مصطفى علوش: الشيعة يُستخدمون «وقوداً لمشروع إيران»

رأى أن التشظي السُنّي سابق لعزوف الحريري

مصطفى علوش
مصطفى علوش
TT

مصطفى علوش: الشيعة يُستخدمون «وقوداً لمشروع إيران»

مصطفى علوش
مصطفى علوش

يصف نائب رئيس «تيار المستقبل» مصطفى علوش في حديث لـ«الشرق الأوسط» وضع السنة في لبنان بأنه «في مهب الريح»، ويشير إلى أن «هذه الطائفة اليوم تواجه مشكلة امتدادها الجغرافي المحبوس بين الرئيس السوري بشار الأسد وإيران وروسيا، في وقت يتم استخدام الشيعة كوقود لمشروع إيران، أما المسيحيون فيعتريهم هاجس أنهم أقلية في المنطقة وفي هذه المرحلة يعودون إلى التقوقع وطرح العودة إلى لبنان الصغير».
وإذ يؤكد أن «الخيارات أمام السنة اليوم غير واضحة»، يدعوهم إلى إعادة ترتيب وتركيز خياراتهم السياسية، معتبراً أن «الخيار الوحيد أمامهم اليوم هو أن يكونوا مواطنين في دولة الكل متساوون فيها».
وعن مستقبل الطائفة السنية في لبنان، يشدد علوش على أن «الإشكال الكبير اليوم هو الوجود المسلح للطائفة الشيعية والمستند إلى دعم إقليمي اسمه إيران»، موضحاً أن مشكلة الطائفة السنية على مدى السنوات العشر الماضية أنها أولاً طائفة غير مسلحة ومستهدفة من تحالف يمثله رئيس الجمهورية ميشال عون و«حزب الله»، وفي الوقت ذاته هي معراة من أي دعم على المستويين الإقليمي والدولي.
ويضيف: «جزء من الإشكال أيضاً أن شبح (داعش) و(النصرة) دائماً يلوح في خلفية الطائفة السنية ما أدى إلى تعرية الطائفة من الدعم الدولي على أساس أنها قد تتحول إلى التشدد بأي لحظة من اللحظات».
ويشرح أن «سنة لبنان يشعرون بشكل عام بالاستضعاف والاستهداف»، ويعطي مثالاً على ذلك سوريا التي يقطنها 14 مليون سني «طردوا من بيوتهم مقابل مقتل نصف مليون ولم تمد اليد لهم دولياً».
ورداً على سؤال عن خيارات الطائفة السنية، يعتبر علوش أنها «مغلقة الآن»، مؤكداً أن «الأهم ألا يضيعوا البوصلة وأن تعود القيادات السياسية ذات الخبرة والرؤية والمصداقية إلى التحرك كي لا يفقد المواطنون السنة الأمل بهذا البلد».
وعما إذا كان انسحاب الزعيم السني رئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري من الحياة السياسية يؤثر على خيارات الطائفة السنية، يذكر علوش بأن «جمهور السنة كان يتهم سعد الحريري والحريرية السياسية على مدى سنوات بأنها باعت الطائفة وتخاذلت، وحتى ضمن «تيار المستقبل» كانت هناك انتقادات واسعة لخيارات التيار ورئيسه، وبالتالي هناك اتجاهان فقد يكون عزوف الحريري قد حرر السنة من الواقع الذي كانوا مأسورين فيه أو من الممكن أن يطالبوا بعودته للتفاهم على كيفية إدارة الأمور.
ويقول: «هناك واقع أن خمسين في المائة من التمثيل السني موجود عند (تيار المستقبل) الذي أعلن عدم خوض الانتخابات وبالتالي لدى أبناء الطائفة السنية اليوم الحرية المطلقة لاختيار ما يريدون. ويضيف: «نحن فشلنا كـ(تيار المستقبل) بتغيير المعادلة والمعطيات فدعونا نفكر بخيارات أخرى».
ويرى علوش أن تشظي الطائفة السنية موجود قبل عزوف سعد الحريري بل إن خروجه من الحياة السياسية هو نتيجة هذا التشظي الحاصل وقد يكون هو سببه إذ يعتبر البعض أنه فرط بحقوق السنة من خلال التسويات إن كان مع «حزب الله» أو مع التيار الوطني الحر، معتبراً أن «ما حصل قد يكون الطريق لإعادة إصلاح الأمور إما من خلال عودته بلباس واضح المعالم وهو لباس المواجهة أو بأن يتجه السنة إلى خيارات مختلفة».



المرتزقة في ليبيا... عصف الحرب المأكول

TT

المرتزقة في ليبيا... عصف الحرب المأكول

بعد 9 أشهر من الحرب التي شنها قائد «الجيش الوطني الليبي»، المشير خليفة حفتر، على العاصمة الليبية طرابلس، في 4 أبريل (نيسان) 2019، مدعوماً بمقاتلين من مجموعة «فاغنر» الروسية، دفعت أنقرة بمرتزقة ينتمون لمجموعات سورية معارضة، أبرزها فصيل «السلطان مراد»، الذي غالبية عناصره من تركمان سوريا، إلى ليبيا. وبعد اقتتال دام 14 شهراً، نجحت القوات التابعة لحكومة فايز السراج، في إجبار قوات «الجيش الوطني» على التراجع خارج الحدود الإدارية لطرابلس.

وفي تحقيق لـ«الشرق الأوسط» تجري أحداثه بين ليبيا وسوريا والسودان وتشاد ومصر، تكشف شهادات موثقة، كيف انخرط مقاتلون من تلك البلدان في حرب ليست حربهم، لأسباب تتراوح بين «آيديولوجية قتالية»، أو «ترغيب مالي»، وكيف انتهى بعضهم محتجزين في قواعد عسكرية بليبيا، وأضحوا الحلقة الأضعف بعدما كان دورهم محورياً في بداية الصراع.

وفي يناير (كانون الثاني) 2024، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن عدد عناصر «المرتزقة السوريين» في طرابلس تجاوز 7 آلاف سابقاً، لكن فرّ منهم نحو 3 آلاف وتحولوا إلى لاجئين في شمال أفريقيا وأوروبا.

مرتزقة الحرب الليبية.. وقود المعارك وعبء الانتصارات والهزائم