الأطعمة «الملفوفة» نسخة عصرية من المطبخ التقليدي

«البيتزا رول» و«الماكي سوشي» أشكال من الماضي بنكهات جديدة

كاثي رول
كاثي رول
TT

الأطعمة «الملفوفة» نسخة عصرية من المطبخ التقليدي

كاثي رول
كاثي رول

بأشكال مبهرة، ومذاقات مختلفة، تتسابق المطابخ العالمية على تقديم الطعام الملفوف، بنسخة عصرية تجتذب أذواق رواد المطاعم، لتكون المنافسة مفتوحة ما بين «سبرينغ رول» و«الماكي سوشي»، قبل الوصول إلى مرحلة «السويس رول».
وتضم قائمة الأطعمة الملفوفة أنواعاً كثيرة من الأصناف التي يدخل بعضها في دائرة الساندويتشات والوجبات الخفيفة الجاهزة والحلويات، غير أن ما يجمع بينها هو نجاحها المزداد في جذب الذائقة المختلفة؛ ربما لأنها مرنة تقبل كثيراً من التطوير وتغيير المكونات وفق مختلف المطابخ.


سبرينغ رولز

ويحظى «سبرينغ رول» بشعبية واسعة في العالم، خصوصاً في الدول العربية، لاحتوائه على مكونات مناسبة لكل الأذواق، بحسب الشيف أحمد القاضي الذي قال لـ«الشرق الأوسط» إن الطعام الملفوف يتميز بمذاقها الشهي وسرعة تناولها، ومن أشهره «سبرينغ رول» وهو طبق آسيوي الأصل، عبارة عن غلاف أسطواني ملفوف من ورق الأرز أو عجينة رفيعة جداً مليئة بالخضراوات المفرومة، وفي كثير من الأحيان قطع اللحم أو المأكولات البحرية ويمكن تقديمها طازجة أو مقلية ويصاحبها مذاق رائع مع صلصة الغمس، مثل صلصة الفلفل الحار أو صلصة الفلفل الأحمر بالثوم، وتتميز بأنها من السهل تطويعها لتناسب الذوق المصري، إذ إنه يمكن تغيير أنواع التوابل وإضافة بعض المكونات حسب الرغبة.
ورأى أن «البيتزا رول» واحدة من أهم أنواع الطعام الملفوف أيضاً، فهي إلى حد كبير أفضل شيء على الإطلاق إذا كنت من عشاق البيتزا والساندويتشات معاً، ولكنها بالتأكيد ليست صحية جداً في حال كنت تتبع حمية غذائية، لافتاً إلى أن الطعام المخبوز لذيذ للغاية، ويمنح الشيف فرصاً رائعة للارتجال أو التجريب واستخدام المكونات المختلفة.
ويضيف القاضي: «المهم أن تجيد إعداد العجينة، وكل شيء بعد ذلك ستنجزه بسهولة، ومن الممكن أن تجعل صغارك يشاركونك إعدادها، فهو اختيار مثالي يوم العطلة سيجتذبهم بشدة، لا سيما إذا كنت قد قررت استخدام أصابع الموزاريلا بسخاء داخلها».
ولمذاق مميز يناسب كثيراً الذوق العربي، يمكن تذوق لفائف السبانخ والسلمون المدخن التي تستمتع فيها بنكهة الريحان، فإذا صنعتها في مطبخك ننصحك باستخدام كمية كبيرة من الريحان؛ فهكذا يفعل الطهاة الموهوبون عند إعداد هذا الرول، وفق القاضي.
وفي عالم السوشي الذي يأخذ عشاقه إلى أجواء خاصة، يجتذب «الماكي سوشي» الكثيرين بلفائف الأرز المحتوية على الأعشاب البحرية والخيار ولحم الكابوريا، وهو أصبح واسع الانتشار في المطاعم المصرية.
ومن أشهر من يقدم الطعام الملفوف في مصر هو الشيف مروان حازم، الذي يستعرض أنواعاً شديدة الرقة من اللفائف ويقدم وصفاتها على مدونته التي تحمل اسمه، من بين ذلك ورق الأرز المحشو بالسلمون والجزر والشبت، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «أقدم أشكالاً جديدة مبتكرة من (الرول فوود) تحمل مذاقاً مختلفاً وشعوراً جديداً لم يمر به عشاقه من قبل، إذ إنني أرى أنه الطعام العصري المناسب لكل من يبحث عن الطهي السريع والاستمتاع بالمذاق اللذيذ في العمل أو النادي أو أثناء التسوق في المولات التجارية من دون أن يحتاج حتى لاستخدام الشوكة والسكين».
ويتابع: «أما من يريد خوض التجربة ليستمتع بالطعام الملوف أثناء مشاهدة فيلم مشوق فيمكنه صنعه في المنزل في مطبخه من خلال اتباع وصفاتي؛ حيث سيروق له كثيراً السرعة الشديدة والتكلفة المحدودة اللتين يمكنه بهما إعدادها».

