قصة السنوات العشر الضائعة لمانشستر يونايتد ومرارة إنفاق 1.1 مليار جنيه إسترليني

سياسة التعاقدات السيئة والتعيينات الفاشلة للمدربين تعني أن معاناة النادي قد تمتد أعواماً

أليكس فيرغسون وكأس الدوري عام 2013... يونايتد لم يفز بالبطولة منذ ذلك الحين (غيتي)
أليكس فيرغسون وكأس الدوري عام 2013... يونايتد لم يفز بالبطولة منذ ذلك الحين (غيتي)
TT

قصة السنوات العشر الضائعة لمانشستر يونايتد ومرارة إنفاق 1.1 مليار جنيه إسترليني

أليكس فيرغسون وكأس الدوري عام 2013... يونايتد لم يفز بالبطولة منذ ذلك الحين (غيتي)
أليكس فيرغسون وكأس الدوري عام 2013... يونايتد لم يفز بالبطولة منذ ذلك الحين (غيتي)

إذا كانت خدمة «أمازون برايم» تريد سلسلة رياضية أخرى تحقق نجاحا كبيرا فيمكنها أن تنتج برنامجا بعنوان «مانشستر يونايتد: العقد المفقود»، تلقي فيه الضوء على معاناة مانشستر يونايتد وكيف ستمتد فترة فشله في الحصول على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز إلى عشر سنوات كاملة على الأقل. ولإضافة مزيد من العمق والحيوية على هذا البرنامج، يجب إلقاء الضوء على مباراة الديربي التي جمعت مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي في المرحلة الثامنة والعشرين من المسابقة والتي سحق فيها سيتي يونايتد بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد، وكيف أن مانشستر يونايتد صاحب الرقم القياسي للحصول على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز بـ20 لقبا يعاني بشدة حاليا، في الوقت الذي ينجح فيه مانشستر سيتي في الحصول على لقب الدوري مرات متعاقبة ببراعة.

مورغان شنايدرلين وباستيان شفانيشتيغر وماركوس روخو الذين تعاقد معهم فان غال (غيتي)

لقد كانت آخر مرة يحصل فيها مانشستر يونايتد على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز في مايو (أيار) 2013، وبات من المؤكد أن المدير الفني الألماني المؤقت رالف رانغنيك لن ينجح في قيادة النادي للتتويج باللقب الحادي والعشرين، إذ يتخلف مانشستر يونايتد عن المتصدر مانشستر سيتي بفارق 22 نقطة قبل 10 جولات متبقية من الموسم، وبالتالي فإن فترة فشل مانشستر يونايتد في الحصول على لقب الدوري ستمتد إلى عشر سنوات على الأقل.
ومنذ آخر مرة قاد فيها السير أليكس فيرغسون مانشستر يونايتد للفوز باللقب، احتل الفريق المراكز السابع والرابع والخامس والسادس والثاني والسادس والثالث والثاني. ومن المثير للدهشة أيضاً أن كل الفرق التي شكلها ديفيد مويز ولويس فان غال وجوزيه مورينيو وأولي غونار سولسكاير قد فشلت في أن تكون منافسا حقيقيا على الفوز باللقب. وحتى في المرتين اللتين أنهى فيهما مانشستر يونايتد الموسم في المركز الثاني، فإنه تخلف عن مانشستر سيتي بفارق 19 نقطة كاملة في موسم 2017 - 2018 تحت قيادة مورينيو، وبفارق 12 نقطة كاملة عن مانشستر سيتي أيضا تحت قيادة سولسكاير، وفاز مانشستر سيتي في ذلك الموسم بثالث لقب للدوري تحت قيادة جوسيب غوارديولا.

