دورية أميركية قرب «مناطق تركيا وإيران» شرق سوريا

صورة أرشيفية لعربة أميركية في الحسكة شمال شرقي سوريا (الشرق الأوسط)
صورة أرشيفية لعربة أميركية في الحسكة شمال شرقي سوريا (الشرق الأوسط)
TT

دورية أميركية قرب «مناطق تركيا وإيران» شرق سوريا

صورة أرشيفية لعربة أميركية في الحسكة شمال شرقي سوريا (الشرق الأوسط)
صورة أرشيفية لعربة أميركية في الحسكة شمال شرقي سوريا (الشرق الأوسط)

سيّرت القوات الأميركية دوريات عسكرية بالقرب من خطوط التماس مع مناطق النفوذ التابعة للجيش التركي والحرس الثوري الإيراني بريف محافظتي دير الزور والحسكة، شمال شرقي سوريا.
وفي عملية نوعية بريف دير الزور الشرقي وبدعم وتنسيق من قوات التحالف الدولي؛ ألقت الوحدات الخاصة التابعة لقوات «قسد» القبض على مسؤول حركة التحويلات والأموال الداعمة للخلايا النشطة الموالية لتنظيم «داعش» المتطرف، وقال مدير المركز الإعلامي للقوات فرهاد شامي إن الشخص يدعى «محمد أحمد كرز» يتحدر من بلدة الباب التابعة لريف حلب الشرقي والخاضعة لفصائل سورية مسلحة، «واعترف بأنه المسؤول الأول عن توزيع الأموال للخلايا الإرهابية للتنظيم في مناطق شمال شرقي البلاد، وكان يتسلم كميات كبيرة، ليقوم بإيصال الأموال إلى عائلات عناصر التنظيم في مخيم الهول». وبحسب الشامي، اعترف المتهم بتشكيل خلايا إرهابية تقوم بعمليات الابتزاز وتهديد تجار مدينة الرقة بهدف إجبارهم تحت الإكراه على دفع مبالغ مالية «تحت اسم (الزكاة) ومن ثم إيصال الأموال المحصلة إلى خلايا تنظيم (داعش) الإرهابية وعائلات عناصره بمخيم الهول».
وأشار الشامي إلى أن المتهم كانت مهمته في البداية تقتصر على تسلم الأموال المرسلة من جهات وشخصيات تعيش في تركيا ومدينة إدلب شمال غربي سوريا، «كرز كان يقوم بتوزيع الأموال على عناصر الخلايا النشطة في مختلف المناطق من بينها مخيم الهول، كما اعترف بتسلم العبوات والمتفجرات الناسفة من أشخاص موالية للتنظيم»، واعترف كرز بأنه كان يقوم بإعداد عملية إرهابية وزرع عبوة ناسفة لتفجيرها أمام إحدى المحال التجارية في مدينة الرقة شمالي سوريا، وأُلقي القبض عليه بالجرم المشهود في عملية استباقية نفذتها الوحدات الخاصة التابعة للقوات بتغطية من طيران التحالف الحربي.
في سياق متصل؛ اشتبكت خلية نائمة موالية للتنظيم مع قوات «قسد» في بلدة كرز بريف دير الشرقي وتبعد عن مركز المدينة نحو 35 كيلومتراً، وأسفرت المواجهات عن مقتل عنصر في الخلايا النائمة، وأصيب آخر عند محاولتهم استهداف نقطة عسكرية للقوات، وقال مصدر أمني في «مجلس دير الزور العسكري» إن قواته «اشتبكوا مع مسلحين حاولوا استهداف نقطة عسكرية للقوات ليسفر الهجوم عن مقتل عنصر من (داعش) وإصابة عنصر ثانٍ بعد اشتباكات استمرت قرابة الساعة»، وتعد هذه الحادثة الثانية من نوعها خلال أسبوع يتم استهداف نقاط عسكرية تابعة للقوات في تلك المنطقة، بعد هجوم دامٍ من قبل مسلحين مجهولين هاجموا نقطة عسكرية لـقوات «مجلس دير الزور» أسفرت عن مقتل خمسة عناصر من «قسد».
إلى ذلك، سيرت القوات الأميركية دورية عسكرية، أول من أمس (الثلاثاء)، بمشاركة عربات برادلي القتالية بالقرب من ضفاف نهر الفرات في بلدة الشحيل بريف دير الزور الشرقي، وهذه المنطقة تواجه تمركز ميليشيات أجنبية موالية للحرس الثوري الإيراني في بادية الشامية، تزامنت مع تحليق طائرات مروحية تابعة للتحالف في أجواء المنطقة. كما سيرت القوات الأميركية دورية في بلدة تل تمر التابعة لريف الحسكة الشمالي، وجابت نقاط التماس بين مناطق نفوذ قوات «قسد»؛ مع تلك الخاضعة لنفوذ الجيش التركي وفصائل سورية موالية في منطقة عمليات «نبع السلام»، وتألفت الدورية من 6 مدرعات انطلقت من قاعدتها في قرية القسرك شرقي تل تمر، وتفقدت قرى الدردارة والفكة ومجبرة الزركان الواقعة على خطوط المواجهة بريف البلدة الشمالي.
من جهة ثانية، خاطبت الإدارة الذاتية، عبر بيان نُشر أمس (الأربعاء)، إدارة جامعة الفرات الحكومية من أجل تسلم محتوياتها وأجهزتها وأرشيف الكليات، التي حافظت عليها سلطات الإدارة الأمنية بعد الهجوم العنيف الذي نفذته خلايا وعناصر تنظيم «داعش» على سجن الصناعة بحي غويران جنوبي الحسكة، وجاء في البيان: «تمت مخاطبة إدارة جامعة الفرات من أجل تسليم كل ما تمت المحافظة عليه من أرشيف ومستلزمات وأجهزة تخص الكليات». وأشار البيان إلى احتمالية تسليم مباني كلية الزراعة وأقسام أخرى لإدارة الجامعة بهدف تمكين الطلبة من استكمال دراستهم الجامعية وتقديم امتحاناتهم، «لأن إدارة الجامعة علقت الامتحانات ولم تستلم حتى الآن الأرشيف والأجهزة ومفاتيح الكلية، في خطوة منها للتهرب من مسؤولياتها أمام الطلبة بهدف نقل الكليات إلى مناطق أخرى».
وأسفر هجوم خلايا موالية للتنظيم والعصيان المسلح الذي نفذه عناصر «داعش» داخل سجن الصناعة بحي غويران في 20 من شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، عن تدمير قسم من مباني الجامعة جراء سيطرة مسلحي التنظيم على المباني المحيطة، وتعرضها للقصف الجوي من طيران التحالف.
وذكر بيان الإدارة: «يحاول النظام نقل هذه الكليات إلى مناطق أخرى تحت حجج واهية، بغية تشويه الحقائق والتهرب من مسؤولياته وإطلاق التصريحات البعيدة عن الحقيقة»، وطالبت الإدارة عبر بيانها إدارة جامعة الفرات الحكومية بالتعاون وتحمل المسؤولية، «لخدمة أبنائنا الطلبة في استكمال دراستهم وتوفير البيئة الآمنة والسليمة لهم».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.