شيف أحمد القاضي  -  شيف أحمد نبيل  -  كاليفورنيا رولز مقلي  -  تشيكن إيج رول

ولعشاق الحلوى الغربية، فإن «السويس رول» تتصدر قائمة اللفائف، وهي نوع من لفات الكيك الإسفنجية التي تصنع من طبقة رقيقة من الدقيق والبيض والسكر، وتُخبز في مقلاة مستطيلة ضحلة للغاية، تُدهن الكيكة بالمربى أو كريمة الزبدة أو الكاكاو، وتُلف وتُقدم شرائح مقطعية، ويقول الشيف أحمد نبيل: «قد يكون السويس رول هو أصل كل (الرول فوود)، فهكذا يصفها بعض الطهاة وخبراء الطبخ في العالم».
وانتهى إلى أن «السويس رول هو ملهم أطباق الملفوف، لكونه سهلاً للغاية في إعداده وتجيد كثير من السيدات المصريات إعداده بالمنزل؛ لكني أنصح بالتقليل من السكر والزبدة المضافين إليها حفاظاً على الصحة».


مقالات ذات صلة

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

مذاقات ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

عندما يأتي الكلام عن تقييم مطعم لبناني بالنسبة لي يختلف الأمر بحكم نشأتي وأصولي. المطابخ الغربية مبنية على الابتكار والتحريف، وتقييمها يعتمد على ذائقة الشخص

جوسلين إيليا (لندن)
مذاقات الشيف البريطاني هيستون بلومنتال (الشرق الأوسط)

9 نصائح من الشيف هيستون بلومنتال لوجبة الكريسماس المثالية

تعد الخضراوات غير المطبوخة بشكل جيد والديك الرومي المحروق من أكثر كوارث عيد الميلاد المحتملة للطهاة في وقت يقومون فيه بتحضير الوجبة الأكثر أهمية في العام.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك 6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

لا يزال كبار الطهاة العالميين، إضافة إلى ربات البيوت الماهرات في الطهي، يستخدمون أواني الطهي المصنوعة من الحديد الزهر Cast Iron Cookware.

د. عبير مبارك (الرياض)
مذاقات توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

من غزة إلى القاهرة انتقل مطعم «أبو حصيرة» الفلسطيني حاملاً معه لمساته في الطهي المعتمد على التتبيلة الخاصة

نادية عبد الحليم (القاهرة)
مذاقات إم غريل متخصص بالمشاوي (الشرق الاوسط)

دليلك إلى أفضل المطاعم الحلال في كاليفورنيا

تتمتع كاليفورنيا بمشهد ثقافي غني ومتنوع، ويتميز مطبخها بكونه خليطاً فريداً من تقاليد عالمية ومكونات محلية طازجة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين
TT

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

لقمة خبز قد تأسر القلب، ترفع الحدود وتقرب الشعوب، هكذا يمكن وصف التفاعل الدافئ من المصريين تجاه المطبخ السوداني، الذي بدأ يغازلهم ووجد له مكاناً على سفرتهم.

هذه الأرغفة البيضاء الصغيرة، التي يصف مصريون مذاقها بأنها «أطيب من الكيك»، في إشارة لطيب المذاق، تعد مثالاً يعكس مدى الانسجام الثقافي الذي تجاوز الحدود.

مع تداعيات الحرب التي شهدها السودان، والتي أدت إلى عمليات نزوح كبيرة إلى مصر، لم يتوقف الأمر عند مرحلة سرد الآلام والمآسي، بل تحول سريعاً إلى اندماج السودانيين في سوق الطعام المصري، وخلال أقل من عامين أثبت المطبخ السوداني وجوداً نسبياً في مصر.

بمجرد أن تطأ قدمك شارع فيصل (أحد أشهر شوارع محافظة الجيزة) يمكنك الاستدلال على الوجود السوداني من رائحة التوابل العميقة الصادرة من مطاعم أسسها سودانيون، يستهدفون بها زبوناً مصرياً يتوق إلى مذاق شعبي في وصفات، مثل صينية البطاطس، ويختلف تماماً ليقدم هويته في طبق آخر مثل أسياخ «الأقاشي»، المصنوعة من اللحم الطري الغارق في توابل مثل الزنجبيل والقرفة، مع طبقات البقسماط المقرمش، التي تغازل المصريين.

تقول السودانية، فداء محمود أنور، خريجة إدارة أعمال من جامعة الخرطوم ومؤسسة مطعم «بنت السودان» في حي مدينة نصر، شرق القاهرة، إن المصريين «احتضنوا المطبخ السوداني بسبب وجود أواصر اجتماعية وثقافية بين البلدين».

وأوضحت، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، من داخل مطعمها البسيط: «نقدم أكلات سودانية أصيلة، مثل الفول بزيت السمسم، والفلافل السودانية المصنوعة من الكبكبي (الحمص بلغة المصريين)، والأقاشي، وهو طبق شهير في السودان، إضافةً إلى الفسيخ السوداني والملوخية المفروكة وملاح الروب الأحمر».

