إطلاق شركة لتمويل ودعم المشاريع الحرفية المتوسطة والصغيرة في السعودية

سلطان بن سلمان: الصناعات اليدوية أصبحت فرص عمل واستقرار واستثمار

الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز إلى جانب الأمير فيصل بن تركي بن عبد العزيز وعدد من المسؤولين («الشرق الأوسط»)
الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز إلى جانب الأمير فيصل بن تركي بن عبد العزيز وعدد من المسؤولين («الشرق الأوسط»)
TT

إطلاق شركة لتمويل ودعم المشاريع الحرفية المتوسطة والصغيرة في السعودية

الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز إلى جانب الأمير فيصل بن تركي بن عبد العزيز وعدد من المسؤولين («الشرق الأوسط»)
الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز إلى جانب الأمير فيصل بن تركي بن عبد العزيز وعدد من المسؤولين («الشرق الأوسط»)

في الوقت الذي تم فيه الإعلان عن إطلاق شركة متخصصة بتمويل ودعم المشاريع الحرفية المتوسطة والصغيرة في السعودية، التقى الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار رئيس اللجنة الإشرافية للبرنامج الوطني لتنمية الحرف والصناعات اليدوية (بارع)، الأمير فيصل بن تركي بن عبد العزيز مستشار وزارة البترول والثروة المعدنية، وفواز نواب الرئيس وكبير الإداريين التنفيذيين في شركة أرامكو السعودية توتال للتكرير والبتروكيماويات (ساتورب) وعددا من المسؤولين في الشركة.
وثمّن الأمير سلطان بن سلمان خلال اللقاء الذي عُقد يوم أمس الثلاثاء، في مقر الهيئة بالرياض، بادرة مستشار وزارة البترول والثروة المعدنية بالتنسيق للتعاون فيما بين «بارع» وبرنامج «تراثنا»، بشركة «ساتورب» من خلال هذه الاتفاقية ودعمه للتعاون بينهما.
وعبر الأمير سلطان بن سلمان عن تقديره لمسؤولي الشركة وبرنامج «تراثنا» على حرصهم على التعاون مع «بارع» بما يسهم في تمكين قطاع الحرف والصناعات اليدوية من خدمة المواطنين وتوفير فرص تنموية واستثمارية تستهدف الحرفيين السعوديين والارتقاء بمستوياتهم، وتحويل حرفهم إلى فرص عمل واستقرار وتطور، وفتح مجالات استثمارية تجعلهم موفرين لفرص العمل بدلا من البحث عنها، وليتحول أصناف من المشتغلين بالحرف اليدوية من مستحقين للضمان إلى الأمان، منوها بمبادرة الشركة بإطلاق هذا البرنامج الاجتماعي الذي قدم خدمات جليلة لخدمة التراث بالمملكة.
ونوه الأمير سلطان خلال حديثة بالشراكة المميزة بين الهيئة ومجموعة «أرامكو السعودية» والشركات التابعة لها في عدد من المجالات، مثمنا ما تجده الهيئة وأنشطتها ومشاريع وفعاليات السياحة والتراث الوطني من دعم واهتمام، مرجعا ذلك إلى قناعة المجموعة وشركائها المحليين والدوليين بجدوى دعم هذه القطاعات، والقناعة بمنهجية الإدارية والبرامج التي تشرف عليها الهيئة.
وأكد الأمير سلطان بن سلمان أن قطاع الحرف والصناعات اليدوية من أهم القطاعات الواعدة الموفرة لفرص لعمل والتنمية الاقتصادية في المناطق، مشيرا إلى أن الهيئة من خلال برنامج «بارع» تعمل على دعم هذا القطاع بتدريب الحرفيين وتطوير المنتجات اليدوية وتسويقها.
وأضاف الأمير سلطان بن سلمان: «نحن نؤمن أن قطاع الحرف هو قطاع اقتصادي كبير، والدولة استشعرت أهميته وأصدرت له عدة قرارات وممكنات ليكون رافدا اقتصاديا قويا».
وفي الإطار ذاته، وقع البرنامج الوطني للحرف والصناعات اليدوية «بارع»، وشركة أرامكو السعودية ممثلة بشركة توتال للتكرير والبتروكيماويات ممثلة ببرنامج «تراثنا»، اتفاقية إطلاق شركة لتمويل ودعم المشاريع الحرفية المتوسطة والصغيرة، تقوم شركة «ساتورب» بتمويلها خلال مدة الاتفاقية التي تمتد لعشر سنوات.
ووقع الاتفاقية من جانب هيئة السياحة الدكتور جاسر الحربش المشرف العام على برنامج «بارع»، فيما وقعها من جانب شركة أرامكو فواز نواب الرئيس وكبير الإداريين التنفيذيين.
وتتضمن الاتفاقية اختيار الشركة للمشاريع الحرفية الصغيرة والمتوسطة ذات الجدوى الاقتصادية الواعدة، وتدريب أصحابها على عمل دراسة الجدوى الاقتصادية لمشاريعهم، وتقديم التمويل لها حسب المعايير الموضوعة من قبل الشركة، وتطوير الحرف والصناعات اليدوية حسب استراتيجية مبادرة «تراثنا» التابعة للشركة.
ويتولى «بارع» تزويد الشركة بأفضل الخبرات والتجارب في مجال تطوير الحرف والصناعات اليدوية، وإطلاق مبادرات ومشاريع تخدم الحرفيين وتطوير الحرف والصناعات اليدوية في مختلف المجالات، كما سيتم من خلال الاتفاقية عقد سلسلة من الدورات وورش العمل، في مجال الحرف والصناعات اليدوية، والعمل على تحفيز الجهات الحكومية والمؤسسات العامة لشراء المنتجات الوطنية من الحرفيين.



الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
TT

الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)

على مدار الأسبوعين الماضيين، اجتمع قادة الدول والمنظمات الدولية، والمستثمرون، والقطاع الخاص، في العاصمة السعودية الرياض، لمناقشة قضايا المناخ، والتصحر، وتدهور الأراضي، وندرة المياه، وسط «مزاج جيد ونيات حسنة»، وفق الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر إبراهيم ثياو، خلال مؤتمر صحافي عُقد مساء الخميس.

وجرى جمع 12 مليار دولار تعهدات تمويل من المنظمات الدولية الكبرى. وفي المقابل، تُقدَّر الاستثمارات المطلوبة لتحقيق أهداف مكافحة التصحر وتدهور الأراضي بين 2025 و2030 بنحو 355 مليار دولار سنوياً، مما يعني أن هناك فجوة تمويلية ضخمة تُقدَّر بـ278 مليار دولار سنوياً، وهو ما يشكل عقبة كبيرة أمام تحقيق الأهداف البيئية المطلوبة.

وحتى كتابة هذا الخبر، كانت المفاوضات لا تزال جارية. وكان من المرتقب إعلان النتائج في مؤتمر صحافي عصر اليوم، إلا أنه أُلغي، و«تقرَّر إصدار بيان صحافي يوضح نتائج المؤتمر فور انتهاء الاجتماع، وذلك بدلاً من عقد المؤتمر الصحافي الذي كان مخططاً له في السابق»، وفق ما أرسلته الأمم المتحدة لممثلي وسائل الإعلام عبر البريد الإلكتروني.

التمويل

وقد تعهدت «مجموعة التنسيق العربية» بـ10 مليارات دولار، في حين قدَّم كل من «صندوق أوبك» و«البنك الإسلامي للتنمية» مليار دولار، ليصبح بذلك إجمالي التمويل 12 مليار دولار، وهو ما جرى الإعلان عنه يوم الخميس.

وكانت السعودية قد أطلقت، في أول أيام المؤتمر، «شراكة الرياض العالمية للتصدي للجفاف»، بتخصيص 150 مليون دولار على مدى السنوات العشر المقبلة.

وأشار تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إلى وجود فجوة تمويلية تبلغ 278 مليار دولار سنوياً، تهدد قدرة الدول على تحقيق أهداف مكافحة هذه الظواهر بحلول عام 2030، ما يشكل عقبة أمام استعادة الأراضي المتدهورة التي تُقدَّر مساحتها بمليار هكتار.

وتبلغ الاستثمارات المطلوبة لتحقيق هذه الأهداف بين 2025 و2030، نحو 355 مليار دولار سنوياً، في حين أن الاستثمارات المتوقعة لا تتجاوز 77 ملياراً، مما يترك فجوة تمويلية ضخمة تصل إلى 278 مليار دولار، وفق تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، الذي أصدرته في اليوم الثاني من المؤتمر. وفي وقت تواجه الأرض تحديات بيئية تتعلق بتدهور الأراضي والتصحر، إذ أشارت التقارير التي جرى استعراضها، خلال المؤتمر، إلى أن 40 في المائة من أراضي العالم تعرضت للتدهور، مما يؤثر على نصف سكان العالم ويتسبب في عواقب وخيمة على المناخ والتنوع البيولوجي وسُبل العيش.

وفي الوقت نفسه، يفقد العالم أراضيه الخصبة بمعدلات مثيرة للقلق، وزادت حالات الجفاف بنسبة 29 في المائة منذ عام 2000، متأثرة بالتغير المناخي، وسوء إدارة الأراضي، مما أدى إلى معاناة ربع سكان العالم من موجات الجفاف، ومن المتوقع أن يواجه ثلاثة من كل أربعة أشخاص في العالم ندرة كبيرة في المياه بحلول عام 2050، وفقاً لبيانات اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر. وقد ارتفع الجفاف الحاد بنسبة 233 في المائة خلال خمسين عاماً، وفق آخِر تقارير «البنك الدولي».

وفي ظل هذه الظروف، جاء مؤتمر الرياض «كوب 16» لمناقشة أهمية التعاون الدولي والاستجابة الفعّالة لمجابهة هذه التحديات، وليسلّط الضوء على ضرورة استعادة 1.5 مليار هكتار من الأراضي بحلول عام 2030 لتحقيق الاستدامة البيئية.

يُذكر أن «مؤتمر كوب 16» هو الأول من نوعه الذي يُعقَد في منطقة الشرق الأوسط، وأكبر مؤتمر متعدد الأطراف تستضيفه المملكة على الإطلاق. وصادف انعقاده الذكرى الثلاثين لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إحدى المعاهدات البيئية الثلاث الرئيسية المعروفة باسم «اتفاقيات ريو»، إلى جانب تغير المناخ والتنوع البيولوجي.