هل أخفق سولسكاير عندما تعاقد مع كريستيانو رونالدو؟

لقد كانت حقبة ما بعد فيرغسون عبارة عن كتالوج لسوء الإدارة المؤسف، وكان المذنبون الرئيسيون هم إد وودوارد، نائب الرئيس التنفيذي السابق، والمالك المشارك جويل غليزر، لفشلهما أربع مرات في تعيين المدير الفني المناسب والإشراف على سياسة تعاقدات فاشلة، لم يتم تصحيحها حتى الآن. وإذا كان من المحتم أن يكون مانشستر يونايتد متمحوراً حول فيرغسون حتى بعد نهاية فترة ولايته التي استمرت 26 عاماً ونصف السنة، فإن ديفيد مويز لم يكن يمتلك الرؤية لإعادة بناء هذه الإمبراطورية. وعندما أقاله وودوارد وغليزر في أبريل (نيسان) 2014، بعد قيادة النادي في 34 مباراة فقط في الدوري رغم أن عقده مع النادي كان لمدة ست سنوات، بدأ تراجع الفريق بشكل كبير واستمر التراجع لمدة ثماني سنوات.
وفي ظل عدم وجود ضوابط وتوازنات، سُمح لخليفة مويز - لويس فان غال – باتباع سياسة تعاقدات تعتمد على التعاقد مع لاعبين فرديين بدلا من الاعتماد على سياسة مدروسة تهدف إلى تكوين فريق متماسك. فلماذا تم التعاقد مع أنخيل دي ماريا، على سبيل المثال، رغم تحفظات اللاعب على الانتقال إلى «أولد ترافورد» في صفقة قياسية آنذاك كلفت النادي 59.3 مليون جنيه إسترليني؟ وبعد إتمام الصفقة مباشرة، كتب اللاعب الأرجنتيني خطاباً مفتوحاً لمشجعي ريال مدريد أكد فيه على أنه لم يكن يرغب أبدا في الرحيل! ولم تنجح صفقة دي ماريا، تماما كما حدث مع كل من مورغان شنايدرلين وباستيان شفانيشتيغر وماركوس روخو الذين تعاقد معهم فان غال.

يونايتد يتخلف عن المتصدر سيتي بفارق 22 نقطة بعد الهزيمة المذلة في ملعب الأخير (أ.ف.ب)

