلي «لن يكون له وجود في المنطقة المجاورة مباشرة لمواقع التوزيع».

* لماذا لن تتعاون الأمم المتحدة مع نموذج التوزيع الجديد؟

تقول الأمم المتحدة إن خطة التوزيع المدعومة من الولايات المتحدة لا تفي بمبادئ المنظمة الراسخة المتمثلة في النزاهة والحياد والاستقلالية. وقال توم فليتشر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إنه لا ينبغي إضاعة الوقت على الاقتراح البديل.

وفي إفادة قدمها فليتشر إلى مجلس الأمن، أوضح أن المشكلات في الخطة التي كانت إسرائيل أول من طرحها هي أنها «تفرض مزيدا من النزوح. وتعرض آلاف الأشخاص للأذى... وتقصر المساعدات على جزء واحد فقط من غزة ولا تلبي الاحتياجات الماسة الأخرى. وتجعل المساعدات مقترنة بأهداف سياسية وعسكرية. وتجعل التجويع ورقة مساومة».

وتقول الأمم المتحدة إن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) هي العمود الفقري لعمليات الإغاثة في غزة. إلا أن إسرائيل تتهم الوكالة بالتحريض ضدها، وتتهم موظفيها «بالتورط في أنشطة إرهابية». وتعهدت الأمم المتحدة بالتحقيق في جميع هذه الاتهامات.

وتؤكد مؤسسة إغاثة غزة أن العمل مع إسرائيل لإيجاد «حل عملي لا يعد انتهاكا للمبادئ الإنسانية».

* لماذا طرحت خطة بديلة لتوزيع المساعدات؟

منعت إسرائيل دخول جميع المساعدات إلى غزة منذ الثاني من مارس (آذار) متهمة حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) بسرقتها، وهو ما تنفيه الحركة. وتطالب إسرائيل بإطلاق سراح جميع الرهائن الذين جرى اقتيادهم لداخل غزة في هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 على بلدات بجنوب إسرائيل والذي تقول إحصاءات إسرائيلية إنه أسفر عن مقتل 1200 شخص. واندلعت على إثر الهجوم الحرب في قطاع غزة التي قتل فيها 53 ألف شخص.

وفي أوائل أبريل (نيسان)، اقترحت إسرائيل «آلية منظمة للمراقبة ودخول المساعدات» إلى غزة. لكن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش سرعان ما رفضها وقال إنها تهدد «بمزيد من القيود على المساعدات والسيطرة على كل سعرة حرارية وحبة دقيق».

ومنذ ذلك الحين، تزايد الضغط على إسرائيل للسماح باستئناف دخول المساعدات. وحذر التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، وهو مرصد عالمي لمراقبة الجوع مدعوم من الأمم المتحدة، الأسبوع الماضي من أن نصف مليون شخص يواجهون خطر المجاعة، وهو ما يعادل ربع سكان القطاع.

وأقر الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأن «الكثير من الناس يتضورون جوعا في غزة». ووسط جمود بشأن المقترح الإسرائيلي، دعمت واشنطن مؤسسة إغاثة غزة المنشأة حديثا للإشراف على توزيع المساعدات. وذكرت المؤسسة قبل أيام أنها تسعى إلى بدء العمل في غزة بحلول نهاية مايو أيار. في غضون ذلك، سمحت إسرائيل باستئناف دخول مساعدات محدودة بموجب الآليات القائمة حاليا.

* ما هي الآليات الحالية لتوصيل المساعدات؟

تقول الأمم المتحدة منذ اندلاع الصراع إن عمليتها الإنسانية في غزة تواجه مشاكل بسبب الحملة العسكرية الإسرائيلية والقيود التي تفرضها إسرائيل على الدخول إلى غزة والعمل في جميع أنحاء القطاع وعمليات نهب من قبل عصابات مسلحة.

لكن الأمم المتحدة أكدت أن نظامها لتوزيع المساعدات فعال وأن الأمر ثبُت بصورة خاصة خلال وقف إطلاق النار الذي استمر شهرين قبل أن تستأنف إسرائيل العمليات العسكرية في منتصف مارس آذار. وكانت إسرائيل تفحص المساعدات وتوافق عليها أولا ثم تُنقل إلى داخل حدود غزة حيث تستلمها الأمم المتحدة وتوزعها.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك يوم الاثنين «يمكننا العودة إلى ذلك النظام. لدينا آلية تعمل. لسنا بحاجة إلى إعادة اختراع العجلة». وأضاف «لسنا بحاجة إلى شريك جديد في عمليات الإغاثة ليملي علينا كيفية أداء عملنا في غزة».

وأوضح فليتشر يوم الاثنين ما تحتاجه الأمم المتحدة من إسرائيل لزيادة حجم المساعدات، وهو فتح معبرين على الأقل إلى غزة، أحدهما في الشمال والثاني في الجنوب، وتبسيط الإجراءات وتسريعها وعدم تحديد حصص وعدم فرض عوائق أمام الوصول إلى غزة وعدم تعرض المساعدات للهجوم في أثناء توصيلها والسماح بتلبية مجموعة من الاحتياجات منها الغذاء والماء وأدوات النظافة والمأوى والرعاية الصحية والوقود والغاز.