«مصنع دواء» متناهي الصغر يُزرع في الجسم لمحاربة السرطان

الباحثان في مجال الهندسة الحيوية أوميد فيسيه (يمين) ورايس أماندانش مع قوارير «مصانع الأدوية» التي تشبه الخرز التي ابتكروها لعلاج السرطان (الموقع الرسمي لجامعة رايس)
الباحثان في مجال الهندسة الحيوية أوميد فيسيه (يمين) ورايس أماندانش مع قوارير «مصانع الأدوية» التي تشبه الخرز التي ابتكروها لعلاج السرطان (الموقع الرسمي لجامعة رايس)
TT

«مصنع دواء» متناهي الصغر يُزرع في الجسم لمحاربة السرطان

الباحثان في مجال الهندسة الحيوية أوميد فيسيه (يمين) ورايس أماندانش مع قوارير «مصانع الأدوية» التي تشبه الخرز التي ابتكروها لعلاج السرطان (الموقع الرسمي لجامعة رايس)
الباحثان في مجال الهندسة الحيوية أوميد فيسيه (يمين) ورايس أماندانش مع قوارير «مصانع الأدوية» التي تشبه الخرز التي ابتكروها لعلاج السرطان (الموقع الرسمي لجامعة رايس)

ابتكر باحثون في الولايات المتحدة تقنية جديدة لعلاج سرطان المبايض والقولون والمستقيم عن طريق زرع مصانع دواء بحجم رأس الدبوس داخل الجسم لحقن جرعات مباشرة للقضاء على الخلايا السرطانية.
وفي إطار التقنية الجديدة، التي ما زالت في طور التجارب على الفئران، يتم زرع «مصانع الأدوية» داخل الجسم لإعطاء جرعات مستمرة من مادة «إنترلوكين 2» وهي مادة طبيعية تنشط خلايا الدم البيضاء لمكافحة الخلايا السرطانية.
ويذكر أن الإنترلوكين 2 هي نوع من السيتوكينات، وهي فئة من البروتينات التي تفرز داخل النظام المناعي للجسم وتستخدم للتعرف على الأمراض والتصدي لها، وقد حصلت هذه المادة على موافقة إدارة الدواء والغذاء الأميركية من أجل استخدامها في علاج السرطان.

ويؤكد فريق الدراسة من جامعة رايس في مدينة هيوستن الأميركية أن مصانع الأدوية متناهية الصغر تأخذ شكل وحجم حبات صغيرة يمكن زرعها داخل الجسم من خلال جراحات بسيطة. وتحتوي كل حبة على خلايا يمكنها إنتاج مادة إنترلوكين مع تغليفها داخل وعاء خارجي لحمايتها.

ونقل الموقع الإلكتروني «ميديكال إكسبريس» المتخصص في الأبحاث الطبية عن أوميد فيسيه الباحث في مجال الهندسة الحيوية قوله إن تجربة التقنية الجديدة على البشر سوف تبدأ الخريف المقبل لأن فريقه البحثي ما زال يبحث كيفية وضع برامج علاجية لمساعدة مرضى السرطان بأسرع وقت ممكن، حيث إن الفريق لا يختار سوى المكونات الطبية التي ثبت أنها آمنة على البشر، وثبتت فعالياتها في تجارب عديدة.

وأوضح أن «مصانع الدواء متناهية الصغر» تقوم بإنتاج جرعات الدواء بشكل يومي حتى يتم القضاء على الخلايا السرطانية، مضيفا أنه «بمجرد أن حددنا الجرعة الصحيحة وعدد المصانع التي يتعين زرعها داخل الجسم، نجحنا في القضاء على السرطان في مائة في المائة من الحيوانات التي خضعت للتجربة لعلاج سرطان المبايض وسبعة من كل ثمانية حيوانات مصابة بسرطان القولون والمستقيم».


مقالات ذات صلة

السلطان هيثم وإردوغان يبحثان العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية

الخليج الرئيس التركي مستقبلاً سلطان عُمان بالقصر الرئاسي في أنقرة (الرئاسة التركية)

السلطان هيثم وإردوغان يبحثان العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية

اتفقت تركيا وسلطنة عمان على تعزيز علاقات الصداقة والتعاون فيما بينهما وأكدتا دعمهما لأي مبادرات لوقف إطلاق النار في غزة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
صحتك ضرب الكرة بالرأس خلال لعب كرة القدم قد يسبب تلفاً في الدماغ أكبر مما كان يُعتقد (أ.ف.ب)