لكن المدير الفني الهولندي قاد مانشستر يونايتد للفوز بلقب كأس الاتحاد الإنجليزي عام 2016، وهي أول بطولة يحصل عليها النادي بعد رحيل فيرغسون. فماذا كانت مكافأته على ذلك؟ لقد أقاله وودوارد وغليزر في اليوم التالي مباشرة! قد يقولان إن فان غال يستحق الإقالة لأن النادي أنهى ذلك الموسم في المركز السادس، لكن آخرين يرون أن هذا القرار قد أظهر هوسا داخل النادي بالنتيجة النهائية: عدم التأهل لدوري أبطال أوروبا في الموسم التالي يعني تراجعاً كبيراً في الإيرادات.
ثم جاء مورينيو، الذي كانت ولايته السابقة قد انتهت بالإقالة في تشيلسي. وتعاقد معه وودوارد وغليزر أخيراً رغم العديد من التحفظات على المدير الفني البرتغالي الذي تشير جميع المؤشرات إلى أنه لم يعد قادرا على تحقيق النجاح الذي كان يحققه في الماضي. وقد ظهر مورينيو في أحد المؤتمرات الصحافية وهو يطالب بـ«الاحترام، الاحترام، الاحترام» في مشهد يلخص كيف تضاءلت سلطاته ويعكس مدى إحباطه من رفض النادي التعاقد مع المدافع هاري ماغواير في صيف عام 2018.
وإذا كان رفض مانشستر يونايتد التعاقد مع ماغواير آنذاك قد أظهر أن النادي قد تعلم مما حدث مع فان غال عندما كان يتعاقد مع اللاعبين بطريقة غير مدروسة، فإن ذلك كان يبدو أيضا بمثابة تطبيق غريب للقيود الجديدة على مورينيو: إذا كنت قد تعاقدت مع مدير فني متقلب المزاج وسبق له الفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز ثلاث مرات ويصر على دعمه بطريقة معينة فما المنطق وراء عدم تقديم الدعم اللازم له؟ ومع ذلك، قاد مورينيو النادي للفوز بكأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة والدوري الأوروبي في موسم 2016 - 2017 (آخر ألقاب النادي حتى الآن). لكن بحلول فترة أعياد الميلاد لعام 2018 كان وودوارد وغليزر قد أقالا المدير الفني الثالث، وسيتم البحث عن مدير فني جديد بعد إقالة سولسكاير بعدما قاد الفريق لاحتلال المركز الثاني الموسم الماضي والتعثر في بداية الموسم الحالي، وتعيين رالف رانغنيك كمدير فني مؤقت لنهاية الموسم.
وقبل ذلك، كان المدير الفني النرويجي يبدو وكأنه المدير الفني المناسب في حقبة ما بعد فيرغسون، حيث كان يشارك في عملية اختيار اللاعبين الجدد. قد يكون آرون وان بيساكا ودانييل جيمس وبرونو فرنانديز لديهم قدرات وإمكانيات متفاوتة، لكن يُنظر إليهم على أنهم من اللاعبين الذين يتميزون بالسرعة والذكاء الخططي والتكتيكي. بحلول ذلك الوقت، كان وودوارد وغليزر قد أشرفا على ما وُصف بأنه «إعادة تشغيل ثقافي»، حيث كانت الفكرة الجديدة تتمثل في التعاقد مع اللاعبين الذين يناسبون «أسلوب مانشستر يونايتد» الذي يقدم كرة قدم سريعة وهجومية.
لكن في نهاية الموسم الماضي، أخفق سولسكاير في سوق الانتقالات عندما تعاقد مع كريستيانو رونالدو الذي تراجع مستواه كثيرا ولا يناسب على الإطلاق «أسلوب مانشستر يونايتد» الجديد الذي يعتمد على السرعة، كما تعاقد مع جادون سانشو مقابل 73 مليون جنيه إسترليني في الوقت الذي كان يجب فيه دفع هذا المبلغ للتعاقد مع نجم وستهام، ديكلان رايس، أو أي لاعب خط وسط آخر في هذا المركز الذي يعاني فيه مانشستر يونايتد بشدة.
لقد كلفت الصفقات غير الجيدة مانشستر يونايتد مبالغ مالية طائلة. ففي موسم 2013 - 2014 أنفق مويز على الصفقات الجديدة 69.42 مليون جنيه إسترليني. وفي موسم 2014 - 2015 أنفق فان غال 175.82 مليون جنيه إسترليني، وفي الموسم التالي 140.4 مليون جنيه إسترليني. وكلفت ولاية مورينيو الأولى النادي 166.5 مليون جنيه إسترليني، والثانية 178.56 مليون جنيه إسترليني. وفي موسم 2019 - 2020 بلغ إجمالي ما أنفقه سولسكاير 211.32 مليون جنيه إسترليني، وفي موسم 2020 - 2021 أنفق 75.42 مليون جنيه إسترليني (بفعل الوباء)، قبل أن يصل ما أنفقه النادي في الصيف الماضي إلى 126 مليون جنيه إسترليني (لم يتم إنفاق أي شيء في فترة الانتقالات الشتوية الأخيرة).
هذا يعني أن النادي قد أنفق ما يصل إلى 1.1 مليار جنيه إسترليني على التعاقدات الجديدة دون أن يفوز بأي لقب للدوري الإنجليزي الممتاز، وإن كان قد فاز بثلاث كؤوس ووصل للدور ربع النهائي لدوري أبطال أوروبا مرة واحدة (تحت قيادة مويز في عام 2014). وعلاوة على ذلك، يتعامل النادي مع ملف اللاعبين الراحلين بطريقة عشوائية أيضا ستكلفه الكثير بنهاية هذا الموسم. يكاد يكون من المؤكد أن بول بوغبا سيرحل مجاناً، وهو ما يعني خسارة النادي 93 مليون جنيه إسترليني. كما أن أنتوني مارسيال، الذي تمت إعارته إلى إشبيلية الإسباني، والذي تعاقد معه النادي مقابل ما يصل إلى 57.6 مليون جنيه إسترليني اعتماداً على المكافآت، يريد الرحيل أيضاً، وبالنظر إلى أن عقده مع النادي سينتهي في عام 2024 فإن بيعه لن يجلب للنادي أكثر من حوالي 20 مليون جنيه إسترليني.
وتعاقد مانشستر يونايتد مع خوان ماتا مقابل 37.1 مليون جنيه إسترليني تحت قيادة ديفيد مويز، لكن قيمة اللاعب السوقية تصل إلى صفر الآن، نظرا لأنه يبلغ من العمر 33 عاما ولم يشارك في التشكيلة الأساسية لمانشستر يونايتد في الدوري سوى 30 مرة على مدار المواسم الأربعة الماضية، وهو ما يؤكد أن مانشستر يونايتد كان مخطئا تماما في الاحتفاظ به ومنحه راتبا تراكميا خلال تلك الفترة يصل إلى ما لا يقل عن 33 مليون جنيه إسترليني!
وفي عام 2019 وقع فيل جونز عقدا جديدا لمدة أربع سنوات بقيمة 5.2 مليون جنيه إسترليني سنوياً، رغم تاريخه الحافل بالإصابات – لم يشارك في التشكيلة الأساسية سوى تسع مرات فقط منذ ذلك الحين، وهو ما يعني أن فيل جونز قد حصل على 20.8 مليون جنيه إسترليني كان من الممكن استثمارها بشكل أفضل! وتعاقد مانشستر يونايتد مع دوني فان دي بيك مقابل 35 مليون جنيه إسترليني في سبتمبر (أيلول) 2020، لكن هذه الصفقة فشلت هي الأخرى. وإذا رحل لاعب خط الوسط الهولندي، الذي يلعب الآن في صفوف إيفرتون على سبيل الإعارة، خلال الصيف المقبل فسيتعين على مانشستر يونايتد خسارة ما لا يقل عن 10 ملايين جنيه إسترليني.