وعن الأطباق شديدة الخصوصية، يقدم مطعم الشابة السودانية فداء طبقاً حبشياً، قالت عنه: «هناك أيضاً طبق ذو أصل حبشي أصبح جزءاً من المائدة السودانية يسمى (زغني)، وهو عبارة عن قطع الدجاج المبهرة بالقرفة والثوم والبصل والحبهان، كما يضاف له المذاق الحار بالشطة السودانية، وكذلك مذاق الحادق من خلال رشة السماق، ويقدم مع البيض المسلوق». فضلاً عن طبق الحلو السوداني الشهير «الباسطة»، أو ما يعرف بالبقلاوة في مصر.

وبحسب تجربتها، قالت فداء إن تفضيلات المصريين من المطبخ السوداني تميل إلى بعض الأطباق الأساسية التي ربما لا يختلف عليها السودانيون أيضاً، مثل: الخبز السوداني، والأقاشي، والفلافل، وأطباق الفول بالخلطات السودانية. أما باقي الأطباق، فالإقبال عليها محدود.

طعمية (فلافل) سودانية (الشرق الاوسط)

والبعد الجغرافي بين مصر والسودان انعكس في تقارب ثقافي، ظهر في المذاق المميز للمطبخين. ترى منة جمال، مصرية تعيش في حي السادس من أكتوبر، الذي يضم عدداً من المطاعم السودانية، أن المطبخ السوداني قريب من نظيره المصري، وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «الخبز السوداني شبيه ببعض أنواع الخبز في الريف المصري، ربما يختلف في السُمك والحجم فقط ».

وعن الاختلاف بين المطبخين، قالت: «السودانيون يميلون إلى المذاق العميق والحار، بإضافة كميات كبيرة من التوابل، كما أن الفلفل الحار أساسي في عدد كبير من الأطباق السودانية، بينما يميل المصريون إلى إضافة التوابل الأساسية فقط، مثل الملح والفلفل والكمون».

الباسطا حلوى سودانية (الشرق الاوسط)

وبالعودة إلى فداء، فإنها أيضاً كسودانية وقعت في حب المطبخ المصري، وتروي تجربتها بالقول: «أنا من عشاق محشي ورق العنب، والكرنب، والباذنجان بالدقة، أحب تناوله مع الفلافل السودانية. أيضاً معظم السودانيين يحبون المحشي والملوخية المصرية».

الأطباق السودانية لم تعرف طريقها إلى المصريين من خلال المطاعم التجارية فحسب، بينما ساهم في رواجها نساء سودانيات كنّ قبل النزوح ربات منزل، إلا أنهن، مثل كثير من نساء الشرق، يعتبرن الطهي مهارة أساسية. ومع وصولهن إلى مصر وبحثهن عن سبل لكسب العيش، تحول الطهي إلى مهنة تحت شعار «أكل بيتي سوداني».

التقت «الشرق الأوسط» بفاطمة (اسم مستعار)، التي نزحت بعد الحرب وجاءت إلى القاهرة بصحبة عدد من الأسر السودانية، وتقيم حالياً في مدينة «الرحاب» التي تعد من المناطق ذات الإيجارات المرتفعة، حيث تشارك السكن مع 4 أسر سودانية أخرى. منذ عام، بدأت فاطمة بتقديم خدمات «الأكل البيتي» من منزلها بمساعدة بعض السيدات المقيمات معها.

تقول «فاطمة»: «جاءت الفكرة عندما لاحظت انتشار مشروعات الأكل البيتي في مصر، خاصة في الأحياء الراقية. فأنشأت حساباً على (فيسبوك)، بدأت من خلاله تقديم خدمات الأكل السوداني». وأردفت: «المصريون يحبون المطبخ السوداني، خاصة تلك الوصفات القريبة من مطبخهم، على شاكلة المحشي، كذلك تحظى أصناف اللحم المبهر بإعجاب كبير».

وأوضحت فاطمة أنها سعت إلى تقديم مزيج من الأكلات السودانية والمصرية، قائلة: «أستهدف زبونات مصريات عاملات يبحثن عن بدائل للطهي المنزلي. لذلك، لم أكتفِ بالوصفات السودانية فقط، بل تعلمت إعداد الأكلات المصرية، وهو أمر لم يكن صعباً على سودانية تربطها بمصر أواصر ثقافية واجتماعية، إذ كانت مصر والسودان في مرحلة ما من التاريخ بلداً واحداً».

تمكنت فاطمة من تقديم تجربة طعام بيتي فريدة، تجمع بين نكهات المطبخين السوداني والمصري، مستقطبةً كثيراً من الأسر المصرية التي تبحث عن طعام منزلي بطابع خاص. ومن خلال تجربتها، كشفت فاطمة عن مدى التداخل الثقافي بين المطبخين، ما يمهد الطريق لمزيد من الاندماج وابتكار وصفات جديدة قد تظهر في المستقبل القريب.