لعبة شائعة في كرة القدم قد تسبب تلفاً بالدماغ

وفقاً لدراسة جديدة، فإن ضرب الكرة بالرأس خلال لعب كرة القدم قد يسبب تلفاً في الدماغ أكبر مما كان يُعتقد.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك يشكل النوم أهمية مركزية للصحة العامة ومستوى رفاهية الإنسان (جامعة ولاية أوريغون)

تغيير وقت الذهاب إلى الفراش كل ليلة يؤثر على صحتك

أشارت دراسة جديدة إلى وجود صلة قوية بين عدم الذهاب إلى الفراش في الوقت نفسه كل ليلة وخطر الإصابة بأمراض القلب أو السكتة الدماغية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك ارتفاع ضغط الدم يشكّل تحدياً للصحة (رويترز)

6 أشياء يقول أطباء السكتة الدماغية إنه لا يجب عليك فعلها أبداً

تعدّ السكتات الدماغية أحد الأسباب الرئيسة للوفاة، والسبب الرئيس للإعاقة في أميركا، وفقاً لـ«جمعية السكتات الدماغية الأميركية»، وهو ما يدعو للقلق، خصوصاً أن…

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك تزداد في هذه الفترة من العام فرص الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا (د.ب.أ)

3 أطعمة عليك تناولها عند إصابتك بنزلة برد أو إنفلونزا

تزداد في هذه الفترة من العام فرص الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا وغيرهما من الفيروسات.

«الشرق الأوسط» (لندن)

ضجيج المدن يحجب فوائد الطبيعة في تهدئة الأعصاب

ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)
ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)
TT

ضجيج المدن يحجب فوائد الطبيعة في تهدئة الأعصاب

ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)
ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)

أثبتت دراسة بريطانية حديثة أن الضوضاء البشرية الناتجة عن حركة المرور يمكن أن تخفي التأثير الإيجابي لأصوات الطبيعة في تخفيف التوتر والقلق.

وأوضح الباحثون من جامعة غرب إنجلترا أن النتائج تؤكد أهمية أصوات الطبيعة، مثل زقزقة الطيور وأصوات البيئة الطبيعية، في تحسين الصحة النفسية؛ ما يوفر وسيلة فعّالة لتخفيف الضغط النفسي في البيئات الحضرية، وفق النتائج المنشورة، الخميس، في دورية «بلوس وان».

وتسهم أصوات الطبيعة في خفض ضغط الدم ومعدلات ضربات القلب والتنفس، فضلاً عن تقليل التوتر والقلق الذي يتم الإبلاغ عنه ذاتياً، وفق نتائج أبحاث سابقة.

وعلى النقيض، تؤثر الأصوات البشرية، مثل ضوضاء المرور والطائرات، سلباً على الصحة النفسية والجسدية، حيث ترتبط بزيادة مستويات التوتر والقلق، وقد تؤدي إلى تراجع جودة النوم والشعور العام بالراحة.

وخلال الدراسة الجديدة، طلب الباحثون من 68 شخصاً الاستماع إلى مشاهد صوتية لمدة 3 دقائق لكل منها. تضمنت مشهداً طبيعياً مسجلاً عند شروق الشمس في منطقة ويست ساسكس بالمملكة المتحدة، احتوى على أصوات طبيعية تماماً مثل زقزقة الطيور وأصوات البيئة المحيطة، دون تدخل أي أصوات بشرية أو صناعية، فيما تضمن المشهد الآخر أصواتاً طبيعية مصحوبة بضوضاء مرور.

وتم تقييم الحالة المزاجية ومستويات التوتر والقلق لدى المشاركين قبل الاستماع وبعده باستخدام مقاييس ذاتية.

وأظهرت النتائج أن الاستماع إلى الأصوات الطبيعية فقط أدى إلى انخفاض ملحوظ في مستويات التوتر والقلق، بالإضافة إلى تحسين المزاج.

بالمقابل، أدى إدخال ضوضاء المرور إلى تقليل الفوائد الإيجابية المرتبطة بالمشاهد الطبيعية، حيث ارتبط ذلك بارتفاع مستويات التوتر والقلق.

وبناءً على النتائج، أكد الباحثون أن تقليل حدود السرعة المرورية في المناطق الحضرية يمكن أن يعزز الصحة النفسية للإنسان من خلال تقليل الضوضاء؛ ما يسمح بتجربة أصوات الطبيعة بشكل أفضل.

كما أشارت الدراسة إلى أهمية تصميم المدن بشكل يقلل من الضوضاء البشرية، ما يوفر للسكان فرصاً أكبر للتفاعل مع الطبيعة.

ونوه الفريق بأن هذه النتائج تفتح المجال لإعادة التفكير في كيفية تخطيط المدن بما يعزز التوازن بين التطور الحضري والحفاظ على البيئة الطبيعية، لتحقيق فوائد صحية ونفسية ملموسة للسكان.