ماتا شارك أساسياً 30 مرة فقط على مدار المواسم الأربعة الماضية (رويترز)

وكان جيسي لينغارد، الذي سينتهي عقده في نهاية الموسم، مقتنعاً بالبقاء الصيف الماضي، لكنه كان سيضيف 15 مليون جنيه إسترليني إلى خزينة النادي لو تم بيعه في ذلك الوقت. يمثل هؤلاء اللاعبون الستة ما لا يقل عن 200 مليون جنيه إسترليني من الخسائر، وعندما يتم احتساب التعويضات البالغة 43 مليون جنيه إسترليني التي دُفعت لإقالة مويز وفان غال ومورينيو وسولسكاير، فمن المؤكد أن هذا تبذير مالي شديد رغم سمعة عائلة غليزر كرجال أعمال بارعين!
وفي نفس الوقت، تحول مانشستر سيتي إلى آلة تحصد البطولات تلو الأخرى وتبرم صفقات مناسبة تضيف الكثير لقوة الفريق. وبينما يتأمل مانشستر يونايتد ما حدث خلال تلك السنوات العشر الضائعة، يتعين على جويل غليزر وريتشارد أرنولد، خليفة وودوارد، تعلم الدروس والعبر من الأخطاء التي ارتكبها النادي في السابق، كما يجب عليهما التأكد من أن ماوريسيو بوكيتينو أو إريك تن هاغ المرشحين لتولي القيادة الفنية لمانشستر يونايتد، قادران على السير على خطى المديرين الفنيين الكبار مثل فيرغسون أو غوارديولا أم لا. وإذا كان الجواب لا، فقد يمتد تراجع مانشستر يونايتد إلى ما هو أكثر من عشر سنوات ويدخل في عقد جديد!
المدير الفني الألماني رانغنيك قال إن مانشستر يونايتد بحاجة إلى تغيير استراتيجيته في سوق الانتقالات، معترفا بأن عددا قليلا جدا من اللاعبين الذين ضمهم الفريق قدموا مستويات جيدة خلال السنوات التسع الماضية، ومشيرا إلى أن مانشستر سيتي وليفربول اللذين يعدان أفضل ناديين في الدوري الإنجليزي الممتاز حاليا، أفضل من مانشستر يونايتد فيما يتعلق بالتعاقدات الجديدة. وعندما كان رانغنيك مديرا لكرة القدم في كل من ريد بول سالزبورغ النمساوي ولايبزيغ الألماني، ساعد كلا منهما على إبرام تعاقدات رائعة والتخطيط بشكل جيد، ويعتقد أن مانشستر يونايتد يفتقر إلى التخطيط طويل المدى بالشكل الموجود في كل من مانشستر سيتي وليفربول.
وقال رانغنيك: «إنها مسألة استمرارية وثبات، وأن أعلم بالضبط كيف أريد أن ألعب كنادٍ وكمدير فني، وأن تكون لدي استراتيجية واضحة بشأن الانتقالات، وأن أتعاقد مع لاعبين يتناسبون مع هذا النظام. هذا هو ما فعله كلا الناديين في السنوات الخمس أو الست الماضية». وأضاف «إذا نظرت إلى سياسة الانتقالات الخاصة بهما ونجاحهما في عقد الصفقات الجديدة، فلن تجد لديهما العديد من اللاعبين الذين يقول الناس عنهم بعد عام أو عامين إنهم كانوا صفقات غير جيدة. حقق كلا الناديين نجاحاً كبيراً، وهذا هو المكان الذي يتعين على مانشستر يونايتد أن يوجد به مرة أخرى».
وتابع: «كان مانشستر يونايتد يقوم بذلك تحت قيادة السير أليكس فيرغسون، لكن منذ ذلك الحين تولى قيادة الفريق عدد من المديرين الفنيين المختلفين، ولكي نقلص الفجوة بيننا وبين هذين الناديين، يتعين علينا أن نتأكد من أننا نعمل بشكل صحيح فيما يتعلق بالتعاقدات الجديدة. يجب علينا أن نتحرك بسرعة في سوق الانتقالات، وأن نكون على دراية بالسوق ونتعاقد مع اللاعبين المناسبين في اللحظة المناسبة».
ويعتقد رانغنيك أن الفشل في التأهل لدوري أبطال أوروبا الموسم المقبل يمكن أن يعيد مانشستر يونايتد للخلف مرة أخرى من خلال تقليص الموارد المالية وصعوبة التعاقد مع اللاعبين الذين يستهدف ضمهم. وقال: «من الناحية المالية، يعرف الجميع ما يعنيه ذلك: ستكون لديك أموال أقل لميزانيتك. سيكون من الأفضل لجميع اللاعبين أن تلعب في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، كما سيساعد ذلك على تسهيل المفاوضات مع أي لاعبين جدد».
الفشل في التأهل لدوري أبطال أوروبا الموسم المقبل سيعمق محنة مانشستر يونايتد.


مقالات ذات صلة

الدوري الإنجليزي: ساوثهامبتون يحرم برايتون من الوصافة

رياضة عالمية من المواجهة التي جمعت برايتون وساوثهامبتون (أ.ف.ب)

الدوري الإنجليزي: ساوثهامبتون يحرم برايتون من الوصافة

أهدر برايتون فرصة الارتقاء الى المركز الثاني مؤقتا بسقوطه في فخ التعادل 1-1 مع جاره الجنوبي ساوثمبتون الجمعة في افتتاح المرحلة الثالثة عشرة من الدوري الإنجليزي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية نيستلروي عقب توقيعه العقد مع ليستر سيتي (حساب ليستر سيتي)

ليستر سيتي يستنجد بنيستلروي مدرباً جديداً لإنقاذه

أعلن ليستر سيتي المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، تعيين رود فان نيستلروي مدربا جديدا له خلفا لستيف كوبر بعقد يمتد حتى يونيو حزيران 2027.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية كوناتي لن يتمكن من المشاركة في القمة الإنجليزية (أ.ف.ب)

كوناتي يقطع الشك: لن أشارك أمام مانشستر سيتي

ثارت شكوك حول احتمال غياب إبراهيما كوناتي، مدافع فريق ليفربول الإنجليزي، عن مباراة فريقه أمام مانشستر سيتي المقرر إقامتها الأحد في الدوري الإنجليزي الممتاز.

«الشرق الأوسط» (ليفربول)
رياضة عالمية هل تتواصل أحزان مانشستر سيتي في ليفربول؟ (أ.ب)

ليفربول المنتشي لتعميق جراح سيتي في الدوري الإنجليزي

حتى في فترته الذهبية تحت قيادة جوسيب غوارديولا أخفق مانشستر سيتي في ترويض ليفربول بأنفيلد.

رياضة عالمية لامبارد (د.ب.أ)

لامبارد مدرب كوفنتري الجديد: سأثبت خطأ المشككين

قال فرنك لامبارد، مدرب كوفنتري سيتي الجديد، إنه يسعى لإثبات خطأ المشككين في قدراته بعد توليه مسؤولية الفريق المنافِس في دوري الدرجة الثانية الإنجليزي لكرة القدم

«الشرق الأوسط» (لندن)

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».